المرجان يروي قصة الاحتباس الحراري في بحر العرب

تنخفض نسبة السترونشيوم إلى الكالسيوم ونظير الأوكسجين -18 في المرجان مع ارتفاع درجات حرارة الماء

استخدم باحثون الشعاب المرجانية للتوصل إلى أن الاحتباس الحراري يتسبب في حدوث تغييرات كبيرة في بحر العرب يُمكن أن تؤثر على المناخ والنظم البيئية.


في كل عام، تجتاح الرياح الموسمية الصيفية شبه الجزيرة العربية، مما يدفع بمياه بحر العرب بعيدًا عن الساحل ويؤدي إلى ارتفاع المياه العميقة إلى السطح. مياه البحر المرتفعة هذه تكون أكثر برودة وأقل ملوحة من المياه السطحية وغنية بالمغذيات، وتوفر الغذاء للعديد من الكائنات الحية التي تعيش في بحر العرب والمحيط الهندي.

 واكتشف علماء من اليابان وتايوان وألمانيا، باستخدام الشعاب المرجانية قبالة سواحل عُمان أن الاحتباس الحراري في بحر العرب له تأثيرات سلبية على تلك المناطق، ونشروا نتائج الدراسة في مجلة Geophysical Research Letters. وبحسب الدراسة تؤدي الرياح الموسمية الصيفية القوية إلى ارتفاع كبير في مياه بحر العرب. وتتشكل رياح أقوى عندما يسخن الهواء فوق شبه القارة الهندية بسرعة أكبر من الهواء فوق المحيط الهندي. ولكن حدث العكس في الآونة الأخيرة. 

وقام "تسويوشي واتانابي"، عالم الشعاب المرجانية بجامعة هوكايدو، بتحليل الأحافير والشعاب المرجانية الحديثة قبالة جزيرة عمانية في بحر العرب وحددوا أعمار المرجان الذي جمعوه ليجدوا علاقة متبادلة بين بيانات الشعاب المرجانية وتغيرات درجة حرارة مياه البحر على مدى زمني واضح، واستخدموا هذه المعلومات لاستقراء التغيرات في نسبة الملوحة. ويعود تاريخ الشعاب المرجانية الأربعة التي استخدموها إلى أعوام 1167 و 1624 و 1703 و 1968. وأخذوا عينات من الشعاب المرجانية على أعماق مختلفة، ثم حللوا نسبة السترونشيوم إلى الكالسيوم في العينات، وكذلك كميات الأوكسجين ونظائر الكربون. ووجدوا أن معدل نمو الشعاب المرجانية ثابت على مدى قرون، فيما تحتوي الهياكل العظمية على سجل بالتغيرات في العناصر. حيث تنخفض نسبة السترونشيوم إلى الكالسيوم ونظير الأوكسجين -18 في المرجان مع ارتفاع درجات حرارة الماء.

وأظهرت النتائج أن ارتفاع منسوب مياه بحر العرب في الصيف كان مستقرًا نسبيًا خلال الفترة الأكثر دفئًا في العصور الوسطى في القرن 12؛ والعصر الجليدي الصغير الأكثر برودة الذي امتد بين القرنين 14 و19 الميلادي؛ وحتى منتصف القرن العشرين. لكن بعد هذه الفترة، لاحظ العلماء ضعفًا واضحًا في ارتفاع منسوب مياه بحر العرب. ويرون أن هذا يمكن تفسيره على الأرجح من خلال تسارع الاحترار في شمال المحيط الهندي، الناجم عن غازات الدفيئة، وتباطؤ الاحترار في شبه القارة الهندية، الناجم عن امتصاص أشعة الشمس بواسطة الانبعاثات الجوية فوق جنوب آسيا. ومن ثم يؤدي إلى إضعاف الرياح الموسمية الصيفية، مما يؤثر على قوة موجات مياه بحر العرب. ويقول "واتانابي": "تعتبر مياه الرياح الموسمية أمرًا حيويًا للصيد التجاري ولها تأثيرات كبيرة على المناخ الإقليمي والنظم البيئية والاقتصاد الاجتماعي". وتشير نتائج الدراسة إلى أن ضعف منسوب مياه بحر العرب من المرجح أن يستمر جنبًا إلى جنب مع الاحتباس الحراري، والتأثير على هطول الأمطار الموسمية، ومستويات سطح البحر، ومصايد الأسماك وحتى الإنتاج الزراعي.


