أطلال ملونـة.. تكشف جمال القريـة المدفونة

بُنيت لتكون مستقرًا للبشر؛ إلا أنها غدت بقعة سريالية تكتنفها رمال صحراوية وتُنسج حولها قصص أسطورية.

مسجدٌ واحد و 13 بيتًا.. شكّلت معالمَ قرية أصبحت بمرور الزمن أكثر من مجرد مأثرة.. بل وجهة أثيرة لتأمّل صُنع الطبيعة وإبداع الإنسان.
اشتُهــرت بألقــاب عــديــدة، منــها القــرية المدفونـة، والمسكونـة، والمهجـورة؛ وظلـت على الدوام مـادة خصبـة لنسـج "خراريـف" (قصص شعبيـة) لتخويف الأطفال وكذا تحذير الشباب من زيارتها. إلا أنها تمثل بقعة جغرافية مثيرة تطل برونقها من بين كثبان الرمال الشاهقة وكأنها واحة صمّاء وسط الصحراء. 
تُعرَف هذه القرية باسم "الغريفة" وتقع في أقصى منطقة "المدام" إلى الجنوب من إمارة الشارقة بنحو 50 كيلومترًا في دولة الإمارات العربية المتحدة. شُيِّدت بيوتها في مطلع سبعينيات القرن الماضي لتكون مستقرًّا حديثًا لشريحة من أهالي تلك المنطقة بعدما زادت أعدادهم. وتشير إحدى الروايات الشعبية المتداولة إلى أن الجن كانت السبب في رحيل سكان القرية في تسعينيات القرن الماضي وتركهم بيوتهم خاوية على عروشها إلا من قطع أثاث بالية مبعثرة هنا وهناك. وما زالت جدرانها حتى اليوم تحتفظ بملامحها وألوانها الدالة على ذوق معماري رفيع، وكأنها صحائف كُتِبَت عليها حكايات من سكنوها. أما حقيقة الهجر فهي أن موقع القرية في مواجهة مباشرة مع الرياح الشديدة والرمال المتحركة على مدار العام، خاصة أثناء فصل الصيف، حين "يمكن أن تبلغ مستويات قياسية"، كما قال "سالم علي" في لقاء تلفزيوني؛ وكان من سكان القرية قبل أن تزحف عليها الرمال. تمتاز الغريفة بطبيعة صحراوية مميزة تحيط بها الوديان، وتكثر فيها الأشجار المحلية، مثل "الغاف" و"السمر" و"الرمث" و"الأشخر". 
تقول "منى التميـمي"، مصورة هــذه اليوميـات: "حينما سمعت عن القرية، ظننت أنها ليست سوى بيوت مهجورة خالية وتساءلت بفضــول: مــاذا يمكنــني أن أُشاهد هناك؟". التميمي مستكشفة ورحّالة تجوب بقاع المعمورة للكشف عن المواقع التاريخية والتوثيق للثقافات البشرية. تقول: "وسط هذه الرمال، شعرت بالقلق في بداية الأمر، إلا أن مشهد البيوت وشموخها بين الرمال العاتية جعلني أتفكر في حياة أطفالها ونسوتها ورجالها الذين مشوا على رمالها وقضوا لحظاتهم هنا.. حتى تداخلت عليّ الأفكار وتبدّى أمامي مشهدُ حيِّنا القديم". 
واكتسبت هذه القرية شهرتها بفعل الصور المتداولة لبيوتها الغارقة في بحور من رمال؛ وهي تمثل محطة للتأمل والتفكر في ملامح الطبيعة من حولنا، وفرصة مثالية للتعرف إلى الأنماط العمرانية التي تتغير عبر الزمن في محيطنا.

أطلال ملونـة.. تكشف جمال القريـة المدفونة

بُنيت لتكون مستقرًا للبشر؛ إلا أنها غدت بقعة سريالية تكتنفها رمال صحراوية وتُنسج حولها قصص أسطورية.

مسجدٌ واحد و 13 بيتًا.. شكّلت معالمَ قرية أصبحت بمرور الزمن أكثر من مجرد مأثرة.. بل وجهة أثيرة لتأمّل صُنع الطبيعة وإبداع الإنسان.
اشتُهــرت بألقــاب عــديــدة، منــها القــرية المدفونـة، والمسكونـة، والمهجـورة؛ وظلـت على الدوام مـادة خصبـة لنسـج "خراريـف" (قصص شعبيـة) لتخويف الأطفال وكذا تحذير الشباب من زيارتها. إلا أنها تمثل بقعة جغرافية مثيرة تطل برونقها من بين كثبان الرمال الشاهقة وكأنها واحة صمّاء وسط الصحراء. 
تُعرَف هذه القرية باسم "الغريفة" وتقع في أقصى منطقة "المدام" إلى الجنوب من إمارة الشارقة بنحو 50 كيلومترًا في دولة الإمارات العربية المتحدة. شُيِّدت بيوتها في مطلع سبعينيات القرن الماضي لتكون مستقرًّا حديثًا لشريحة من أهالي تلك المنطقة بعدما زادت أعدادهم. وتشير إحدى الروايات الشعبية المتداولة إلى أن الجن كانت السبب في رحيل سكان القرية في تسعينيات القرن الماضي وتركهم بيوتهم خاوية على عروشها إلا من قطع أثاث بالية مبعثرة هنا وهناك. وما زالت جدرانها حتى اليوم تحتفظ بملامحها وألوانها الدالة على ذوق معماري رفيع، وكأنها صحائف كُتِبَت عليها حكايات من سكنوها. أما حقيقة الهجر فهي أن موقع القرية في مواجهة مباشرة مع الرياح الشديدة والرمال المتحركة على مدار العام، خاصة أثناء فصل الصيف، حين "يمكن أن تبلغ مستويات قياسية"، كما قال "سالم علي" في لقاء تلفزيوني؛ وكان من سكان القرية قبل أن تزحف عليها الرمال. تمتاز الغريفة بطبيعة صحراوية مميزة تحيط بها الوديان، وتكثر فيها الأشجار المحلية، مثل "الغاف" و"السمر" و"الرمث" و"الأشخر". 
تقول "منى التميـمي"، مصورة هــذه اليوميـات: "حينما سمعت عن القرية، ظننت أنها ليست سوى بيوت مهجورة خالية وتساءلت بفضــول: مــاذا يمكنــني أن أُشاهد هناك؟". التميمي مستكشفة ورحّالة تجوب بقاع المعمورة للكشف عن المواقع التاريخية والتوثيق للثقافات البشرية. تقول: "وسط هذه الرمال، شعرت بالقلق في بداية الأمر، إلا أن مشهد البيوت وشموخها بين الرمال العاتية جعلني أتفكر في حياة أطفالها ونسوتها ورجالها الذين مشوا على رمالها وقضوا لحظاتهم هنا.. حتى تداخلت عليّ الأفكار وتبدّى أمامي مشهدُ حيِّنا القديم". 
واكتسبت هذه القرية شهرتها بفعل الصور المتداولة لبيوتها الغارقة في بحور من رمال؛ وهي تمثل محطة للتأمل والتفكر في ملامح الطبيعة من حولنا، وفرصة مثالية للتعرف إلى الأنماط العمرانية التي تتغير عبر الزمن في محيطنا.