المدن الغارقة.. أسرار تحت الأمواج

حضارات ومدن مفقودة غمرتها المياه وأصبحت اليوم تحت الأعماق.

يحتاج البشر إلى الماء للبقاء على قيد الحياة، وبالتالي فإن الوصول إلى هذا المورد الطبيعي الثمين كان عاملاً مهمًا في تحديد المكان الذي صنعنا فيه منازلنا عبر التاريخ. فقد أتاح البناء بالقرب من الأنهار والبحيرات والينابيع للمستوطنين الأوائل الوصول إلى المياه النظيفة للاستخدام المنزلي والزراعي، إلى جانب توافر الأسماك كمصدر للغذاء. وأصبح السفر بالقوارب أيضًا وسيلة سهلة للتنقل على الأرض بسرعة أكبر مما مكّن البشر من الهجرة إلى مناطق جديدة.

مع انتشار البشر عبر القارات ونمو السكان، أصبحت التجارة بين الحضارات أكثر تواترًا. وسمحت المستوطنات الساحلية للسفن الكبيرة بالقدوم والذهاب، مما أدى إلى زيادة التجارة وتعزيز الاقتصاد المحلي، مع بناء العديد من مدن الموانئ كوسيلة للوصول إلى السلع النادرة والثروات. لكن المدن البحرية ليست دائمًا مكانًا آمنًا للاستقرار، حيث هناك دومًا تهديد من قبل الكوارث الطبيعية مثل الزلازل وأمواج تسونامي وسوء الأحوال الجوية وتغير مستويات سطح البحر التي يمكن أن تدمر في يوم واحد ما استغرق بناءه مئات السنين فالمياه يمكنها أن تقضي على الأرض والمباني والأرواح البشرية. هنا نتعمق في بعض الحضارات المفقودة التي اختفت الآن تحت الأعماق.

مدينة الأسد- الصين (تاريخ الغرق 1959) 

غرق وادي "مدينة الأسد" في مقاطعة تشجيانغ الصينية عن قصد كجزء من مشروع سد نهر شينآن لتوليد الطاقة الكهرومائية للمنطقة، مما أدى إلى إنشاء بحيرة كيانداو. وتحت سطح هذه البحيرة الاصطناعية تقع مدينة قديمةمغمورة بعمق يتراوح بين 25 إلى 40 مترًا، يُعتقد أن عمرها نحو 1400 عام. وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن أن بعض المباني أقدم - كانت المدينة ذات يوم تقف عند قاعدة جبل وو شي، وهو الآن مغمور جزئيًا أيضًا. غالبًا ما يُطلق عليها اسم أتلانتس الشرق، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"  تم اكتشاف المدينة في عام 2001 في رحلة غوص وهي من بقايا عصرها المحفوظة جيدًا، عبارة عن متاهة من المعابد البيضاء، والأقواس التذكارية، والطرق المعبدة.


سافتينغ – هولندا (تاريخ الغرق 1584)

سافتينغ هي الآن مستنقع يعرف باسم الأرض الغارقة. هذه المنطقة كانت ذات يوم قرية مزدهر في القرن 13، استنزف الناس الأهوار حتى يتمكنوا من البناء على الأراضي الخصبة؛ كما رفعوا السدود حول الأراضي المستصلحة لحمايتها من الفيضانات. وقد فُقدت الكثير من الأراضي المحيطة بسايفتينغي في طوفان "القديسين" عام 1570، لكن الضربة الأخيرة جاءت خلال حرب الثمانين عامًا في عام 1584 عندما أُجبر الجنود الهولنديون الذين كانوا يقاتلون في الحرب مع الإسبان على تدمير آخر حاجز أثناء الدفاع عن أنتويرب، مما سمح لمياه شيلدت بتدمير المدينة.

