أشجار القرم: كيف يكافح الكربون الأزرق التغير المناخي؟

تعد أشجار القرم داعمًا قويًا لمنظومات الكربون الأزرق، كما أنها أكثر فاعلية بكثير من غابات الأشجار البرية وتوفر موائل طبيعية تعزز تكاثر واستدامة التنوع البيولوجي البحري.

يشير الكربون الأزرق إلى قدرة الغطاء النباتي الساحلي على تخزين الكربون عبر عزل وتخزين الكربون في الكتلة الحيوية وفي الرواسب الكامنة. ويؤدي تدمير هذه النظم البيئة إلى إطلاق الكربون المعزول في الغلاف الجوي كثاني أوكسيد الكربون الأمر الذي يساهم في تغير المناخ وزيادة درجة حموضة المحيطات. 

ومن مشروعات دولة الإمارات العربية المتحدة البيئية الراهنة الحفاظ على أشجار القرم لمكافحة التغير المناخي، وهو المشروع الذي استعرضته الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي شيخة سالم الظاهري ضمن فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة". 

ومن ضمن البرامج الرئيسة التي تعمل عليها هيئة البيئة في أبوظبي مشروع الكربون الأزرق والذي يضم  غابات أشجار القرم والسبخات الملحية وأحواض الأعشاب البحرية. وكانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي أدركت أهمية الموائل الساحلية، حيث بدأت في تنفيذ برامج طموحة لزراعة أشجار القرم، والحفاظ عليها منذ سبعينيات القرن الماضي.

وبدأ مشروع أبوظبي الإرشادي للكربون الأزرق في عام 2012 وتقوده مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية بالاشتراك مع هيئة البيئة في أبوظبي، والذي كشف عن الإمكانات الكاملة للنظم البيئية الساحلية في الإمارة. وقد دفع نجاح المشروع إلى بدء المرحلة الثانية المعروفة باسم مشروع الكربون الأزرق الوطني في عام 2015 والتي وسّعت من فهم وتقييم جوانب خدمات النظم البيئية الساحلية للكربون الأزرق، لا سيما في غابات أشجار القرم، بالمناطق الشمالية والشرقية من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتعد أشجار القرم داعمًا قويًا لمنظومات الكربون الأزرق، إذ أنها أكثر فاعلية بكثير من غابات الأشجار البرية، كما توفر موائل طبيعية تعزز تكاثر واستدامة التنوع البيولوجي البحري. كما يعد الحفاظ على النظم البيئية لهذه الأشجار أحد الطرق الواعدة لتقليل ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي ومكافحة التغير المناخي.

غابات أشجار القرم تقوم بعزل الكربون بمعدل 0.5 طن لكل هكتار سنويًا

وقالت الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي:"في الآونة الأخيرة، انتهينا من الدراسة التجريبية السنوية لعزل الكربون بأشجار القرم المنتشرة في دولة الإمارات لتقييم معدلات عزل الكربون في التربة في غابات أشجار القرم ووجدت الدراسة أن غابات أشجار القرم في دولة الإمارات تقوم بعزل الكربون بمعدل 0.5 طن لكل هكتار سنويًا، بالإضافة إلى مخزونات الكربون المحتجزة داخل الكتلة الحيوية لأشجار القرم. هذه المعدلات أعلى بكثير مقارنة بالتربة في المناطق القاحلة ومعدلات عزل الكربون في تربة أشجار القرم الأخرى في مواقع انتشارها حول شبه الجزيرة العربية".

و تعهدت الإمارات بزراعة 30 مليون شجرة بحلول عام 2030 ضمن تعهداتها بشأن تغير المناخ،، لتضاف إلى الملايين من هذه الأشجار المنتشرة على سواحل الإمارات. وبلغت المساحة الكلية المزروعة من أشجار القرم نحو 183 كليومترًا مربعًا. وتنفذ وزارة التغير المناخي والبيئة برنامج إنتاج بذور شتلات القرم ورعايتها في مشتل الأبحاث وتجهيزها وزراعتها بهدف إعادة تأهيل الموائل المتضررة إلى جانب إنشاء مساحات جديدة من بيئة أشجار القرم في بعض المناطق الساحلية الأخرى.

