الأشعة السينية تكشف حجم ضرر "كورونا" على الإنسان

أشعة سينية تكشف حجم ضرر "كورونا" على الإنسان
يواصل فيروس كورونا تدمير رئات ضحاياه منذ نهاية عام 2019، لكن حجم الضرر الحقيقي الذي يتسبب به الفيروس لا يزال غير معروف بشكل دقيق.

بعد مرور ستة أشهر على إعلان "كوفيد-19" جائحة عالمية، لم يكن العلماء على إدراك كامل بحجم الضرر الذي يسببه فيروس كورونا على جسم الإنسان وأعضاءه، على الرغم من المساعي الحثيثة نحو ذلك. ومن هؤلاء العلماء "بول تافورو"، عالم أحافير لديه إنجازات باهرة في استخدام الأشعة السينية على الأحافير والمومياوات. لذا طُلب منه المشاركة في إنتاج تقنية تتيح رؤية أعضاء الإنسان من الداخل بوضوح غير مسبوق، وذلك من خلال استخدام الأشعة السينية المعززة التي يتم توليدها لدى "المعمل الأوروبي للإشعاع السنكروتروني".

تمكن الفريق المكون من تافورو و30 عالمًا من إنتاج مسح جديد بالأشعة السينية، يحمل اسم "المسح المقطعي الهرمي". تقدم هذه التقنية أوضح مسحات الأشعة السينية على مستوى العالم. وتتيح للعلماء أخيرًا الاطلاع بشكل مقرب على الأوعية الدموية والخلايا. هذه التقنية تُشبه الأشعة المقطعية، لكنها توفر تفاصيل أكثر بمليون مرة. يواجه العلماء تحديًا، وهو إبقاء أعضاء الإنسان بحالة مستقرة للحصول على مسحات عالية الوضوح. إذ يجب أن يتم إبقاء العضو في حال سكون كامل، فحركته بمقدار واحد من ألف من المليمتر تؤدي إلى صور مهزوزة لا تخدم الغرض. وفي هذه الفترة كان تافورو يقضي معظم وقته في المنزل بسبب الإغلاق الناتج عن الجائحة. فاستغل وقته ومنتجات من المتجر القريب منه، للبحث عن طريقة تمكنه من حفظ الأعضاء في حالة سكون داخل عبوات الفحص. واستخدم أمعاء حيوانات تم توصيلها له من محل جزار قريب من منزله. قضى تافورو ساعات طوال في المحاولة، ولم تذهب محاولاته سدى؛ إذ نجح في تصوير أول مسحة لرئة بشرية في يونيو عام 2021. ومن النظرة الأولى أدرك زملاؤه أهمية عملهم ودور هذه المسحة الأولى للبشرية جمعاء. أظهرت المسحة بوضوح كبير أن الفيروس ليس مرضًا رئويًا فحسب، فهو يتسبب بضرر للأوعية الدموية، ويسمح بتشكل حزم غير طبيعية من الأوعية الصغيرة. هذه التقنية هي الإنجاز الكبير الذي ينتظره كل عالم طوال مسيرة عمله.

صورة بتقنية المسح المقطعي الهرمي لرئة رجل عمره 54 عامًا توفي نتيجة الإصابة بـ"كوفيد-19". تظهر المساحات الهوائية باللون السماوي، والأوعية الدموية السليمة باللون الأحمر، والأوعية الدموية المسدودة والتالفة باللون الأصفر. الصورة: Luca Locatelli and ESRF, Human Organ Atlas

تواصلت فرق أبحاث من جميع أنحاء العالم مع فريق تافورو لمعرفة المزيد عن التقنية. وأثمرت منحة بقيمة مليون دولار من "مبادرة تشان زوكربيرغ" عن مشروع "أطلس أعضاء الإنسان". يهدف المشروع إلى تصوير أعضاء الجسم البشري، ليقدم للبشرية المزيد من التفاصيل الدقيقة لكل عضو. وقد تم تصوير 35 عضوًا، ويتم الإعداد لتصوير 80 عضوًا آخر، وأنتج الفريق مقاطع فيديو تعرض البيانات الجديدة وأتاحه بشكل حر على شبكة الإنترنت. وتم افتتاح منشأة جديدة لتصوير النماذج بالأشعة السينية في وقت أقصر وبوضوح أكبر. ويسعى الفريق إلى تصوير كامل الجذع البشري قبل نهاية عام 2023. تأخذنا هذه التقنية وغيرها من الاكتشافات الحديثة إلى حقبة جديدة من المعرفة والإدراك بما كان سابقًا خفايا الجسم البشري. 

