انقراض الديناصورات أفسح المجال للثعابين
بعد الانقراض الجماعي للعديد من الديناصورات، وكذلك الزواحف الطائرة والمائية، تنوعت الثعابين بسرعة من أقل من ست سلالات لتشمل العديد من أسلاف الأنواع التي نراها اليوم. ويرجع العلماء ذلك إلى قيام الزواحف بالعديد من الأدوار البيئية التي كانت للديناصورات الصغيرة قبل انقراضها.
النتائج التي توصلوا إليها، المنشورة في "Nature Communications"، تعزز دور الانقراضات الجماعية في تشكيل العالم الطبيعي كما نعرفه اليوم بينما يمر الكوكب بحدث انقراض سادس محتمل. يقول الدكتور "نيك لونجريتش"، من مركز ميلنر للتطور بجامعة باث : "تشير أبحاثنا إلى أن الانقراض كان بمثابة شكل من أشكال التدمير الإبداعي، إذ أنه من خلال القضاء على الأنواع القديمة، سمح للناجين باستغلال الفجوات في النظام البيئي، وتجربة أنماط حياة وموائل جديدة. إذ يبدو أن هذه سمة عامة للتطور خلال الفترات التي تلي الانقراضات الرئيسية مباشرة حيث نرى التطور في أكثر حالاته تجريبية وابتكارًا".
إن تدمير التنوع البيولوجي يفسح المجال لكائنات جديدة للظهور واستعمار مساحات جديدة من اليابسة، لتصبح الحياة أكثر تنوعًا من ذي قبل.
الانقراضات ليست شيئًا جديدًا وهي جزء أساسي من الحياة على الأرض. مع تبدل الظروف، تتكيف الأنواع قدر الإمكان مع ظروفها المتغيرة. وإذا لم يتمكنوا من التكيف بسرعة كافية، فإنهم يموتون، بينما تنتقل الأنواع الأخرى في النهاية لتقوم بدورها في البيئة.
الحيوانات والنباتات تأتي إلى الوجود وتنقرض طوال الوقت. ولكن في نقاط معينة من تاريخ الأرض، ارتفع معدل الانقراض. أكبر هذه الأحداث هو الانقراض الجماعي، حيث اختفى ما لا يقل عن 75٪ من كائنات كوكب الأرض في غضون بضعة ملايين من السنين. حتى الآن كان هناك خمسة انقراضات، لكن بعض العلماء يرون أن التأثير الحالي للنشاط البشري على العالم يخلق انقراضًا سادسًا.
كان آخر حدث للانقراض الجماعي هو حدث الانقراض الجماعي الطباشيري، عندما ضرب نيزك كبير قطره نحو 10 كيلومترات الأرض قبالة سواحل المكسيك. تسبب هذا في حدوث أمواج تسونامي وموجة من الحرارة قتلت على الفور العديد من الحيوانات. إذ تسبب الغبار الذي دخل الغلاف الجوي في حجب الشمس و انهيار عملية التمثيل الضوئي، ما أدى إلى ترك العديد من الأنواع الناجية تتضور جوعًا.
مع القضاء على العديد من الديناصورات، كان لدى أسلاف الزواحف و الثدييات والطيور والأسماك الحديثة فرصة للازدهار. حيث كان الناجون الأصغر قادرين على الاستفادة من المأوى والطعام الشحيح في أعقاب الكارثة. وجد الباحثون أن ست سلالات ثعابين على الأقل كانت قادرة على المثابرة خلال الحدث. من بين هؤلاء الناجين، ثعابين مختبئة تمكنت من العثور على مأوى تحت الأرض، وأخرى عاشت في موائل المياه العذبة. وسمحت البيئات التي تم إفراغها حديثًا للثعابين بالتخصص في مجموعة من الأدوار، مثل الثعابين البحرية، وانتشرت الثعابين في مناطق جديدة من العالم، بما في ذلك آسيا.
أما أحداث الانقراض الكبيرة اللاحقة، فقد أثرت أيضًا على تنوع الثعابين. في بداية عصر الأوليجوسين قبل نحو 33.9 مليون سنة، انخفضت درجات الحرارة العالمية بشكل كبير، ما أثر على الكائنات ذوات الدم البارد مثل الثعابين. ويقدر الباحثون أن نحو 80 ٪ من الثعابين الحديثة، تكيفت مع النشاط خلال النهار في هذا الوقت تقريبًا بعد أن كان أسلافهم في الغالب ليليين. وقد سمح لهم هذا التغيير بزيادة كمية الحرارة المكتسبة من الشمس. فمع ارتفاع درجة حرارة الكوكب على مدى السنوات التالية، كان بإمكان الثعابين أيضًا التحرك شمالًا، ما سمح لها بالانتقال إلى الأميركيتين عبر الجسر البري القديم الذي كان يربط روسيا وألاسكا ذات يوم.
المصدر: Natural History Museum
انقراض الديناصورات أفسح المجال للثعابين
بعد الانقراض الجماعي للعديد من الديناصورات، وكذلك الزواحف الطائرة والمائية، تنوعت الثعابين بسرعة من أقل من ست سلالات لتشمل العديد من أسلاف الأنواع التي نراها اليوم. ويرجع العلماء ذلك إلى قيام الزواحف بالعديد من الأدوار البيئية التي كانت للديناصورات الصغيرة قبل انقراضها.
النتائج التي توصلوا إليها، المنشورة في "Nature Communications"، تعزز دور الانقراضات الجماعية في تشكيل العالم الطبيعي كما نعرفه اليوم بينما يمر الكوكب بحدث انقراض سادس محتمل. يقول الدكتور "نيك لونجريتش"، من مركز ميلنر للتطور بجامعة باث : "تشير أبحاثنا إلى أن الانقراض كان بمثابة شكل من أشكال التدمير الإبداعي، إذ أنه من خلال القضاء على الأنواع القديمة، سمح للناجين باستغلال الفجوات في النظام البيئي، وتجربة أنماط حياة وموائل جديدة. إذ يبدو أن هذه سمة عامة للتطور خلال الفترات التي تلي الانقراضات الرئيسية مباشرة حيث نرى التطور في أكثر حالاته تجريبية وابتكارًا".
إن تدمير التنوع البيولوجي يفسح المجال لكائنات جديدة للظهور واستعمار مساحات جديدة من اليابسة، لتصبح الحياة أكثر تنوعًا من ذي قبل.
الانقراضات ليست شيئًا جديدًا وهي جزء أساسي من الحياة على الأرض. مع تبدل الظروف، تتكيف الأنواع قدر الإمكان مع ظروفها المتغيرة. وإذا لم يتمكنوا من التكيف بسرعة كافية، فإنهم يموتون، بينما تنتقل الأنواع الأخرى في النهاية لتقوم بدورها في البيئة.
الحيوانات والنباتات تأتي إلى الوجود وتنقرض طوال الوقت. ولكن في نقاط معينة من تاريخ الأرض، ارتفع معدل الانقراض. أكبر هذه الأحداث هو الانقراض الجماعي، حيث اختفى ما لا يقل عن 75٪ من كائنات كوكب الأرض في غضون بضعة ملايين من السنين. حتى الآن كان هناك خمسة انقراضات، لكن بعض العلماء يرون أن التأثير الحالي للنشاط البشري على العالم يخلق انقراضًا سادسًا.
كان آخر حدث للانقراض الجماعي هو حدث الانقراض الجماعي الطباشيري، عندما ضرب نيزك كبير قطره نحو 10 كيلومترات الأرض قبالة سواحل المكسيك. تسبب هذا في حدوث أمواج تسونامي وموجة من الحرارة قتلت على الفور العديد من الحيوانات. إذ تسبب الغبار الذي دخل الغلاف الجوي في حجب الشمس و انهيار عملية التمثيل الضوئي، ما أدى إلى ترك العديد من الأنواع الناجية تتضور جوعًا.
مع القضاء على العديد من الديناصورات، كان لدى أسلاف الزواحف و الثدييات والطيور والأسماك الحديثة فرصة للازدهار. حيث كان الناجون الأصغر قادرين على الاستفادة من المأوى والطعام الشحيح في أعقاب الكارثة. وجد الباحثون أن ست سلالات ثعابين على الأقل كانت قادرة على المثابرة خلال الحدث. من بين هؤلاء الناجين، ثعابين مختبئة تمكنت من العثور على مأوى تحت الأرض، وأخرى عاشت في موائل المياه العذبة. وسمحت البيئات التي تم إفراغها حديثًا للثعابين بالتخصص في مجموعة من الأدوار، مثل الثعابين البحرية، وانتشرت الثعابين في مناطق جديدة من العالم، بما في ذلك آسيا.
أما أحداث الانقراض الكبيرة اللاحقة، فقد أثرت أيضًا على تنوع الثعابين. في بداية عصر الأوليجوسين قبل نحو 33.9 مليون سنة، انخفضت درجات الحرارة العالمية بشكل كبير، ما أثر على الكائنات ذوات الدم البارد مثل الثعابين. ويقدر الباحثون أن نحو 80 ٪ من الثعابين الحديثة، تكيفت مع النشاط خلال النهار في هذا الوقت تقريبًا بعد أن كان أسلافهم في الغالب ليليين. وقد سمح لهم هذا التغيير بزيادة كمية الحرارة المكتسبة من الشمس. فمع ارتفاع درجة حرارة الكوكب على مدى السنوات التالية، كان بإمكان الثعابين أيضًا التحرك شمالًا، ما سمح لها بالانتقال إلى الأميركيتين عبر الجسر البري القديم الذي كان يربط روسيا وألاسكا ذات يوم.
المصدر: Natural History Museum