منجم للملح يتحول إلى مركز تأهيل للمتعافين من "كورونا"

منجم "فياليتشكا" يعد من أقدم مناجم الملح في العالم، وهو مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

داخل منجم قديم للملح في جنوب بولندا يعود للقرن الثالث عشر على عمق 130 مترًا تحت الأرض، يقوم بولنديون بتمارين لياقة بدنية وسط أجواء حماسية "ساحرة" للمساعدة على التخلص من الأعراض المستمرة لديهم بعد شفائهم من "كوفيد-19".

ويعد منجم "فياليتشكا" من أقدم مناجم الملح في العالم، وهو مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وعلى مر القرون، حوّل عمال المنجم المكان إلى تحفة فنية فريدة، مع حفر دهاليز من الأنفاق المؤدية إلى الغرف وصنع شمعدانات من الملح لإنارة الموقع. ويشكل المنجم معلمًا سياحيًا، لكنه أيضًا منتجع صحي لمعالجة المرضى المصابين بمشكلات رئوية منذ حوالى مائتي عام. وبات المكان يستقبل مرضى "كورونا" الذين ترسلهم المؤسسات الصحية العامة لتمضية فترات نقاهة تمتد لثلاثة أسابيع، إضافة إلى زبائن من جهات خاصة.

وينزل المرضى إلى البئر في المنجم عبر مصعد ضمن مجموعات من 10 أو 15 شخصًا ويمشون على طول أنفاق الملح متّبعين مسارات كانت تسلكها القطارات في الموقع. وفور دخول غرفة بحيرة "فيسيل" البالغ ارتفاعها 15 مترًا والمجهزة بشرفات خشبية، يخضع المشاركون تحت إشراف طبيب إلى فحوص تنفس. ويعتبر العلماء أن ما بين 10% و15% من المرضى السابقين يعانون أعراض "كوفيد طويل الأمد"، بما يشمل التعب وتراجع التركيز وأوجاع الجسم ومشكلات تنفسية.

وتصدرت بولندا برامج إعادة التأهيل والبحوث بشأن "كوفيد الطويل الأمد"، من خلال إطلاقها أولى المؤسسات المخصصة للمرضى في مرحلة ما بعد التعافي من "كوفيد" في سبتمبر 2020. وحدد أطباء أكثر من 50 عارضًا جسديًا ونفسيًا مستمرًا لدى الأشخاص الذين تعافوا من "كوفيد"، منها الأعراض الرئوية وآلام في العضلات والمفاصل واختلالات في التوازن والتنسيق وفقدان للذاكرة والتركيز وأعراض متصلة بالضغط النفسي والاكتئاب.

في فياليتشكا، تصدح في القاعة الكبيرة الشهقات الصادرة عن ممارسة تمارين التنفس، داخل موقع محفور في الصخر أشبه بمسرح سريالي. وفي إحدى الزوايا، يختبر بعض المرضى قدراتهم التنفسية من طريق صنع فقاعات صابون أو القيام بحركات رياضية معينة وسط أجواء ودية تعلو فيها أحيانًا الضحكات خلال تمارين أشبه بألعاب مسلية. وتكتسب العلاجات بالملح شعبية كبيرة في أوروبا الوسطى والشرقية، رغم انقسام العلماء حيال مزاياها واعتبار بعضهم أن منافعها المزعومة وهمية. 

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية 

منجم للملح يتحول إلى مركز تأهيل للمتعافين من "كورونا"

منجم "فياليتشكا" يعد من أقدم مناجم الملح في العالم، وهو مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

داخل منجم قديم للملح في جنوب بولندا يعود للقرن الثالث عشر على عمق 130 مترًا تحت الأرض، يقوم بولنديون بتمارين لياقة بدنية وسط أجواء حماسية "ساحرة" للمساعدة على التخلص من الأعراض المستمرة لديهم بعد شفائهم من "كوفيد-19".

ويعد منجم "فياليتشكا" من أقدم مناجم الملح في العالم، وهو مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وعلى مر القرون، حوّل عمال المنجم المكان إلى تحفة فنية فريدة، مع حفر دهاليز من الأنفاق المؤدية إلى الغرف وصنع شمعدانات من الملح لإنارة الموقع. ويشكل المنجم معلمًا سياحيًا، لكنه أيضًا منتجع صحي لمعالجة المرضى المصابين بمشكلات رئوية منذ حوالى مائتي عام. وبات المكان يستقبل مرضى "كورونا" الذين ترسلهم المؤسسات الصحية العامة لتمضية فترات نقاهة تمتد لثلاثة أسابيع، إضافة إلى زبائن من جهات خاصة.

وينزل المرضى إلى البئر في المنجم عبر مصعد ضمن مجموعات من 10 أو 15 شخصًا ويمشون على طول أنفاق الملح متّبعين مسارات كانت تسلكها القطارات في الموقع. وفور دخول غرفة بحيرة "فيسيل" البالغ ارتفاعها 15 مترًا والمجهزة بشرفات خشبية، يخضع المشاركون تحت إشراف طبيب إلى فحوص تنفس. ويعتبر العلماء أن ما بين 10% و15% من المرضى السابقين يعانون أعراض "كوفيد طويل الأمد"، بما يشمل التعب وتراجع التركيز وأوجاع الجسم ومشكلات تنفسية.

وتصدرت بولندا برامج إعادة التأهيل والبحوث بشأن "كوفيد الطويل الأمد"، من خلال إطلاقها أولى المؤسسات المخصصة للمرضى في مرحلة ما بعد التعافي من "كوفيد" في سبتمبر 2020. وحدد أطباء أكثر من 50 عارضًا جسديًا ونفسيًا مستمرًا لدى الأشخاص الذين تعافوا من "كوفيد"، منها الأعراض الرئوية وآلام في العضلات والمفاصل واختلالات في التوازن والتنسيق وفقدان للذاكرة والتركيز وأعراض متصلة بالضغط النفسي والاكتئاب.

في فياليتشكا، تصدح في القاعة الكبيرة الشهقات الصادرة عن ممارسة تمارين التنفس، داخل موقع محفور في الصخر أشبه بمسرح سريالي. وفي إحدى الزوايا، يختبر بعض المرضى قدراتهم التنفسية من طريق صنع فقاعات صابون أو القيام بحركات رياضية معينة وسط أجواء ودية تعلو فيها أحيانًا الضحكات خلال تمارين أشبه بألعاب مسلية. وتكتسب العلاجات بالملح شعبية كبيرة في أوروبا الوسطى والشرقية، رغم انقسام العلماء حيال مزاياها واعتبار بعضهم أن منافعها المزعومة وهمية. 

المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية