الزرافات تزدهر من جديد
أظهر بحث جديد تزايد أعداد الزرافة في جميع أنحاء إفريقيا، وهي بقعة نادرة للأخبار السارة في عالم الحفاظ على الطبيعة، إذ أنه وفقًا لتحليل حديث لبيانات المسح من جميع أنحاء القارة الإفريقية، يبلغ إجمالي عدد الزرافات الآن نحو 117000، وهو ما يزيد بنسبة 20 ٪ عما كان يعتقد في عام 2015، عندما تم نشر آخر مسح رئيسي.
هذا الارتفاع هو نتيجة للنمو الحقيقي في بعض المناطق، ولكنه ينبع أيضًا من بيانات تعداد أكثر دقة، كما يقول "جوليان فينيسي"، المدير التنفيذي لمؤسسة حفظ الزراف ومقرها نامبيا، والباحث المشارك في الدراسة الجديدة.
كانت الزرافات تعتبر ذات يوم نوعًا واحدًا. لكن الأدلة الجينية الحديثة تظهر أنه من المحتمل أن يكون هناك أربعة أنواع، ثلاثة منها قد زاد عددها بشكل كبير، هي الزرافات الشمالية، والشبكية، وزرافات الماساي. و ظلت الزرافات الجنوبية الرابعة مستقرة نسبيًا. وقد تم جمع البيانات خلال السنوات القليلة الماضية في 21 دولة، من قبل الحكومات والباحثين والمنظمات غير الربحية وغيرهم. ثم حلل "فينيسي" وستة من المؤلفين المشاركين هذه المجموعة الهائلة من البيانات، ووجدوا أنه على الرغم من ذلك لا يزال عدد السكان صغيرًا نسبيًا، مع الأخذ في الاعتبار أنه كان هناك مليون من هذه الحيوانات قبل بضع مئات من السنين، وتناقصت أعدادها لعقود وهو ما أطلق عليه بعض العلماء اسم "الانقراض الصامت". يقول "فينيسي":"إن هذه الحيوانات مهددة بسبب تدهور الموائل وتجزئتها، وتغير المناخ، والصيد الجائر، لذا تظل محنتهم ملحة".
لغز البيانات
كان العثور على جميع البيانات وجعلها مفهومة جهدًا هائلًا، ينطوي على قدر كبير من التعاون والتوعية. يقول "مايكل براون" المؤلف المشارك:"يمكننا الآن أن نكون أكثر ثقة في كيفية تجميع هذا اللغز المعقد والديناميكي". إذ أصبح الميداني أكثر دقة". تاريخيًا، كان الباحثون في كثير من الأحيان يقومون بعمل مسح للزرافات البرية عبر الطائرات. ولكن هذه الطريقة يمكن أن تقلل من المجموع الكلي في مناطق معينة حيث يمكن لهذه الحيوانات ذات الأرجل الطويلة أن تبقى مخبأة تحت الأشجار والغطاء النباتي. وهناك نهج جديد أكثر قوة ينطوي على إجراء دراسات استقصائية مكثفة للصور الفوتوغرافية، حيث تقوم البرامج الحاسوبية بمسح الصور والتعرف على الأفراد استنادًا إلى أنماطهم الفريدة.
تعيش الزرافات الشمالية، وهي أكثر الأنواع المهددة بالانقراض، في مجموعات معزولة عبر وسط وغرب إفريقيا، بالإضافة إلى أوغندا وأجزاء من كينيا. إذ تقدر الورقة الجديدة الجديدة أن هناك أكثر من 5900 من هذه الأنواع، وهي زيادة كبيرة عن عام 2015، عندما كان هناك 4780 زرافة.
يقول "فينيسي" إن جهود نقل هذه الحيوانات إلى مناطق جديدة دون وجود مجموعات زرافات على سبيل المثال، إلى محميات داخل النيجر وتشاد وأوغندا - قد عززت أعداد الأنواع. إذ أنه قد تم نقل 15 زرافة إلى حديقة بحيرة مبورو الوطنية في أوغندا في عام 2015. وقد نما عدد الزرافات بالفعل إلى ما مجموعه 37 وفق "فينيسي".