الأشعة السينية تكشف حجم ضرر "كورونا" على الإنسان

أشعة سينية تكشف حجم ضرر "كورونا" على الإنسان
يواصل فيروس كورونا تدمير رئات ضحاياه منذ نهاية عام 2019، لكن حجم الضرر الحقيقي الذي يتسبب به الفيروس لا يزال غير معروف بشكل دقيق.

بعد مرور ستة أشهر على إعلان "كوفيد-19" جائحة عالمية، لم يكن العلماء على إدراك كامل بحجم الضرر الذي يسببه فيروس كورونا على جسم الإنسان وأعضاءه، على الرغم من المساعي الحثيثة نحو ذلك. ومن هؤلاء العلماء "بول تافورو"، عالم أحافير لديه إنجازات باهرة في استخدام الأشعة السينية على الأحافير والمومياوات. لذا طُلب منه المشاركة في إنتاج تقنية تتيح رؤية أعضاء الإنسان من الداخل بوضوح غير مسبوق، وذلك من خلال استخدام الأشعة السينية المعززة التي يتم توليدها لدى "المعمل الأوروبي للإشعاع السنكروتروني".

تمكن الفريق المكون من تافورو و30 عالمًا من إنتاج مسح جديد بالأشعة السينية، يحمل اسم "المسح المقطعي الهرمي". تقدم هذه التقنية أوضح مسحات الأشعة السينية على مستوى العالم. وتتيح للعلماء أخيرًا الاطلاع بشكل مقرب على الأوعية الدموية والخلايا. هذه التقنية تُشبه الأشعة المقطعية، لكنها توفر تفاصيل أكثر بمليون مرة. يواجه العلماء تحديًا، وهو إبقاء أعضاء الإنسان بحالة مستقرة للحصول على مسحات عالية الوضوح. إذ يجب أن يتم إبقاء العضو في حال سكون كامل، فحركته بمقدار واحد من ألف من المليمتر تؤدي إلى صور مهزوزة لا تخدم الغرض. وفي هذه الفترة كان تافورو يقضي معظم وقته في المنزل بسبب الإغلاق الناتج عن الجائحة. فاستغل وقته ومنتجات من المتجر القريب منه، للبحث عن طريقة تمكنه من حفظ الأعضاء في حالة سكون داخل عبوات الفحص. واستخدم أمعاء حيوانات تم توصيلها له من محل جزار قريب من منزله. قضى تافورو ساعات طوال في المحاولة، ولم تذهب محاولاته سدى؛ إذ نجح في تصوير أول مسحة لرئة بشرية في يونيو عام 2021. ومن النظرة الأولى أدرك زملاؤه أهمية عملهم ودور هذه المسحة الأولى للبشرية جمعاء. أظهرت المسحة بوضوح كبير أن الفيروس ليس مرضًا رئويًا فحسب، فهو يتسبب بضرر للأوعية الدموية، ويسمح بتشكل حزم غير طبيعية من الأوعية الصغيرة. هذه التقنية هي الإنجاز الكبير الذي ينتظره كل عالم طوال مسيرة عمله.

صورة بتقنية المسح المقطعي الهرمي لرئة رجل عمره 54 عامًا توفي نتيجة الإصابة بـ"كوفيد-19". تظهر المساحات الهوائية باللون السماوي، والأوعية الدموية السليمة باللون الأحمر، والأوعية الدموية المسدودة والتالفة باللون الأصفر. الصورة: Luca Locatelli and ESRF, Human Organ Atlas

تواصلت فرق أبحاث من جميع أنحاء العالم مع فريق تافورو لمعرفة المزيد عن التقنية. وأثمرت منحة بقيمة مليون دولار من "مبادرة تشان زوكربيرغ" عن مشروع "أطلس أعضاء الإنسان". يهدف المشروع إلى تصوير أعضاء الجسم البشري، ليقدم للبشرية المزيد من التفاصيل الدقيقة لكل عضو. وقد تم تصوير 35 عضوًا، ويتم الإعداد لتصوير 80 عضوًا آخر، وأنتج الفريق مقاطع فيديو تعرض البيانات الجديدة وأتاحه بشكل حر على شبكة الإنترنت. وتم افتتاح منشأة جديدة لتصوير النماذج بالأشعة السينية في وقت أقصر وبوضوح أكبر. ويسعى الفريق إلى تصوير كامل الجذع البشري قبل نهاية عام 2023. تأخذنا هذه التقنية وغيرها من الاكتشافات الحديثة إلى حقبة جديدة من المعرفة والإدراك بما كان سابقًا خفايا الجسم البشري.