كيف نجت الطيور خلال الانقراض الكبير؟
كشفت جمجمة مخلوق صغير يشبه النورس أُطلق عليه اسم "الإكثيورنيس" عن سر نجاة أسلاف الطيور الحديثة من الانقراض الجماعي الذي كان نهاية عصر الديناصورات.
وقارن علماء جمجمة الإكثيورنيس بجمجمة عشرات الطيور الحية. ووجدوا أن هذا القريب من طيور اليوم كان له مع ذلك دماغ يختلف شكله بشكل واضح. وتشير النتائج إلى أن الأدمغة الأمامية الموسعة الموجودة لدى الطيور الحية ساعدتها على التكيف مع عالم سريع التغير، حسبما أفاد الباحثون في "Science Advances".
ويقول "كريستوفر توريس"، عالم الحفريات في جامعة أوهايو،: "شكل الدماغ الفريد، وتحديدًا نصف الكرة المخية الكبير حقًا، عاملاً رئيسيًا في سبب تمكن الطيور الحية من البقاء على قيد الحياة على نقيض الديناصورات".
وتسبب اصطدم كويكب (عرضه أكثر من ستة أميال) بشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك قبل 66 مليون عام في حدوث موجات مد عاتية وحرائق غابات وأثار غطاء من الغبار يدور حول الكوكب وحجب ضوء الشمس، ما تسبب في فناء النباتات وتغيير مناخ الأرض بشكل كبير. ومع ذلك، نجت بعض الطيور من الكارثة، وقد اقترح العلماء عدة أفكار حول السمات التي منحت الطيور البقاء.
أحد الاحتمالات هو أن هذه الطيور كانت أصغر، وبالتالي أكثر قدرة على التكيف. ويقول "توريس": "كم الطعام الذي يحتاجه الكائن الحي ليأكل، وكيف يمكنه السفر، وأين يمكن أن يعيش في العالم، وما هو خط العرض الذي يمكن أن يعيش فيه، كل هذه السمات مرتبطة بحجم الجسم"، أو ربما تكمن الإجابة في مناقير بلا أسنان في طيور اليوم، والتي يمكن أن تتغذى على مجموعة من الأطعمة من اللحم إلى البذور.
وتمتلك الطيور الحالية أيضًا أدمغة معقدة للغاية. ويقول "توريس": "إنها مخلوقات ذكية بشكل لا يصدق، ولذا فإن هناك اعتقاد أن بعض جوانب الدماغ وما يمكن أن يفعله قد يكون قد ساهم في هذا البقاء الفريد".
ولسوء الحظ، لا يُعرف الكثير عن أدمغة الطيور المبكرة كمجموعة، فهي صغيرة نسبيًا ولها عظام هشة فعملية التحجر "وحشية بشكل لا يمكن تصوره"، كما يشير توريس، وتميل الجماجم القليلة التي تتحملها إلى التسطيح ويصعب فك رموزها. لكن "الأركيوبتركس"(وهو أقدم طائر معروف عاش قبل 150 مليون سنة)، يعد استثناءً. حيث تمكن العلماء من تحديد أن الدماغ الأمامي كان أصغر نسبيًا من دماغ الطيور الحية.
كان "الإكثيورنيس" طائرًا بحريًا بحجم الحمام وله منقار مسنن سكن في أميركا الشمالية الحالية. وهو أيضًا أحد أقرب الأقارب المعروفين للطيور الحية. وهذا يعني أن الإكثيورنيس يمكن أن يساعد الباحثين في تضييق نطاق السمات الفريدة حقًا لسلالات الطيور التي نجت من تداعيات الكويكب.
واستخدم "توريس" وفريقه عمليات التصوير المقطعي المحوسب للجمجمة شبه المكتملة، لإعادة بناء الشكل العام لدماغ "إكثيورنيس" رقميًا. ثم قارن الباحثون هذا الدماغ بتحليلات مماثلة للأركيوبتركس، والعديد من الديناصورات ذات الصلة البعيدة، وعشرات من الطيور الحية بما في ذلك طيور النحام ونقار الخشب والبطريق والنعام. في الطيور الحية يكون المخ، وهو جزء من الدماغ الأمامي يتكون من نصف الكرة المخية الأيمن والأيسر، كبير جدًا بالنسبة لبقية الدماغ. هذه المنطقة هي المكان الذي يحدث فيه الإدراك العالي، بما في ذلك معالجة المعلومات الحسية والذاكرة والمزيد.
