كيف يتعرف نحل العسل على الوقت؟

يستخدم النحل موقع الشمس للتنقل من زهرة إلى أخرى، وللقيام بذلك يحتاجون إلى معرفة الوقت المناسب.

لطالما كان عالم النحل وقدرته الفائقة على النظام مثار دهشة للكثيرين، ويعد الإحساس بالوقت واحدًا من بين تلك القدرات المثيرة للإعجاب، فلدى النحل ساعات داخلية معقدة بشكل مدهش مثل البشر تُمكنهم من معرفة الوقت.

بحسب "مانويل جيانوني غوزمان"، عالم الأعصاب بجامعة فاندربيلت الذي يدرس الإحساس بالوقت، فإن السجل الأول للاشتباه في معرفة النحل للوقت يعود إلى القرن العشرين عندما اعتاد طبيب نفسي ألماني على تناول افطاره في توقيت معين يوميًا، وكان يأتي النحل كل يوم للحصول على نصيبهم من وجبة الإفطار، وقد لاحظ العالم أن النحل يأتي في نفس التوقيت حتى في الأيام التي لم يكن لديه فيها طعام. كان السؤال الذي ظل مطروحًا لسنوات هو كيف يفعل النحل ذلك؟

وفقًا للبحث الجديد الذي أجراه "غوزمان"، فإن النحل كائنات اجتماعية للغاية لكل منها وظيفة محددة، ففي الوقت الذي يترك فيه بعض النحل الخلية كل يوم، هناك البعض الذي يعيش معظم حياته في داخل الخلية المظلمة الدافئة، ومع ذلك جميعهم يبدأ العمل في نفس الساعة، ويرجع ذلك كون النحل يتعرف على الوقت وينظمه وفقًا لدرجة حرارة الخلية نفسها. 

ويعد حفظ الوقت جزءً مهمًا في كيفية جمع النحل للطعام، فالأزهار لا تضخ الرحيق باستمرار، بعضها يكثف رحيقه في الصباح، بينما البعض الآخر في فترة ما بعد الظهيرة. ويقول "غوزمان" إن معرفة الوقت الذي تُنتج فيه الأزهار أكبر كمية من الرحيق والاستفادة من ذلك، بواسطة الساعة الداخلية للنحل أمر رائع، إذ يستخدم النحل موقع الشمس للتنقل من زهرة إلى أخرى، وللقيام بذلك يحتاجون إلى معرفة الوقت من اليوم.

عـوالم النـحـل

ومن المعروف أن النحل العامل يشارك مواقع مصادر الغذاء الأولية باستخدام ما يسمى "رقصة الاهتزاز"، وهي سلسلة من خطوات الرقص التي ترسم مسار الرحلة بناءً على موقع الشمس. تتمتع الراقصة بساعة حريصة، مع مرور الوقت، وتقوم بتحديث رقصتها لحساب حركة الشمس. يصف" غوزمان" النحل بأن لديه أدمغة مثل الساعة الشمسية. وقد أشارت أبحاث سابقة إلى أن مبيدات النيونيكوتينويد، - وهي نوع شائع من المبيدات المرتبطة بانخفاض الملقحات - تُعطل الساعات الداخلية للنحل وبالتالي يتعطل البحث عن الطعام والنوم. 

آخــر صيادي العسـل

السؤال الهام، الذي طرحه الباحثون هو ما الذي يحدد الساعة؟ تكمن الإجابة في ضوء النهار، يقول "غاي بلوخ"، الذي يدرس تطور وآليات السلوك الاجتماعي للحشرات في الجامعة العبرية في القدس، إن النحل يستخدم السمات الاجتماعية للترادف، فالنحل في مركز الخلية يستجيب للاهتزازات، وهذا أحد الأشياء التي تجعل ترسيخ درجة الحرارة أكثر إثارة للاهتمام. والشيء الآخر هو أن مستعمرة النحل بيئة مستقرة جدا ". وينظم النحل درجة الحرارة الداخلية للخلية بعناية عند نحو 95 درجة فهرنهايت، ويمكن أن يؤدي اختلاف درجات قليلة فقط إلى مشاكل في النمو في اليرقات. لكن البحث الجديد يظهر أن الغرف الخارجية للعش تتقلب بالفعل.

سر "عسل مانوكا" وشجرة "ليبتوسبيرنوم سكوباريوم"؟

وقد أجريت معظم التجارب بين عامي 2012 و 2015، من خلال تضمين أجهزة مراقبة درجة الحرارة في خلايا النحل. في الداخل، وجد الباحثون أنه بمقدور النحل خلق إيقاعه اليومي ومع تعريض النحل إلى ما يشبه اضطراب الرحلات الجوية، وبعد مرور 5 سنوات تمكن الفريق من القول بإن النحل قد تكيف مع الجدول الجديد، وأصبح نشطًا في الحرارة، ونام في البرد. لكن ما يقرب من نصفهم لم يستجيبوا على الإطلاق، واستمروا في النوم والاستيقاظ كما كانوا من قبل قد يرجع السبب في ذلك إلى أن تقلبات درجة الحرارة لم تكن قوية بما يكفي لبعض النحل، أو أنه لم يكن لديهم الوقت الكافي للتكيف.