النوع الثاني الأقل اكتظاظًا بالسكان هو الزرافة الشبكية، التي تعيش في شمال كينيا. ويقدر الباحثون أن هناك ما يقرب من 16000 من هذه الحيوانات، ما يقرب من ضعف العدد المقدر في عام 2015. ولكن من المحتمل أن يتم تفسير هذه الزيادة إلى حد كبير من خلال بيانات أفضل، وليس بسبب النمو الهائل. بحسب "براون". أما زرافات الماساي، التي توجد معظمها في تنزانيا وجنوب كينيا، تُقدر بنحو 45000 نسمة، بزيادة قدرها 44 ٪ عن سبع سنوات مضت. وبالنسبة للزرافة الجنوبية، التي تتجول في جميع أنحاء ناميبيا وبوتسوانا وجنوب إفريقيا وما وراءها. يُعتقد الآن أن هناك 48000، تقريبًا وهو نفس تعداد عام 2015. فيما لا تزال هناك بعض المناطق التي تفتقر إلى بيانات سكانية جيدة، مثل جنوب السودان، رغم أنه بسبب الاضطرابات في المنطقة، يخشى الكثيرون من زيادة الصيد الجائر. كما أن التقديرات السكانية في إثيوبيا والصومال غير واضحة. هناك أيضًا أماكن تتناقص فيها الأرقام، مثل الزرافات الشمالية في جمهورية إفريقيا الوسطى أو الزرافات الجنوبية في زيمبابوي.
تجدد الأمل
لم ينته الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، الذي يحدد حالات حفظ الأنواع، من تقييم البيانات الجينية الجديدة عن الزرافات، ولا يزال يعتبرها نوعًا واحدًا، مصنفة على أنها معرضة للانقراض، مع تسعة أنواع فرعية. إذ يعتبر نوعين فرعيين من الزرافات الشمالية معرضين للخطر بشكل كبير، واثنان آخران - وهما ماساي والزرافة الشبكية، معرضتان للخطر. كما لا يزال الصيد غير القانوني لهذه الحيوانات بسبب جلودها وعظامها وذيولها يمثل مشكلة كبيرة في مناطق معينة. لكن "غاريد ستاباخ"، الباحث في معهد سميثسونيان لبيولوجيا الحفظ، يقول:" إن اهتمامه الرئيس هو التنمية غير المستدامة، بما في ذلك التنقيب عن البترول وإنشاء الطرق. وأحد الأمثلة على ذلك هو التوسع في التنقيب عن النفط والغاز حول منتزه مورشيسون فولز الوطني في أوغندا، والذي يهدد بتفتيت وإتلاف الموائل لعدد كبير من الزرافات الشمالية المهددة بالانقراض في المنطقة. ومع ذلك، فإنه في الأماكن التي اجتمعت فيها الحكومات والمواطنون والباحثون ودعاة الحفاظ على البيئة لحماية أطول حيوان في العالم، هناك أمل في أن تزدهر الزرافات. يقول "براون": "عندما تكون الظروف مناسبة للزرافات، يمكن أن تنتعش بطرق لا تصدق.. جُل ما يحتاجونه هو فرصة".
المصدر: Nationalgeographic
الزرافات تزدهر من جديد
أظهر بحث جديد تزايد أعداد الزرافة في جميع أنحاء إفريقيا، وهي بقعة نادرة للأخبار السارة في عالم الحفاظ على الطبيعة، إذ أنه وفقًا لتحليل حديث لبيانات المسح من جميع أنحاء القارة الإفريقية، يبلغ إجمالي عدد الزرافات الآن نحو 117000، وهو ما يزيد بنسبة 20 ٪ عما كان يعتقد في عام 2015، عندما تم نشر آخر مسح رئيسي.
هذا الارتفاع هو نتيجة للنمو الحقيقي في بعض المناطق، ولكنه ينبع أيضًا من بيانات تعداد أكثر دقة، كما يقول "جوليان فينيسي"، المدير التنفيذي لمؤسسة حفظ الزراف ومقرها نامبيا، والباحث المشارك في الدراسة الجديدة.
كانت الزرافات تعتبر ذات يوم نوعًا واحدًا. لكن الأدلة الجينية الحديثة تظهر أنه من المحتمل أن يكون هناك أربعة أنواع، ثلاثة منها قد زاد عددها بشكل كبير، هي الزرافات الشمالية، والشبكية، وزرافات الماساي. و ظلت الزرافات الجنوبية الرابعة مستقرة نسبيًا. وقد تم جمع البيانات خلال السنوات القليلة الماضية في 21 دولة، من قبل الحكومات والباحثين والمنظمات غير الربحية وغيرهم. ثم حلل "فينيسي" وستة من المؤلفين المشاركين هذه المجموعة الهائلة من البيانات، ووجدوا أنه على الرغم من ذلك لا يزال عدد السكان صغيرًا نسبيًا، مع الأخذ في الاعتبار أنه كان هناك مليون من هذه الحيوانات قبل بضع مئات من السنين، وتناقصت أعدادها لعقود وهو ما أطلق عليه بعض العلماء اسم "الانقراض الصامت". يقول "فينيسي":"إن هذه الحيوانات مهددة بسبب تدهور الموائل وتجزئتها، وتغير المناخ، والصيد الجائر، لذا تظل محنتهم ملحة".
