الخفاش.. صياد الليل الماهر
لقرون، كان توصف الخفافيش بالشريرة والمخيفة، بسبب عيونها المزينة بالخرز وأنيابها الحادة. ولكن يبدو أن هناك أكثر مما تراه العين في تلك المخلوقات الليلية. يوجد أكثر من 1300 نوع من الخفافيش في العالم، ما يجعلها ثاني أكثر مجموعة من الثدييات شيوعًا بعد القوارض. يزن بعضها أقل من عملة معدنية صغيرة، بينما يبلغ طول جناحي البعض الآخر ستة أقدام، لكن جميعها أعضاء حيوية ومثيرة للإعجاب في أنظمتهم البيئية.
الاسم العلمي للخفافيش هو Chiroptera، وهو اسم يوناني يعني "الجناح اليد". وذلك لأن الخفافيش لديها أربعة أصابع طويلة وإبهام، كل منها متصل بواسطة طبقة رقيقة من الجلد. كما أنها الثدييات الوحيدة في العالم التي يمكنها الطيران، وهي بارعة في ذلك بشكل ملحوظ. إذ يتيح لها غشاء الجلد المرن والمفاصل المتحركة تغيير الاتجاه بسرعة والتقاط البعوض في الهواء.
هناك نوعان رئيسيان من الخفافيش، لكن معظم الخفافيش، آكلة للحشرات مثل العث. بينما الخفافيش مصاصة الدماء هي النوع الوحيد الذي يتغذى على الدم وليس الحشرات. لكن لا داعي للقلق - فهم يفضلون شرب دماء الماشية والخيول وليس التغذي على دماء البشر.
للتنقل في الكهوف المظلمة والبحث عن الفرائس بعد حلول الظلام، تعتمد الخفافيش آكلة الحشرات على تحديد الموقع بالصدى، وهو نظام يسمح لها بتحديد موقع الأشياء باستخدام الموجات الصوتية. إذ تحدد موقع الصدى عن طريق إصدار صوت عالي النبرة ينتقل حتى يصطدم بجسم ما ثم يرتد إليه. ويخبرها هذا الصدى بحجم الجسم ومدى بعده. في المقابل، تعيش الخفافيش، التي تتغذى على الفاكهة والرحيق وحبوب اللقاح في المناطق الاستوائية، ولديها عيون أكبر وحاسة الشم لديها أقوى من الخفافيش آكلة الحشرات لكن آذانهم أصغر لأنها لا تحدد الموقع بالصدى.
يمكن العثور على الخفافيش في كل مكان تقريبًا، باستثناء المناطق القطبية والصحاري الوعرة وبعض الجزر المعزولة. ويقضون ساعات النهار في الاختباء في المجاثم حول المناطق الاستوائية والغابات الكثيفة والأراضي الرطبة. -المجاثم هي المكان الذي تذهب إليه الخفافيش للراحة - عادة في الشقوق التي تبقيها مخفية ومحمية بعيدًا عن المفترسات.
على الرغم من كل المفاهيم الخاطئة المتداولة عن الخفافيش، إلا أنها مهمة جدًا للإنسان والبيئة. إذ تستهلك الآكلة للحشرات ملايين الحشرات كل ليلة، وتعمل مثل مكافح طبيعي لآفات النباتات. وبفضل الخفافيش، قد يعتمد المزارعون بدرجة أقل على مبيدات الآفات السامة، والتي تكلفهم ملايين الدولارات كل عام. كما تقوم الخفافيش بتلقيح النباتات حتى تتمكن من إنتاج الفاكهة. في الواقع، يعتمد أكثر من 500 نوع من النباتات، بما في ذلك المانجو والموز والأفوكادو، على الخفافيش للتلقيح. كما تساعد الخفافيش الآكلة للفاكهة في تشتيت البذور حتى تنمو الغابات المطرية، ما يساعد على التخفيف من آثار إزالة الغابات على نطاق واسع.