بورت رويال – جامايكا (تاريخ الغرق 1692)

كانت مدينة بورت رويال بجاميكا ملاذًا لقراصنة الكاريبي تُعرف باسم "أشرس مدينة على وجه الأرض"، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي"، قبل أن يؤدي الزلزال المدمر وتسونامي في عام 1692 إلى غرق ثلثي المدينة تحت الأمواج. ومن بين سكان البلدة الذين يقدر عددهم ب 6500 نسمة في ذلك الوقت، يعتقد أن 2000 شخص لقوا حتفهم في الزلزال وأمواج تسونامي. وتوفي 3000 آخرين متأثرين بجروحهم وأمراضهم في أعقاب ذلك، وفقا لليونسكو.

رانغهولت – ألمانيا ( تاريخ الغرق 1362)

لا يزال الموقع الدقيق لـرانغهولت الذي لطالما اعتبر مجرد أسطورة  غير واضح، على الرغم من أن القطع الأثرية والأدلة على زراعة الأراضي التي تم العثور عليها في بحر وادن تشير إلى وجودها كميناء تجاري. ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة Quaternary International  يُعتقد أن فيضان القديس مارسيليوس، المعروف أيضًا باسم غرق الرجال العظيم ، هو السبب وراء اختفاء المدينة في عام 1362، إذ اجتاح المد والجزر الناجم عن إعصار خارج المداري من بحر الشمال المدينة، ما أدى إلى تدمير سواحل الجزر البريطانية وهولندا وشمال ألمانيا والدنمارك - وموت ألاف السكان.


ثونيس هيراكليون – مصر ( تاريخ الغرق:  القرن السادس أو السابع)

كانت مدينة ثونيس هيراكليون، الواقعة شمال غرب الإسكندرية على دلتا النيل، ميناءًا تجاريًا شهيرًا قبل أن تضعفها الهزات الأرضية وتجرها تحت الماء المالح. وتضم المنطقة مجموعة من القطع الأثرية، لكن تمثالًا عملاقًا يبلغ وزنه 6 أطنان لإله النيل حابي هو أحد أهم الاكتشافات من  بين الأنقاض.

المصدر: livescience

المدن الغارقة.. أسرار تحت الأمواج

حضارات ومدن مفقودة غمرتها المياه وأصبحت اليوم تحت الأعماق.

يحتاج البشر إلى الماء للبقاء على قيد الحياة، وبالتالي فإن الوصول إلى هذا المورد الطبيعي الثمين كان عاملاً مهمًا في تحديد المكان الذي صنعنا فيه منازلنا عبر التاريخ. فقد أتاح البناء بالقرب من الأنهار والبحيرات والينابيع للمستوطنين الأوائل الوصول إلى المياه النظيفة للاستخدام المنزلي والزراعي، إلى جانب توافر الأسماك كمصدر للغذاء. وأصبح السفر بالقوارب أيضًا وسيلة سهلة للتنقل على الأرض بسرعة أكبر مما مكّن البشر من الهجرة إلى مناطق جديدة.

مع انتشار البشر عبر القارات ونمو السكان، أصبحت التجارة بين الحضارات أكثر تواترًا. وسمحت المستوطنات الساحلية للسفن الكبيرة بالقدوم والذهاب، مما أدى إلى زيادة التجارة وتعزيز الاقتصاد المحلي، مع بناء العديد من مدن الموانئ كوسيلة للوصول إلى السلع النادرة والثروات. لكن المدن البحرية ليست دائمًا مكانًا آمنًا للاستقرار، حيث هناك دومًا تهديد من قبل الكوارث الطبيعية مثل الزلازل وأمواج تسونامي وسوء الأحوال الجوية وتغير مستويات سطح البحر التي يمكن أن تدمر في يوم واحد ما استغرق بناءه مئات السنين فالمياه يمكنها أن تقضي على الأرض والمباني والأرواح البشرية. هنا نتعمق في بعض الحضارات المفقودة التي اختفت الآن تحت الأعماق.

