في قبضة أصيلة.. الجميلة

مصور فوتوغرافي خطط لرحلة مدتها 5 أيام في مدينة بشمال المغرب، فوجد نفسَه محجورًا 5 أشهر متواصلة؛ فكيف أمضى أيامه تلك؟

في ربيع 2020 خطط جُلنا لقضاء إجازته في مدينة ما، لكن حدثًا طارئا غيّر تلك الخطة؛ فأصبحت الصورة الفوتوغرافية خير دليل لفهم تلك اللحظة.
قبل كل إجازة سنوية يشرع بعضنا في الترتيب والتخطيط لأيامها قبل أن يحزم حقائبه، ويكون حينها قد قرر وجهته ونشاطاته في تلك الإجازة. لكن في مطلع العام الماضي، زحفت علينا جائحة "كوفيد19-" على حين غرّة وسرعان ما أضحت أزمة عالمية فاقت أكثر التوقعات تشاؤمًا. هنالك صار الناس حبيسي بيوتهم واضطر بعضهم لتأجيل أسفارهم أو إلغائها؛ ومنهم من وجد نفسه فجأة محجورًا في غرفة فندقية حيث كان يمضي إجازته.
كانت التغيرات متسارعة والتدابير التي اتخذتها حكومات الدول أسرع من كل شيء؛ وكان الإغلاق التام أبرز تلك الخطوات. ولكن يبدو أن الأمر يختلف لدى مصور فوتوغرافي؛ فقد تكون لحظات كتلك هي الأهم في مساره المهني. فهو "حارس التاريخ" الحريص على التوثيق للأحداث والتأريخ لفصول الأزمات، بخيرها وشرها.. بالصورة وحدها.
لم يكن يدرك المصور الفوتوغرافي "ياسين إسماعيلي" أن رحلته إلى مدينة أصيلة المغربية ستكون بمنزلة الحَجْر الاضطراري الذي سيُجبره على المكوث فيها خمسة أشهر متواصلة؛ بعد أن أقفلت المدينة أبوابها على ساكنيها وامتنعت عن استقبال زوارها في سبيل كبح انتشار فيروس "كورونا". يقول إسماعيلي: "كانت خطتي أن أُمضي في أصيلة إجازة لا تتجاوز الأسبوع، فأُسافر بعدها إلى سان فرنسيسكو لافتتاح معرضي الشخصي؛ لكنني وجدت نفسي محجورًا فيها". على أن مصورَنَا لم يفوّت فرصة وجوده المطوَّلة بالمدينة؛ إذ انطلق لإنجاز مشروع فوتوغرافي جديد وثَّقَ مـن خلاله لآثار الجـائحة عـلى هذه المدينة السياحية، التي تُعد قبلة للثقافة والفنون؛ إذ تتوافد إليها نخبة من رموز الثقافة والإبداع من داخل المغرب وخارجه. وتُعرف هذه المدينة -التي حملت أسماءً عدة من قبيل، زيليس، أرزيلا، أصيلا- بأنها جوهرة الشمال المغربي؛ وتشكل ذاكرة حية لمسيرة الإبداع الإنساني، إذ تستضيف ألمع الأسماء وأغزرها إنتاجًا وإبداعًا ضمن مهرجان ثقافي موسمي يقام في فصل الصيف، انطلق أول مرة في أواخر سبعينيات القرن الماضي. يقول إسماعيلي: "هنا شعرت بأني في تجربة سياحية [سريالية]، إذ رحت أتامل شوارع المدينة الخاوية وأحيائها التي طُبعت على جدرانها أزهى الألوان والصور الفنية الرائعة".

في قبضة أصيلة.. الجميلة

مصور فوتوغرافي خطط لرحلة مدتها 5 أيام في مدينة بشمال المغرب، فوجد نفسَه محجورًا 5 أشهر متواصلة؛ فكيف أمضى أيامه تلك؟

في ربيع 2020 خطط جُلنا لقضاء إجازته في مدينة ما، لكن حدثًا طارئا غيّر تلك الخطة؛ فأصبحت الصورة الفوتوغرافية خير دليل لفهم تلك اللحظة.
قبل كل إجازة سنوية يشرع بعضنا في الترتيب والتخطيط لأيامها قبل أن يحزم حقائبه، ويكون حينها قد قرر وجهته ونشاطاته في تلك الإجازة. لكن في مطلع العام الماضي، زحفت علينا جائحة "كوفيد19-" على حين غرّة وسرعان ما أضحت أزمة عالمية فاقت أكثر التوقعات تشاؤمًا. هنالك صار الناس حبيسي بيوتهم واضطر بعضهم لتأجيل أسفارهم أو إلغائها؛ ومنهم من وجد نفسه فجأة محجورًا في غرفة فندقية حيث كان يمضي إجازته.
كانت التغيرات متسارعة والتدابير التي اتخذتها حكومات الدول أسرع من كل شيء؛ وكان الإغلاق التام أبرز تلك الخطوات. ولكن يبدو أن الأمر يختلف لدى مصور فوتوغرافي؛ فقد تكون لحظات كتلك هي الأهم في مساره المهني. فهو "حارس التاريخ" الحريص على التوثيق للأحداث والتأريخ لفصول الأزمات، بخيرها وشرها.. بالصورة وحدها.
لم يكن يدرك المصور الفوتوغرافي "ياسين إسماعيلي" أن رحلته إلى مدينة أصيلة المغربية ستكون بمنزلة الحَجْر الاضطراري الذي سيُجبره على المكوث فيها خمسة أشهر متواصلة؛ بعد أن أقفلت المدينة أبوابها على ساكنيها وامتنعت عن استقبال زوارها في سبيل كبح انتشار فيروس "كورونا". يقول إسماعيلي: "كانت خطتي أن أُمضي في أصيلة إجازة لا تتجاوز الأسبوع، فأُسافر بعدها إلى سان فرنسيسكو لافتتاح معرضي الشخصي؛ لكنني وجدت نفسي محجورًا فيها". على أن مصورَنَا لم يفوّت فرصة وجوده المطوَّلة بالمدينة؛ إذ انطلق لإنجاز مشروع فوتوغرافي جديد وثَّقَ مـن خلاله لآثار الجـائحة عـلى هذه المدينة السياحية، التي تُعد قبلة للثقافة والفنون؛ إذ تتوافد إليها نخبة من رموز الثقافة والإبداع من داخل المغرب وخارجه. وتُعرف هذه المدينة -التي حملت أسماءً عدة من قبيل، زيليس، أرزيلا، أصيلا- بأنها جوهرة الشمال المغربي؛ وتشكل ذاكرة حية لمسيرة الإبداع الإنساني، إذ تستضيف ألمع الأسماء وأغزرها إنتاجًا وإبداعًا ضمن مهرجان ثقافي موسمي يقام في فصل الصيف، انطلق أول مرة في أواخر سبعينيات القرن الماضي. يقول إسماعيلي: "هنا شعرت بأني في تجربة سياحية [سريالية]، إذ رحت أتامل شوارع المدينة الخاوية وأحيائها التي طُبعت على جدرانها أزهى الألوان والصور الفنية الرائعة".