المصدر: .Popular Science

كيف يتعرف نحل العسل على الوقت؟

يستخدم النحل موقع الشمس للتنقل من زهرة إلى أخرى، وللقيام بذلك يحتاجون إلى معرفة الوقت المناسب.

لطالما كان عالم النحل وقدرته الفائقة على النظام مثار دهشة للكثيرين، ويعد الإحساس بالوقت واحدًا من بين تلك القدرات المثيرة للإعجاب، فلدى النحل ساعات داخلية معقدة بشكل مدهش مثل البشر تُمكنهم من معرفة الوقت.

بحسب "مانويل جيانوني غوزمان"، عالم الأعصاب بجامعة فاندربيلت الذي يدرس الإحساس بالوقت، فإن السجل الأول للاشتباه في معرفة النحل للوقت يعود إلى القرن العشرين عندما اعتاد طبيب نفسي ألماني على تناول افطاره في توقيت معين يوميًا، وكان يأتي النحل كل يوم للحصول على نصيبهم من وجبة الإفطار، وقد لاحظ العالم أن النحل يأتي في نفس التوقيت حتى في الأيام التي لم يكن لديه فيها طعام. كان السؤال الذي ظل مطروحًا لسنوات هو كيف يفعل النحل ذلك؟

وفقًا للبحث الجديد الذي أجراه "غوزمان"، فإن النحل كائنات اجتماعية للغاية لكل منها وظيفة محددة، ففي الوقت الذي يترك فيه بعض النحل الخلية كل يوم، هناك البعض الذي يعيش معظم حياته في داخل الخلية المظلمة الدافئة، ومع ذلك جميعهم يبدأ العمل في نفس الساعة، ويرجع ذلك كون النحل يتعرف على الوقت وينظمه وفقًا لدرجة حرارة الخلية نفسها. 

ويعد حفظ الوقت جزءً مهمًا في كيفية جمع النحل للطعام، فالأزهار لا تضخ الرحيق باستمرار، بعضها يكثف رحيقه في الصباح، بينما البعض الآخر في فترة ما بعد الظهيرة. ويقول "غوزمان" إن معرفة الوقت الذي تُنتج فيه الأزهار أكبر كمية من الرحيق والاستفادة من ذلك، بواسطة الساعة الداخلية للنحل أمر رائع، إذ يستخدم النحل موقع الشمس للتنقل من زهرة إلى أخرى، وللقيام بذلك يحتاجون إلى معرفة الوقت من اليوم.

عـوالم النـحـل

ومن المعروف أن النحل العامل يشارك مواقع مصادر الغذاء الأولية باستخدام ما يسمى "رقصة الاهتزاز"، وهي سلسلة من خطوات الرقص التي ترسم مسار الرحلة بناءً على موقع الشمس. تتمتع الراقصة بساعة حريصة، مع مرور الوقت، وتقوم بتحديث رقصتها لحساب حركة الشمس. يصف" غوزمان" النحل بأن لديه أدمغة مثل الساعة الشمسية. وقد أشارت أبحاث سابقة إلى أن مبيدات النيونيكوتينويد، - وهي نوع شائع من المبيدات المرتبطة بانخفاض الملقحات - تُعطل الساعات الداخلية للنحل وبالتالي يتعطل البحث عن الطعام والنوم. 

آخــر صيادي العسـل

السؤال الهام، الذي طرحه الباحثون هو ما الذي يحدد الساعة؟ تكمن الإجابة في ضوء النهار، يقول "غاي بلوخ"، الذي يدرس تطور وآليات السلوك الاجتماعي للحشرات في الجامعة العبرية في القدس، إن النحل يستخدم السمات الاجتماعية للترادف، فالنحل في مركز الخلية يستجيب للاهتزازات، وهذا أحد الأشياء التي تجعل ترسيخ درجة الحرارة أكثر إثارة للاهتمام. والشيء الآخر هو أن مستعمرة النحل بيئة مستقرة جدا ". وينظم النحل درجة الحرارة الداخلية للخلية بعناية عند نحو 95 درجة فهرنهايت، ويمكن أن يؤدي اختلاف درجات قليلة فقط إلى مشاكل في النمو في اليرقات. لكن البحث الجديد يظهر أن الغرف الخارجية للعش تتقلب بالفعل.

سر "عسل مانوكا" وشجرة "ليبتوسبيرنوم سكوباريوم"؟

وقد أجريت معظم التجارب بين عامي 2012 و 2015، من خلال تضمين أجهزة مراقبة درجة الحرارة في خلايا النحل. في الداخل، وجد الباحثون أنه بمقدور النحل خلق إيقاعه اليومي ومع تعريض النحل إلى ما يشبه اضطراب الرحلات الجوية، وبعد مرور 5 سنوات تمكن الفريق من القول بإن النحل قد تكيف مع الجدول الجديد، وأصبح نشطًا في الحرارة، ونام في البرد. لكن ما يقرب من نصفهم لم يستجيبوا على الإطلاق، واستمروا في النوم والاستيقاظ كما كانوا من قبل قد يرجع السبب في ذلك إلى أن تقلبات درجة الحرارة لم تكن قوية بما يكفي لبعض النحل، أو أنه لم يكن لديهم الوقت الكافي للتكيف.


المصدر: .Popular Science