ولاستيعاب حجمها المثير للإعجاب، يتم وضع المخ أيضًا بشكل مختلف في الطيور مقارنة بالزواحف الأخرى مثل الثعابين والتماسيح. الطيور الحديثة لديها دماغ يجلس فوق الدماغ المتوسط وليس أمامه مباشرة. ووجد "توريس" وزملاؤه أن "الإكثيورنيس"، على الرغم من قربه التطوري من الطيور الحية كان لديه دماغ يشبه إلى حد كبير دماغ "الأركيوبتركس"، حيث كان مخه لا يزال صغيراً إلى حد ما وكان لدماغه شكل خطي أكثر بشكل عام. وتشير النتائج إلى أن المخ الضخم لم يصبح واضحًا حقًا حتى ظهرت الطيور الحديثة.
ويقول "توريس" إنه ليس من الواضح على وجه التحديد ما هي المزايا التي أعطتها هذه الأذرع الأمامية الموسعة لهذه الطيور. ومع ذلك، مع تدهور الظروف في أعقاب اصطدام الكويكب. ويشير "توريس" إلى قدرتها على التعامل مع هذه التغييرات والتفاعل وبسرعة كافية، مما أحدث فرقًا كبيرًا عندما تعلق الأمر بالنجاة من حدث الانقراض الجماعي
ومع ذلك، ربما لم يكن حجم الدماغ هو السبب الوحيد لبقاء أسلاف طيور اليوم على قيد الحياة. وبحسب "توريس" فإن أجسادهم الصغيرة ومناقيرهم وصفات أخرى ربما تكون قد ساهمت في ذلك. وحاول الباحثون تقدير تأثير حجم الجسم من خلال تحليل القياسات من أكثر من 2000 نوع منقرض وحي. ومع ذلك، فقد شعروا أنه ليس لديهم معلومات كافية عن أحجام أجسام الطيور الأخرى التي عاشت في ذلك الوقت لتحديد ما إذا كان الحجم يلعب دورًا في البقاء على قيد الحياة. بالإضافة إلى ذلك، يحذر من أنه يمكن للباحثين الاعتماد فقط على البيانات من جماجم نوعين من الطيور القديمة.
المصدر: Popular Science
كيف نجت الطيور خلال الانقراض الكبير؟
كشفت جمجمة مخلوق صغير يشبه النورس أُطلق عليه اسم "الإكثيورنيس" عن سر نجاة أسلاف الطيور الحديثة من الانقراض الجماعي الذي كان نهاية عصر الديناصورات.
وقارن علماء جمجمة الإكثيورنيس بجمجمة عشرات الطيور الحية. ووجدوا أن هذا القريب من طيور اليوم كان له مع ذلك دماغ يختلف شكله بشكل واضح. وتشير النتائج إلى أن الأدمغة الأمامية الموسعة الموجودة لدى الطيور الحية ساعدتها على التكيف مع عالم سريع التغير، حسبما أفاد الباحثون في "Science Advances".
ويقول "كريستوفر توريس"، عالم الحفريات في جامعة أوهايو،: "شكل الدماغ الفريد، وتحديدًا نصف الكرة المخية الكبير حقًا، عاملاً رئيسيًا في سبب تمكن الطيور الحية من البقاء على قيد الحياة على نقيض الديناصورات".
وتسبب اصطدم كويكب (عرضه أكثر من ستة أميال) بشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك قبل 66 مليون عام في حدوث موجات مد عاتية وحرائق غابات وأثار غطاء من الغبار يدور حول الكوكب وحجب ضوء الشمس، ما تسبب في فناء النباتات وتغيير مناخ الأرض بشكل كبير. ومع ذلك، نجت بعض الطيور من الكارثة، وقد اقترح العلماء عدة أفكار حول السمات التي منحت الطيور البقاء.
أحد الاحتمالات هو أن هذه الطيور كانت أصغر، وبالتالي أكثر قدرة على التكيف. ويقول "توريس": "كم الطعام الذي يحتاجه الكائن الحي ليأكل، وكيف يمكنه السفر، وأين يمكن أن يعيش في العالم، وما هو خط العرض الذي يمكن أن يعيش فيه، كل هذه السمات مرتبطة بحجم الجسم"، أو ربما تكمن الإجابة في مناقير بلا أسنان في طيور اليوم، والتي يمكن أن تتغذى على مجموعة من الأطعمة من اللحم إلى البذور.
وتمتلك الطيور الحالية أيضًا أدمغة معقدة للغاية. ويقول "توريس": "إنها مخلوقات ذكية بشكل لا يصدق، ولذا فإن هناك اعتقاد أن بعض جوانب الدماغ وما يمكن أن يفعله قد يكون قد ساهم في هذا البقاء الفريد".
ولسوء الحظ، لا يُعرف الكثير عن أدمغة الطيور المبكرة كمجموعة، فهي صغيرة نسبيًا ولها عظام هشة فعملية التحجر "وحشية بشكل لا يمكن تصوره"، كما يشير توريس، وتميل الجماجم القليلة التي تتحملها إلى التسطيح ويصعب فك رموزها. لكن "الأركيوبتركس"(وهو أقدم طائر معروف عاش قبل 150 مليون سنة)، يعد استثناءً. حيث تمكن العلماء من تحديد أن الدماغ الأمامي كان أصغر نسبيًا من دماغ الطيور الحية.
كان "الإكثيورنيس" طائرًا بحريًا بحجم الحمام وله منقار مسنن سكن في أميركا الشمالية الحالية. وهو أيضًا أحد أقرب الأقارب المعروفين للطيور الحية. وهذا يعني أن الإكثيورنيس يمكن أن يساعد الباحثين في تضييق نطاق السمات الفريدة حقًا لسلالات الطيور التي نجت من تداعيات الكويكب.
واستخدم "توريس" وفريقه عمليات التصوير المقطعي المحوسب للجمجمة شبه المكتملة، لإعادة بناء الشكل العام لدماغ "إكثيورنيس" رقميًا. ثم قارن الباحثون هذا الدماغ بتحليلات مماثلة للأركيوبتركس، والعديد من الديناصورات ذات الصلة البعيدة، وعشرات من الطيور الحية بما في ذلك طيور النحام ونقار الخشب والبطريق والنعام. في الطيور الحية يكون المخ، وهو جزء من الدماغ الأمامي يتكون من نصف الكرة المخية الأيمن والأيسر، كبير جدًا بالنسبة لبقية الدماغ. هذه المنطقة هي المكان الذي يحدث فيه الإدراك العالي، بما في ذلك معالجة المعلومات الحسية والذاكرة والمزيد.
ولاستيعاب حجمها المثير للإعجاب، يتم وضع المخ أيضًا بشكل مختلف في الطيور مقارنة بالزواحف الأخرى مثل الثعابين والتماسيح. الطيور الحديثة لديها دماغ يجلس فوق الدماغ المتوسط وليس أمامه مباشرة. ووجد "توريس" وزملاؤه أن "الإكثيورنيس"، على الرغم من قربه التطوري من الطيور الحية كان لديه دماغ يشبه إلى حد كبير دماغ "الأركيوبتركس"، حيث كان مخه لا يزال صغيراً إلى حد ما وكان لدماغه شكل خطي أكثر بشكل عام. وتشير النتائج إلى أن المخ الضخم لم يصبح واضحًا حقًا حتى ظهرت الطيور الحديثة.
ويقول "توريس" إنه ليس من الواضح على وجه التحديد ما هي المزايا التي أعطتها هذه الأذرع الأمامية الموسعة لهذه الطيور. ومع ذلك، مع تدهور الظروف في أعقاب اصطدام الكويكب. ويشير "توريس" إلى قدرتها على التعامل مع هذه التغييرات والتفاعل وبسرعة كافية، مما أحدث فرقًا كبيرًا عندما تعلق الأمر بالنجاة من حدث الانقراض الجماعي
ومع ذلك، ربما لم يكن حجم الدماغ هو السبب الوحيد لبقاء أسلاف طيور اليوم على قيد الحياة. وبحسب "توريس" فإن أجسادهم الصغيرة ومناقيرهم وصفات أخرى ربما تكون قد ساهمت في ذلك. وحاول الباحثون تقدير تأثير حجم الجسم من خلال تحليل القياسات من أكثر من 2000 نوع منقرض وحي. ومع ذلك، فقد شعروا أنه ليس لديهم معلومات كافية عن أحجام أجسام الطيور الأخرى التي عاشت في ذلك الوقت لتحديد ما إذا كان الحجم يلعب دورًا في البقاء على قيد الحياة. بالإضافة إلى ذلك، يحذر من أنه يمكن للباحثين الاعتماد فقط على البيانات من جماجم نوعين من الطيور القديمة.
المصدر: Popular Science