التغير المناخي ومستقبل القهوة
يتطلب كل محصول زراعي قدرًا محددًا من الأمطار ودرجات الحرارة لينمو ويثمر. مع الارتفاع المطرد لدرجات الحرارة، فإن مناطق الزراعة الحالية للعديد من المحاصيل غدت أقل ملاءمة، وبالتحرك شمالًا فإن المناطق الزراعية أصبحت أكثر دفئًا بما يتناسب مع محاصيل استوائية كانت لا تُزرع فيها من قبل. يبلغ معدل الاستهلاك السنوي للقهوة بـ400 مليار كوب من القهوة، وفي طليعة الدول المنتجة، البرازيل، وإثيوبيا، وإندونيسيا، وكولومبيا. تتميز هذه الدول بمناخ استوائي بارد إلى دافئ وأمطار موسمية، وهي ظروف مثالية لزراعة القهوة.
يُتوقع أن تنتقل المناطق الصالحة لزراعة القهوة شمالًا مع تغير الظروف المناخية بحيث تصبح الصين والولايات المتحدة دولًا منتجة للقهوة، وتنخفض بالتالي القدرة الإنتاجية لدى الدول المتصدرة حاليًا.
يتوقع العلماء أن ينخفض عدد المناطق الصالحة لزراعة القهوة بنسبة 50 بالمئة بحلول عام 2050 نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتزايد هطول الأمطار التي من شأنها أن تغير نسبة الحموضة والمركبات العضوية في التربة. ويُتوقع أن تنتقل المناطق الصالحة لزراعة القهوة شمالًا مع تغير الظروف المناخية بحيث تصبح الصين والولايات المتحدة دولًا منتجة للقهوة، وتنخفض بالتالي القدرة الإنتاجية لدى الدول المتصدرة حاليًا. تُقدر صادرات الغذاء العالمي من مزارع صغيرة بنحو الثلث، معظم هذه المزارع تقع في دول نامية ضمن مجتمعات صغيرة. الزراعة بالنسبة لهذه المجتمعات هي المصدر الوحيد للعيش والرزق. ومع انتقال المناطق الملائمة لزراعة العديد من المحاصيل -ليست القهوة فحسب- فإن هذه المجتمعات ستواجه صعوبات معيشية، وهي تشهد تناقص قدرتها على الإنتاج عامًا بعد عام.
مزارعة تقطف ثمار قهوة "أرابيكا" في موسم الحصاد في إندونيسيا من شهر نوفمبر. دراسة حديثة تشير إلى أن التغير المناخي سيحد من القدرة الإنتاجية لمحاصيل مفضلة كالقهوة والأفوكادو والكاجو، ومعظم المتضررين هم المزارعون البسطاء في دول استوائية نامية. الصورة: Chaideer Mahyuddin, AFP via Getty
ارتفعت درجة الحرارة العالمية بمتوسط 1.1 درجة مئوية بالفعل، ما أدى إلى وقوع كوارث بيئية في مختلف البقاع من أعاصير وفيضانات أشد دمارًا مما مضى. بحلول عام 2100، إن لم يتم خفض غازات الدفيئة بشكل جذري فإن درجة الحرارة العالمية قد تزيد بنسبة 4 درجات مئوية، وهو ارتفاع كارثي على مستوى المحيطات والبيئة وكوب قهوتك الصباحي. معظم البحوث التي أُجريت حول التغير المناخي والزراعة تتم على محاصيل سريعة النمو مثل الصويا والقمح والذرة. أما القهوة فتعد محصولًا بطيئًا تتم زراعته قبل سنين من أول حصاد، ما يعني أن اتخاذ قرار الزراعة في مكان ما أمر محوري ويعتمد على توقعات دقيقة بشأن الظروف الجوية وهطول الأمطار من أجل مردود مادي مجزٍ، ومع تزايد آثار الاحتباس الحراري فإن الظروف بالنسبة للمزارعين تزداد صعوبة.
لمساعدة هذه المجتمعات على الصمود في وجه التغير المناخي، يقترح البعض تهجين المحاصيل الزراعية كحل مثالي لتصبح أكثر قدرة على تحمل درجات الحرارة، ويشير آخرون إلى استحالة التهجين بسرعة كافية لمواكبة آثار الاحتباس الحراري، إذ إن أشد المحاصيل تحملًا للحرارة لن تصمد في وجه التغير المناخي. لقد حان الوقت ليتعاضد البشر في سبيل ردع آثار التغير المناخي، وإن لم يكن هناك من سبب يوحدهم سوى إنقاذ مستقبل المشروب الثالث عالميًا بين أكثر المشروبات استهلاكًا.
