تقرير للأمم المتحدة: التغير المناخي يضر بصحتنا
ضربت موجة حر شمال غرب المحيط الهادي الصيف الماضي. وشهد "مركز هاربرفيو الطبي" في سياتل إدخال حالات بأعداد لم يشهدها منذ بداية جائحة "كوفيد-19"، بحسب "د. جيرمي هيس"، طبيب غرفة الطوارئ. يقول هيس: "شعرت للمرة الأولى أنني جزء من طاقم طبي يتعامل مع التغير المناخي. شخصيًا، شعرت بالحزن".
إذ سببت موجة الحر هذه أكثر من 1000 حالة وفاة في الولايات المتحدة وكندا. وتعد موجات الحر نموذجًا واحدًا فقط من مخاطر تغيرات المناخ على حياة البشر. وقد صدر تقرير عن "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ"، التابع للأمم المتحدة، وشارك في إعداده هيس. يوضح هذا التقرير كيفية تأثير تغيرات المناخ علينا الآن، وكيف يمكننا التأقلم معها، في مجالات الزراعة والتطور العمراني وغيرها. لقد أدت انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون والميثان وغيرها من غازات الدفيئة إلى ارتفاع درجات الحرارة بواقع 1.1 درجة مئوية. وسوف يؤدي ارتفاعها المتوقع بمعدل 1.5 درجة مئوية إلى عواقف وخيمة، تغدو معها بعض إجراءات التأقلم غير مجدية. يفيد التقرير بأن أقل المساهمين في التغير المناخي، وهم ذوو الدخل المنخفض في الدول النامية، سوف يتحملون لهيب الحرارة المرتفعة والأمراض المنقولة وضعف الصحة العقلية. تقول "كريستي إيبي"، مؤلفة شاركت في إعداد التقرير وخبيرة في الصحة العالمية لدى "جامعة واشنطن": "نرى بأعيننا حالات وفاة بسبب التغير المناخي. يجب أن نتأقلم، وإلا سيموت المزيد". ويقول التقرير إن ثلث سكان العالم معرضون للإجهاد الحراري، وسيترفع هذا الرقم إلى 48 - 76 بالمئة بحسب الإجراءات التي نتخذها للحد من الانبعاثات قبل عام 2100.
أهم العبر في التقرير
أعد التقرير نخبة من علماء العالم، ويمثل أحدث نظرة على واقع التغير المناخي. كما ويقدم مقترحات لتعديلات ظروف الحياة المستقبلية. يقدم التقرير دلائل على تأثيرات الانبعاثات على المناخ. ويؤكد أن تغير المناخ يؤدي إلى كوارث وأمراض قاتلة. وتشمل قائمة المخاطر الحرارة الشديدة والفيضانات وعواصف أشد والجفاف وتلوث الهواء من حرائق الغابات وانتشار الأمراض المنقولة مثل، حمى غرب النيل والملاريا. وللمرة الأولى، يشرح التقرير بالتفصيل تأثيرات تغير المناخ على الصحة العقلية. كما ويربط بين الكوارث الطبيعية والجفاف والإصابة باضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب. ويشير التقرير إلى تأثر المدن بالحر الشديد، ما قد يتسبب بحالات وفاة لسكان الأحياء الفقيرة والمتشردين.
في عام 2003، تسببت موجة حر في أوروبا في وفاة نحو 70 ألف فرد.
الحر القاتل
يتسبب الحر في أكبر عدد من الوفيات مقارنة بأحوال الطقس الأخرى، إذ يقول "لاري كيني"، أخصائي نفسي في "جامعة ولاية بنسلفانيا": "البشر مخلوقات استوائية نشأت في المناطق الحارة. بإمكان البشر عمومًا تحمل الحرارة لفترة قصيرة، وذلك بسبب التعرق، على أن يتبخر العرق". لكن العرق لا يتبخر في الرطوبة المرتفعة، لذا يواجه المزيد من البشر خطر الحر والرطوبة. يقول "مجتبى صادق"، أخصائي المناخ لدى "جامعة بويز الحكومية": "سوف نرى حالات وفاة. لقد كانت موجات الحر الأخيرة قاتلة". على سبيل المثال تسببت موجة حر في أوروبا في عام 2003 في حوالى 70 ألف حالة وفاة.
ماذا سنفعل؟
تقول "لورين جينكس"، سكرتيرة مساعدة للصحة العامة المناخية لدى "إدارة الصحة العامة" في واشنطن: "تعلمنا من موجة الحر الماضية أن البنى التحتية قد تفشل. لقد فشلت ثلاجات المطاعم والمتاجر في المحافظة على درجات حرارة منخفضة، واضطر الباعة لرمي الكثير من الطعام الفاسد". ويفتقد معظم سكان سياتل إلى المكيفات. لذا تنظر المدينة في توفير التكييف المنزلي أو مراكز مجتمعية مكيفة. ويقول التقرير إن توفير الرعاية الصحية المتكافئة للجميع يساعد مدننا على التأقلم. كما ويجب توفير أنظمة الإنذار المبكر لتتمكن المدن من توفير مراكز مجتمعية مكيفة مسبقًا. ويجب تطوير شبكات الكهرباء وأنظمة الرعاية الصحية للتعامل مع الضغط الناتج عن التكييف والثلاجات وحالات الإصابة بالإجهاد الحراري. ويصف جيرمي هيس الوضع بقوله: "سوف تأتي موجة حر تتسبب في حرائق غابات، ثم تنقطع الكهرباء، وسوف يتكرر كل ذلك مرة أخرى. هذا وصف مأساوي لكنه واقعي".