شجرة القرم من جنس نباتات الأيكة الشاطئية التي تعيش على الماء المالح في منطقة المد والجزر عند الشواطئ

وتنتشر أشجار القرم في العديد من المحميات الطبيعية في الإمارات وتصنف هذه الشجرة من جنس نباتات الأيكة الشاطئية التي تعيش على الماء المالح في منطقة المد والجزر عند الشواطئ. وأولت الإمارات أهمية كبيرة لأشجار القرم "المانغروف" نظرًا للدور الذي تلعبه كموائل طبيعية للكائنات البحرية والأسماك، ومناطق تعشيش الطيور المحلية والمهاجرة في مناطق الأخوار والمناطق الرطبة. وفي سبعينيات القرن الماضي، وضع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، برامج ضخمة لزراعة أشجار القرم، ساهمت إلى حد كبير في اتساع رقعة غابات القرم.

وتتصف هذه الأشجار بسماكة أوراقها التي لا يوجد فيها أشواك بينما تمتد جذورها في قاع البحر، ويبلغ ارتفاعها من 2 إلى 4 أمتار وتجتذب أنواعًا كثيرة من الطيور البرية والبحرية للاحتماء من الحيوانات وحرارة الشمس في وقت الظهيرة، إذ تحقق هذه الأشجار تكيفًا طبيعيًا عند مرور الهواء عبرها، كما تتجمع الأسماك قريبًا منها، بالاضافة إلى أنها تحافظ على التوازن البيئي وحماية الكائنات من خطر الانقراض.

المصدر: وكالات+مواقع إلكترونية

 

 

 

 

 

أشجار القرم: كيف يكافح الكربون الأزرق التغير المناخي؟

تعد أشجار القرم داعمًا قويًا لمنظومات الكربون الأزرق، كما أنها أكثر فاعلية بكثير من غابات الأشجار البرية وتوفر موائل طبيعية تعزز تكاثر واستدامة التنوع البيولوجي البحري.

يشير الكربون الأزرق إلى قدرة الغطاء النباتي الساحلي على تخزين الكربون عبر عزل وتخزين الكربون في الكتلة الحيوية وفي الرواسب الكامنة. ويؤدي تدمير هذه النظم البيئة إلى إطلاق الكربون المعزول في الغلاف الجوي كثاني أوكسيد الكربون الأمر الذي يساهم في تغير المناخ وزيادة درجة حموضة المحيطات. 

ومن مشروعات دولة الإمارات العربية المتحدة البيئية الراهنة الحفاظ على أشجار القرم لمكافحة التغير المناخي، وهو المشروع الذي استعرضته الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي شيخة سالم الظاهري ضمن فعاليات "أسبوع أبوظبي للاستدامة". 

ومن ضمن البرامج الرئيسة التي تعمل عليها هيئة البيئة في أبوظبي مشروع الكربون الأزرق والذي يضم  غابات أشجار القرم والسبخات الملحية وأحواض الأعشاب البحرية. وكانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي أدركت أهمية الموائل الساحلية، حيث بدأت في تنفيذ برامج طموحة لزراعة أشجار القرم، والحفاظ عليها منذ سبعينيات القرن الماضي.