المصدر: Eurekalert

المرجان يروي قصة الاحتباس الحراري في بحر العرب

تنخفض نسبة السترونشيوم إلى الكالسيوم ونظير الأوكسجين -18 في المرجان مع ارتفاع درجات حرارة الماء

استخدم باحثون الشعاب المرجانية للتوصل إلى أن الاحتباس الحراري يتسبب في حدوث تغييرات كبيرة في بحر العرب يُمكن أن تؤثر على المناخ والنظم البيئية.


في كل عام، تجتاح الرياح الموسمية الصيفية شبه الجزيرة العربية، مما يدفع بمياه بحر العرب بعيدًا عن الساحل ويؤدي إلى ارتفاع المياه العميقة إلى السطح. مياه البحر المرتفعة هذه تكون أكثر برودة وأقل ملوحة من المياه السطحية وغنية بالمغذيات، وتوفر الغذاء للعديد من الكائنات الحية التي تعيش في بحر العرب والمحيط الهندي.

 واكتشف علماء من اليابان وتايوان وألمانيا، باستخدام الشعاب المرجانية قبالة سواحل عُمان أن الاحتباس الحراري في بحر العرب له تأثيرات سلبية على تلك المناطق، ونشروا نتائج الدراسة في مجلة Geophysical Research Letters. وبحسب الدراسة تؤدي الرياح الموسمية الصيفية القوية إلى ارتفاع كبير في مياه بحر العرب. وتتشكل رياح أقوى عندما يسخن الهواء فوق شبه القارة الهندية بسرعة أكبر من الهواء فوق المحيط الهندي. ولكن حدث العكس في الآونة الأخيرة. 

وقام "تسويوشي واتانابي"، عالم الشعاب المرجانية بجامعة هوكايدو، بتحليل الأحافير والشعاب المرجانية الحديثة قبالة جزيرة عمانية في بحر العرب وحددوا أعمار المرجان الذي جمعوه ليجدوا علاقة متبادلة بين بيانات الشعاب المرجانية وتغيرات درجة حرارة مياه البحر على مدى زمني واضح، واستخدموا هذه المعلومات لاستقراء التغيرات في نسبة الملوحة. ويعود تاريخ الشعاب المرجانية الأربعة التي استخدموها إلى أعوام 1167 و 1624 و 1703 و 1968. وأخذوا عينات من الشعاب المرجانية على أعماق مختلفة، ثم حللوا نسبة السترونشيوم إلى الكالسيوم في العينات، وكذلك كميات الأوكسجين ونظائر الكربون. ووجدوا أن معدل نمو الشعاب المرجانية ثابت على مدى قرون، فيما تحتوي الهياكل العظمية على سجل بالتغيرات في العناصر. حيث تنخفض نسبة السترونشيوم إلى الكالسيوم ونظير الأوكسجين -18 في المرجان مع ارتفاع درجات حرارة الماء.

وأظهرت النتائج أن ارتفاع منسوب مياه بحر العرب في الصيف كان مستقرًا نسبيًا خلال الفترة الأكثر دفئًا في العصور الوسطى في القرن 12؛ والعصر الجليدي الصغير الأكثر برودة الذي امتد بين القرنين 14 و19 الميلادي؛ وحتى منتصف القرن العشرين. لكن بعد هذه الفترة، لاحظ العلماء ضعفًا واضحًا في ارتفاع منسوب مياه بحر العرب. ويرون أن هذا يمكن تفسيره على الأرجح من خلال تسارع الاحترار في شمال المحيط الهندي، الناجم عن غازات الدفيئة، وتباطؤ الاحترار في شبه القارة الهندية، الناجم عن امتصاص أشعة الشمس بواسطة الانبعاثات الجوية فوق جنوب آسيا. ومن ثم يؤدي إلى إضعاف الرياح الموسمية الصيفية، مما يؤثر على قوة موجات مياه بحر العرب. ويقول "واتانابي": "تعتبر مياه الرياح الموسمية أمرًا حيويًا للصيد التجاري ولها تأثيرات كبيرة على المناخ الإقليمي والنظم البيئية والاقتصاد الاجتماعي". وتشير نتائج الدراسة إلى أن ضعف منسوب مياه بحر العرب من المرجح أن يستمر جنبًا إلى جنب مع الاحتباس الحراري، والتأثير على هطول الأمطار الموسمية، ومستويات سطح البحر، ومصايد الأسماك وحتى الإنتاج الزراعي.


المصدر: Eurekalert