تقرير للأمم المتحدة: التغير المناخي يضر بصحتنا
ضربت موجة حر شمال غرب المحيط الهادي الصيف الماضي. وشهد "مركز هاربرفيو الطبي" في سياتل إدخال حالات بأعداد لم يشهدها منذ بداية جائحة "كوفيد-19"، بحسب "د. جيرمي هيس"، طبيب غرفة الطوارئ. يقول هيس: "شعرت للمرة الأولى أنني جزء من طاقم طبي يتعامل مع التغير المناخي. شخصيًا، شعرت بالحزن".
إذ سببت موجة الحر هذه أكثر من 1000 حالة وفاة في الولايات المتحدة وكندا. وتعد موجات الحر نموذجًا واحدًا فقط من مخاطر تغيرات المناخ على حياة البشر. وقد صدر تقرير عن "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ"، التابع للأمم المتحدة، وشارك في إعداده هيس. يوضح هذا التقرير كيفية تأثير تغيرات المناخ علينا الآن، وكيف يمكننا التأقلم معها، في مجالات الزراعة والتطور العمراني وغيرها. لقد أدت انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون والميثان وغيرها من غازات الدفيئة إلى ارتفاع درجات الحرارة بواقع 1.1 درجة مئوية. وسوف يؤدي ارتفاعها المتوقع بمعدل 1.5 درجة مئوية إلى عواقف وخيمة، تغدو معها بعض إجراءات التأقلم غير مجدية. يفيد التقرير بأن أقل المساهمين في التغير المناخي، وهم ذوو الدخل المنخفض في الدول النامية، سوف يتحملون لهيب الحرارة المرتفعة والأمراض المنقولة وضعف الصحة العقلية. تقول "كريستي إيبي"، مؤلفة شاركت في إعداد التقرير وخبيرة في الصحة العالمية لدى "جامعة واشنطن": "نرى بأعيننا حالات وفاة بسبب التغير المناخي. يجب أن نتأقلم، وإلا سيموت المزيد". ويقول التقرير إن ثلث سكان العالم معرضون للإجهاد الحراري، وسيترفع هذا الرقم إلى 48 - 76 بالمئة بحسب الإجراءات التي نتخذها للحد من الانبعاثات قبل عام 2100.
أهم العبر في التقرير
أعد التقرير نخبة من علماء العالم، ويمثل أحدث نظرة على واقع التغير المناخي. كما ويقدم مقترحات لتعديلات ظروف الحياة المستقبلية. يقدم التقرير دلائل على تأثيرات الانبعاثات على المناخ. ويؤكد أن تغير المناخ يؤدي إلى كوارث وأمراض قاتلة. وتشمل قائمة المخاطر الحرارة الشديدة والفيضانات وعواصف أشد والجفاف وتلوث الهواء من حرائق الغابات وانتشار الأمراض المنقولة مثل، حمى غرب النيل والملاريا. وللمرة الأولى، يشرح التقرير بالتفصيل تأثيرات تغير المناخ على الصحة العقلية. كما ويربط بين الكوارث الطبيعية والجفاف والإصابة باضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب. ويشير التقرير إلى تأثر المدن بالحر الشديد، ما قد يتسبب بحالات وفاة لسكان الأحياء الفقيرة والمتشردين.
في عام 2003، تسببت موجة حر في أوروبا في وفاة نحو 70 ألف فرد.
الحر القاتل
يتسبب الحر في أكبر عدد من الوفيات مقارنة بأحوال الطقس الأخرى، إذ يقول "لاري كيني"، أخصائي نفسي في "جامعة ولاية بنسلفانيا": "البشر مخلوقات استوائية نشأت في المناطق الحارة. بإمكان البشر عمومًا تحمل الحرارة لفترة قصيرة، وذلك بسبب التعرق، على أن يتبخر العرق". لكن العرق لا يتبخر في الرطوبة المرتفعة، لذا يواجه المزيد من البشر خطر الحر والرطوبة. يقول "مجتبى صادق"، أخصائي المناخ لدى "جامعة بويز الحكومية": "سوف نرى حالات وفاة. لقد كانت موجات الحر الأخيرة قاتلة". على سبيل المثال تسببت موجة حر في أوروبا في عام 2003 في حوالى 70 ألف حالة وفاة.
ماذا سنفعل؟
تقول "لورين جينكس"، سكرتيرة مساعدة للصحة العامة المناخية لدى "إدارة الصحة العامة" في واشنطن: "تعلمنا من موجة الحر الماضية أن البنى التحتية قد تفشل. لقد فشلت ثلاجات المطاعم والمتاجر في المحافظة على درجات حرارة منخفضة، واضطر الباعة لرمي الكثير من الطعام الفاسد". ويفتقد معظم سكان سياتل إلى المكيفات. لذا تنظر المدينة في توفير التكييف المنزلي أو مراكز مجتمعية مكيفة. ويقول التقرير إن توفير الرعاية الصحية المتكافئة للجميع يساعد مدننا على التأقلم. كما ويجب توفير أنظمة الإنذار المبكر لتتمكن المدن من توفير مراكز مجتمعية مكيفة مسبقًا. ويجب تطوير شبكات الكهرباء وأنظمة الرعاية الصحية للتعامل مع الضغط الناتج عن التكييف والثلاجات وحالات الإصابة بالإجهاد الحراري. ويصف جيرمي هيس الوضع بقوله: "سوف تأتي موجة حر تتسبب في حرائق غابات، ثم تنقطع الكهرباء، وسوف يتكرر كل ذلك مرة أخرى. هذا وصف مأساوي لكنه واقعي".