وبدأ مشروع أبوظبي الإرشادي للكربون الأزرق في عام 2012 وتقوده مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية بالاشتراك مع هيئة البيئة في أبوظبي، والذي كشف عن الإمكانات الكاملة للنظم البيئية الساحلية في الإمارة. وقد دفع نجاح المشروع إلى بدء المرحلة الثانية المعروفة باسم مشروع الكربون الأزرق الوطني في عام 2015 والتي وسّعت من فهم وتقييم جوانب خدمات النظم البيئية الساحلية للكربون الأزرق، لا سيما في غابات أشجار القرم، بالمناطق الشمالية والشرقية من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتعد أشجار القرم داعمًا قويًا لمنظومات الكربون الأزرق، إذ أنها أكثر فاعلية بكثير من غابات الأشجار البرية، كما توفر موائل طبيعية تعزز تكاثر واستدامة التنوع البيولوجي البحري. كما يعد الحفاظ على النظم البيئية لهذه الأشجار أحد الطرق الواعدة لتقليل ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي ومكافحة التغير المناخي.

غابات أشجار القرم تقوم بعزل الكربون بمعدل 0.5 طن لكل هكتار سنويًا

وقالت الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي:"في الآونة الأخيرة، انتهينا من الدراسة التجريبية السنوية لعزل الكربون بأشجار القرم المنتشرة في دولة الإمارات لتقييم معدلات عزل الكربون في التربة في غابات أشجار القرم ووجدت الدراسة أن غابات أشجار القرم في دولة الإمارات تقوم بعزل الكربون بمعدل 0.5 طن لكل هكتار سنويًا، بالإضافة إلى مخزونات الكربون المحتجزة داخل الكتلة الحيوية لأشجار القرم. هذه المعدلات أعلى بكثير مقارنة بالتربة في المناطق القاحلة ومعدلات عزل الكربون في تربة أشجار القرم الأخرى في مواقع انتشارها حول شبه الجزيرة العربية".

و تعهدت الإمارات بزراعة 30 مليون شجرة بحلول عام 2030 ضمن تعهداتها بشأن تغير المناخ،، لتضاف إلى الملايين من هذه الأشجار المنتشرة على سواحل الإمارات. وبلغت المساحة الكلية المزروعة من أشجار القرم نحو 183 كليومترًا مربعًا. وتنفذ وزارة التغير المناخي والبيئة برنامج إنتاج بذور شتلات القرم ورعايتها في مشتل الأبحاث وتجهيزها وزراعتها بهدف إعادة تأهيل الموائل المتضررة إلى جانب إنشاء مساحات جديدة من بيئة أشجار القرم في بعض المناطق الساحلية الأخرى.

شجرة القرم من جنس نباتات الأيكة الشاطئية التي تعيش على الماء المالح في منطقة المد والجزر عند الشواطئ

وتنتشر أشجار القرم في العديد من المحميات الطبيعية في الإمارات وتصنف هذه الشجرة من جنس نباتات الأيكة الشاطئية التي تعيش على الماء المالح في منطقة المد والجزر عند الشواطئ. وأولت الإمارات أهمية كبيرة لأشجار القرم "المانغروف" نظرًا للدور الذي تلعبه كموائل طبيعية للكائنات البحرية والأسماك، ومناطق تعشيش الطيور المحلية والمهاجرة في مناطق الأخوار والمناطق الرطبة. وفي سبعينيات القرن الماضي، وضع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، برامج ضخمة لزراعة أشجار القرم، ساهمت إلى حد كبير في اتساع رقعة غابات القرم.

وتتصف هذه الأشجار بسماكة أوراقها التي لا يوجد فيها أشواك بينما تمتد جذورها في قاع البحر، ويبلغ ارتفاعها من 2 إلى 4 أمتار وتجتذب أنواعًا كثيرة من الطيور البرية والبحرية للاحتماء من الحيوانات وحرارة الشمس في وقت الظهيرة، إذ تحقق هذه الأشجار تكيفًا طبيعيًا عند مرور الهواء عبرها، كما تتجمع الأسماك قريبًا منها، بالاضافة إلى أنها تحافظ على التوازن البيئي وحماية الكائنات من خطر الانقراض.

المصدر: وكالات+مواقع إلكترونية