لغز البيانات
كان العثور على جميع البيانات وجعلها مفهومة جهدًا هائلًا، ينطوي على قدر كبير من التعاون والتوعية. يقول "مايكل براون" المؤلف المشارك:"يمكننا الآن أن نكون أكثر ثقة في كيفية تجميع هذا اللغز المعقد والديناميكي". إذ أصبح الميداني أكثر دقة". تاريخيًا، كان الباحثون في كثير من الأحيان يقومون بعمل مسح للزرافات البرية عبر الطائرات. ولكن هذه الطريقة يمكن أن تقلل من المجموع الكلي في مناطق معينة حيث يمكن لهذه الحيوانات ذات الأرجل الطويلة أن تبقى مخبأة تحت الأشجار والغطاء النباتي. وهناك نهج جديد أكثر قوة ينطوي على إجراء دراسات استقصائية مكثفة للصور الفوتوغرافية، حيث تقوم البرامج الحاسوبية بمسح الصور والتعرف على الأفراد استنادًا إلى أنماطهم الفريدة.
تعيش الزرافات الشمالية، وهي أكثر الأنواع المهددة بالانقراض، في مجموعات معزولة عبر وسط وغرب إفريقيا، بالإضافة إلى أوغندا وأجزاء من كينيا. إذ تقدر الورقة الجديدة الجديدة أن هناك أكثر من 5900 من هذه الأنواع، وهي زيادة كبيرة عن عام 2015، عندما كان هناك 4780 زرافة.
يقول "فينيسي" إن جهود نقل هذه الحيوانات إلى مناطق جديدة دون وجود مجموعات زرافات على سبيل المثال، إلى محميات داخل النيجر وتشاد وأوغندا - قد عززت أعداد الأنواع. إذ أنه قد تم نقل 15 زرافة إلى حديقة بحيرة مبورو الوطنية في أوغندا في عام 2015. وقد نما عدد الزرافات بالفعل إلى ما مجموعه 37 وفق "فينيسي".
النوع الثاني الأقل اكتظاظًا بالسكان هو الزرافة الشبكية، التي تعيش في شمال كينيا. ويقدر الباحثون أن هناك ما يقرب من 16000 من هذه الحيوانات، ما يقرب من ضعف العدد المقدر في عام 2015. ولكن من المحتمل أن يتم تفسير هذه الزيادة إلى حد كبير من خلال بيانات أفضل، وليس بسبب النمو الهائل. بحسب "براون". أما زرافات الماساي، التي توجد معظمها في تنزانيا وجنوب كينيا، تُقدر بنحو 45000 نسمة، بزيادة قدرها 44 ٪ عن سبع سنوات مضت. وبالنسبة للزرافة الجنوبية، التي تتجول في جميع أنحاء ناميبيا وبوتسوانا وجنوب إفريقيا وما وراءها. يُعتقد الآن أن هناك 48000، تقريبًا وهو نفس تعداد عام 2015. فيما لا تزال هناك بعض المناطق التي تفتقر إلى بيانات سكانية جيدة، مثل جنوب السودان، رغم أنه بسبب الاضطرابات في المنطقة، يخشى الكثيرون من زيادة الصيد الجائر. كما أن التقديرات السكانية في إثيوبيا والصومال غير واضحة. هناك أيضًا أماكن تتناقص فيها الأرقام، مثل الزرافات الشمالية في جمهورية إفريقيا الوسطى أو الزرافات الجنوبية في زيمبابوي.
تجدد الأمل
لم ينته الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، الذي يحدد حالات حفظ الأنواع، من تقييم البيانات الجينية الجديدة عن الزرافات، ولا يزال يعتبرها نوعًا واحدًا، مصنفة على أنها معرضة للانقراض، مع تسعة أنواع فرعية. إذ يعتبر نوعين فرعيين من الزرافات الشمالية معرضين للخطر بشكل كبير، واثنان آخران - وهما ماساي والزرافة الشبكية، معرضتان للخطر. كما لا يزال الصيد غير القانوني لهذه الحيوانات بسبب جلودها وعظامها وذيولها يمثل مشكلة كبيرة في مناطق معينة. لكن "غاريد ستاباخ"، الباحث في معهد سميثسونيان لبيولوجيا الحفظ، يقول:" إن اهتمامه الرئيس هو التنمية غير المستدامة، بما في ذلك التنقيب عن البترول وإنشاء الطرق. وأحد الأمثلة على ذلك هو التوسع في التنقيب عن النفط والغاز حول منتزه مورشيسون فولز الوطني في أوغندا، والذي يهدد بتفتيت وإتلاف الموائل لعدد كبير من الزرافات الشمالية المهددة بالانقراض في المنطقة. ومع ذلك، فإنه في الأماكن التي اجتمعت فيها الحكومات والمواطنون والباحثون ودعاة الحفاظ على البيئة لحماية أطول حيوان في العالم، هناك أمل في أن تزدهر الزرافات. يقول "براون": "عندما تكون الظروف مناسبة للزرافات، يمكن أن تنتعش بطرق لا تصدق.. جُل ما يحتاجونه هو فرصة".
المصدر: Nationalgeographic