المصدر: Nationalgeographic
الخفاش.. صياد الليل الماهر
لقرون، كان توصف الخفافيش بالشريرة والمخيفة، بسبب عيونها المزينة بالخرز وأنيابها الحادة. ولكن يبدو أن هناك أكثر مما تراه العين في تلك المخلوقات الليلية. يوجد أكثر من 1300 نوع من الخفافيش في العالم، ما يجعلها ثاني أكثر مجموعة من الثدييات شيوعًا بعد القوارض. يزن بعضها أقل من عملة معدنية صغيرة، بينما يبلغ طول جناحي البعض الآخر ستة أقدام، لكن جميعها أعضاء حيوية ومثيرة للإعجاب في أنظمتهم البيئية.
الاسم العلمي للخفافيش هو Chiroptera، وهو اسم يوناني يعني "الجناح اليد". وذلك لأن الخفافيش لديها أربعة أصابع طويلة وإبهام، كل منها متصل بواسطة طبقة رقيقة من الجلد. كما أنها الثدييات الوحيدة في العالم التي يمكنها الطيران، وهي بارعة في ذلك بشكل ملحوظ. إذ يتيح لها غشاء الجلد المرن والمفاصل المتحركة تغيير الاتجاه بسرعة والتقاط البعوض في الهواء.
هناك نوعان رئيسيان من الخفافيش، لكن معظم الخفافيش، آكلة للحشرات مثل العث. بينما الخفافيش مصاصة الدماء هي النوع الوحيد الذي يتغذى على الدم وليس الحشرات. لكن لا داعي للقلق - فهم يفضلون شرب دماء الماشية والخيول وليس التغذي على دماء البشر.
للتنقل في الكهوف المظلمة والبحث عن الفرائس بعد حلول الظلام، تعتمد الخفافيش آكلة الحشرات على تحديد الموقع بالصدى، وهو نظام يسمح لها بتحديد موقع الأشياء باستخدام الموجات الصوتية. إذ تحدد موقع الصدى عن طريق إصدار صوت عالي النبرة ينتقل حتى يصطدم بجسم ما ثم يرتد إليه. ويخبرها هذا الصدى بحجم الجسم ومدى بعده. في المقابل، تعيش الخفافيش، التي تتغذى على الفاكهة والرحيق وحبوب اللقاح في المناطق الاستوائية، ولديها عيون أكبر وحاسة الشم لديها أقوى من الخفافيش آكلة الحشرات لكن آذانهم أصغر لأنها لا تحدد الموقع بالصدى.
يمكن العثور على الخفافيش في كل مكان تقريبًا، باستثناء المناطق القطبية والصحاري الوعرة وبعض الجزر المعزولة. ويقضون ساعات النهار في الاختباء في المجاثم حول المناطق الاستوائية والغابات الكثيفة والأراضي الرطبة. -المجاثم هي المكان الذي تذهب إليه الخفافيش للراحة - عادة في الشقوق التي تبقيها مخفية ومحمية بعيدًا عن المفترسات.
على الرغم من كل المفاهيم الخاطئة المتداولة عن الخفافيش، إلا أنها مهمة جدًا للإنسان والبيئة. إذ تستهلك الآكلة للحشرات ملايين الحشرات كل ليلة، وتعمل مثل مكافح طبيعي لآفات النباتات. وبفضل الخفافيش، قد يعتمد المزارعون بدرجة أقل على مبيدات الآفات السامة، والتي تكلفهم ملايين الدولارات كل عام. كما تقوم الخفافيش بتلقيح النباتات حتى تتمكن من إنتاج الفاكهة. في الواقع، يعتمد أكثر من 500 نوع من النباتات، بما في ذلك المانجو والموز والأفوكادو، على الخفافيش للتلقيح. كما تساعد الخفافيش الآكلة للفاكهة في تشتيت البذور حتى تنمو الغابات المطرية، ما يساعد على التخفيف من آثار إزالة الغابات على نطاق واسع.
المصدر: Nationalgeographic