مدينة الأسد- الصين (تاريخ الغرق 1959) 

غرق وادي "مدينة الأسد" في مقاطعة تشجيانغ الصينية عن قصد كجزء من مشروع سد نهر شينآن لتوليد الطاقة الكهرومائية للمنطقة، مما أدى إلى إنشاء بحيرة كيانداو. وتحت سطح هذه البحيرة الاصطناعية تقع مدينة قديمةمغمورة بعمق يتراوح بين 25 إلى 40 مترًا، يُعتقد أن عمرها نحو 1400 عام. وعلى الرغم من اعتقاد البعض أن أن بعض المباني أقدم - كانت المدينة ذات يوم تقف عند قاعدة جبل وو شي، وهو الآن مغمور جزئيًا أيضًا. غالبًا ما يُطلق عليها اسم أتلانتس الشرق، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"  تم اكتشاف المدينة في عام 2001 في رحلة غوص وهي من بقايا عصرها المحفوظة جيدًا، عبارة عن متاهة من المعابد البيضاء، والأقواس التذكارية، والطرق المعبدة.


سافتينغ – هولندا (تاريخ الغرق 1584)

سافتينغ هي الآن مستنقع يعرف باسم الأرض الغارقة. هذه المنطقة كانت ذات يوم قرية مزدهر في القرن 13، استنزف الناس الأهوار حتى يتمكنوا من البناء على الأراضي الخصبة؛ كما رفعوا السدود حول الأراضي المستصلحة لحمايتها من الفيضانات. وقد فُقدت الكثير من الأراضي المحيطة بسايفتينغي في طوفان "القديسين" عام 1570، لكن الضربة الأخيرة جاءت خلال حرب الثمانين عامًا في عام 1584 عندما أُجبر الجنود الهولنديون الذين كانوا يقاتلون في الحرب مع الإسبان على تدمير آخر حاجز أثناء الدفاع عن أنتويرب، مما سمح لمياه شيلدت بتدمير المدينة.

بورت رويال – جامايكا (تاريخ الغرق 1692)

كانت مدينة بورت رويال بجاميكا ملاذًا لقراصنة الكاريبي تُعرف باسم "أشرس مدينة على وجه الأرض"، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي"، قبل أن يؤدي الزلزال المدمر وتسونامي في عام 1692 إلى غرق ثلثي المدينة تحت الأمواج. ومن بين سكان البلدة الذين يقدر عددهم ب 6500 نسمة في ذلك الوقت، يعتقد أن 2000 شخص لقوا حتفهم في الزلزال وأمواج تسونامي. وتوفي 3000 آخرين متأثرين بجروحهم وأمراضهم في أعقاب ذلك، وفقا لليونسكو.

رانغهولت – ألمانيا ( تاريخ الغرق 1362)

لا يزال الموقع الدقيق لـرانغهولت الذي لطالما اعتبر مجرد أسطورة  غير واضح، على الرغم من أن القطع الأثرية والأدلة على زراعة الأراضي التي تم العثور عليها في بحر وادن تشير إلى وجودها كميناء تجاري. ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة Quaternary International  يُعتقد أن فيضان القديس مارسيليوس، المعروف أيضًا باسم غرق الرجال العظيم ، هو السبب وراء اختفاء المدينة في عام 1362، إذ اجتاح المد والجزر الناجم عن إعصار خارج المداري من بحر الشمال المدينة، ما أدى إلى تدمير سواحل الجزر البريطانية وهولندا وشمال ألمانيا والدنمارك - وموت ألاف السكان.


ثونيس هيراكليون – مصر ( تاريخ الغرق:  القرن السادس أو السابع)

كانت مدينة ثونيس هيراكليون، الواقعة شمال غرب الإسكندرية على دلتا النيل، ميناءًا تجاريًا شهيرًا قبل أن تضعفها الهزات الأرضية وتجرها تحت الماء المالح. وتضم المنطقة مجموعة من القطع الأثرية، لكن تمثالًا عملاقًا يبلغ وزنه 6 أطنان لإله النيل حابي هو أحد أهم الاكتشافات من  بين الأنقاض.

المصدر: livescience