التغير المناخي ومستقبل القهوة
يتطلب كل محصول زراعي قدرًا محددًا من الأمطار ودرجات الحرارة لينمو ويثمر. مع الارتفاع المطرد لدرجات الحرارة، فإن مناطق الزراعة الحالية للعديد من المحاصيل غدت أقل ملاءمة، وبالتحرك شمالًا فإن المناطق الزراعية أصبحت أكثر دفئًا بما يتناسب مع محاصيل استوائية كانت لا تُزرع فيها من قبل. يبلغ معدل الاستهلاك السنوي للقهوة بـ400 مليار كوب من القهوة، وفي طليعة الدول المنتجة، البرازيل، وإثيوبيا، وإندونيسيا، وكولومبيا. تتميز هذه الدول بمناخ استوائي بارد إلى دافئ وأمطار موسمية، وهي ظروف مثالية لزراعة القهوة.
يُتوقع أن تنتقل المناطق الصالحة لزراعة القهوة شمالًا مع تغير الظروف المناخية بحيث تصبح الصين والولايات المتحدة دولًا منتجة للقهوة، وتنخفض بالتالي القدرة الإنتاجية لدى الدول المتصدرة حاليًا.
يتوقع العلماء أن ينخفض عدد المناطق الصالحة لزراعة القهوة بنسبة 50 بالمئة بحلول عام 2050 نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتزايد هطول الأمطار التي من شأنها أن تغير نسبة الحموضة والمركبات العضوية في التربة. ويُتوقع أن تنتقل المناطق الصالحة لزراعة القهوة شمالًا مع تغير الظروف المناخية بحيث تصبح الصين والولايات المتحدة دولًا منتجة للقهوة، وتنخفض بالتالي القدرة الإنتاجية لدى الدول المتصدرة حاليًا. تُقدر صادرات الغذاء العالمي من مزارع صغيرة بنحو الثلث، معظم هذه المزارع تقع في دول نامية ضمن مجتمعات صغيرة. الزراعة بالنسبة لهذه المجتمعات هي المصدر الوحيد للعيش والرزق. ومع انتقال المناطق الملائمة لزراعة العديد من المحاصيل -ليست القهوة فحسب- فإن هذه المجتمعات ستواجه صعوبات معيشية، وهي تشهد تناقص قدرتها على الإنتاج عامًا بعد عام.
مزارعة تقطف ثمار قهوة "أرابيكا" في موسم الحصاد في إندونيسيا من شهر نوفمبر. دراسة حديثة تشير إلى أن التغير المناخي سيحد من القدرة الإنتاجية لمحاصيل مفضلة كالقهوة والأفوكادو والكاجو، ومعظم المتضررين هم المزارعون البسطاء في دول استوائية نامية. الصورة: Chaideer Mahyuddin, AFP via Getty
ارتفعت درجة الحرارة العالمية بمتوسط 1.1 درجة مئوية بالفعل، ما أدى إلى وقوع كوارث بيئية في مختلف البقاع من أعاصير وفيضانات أشد دمارًا مما مضى. بحلول عام 2100، إن لم يتم خفض غازات الدفيئة بشكل جذري فإن درجة الحرارة العالمية قد تزيد بنسبة 4 درجات مئوية، وهو ارتفاع كارثي على مستوى المحيطات والبيئة وكوب قهوتك الصباحي. معظم البحوث التي أُجريت حول التغير المناخي والزراعة تتم على محاصيل سريعة النمو مثل الصويا والقمح والذرة. أما القهوة فتعد محصولًا بطيئًا تتم زراعته قبل سنين من أول حصاد، ما يعني أن اتخاذ قرار الزراعة في مكان ما أمر محوري ويعتمد على توقعات دقيقة بشأن الظروف الجوية وهطول الأمطار من أجل مردود مادي مجزٍ، ومع تزايد آثار الاحتباس الحراري فإن الظروف بالنسبة للمزارعين تزداد صعوبة.
لمساعدة هذه المجتمعات على الصمود في وجه التغير المناخي، يقترح البعض تهجين المحاصيل الزراعية كحل مثالي لتصبح أكثر قدرة على تحمل درجات الحرارة، ويشير آخرون إلى استحالة التهجين بسرعة كافية لمواكبة آثار الاحتباس الحراري، إذ إن أشد المحاصيل تحملًا للحرارة لن تصمد في وجه التغير المناخي. لقد حان الوقت ليتعاضد البشر في سبيل ردع آثار التغير المناخي، وإن لم يكن هناك من سبب يوحدهم سوى إنقاذ مستقبل المشروب الثالث عالميًا بين أكثر المشروبات استهلاكًا.