طفـل النجـوم

في قالب يجمع بين المتعة والعبرة، يحكي مصورٌ قصةَ "الأمير الصغير" الكلاسيكية من خلال عدسة الأنديز.

 مصور يعيد نسج قصة "الأمير الصغير" فيثير تساؤلات كبيرة حول الثقافة والهوية.
في يوم من الأيام، وجد المصور "ريفر كلاوري" في نفسه هوى يدفعه إلى البحث عن بوليفيا في محرك "غوغل" للصور. أسفر البحث عن صور نمطية متوقعة بشأن بلده: حيوان اللاما، والجبال، وأشخاص بالزي التقليدي. إذ غالبًا ما تُلتقط الصور، يقول كلاوري، من خلال نظرة أجنبية مع إضفاء مسحة من الغرائبية والعجائبية عليها، كما لو كانت ثقافات الأنديز قد توقف بها الزمن. والحال أن هذه الثقافات تتطور وتزدهر في عالم اليوم المتغير.
في وقت لاحق، فكّر كلاوري في هذا الأمر (كيف أثرت الصور في رؤيته إلى نفسه ووطنه) وهو يقرأ النسخة الإنجليزية من قصة "الأمير الصغير" لـ "أنطوان دو سانت إكزوبيري". ثم بدأ يتساءل: ماذا لو جرت أحداث أحد كتب الأطفال الأكثر قراءة في التاريخ، في جبال الأنديز لا في الصحراء الكبرى؟ وماذا لو كانت الشخصية الرئيسة في القصة طفلًا من الأنديز ذا شعر داكن، لا أميرًا أشقر الشعر؟
في قصة "الأمير الصغير"، نرى العالم من منظور جديد. فهي قصة تحتفي بالطفولة واللعب، بل إن كلاوري تلاعب بتفاصيل القصة نفسها. وقد استوحى ذلك من الطريقة التي شجعت بها عالمة الاجتماع البوليفية "سيلفيا ريفيرا كوسيكانكي" الناسَ على إعادة صياغة الهويات الثقافية المختلطة من خلال اعتماد مفهوم "تشيكي" (Ch'ixi). ففي هذا المفهوم -باللغة الأيمرية، وهي اللغة السائدة في الأنديز- يقوم النساجون بفرد جدائل من خيوط سوداء وبيضاء للإيحاء بوجود لون ثالث، وهو الرمادي. ويقول كلاوري إن العولمة أوجدت "تدرجات جديدة للهوية". وينحو معجمه البصري إلى المقابلة بين رموز الأنديز والرموز العالمية، ويدفع المشاهدَ إلى رؤية ما وراء تمثيلات الأنديز الفلكلورية النمطية. في اللغة الأيمرية، لا توجد ترجمة مباشرة لكلمة "أمير". لذلك، يترجم كلاوري عنوان القصة كما يلي: Warawar (نجمة) Wawa (طفل)، وهو تأويل فني يرى أنه يجسد روح الكتاب وروحانية الأنديز ويضرب صفحًا عن مفاهيم المركزية الأوروبية. فكلاوري يحول الأمير الصغير من خلال عدسته إلى طفل النجوم. 

طفـل النجـوم

في قالب يجمع بين المتعة والعبرة، يحكي مصورٌ قصةَ "الأمير الصغير" الكلاسيكية من خلال عدسة الأنديز.

 مصور يعيد نسج قصة "الأمير الصغير" فيثير تساؤلات كبيرة حول الثقافة والهوية.
في يوم من الأيام، وجد المصور "ريفر كلاوري" في نفسه هوى يدفعه إلى البحث عن بوليفيا في محرك "غوغل" للصور. أسفر البحث عن صور نمطية متوقعة بشأن بلده: حيوان اللاما، والجبال، وأشخاص بالزي التقليدي. إذ غالبًا ما تُلتقط الصور، يقول كلاوري، من خلال نظرة أجنبية مع إضفاء مسحة من الغرائبية والعجائبية عليها، كما لو كانت ثقافات الأنديز قد توقف بها الزمن. والحال أن هذه الثقافات تتطور وتزدهر في عالم اليوم المتغير.
في وقت لاحق، فكّر كلاوري في هذا الأمر (كيف أثرت الصور في رؤيته إلى نفسه ووطنه) وهو يقرأ النسخة الإنجليزية من قصة "الأمير الصغير" لـ "أنطوان دو سانت إكزوبيري". ثم بدأ يتساءل: ماذا لو جرت أحداث أحد كتب الأطفال الأكثر قراءة في التاريخ، في جبال الأنديز لا في الصحراء الكبرى؟ وماذا لو كانت الشخصية الرئيسة في القصة طفلًا من الأنديز ذا شعر داكن، لا أميرًا أشقر الشعر؟
في قصة "الأمير الصغير"، نرى العالم من منظور جديد. فهي قصة تحتفي بالطفولة واللعب، بل إن كلاوري تلاعب بتفاصيل القصة نفسها. وقد استوحى ذلك من الطريقة التي شجعت بها عالمة الاجتماع البوليفية "سيلفيا ريفيرا كوسيكانكي" الناسَ على إعادة صياغة الهويات الثقافية المختلطة من خلال اعتماد مفهوم "تشيكي" (Ch'ixi). ففي هذا المفهوم -باللغة الأيمرية، وهي اللغة السائدة في الأنديز- يقوم النساجون بفرد جدائل من خيوط سوداء وبيضاء للإيحاء بوجود لون ثالث، وهو الرمادي. ويقول كلاوري إن العولمة أوجدت "تدرجات جديدة للهوية". وينحو معجمه البصري إلى المقابلة بين رموز الأنديز والرموز العالمية، ويدفع المشاهدَ إلى رؤية ما وراء تمثيلات الأنديز الفلكلورية النمطية. في اللغة الأيمرية، لا توجد ترجمة مباشرة لكلمة "أمير". لذلك، يترجم كلاوري عنوان القصة كما يلي: Warawar (نجمة) Wawa (طفل)، وهو تأويل فني يرى أنه يجسد روح الكتاب وروحانية الأنديز ويضرب صفحًا عن مفاهيم المركزية الأوروبية. فكلاوري يحول الأمير الصغير من خلال عدسته إلى طفل النجوم.