العثور على الفأر "غولد" المنقرض
تقع جزيرة "خليج القرش" في أقصى نقطة في غرب أستراليا، إنها أرض العجائب البيئية وواحدة من آخر الموائل لفأر "غولد"، هذا القارض الأسترالي الذي كان يُعتقد أنه انقرض منذ أكثر من 150 عامًا.
وفقًا لدراسة حديثة نشرت في "PNAS"، كان الفأر موجودًا طوال هذا الوقت، ويعيش في عدة جزر في غرب أستراليا. وتقول "إميلي رويكروفت"، المؤلفة الرئيسية للدراسة،: "قارنا الحمض النووي لفأر غولد، الذي كان يُعتقد أنه مُنقرض، بجميع الأنواع الحية من القوارض المحلية ووجدنا أنه لا يمكن تمييزه وراثيًا عن نوع حي آخر هو فأر خليج القرش". في الأصل اعتقد العلماء أن فأر "غولد" يعيش فقط في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا، ولكن بعد الدراسة، اكتشفوا أنه كان يتجول مرة في معظم أنحاء البر الرئيسي الأسترالي.
كيف ترى فئران الأقزام الصينية العمياء؟
رسم خرائط جينومات الفئران
لدى أستراليا أعلى معدل مسجل لانقراض الثدييات في العالم. فمنذ أن بدأ الاستعمار الأوروبي في عام 1788، اختفى 34 نوعًا من الثدييات المتجولة على الأرض. وشكلت القوارض 41٪ من الثدييات المنقرضة. وتقول "رويكروفت": "عندما بدأنا الدراسة، شرعنا في فحص العلاقات بين القوارض الأسترالية المنقرضة والأنواع الحية، لتحديد مستوى التنوع الجيني الموجود قبل انقراضها". للقيام بذلك، استخرج علماء الأحياء التطورية الحمض النووي من 87 عينة متحف ورسموا خرائط جينومات الثدييات القارضة. وتؤكد "رويكروفت" أن فهم التنوع الجيني للقوارض يمكن أن يساعد علماء البيئة في تحديد إلى أي مدى ساهم وصول الأوروبيين في انقراضهم.
إحدى الفرضيات المتعلقة بالاختفاء الجماعي للقوارض الأسترالية هي أنها كانت تعاني بالفعل من انخفاض بسبب فقدان التنوع الجيني. وقد لاحظ علماء البيئة ذلك عند تسلسل جينومات اثنين من الحيوانات الأسترالية الأخرى هما الشيطان التسماني المهدد بالانقراض، والنمور التسمانية المنقرضة بالكامل، وهي جرابيات من أكبر آكلة اللحوم.
قبل الاستعمار الأوروبي، كان هذان النوعان شهدا انخفاضًا سريعًا في التنوع الجيني، مما يشير إلى أن أعدادهما كانت تتناقص بالفعل، مما يجعلها أكثر عرضة لتهديد الغزاة. بعبارة أخرى، لم يتسبب الأوروبيون في انقراضهم، بل قاموا فقط بتسريع هذا الانقراض. ومع ذلك، وجدت الدراسة أن هذا لم يكن هو الحال بالنسبة لانقراض القوارض. في الواقع لم يكن هناك دليل على انخفاض التنوع الجيني في الأنواع المنقرضة قبل أواخر القرن 18، مما يشير إلى أن أعدادها كانت كبيرة ومزدهرة في ذلك الوقت. يشير الانخفاض السريع الذي حدث بعد وصول الأوروبيين إلى أن التنوع الجيني لا يحمي بالضرورة الأنواع من الانقراض السريع والكارثي. وتؤكد "رويكروفت" أن هذا الأمر يوضح مدى تأثيرات الاستعمار الأوروبي، بما في ذلك إدخال الحيوانات المفترسة وتطهير الأراضي، مما أدى إلى انقراض الأنواع التي كانت شائعة نسبيًا في أقل من 200 عام.
دور القوارض في النظام البيئي الأسترالي
الاختفاء السريع للمخلوقات ذات الفراء الأسترالي له تأثير مدمر على جميع النظم البيئية. فقد تم العثور على وجودهم في منافذ بيئية تتراوح من الصحاري القاحلة إلى الزوايا الرطبة للساحل. وتعتبر "رويكروفت": أن القوارض هي مهندسة أنظمة بيئية مهمينة وتلعب دورًا أساسيًا في البيئة كمستهلكة للنباتات والفطريات واللافقاريات وكمصدر فريسة للأنواع المحلية الأخرى"، قائلة: "إن الخسارة المستمرة للقوارض ستؤدي إلى انهيار أوسع للنظام البيئي". وتشير إلى أن فهم جينوم الأنواع المنقرضة يمكن أن يساعد في جهود الحفاظ على الأنواع الباقية على قيد الحياة.
وتؤكد "رويكروفت" "أن الدراسة توضح مقدار ما يمكن أن نتعلمه عن الأنواع التي فقدناها بسبب الانقراض باستخدام بيانات من عينات المتاحف. وفي حال إنشاء هذا النوع من البيانات من جميع الأنواع المحلية في أستراليا، وليس القوارض فقط، يُمكن للباحثين معرفة المزيد عن النمط الأوسع للانقراض ووتيرته. ومن المنتظر أت تكشف مشاريع تسلسل الجينوم المستقبلية عن أنواع حية أخرى كان يعتقد أنها اختفت من على وجه الكوكب. ولكن في الوقت الحالي، نعلم على الأقل أن فأر "غولد" لا يزال يتجول حول خليج القرش المحمي بالفعل.
المصدر: Popular Science
العثور على الفأر "غولد" المنقرض
تقع جزيرة "خليج القرش" في أقصى نقطة في غرب أستراليا، إنها أرض العجائب البيئية وواحدة من آخر الموائل لفأر "غولد"، هذا القارض الأسترالي الذي كان يُعتقد أنه انقرض منذ أكثر من 150 عامًا.
وفقًا لدراسة حديثة نشرت في "PNAS"، كان الفأر موجودًا طوال هذا الوقت، ويعيش في عدة جزر في غرب أستراليا. وتقول "إميلي رويكروفت"، المؤلفة الرئيسية للدراسة،: "قارنا الحمض النووي لفأر غولد، الذي كان يُعتقد أنه مُنقرض، بجميع الأنواع الحية من القوارض المحلية ووجدنا أنه لا يمكن تمييزه وراثيًا عن نوع حي آخر هو فأر خليج القرش". في الأصل اعتقد العلماء أن فأر "غولد" يعيش فقط في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا، ولكن بعد الدراسة، اكتشفوا أنه كان يتجول مرة في معظم أنحاء البر الرئيسي الأسترالي.
كيف ترى فئران الأقزام الصينية العمياء؟
رسم خرائط جينومات الفئران
لدى أستراليا أعلى معدل مسجل لانقراض الثدييات في العالم. فمنذ أن بدأ الاستعمار الأوروبي في عام 1788، اختفى 34 نوعًا من الثدييات المتجولة على الأرض. وشكلت القوارض 41٪ من الثدييات المنقرضة. وتقول "رويكروفت": "عندما بدأنا الدراسة، شرعنا في فحص العلاقات بين القوارض الأسترالية المنقرضة والأنواع الحية، لتحديد مستوى التنوع الجيني الموجود قبل انقراضها". للقيام بذلك، استخرج علماء الأحياء التطورية الحمض النووي من 87 عينة متحف ورسموا خرائط جينومات الثدييات القارضة. وتؤكد "رويكروفت" أن فهم التنوع الجيني للقوارض يمكن أن يساعد علماء البيئة في تحديد إلى أي مدى ساهم وصول الأوروبيين في انقراضهم.
إحدى الفرضيات المتعلقة بالاختفاء الجماعي للقوارض الأسترالية هي أنها كانت تعاني بالفعل من انخفاض بسبب فقدان التنوع الجيني. وقد لاحظ علماء البيئة ذلك عند تسلسل جينومات اثنين من الحيوانات الأسترالية الأخرى هما الشيطان التسماني المهدد بالانقراض، والنمور التسمانية المنقرضة بالكامل، وهي جرابيات من أكبر آكلة اللحوم.
قبل الاستعمار الأوروبي، كان هذان النوعان شهدا انخفاضًا سريعًا في التنوع الجيني، مما يشير إلى أن أعدادهما كانت تتناقص بالفعل، مما يجعلها أكثر عرضة لتهديد الغزاة. بعبارة أخرى، لم يتسبب الأوروبيون في انقراضهم، بل قاموا فقط بتسريع هذا الانقراض. ومع ذلك، وجدت الدراسة أن هذا لم يكن هو الحال بالنسبة لانقراض القوارض. في الواقع لم يكن هناك دليل على انخفاض التنوع الجيني في الأنواع المنقرضة قبل أواخر القرن 18، مما يشير إلى أن أعدادها كانت كبيرة ومزدهرة في ذلك الوقت. يشير الانخفاض السريع الذي حدث بعد وصول الأوروبيين إلى أن التنوع الجيني لا يحمي بالضرورة الأنواع من الانقراض السريع والكارثي. وتؤكد "رويكروفت" أن هذا الأمر يوضح مدى تأثيرات الاستعمار الأوروبي، بما في ذلك إدخال الحيوانات المفترسة وتطهير الأراضي، مما أدى إلى انقراض الأنواع التي كانت شائعة نسبيًا في أقل من 200 عام.
دور القوارض في النظام البيئي الأسترالي
الاختفاء السريع للمخلوقات ذات الفراء الأسترالي له تأثير مدمر على جميع النظم البيئية. فقد تم العثور على وجودهم في منافذ بيئية تتراوح من الصحاري القاحلة إلى الزوايا الرطبة للساحل. وتعتبر "رويكروفت": أن القوارض هي مهندسة أنظمة بيئية مهمينة وتلعب دورًا أساسيًا في البيئة كمستهلكة للنباتات والفطريات واللافقاريات وكمصدر فريسة للأنواع المحلية الأخرى"، قائلة: "إن الخسارة المستمرة للقوارض ستؤدي إلى انهيار أوسع للنظام البيئي". وتشير إلى أن فهم جينوم الأنواع المنقرضة يمكن أن يساعد في جهود الحفاظ على الأنواع الباقية على قيد الحياة.
وتؤكد "رويكروفت" "أن الدراسة توضح مقدار ما يمكن أن نتعلمه عن الأنواع التي فقدناها بسبب الانقراض باستخدام بيانات من عينات المتاحف. وفي حال إنشاء هذا النوع من البيانات من جميع الأنواع المحلية في أستراليا، وليس القوارض فقط، يُمكن للباحثين معرفة المزيد عن النمط الأوسع للانقراض ووتيرته. ومن المنتظر أت تكشف مشاريع تسلسل الجينوم المستقبلية عن أنواع حية أخرى كان يعتقد أنها اختفت من على وجه الكوكب. ولكن في الوقت الحالي، نعلم على الأقل أن فأر "غولد" لا يزال يتجول حول خليج القرش المحمي بالفعل.
المصدر: Popular Science