غرائب النوم في مملكة الحيوانات

تنام بعض الحيوانات بنصف دماغ لتظل يقظة ونائمة في نفس الوقت، وتنام طيور خلال رحلات الطيران الطويلة لثوان، ويظل الخفاش نائمًا 20 ساعة ويصبح النوم "عدوًا" للحيوانات كبيرة الحجم خشية هجوم الأعداء.

في عالم الحيوانات للنوم أشكال مختلفة من الكلاب التي يمكنها أن تغفو طوال يوم كامل إلى الدلافين التي تنام باستخدام نصف أدمغتها فقط بل أن الطيور يمكنها الطيران أثناء النوم، ويبقى إنسان الغاب الأقرب للبشر في النوم.

يقدر البشر قيمة النوم العميق، حيث يؤثر مقدار وعمق النوم على الحالة النفسية للإنسان ونشاطه طوال اليوم، بل إن يعد البعض الأرق مرضًا يستوجب العلاج. وفي مملكة الحيوانات، يقول "جيروم سيجل"، الطبيب النفسي في جامعة كاليفورنيا، إن الحيوانات تنام أيضًا ولكن بطرق مختلفة عن البشر تشمل مدة وعمق النوم وحتى كيفية عمل الدماغ.

ويعد إنسان الغاب الأقرب للإنسان في النوم، حيث إنه مثل جميع "القردة العليا" ينام لفترة واحدة طويلة خلال اليوم. ويقوم إنسان الغاب مثل الشمبانزي والغوريلا ببناء منصات مخصصة للنوم في الأشجار بعيدًأ عن الحيوانات والحشرات وهي تشبه إلى حد ما غرف النوم التي يخصصها الإنسان لنفسه في مسكنه. وينام إنسان الغاب لمدة 8 ساعات يوميًا مثل الإنسان بينما يبلغ عدد ساعات نوم الغوريلا 12 ساعة. وكشفت دراسة حديثة  (2015) عن أن إنسان الغاب ينام بشكل افضل من أبناء عمومته من الشمبانزي والغوريلا، بل أشارت الدراسة إلى أن قدرات القردة المعرفية والعقلية تتحسن في اليوم التالي للنوم الأطول والأعمق. 

وبعيدًا عن "القردة العليا"، تكشف لنا مملكة الحيوانات عن أطوار للنوم غريبة، فهناك الكلاب التي لا يزيد فترة نومها الواحدة عن 83 دقيقة وتحتاج إلى 10 ساعات ونصف من النوم يوميًا مما يجعلها تغفو في بعض الأحيان طوال 24 ساعة، فهي تقضي 50% من يومها بالنوم و30% في حالة "راحة"!. 

ونمط غريب آخر من أنماط النوم عند الحيوانات تمارسه الدلافين، إذ يظل نصف دماغها متيقظًا بينما يمكن للنصف الآخر من الدماغ أن يغط في نوم عميق! هذا النمط من النوم بـ"عين واحدة" يُمكن الدلافين من الهروب عن الحيوانات المفترسة طوال اليوم. ويطلق عليه اسم "الموجة البطيئة أحادية النصف"، وهي حالة نوم عميقة لا تحدث فيها حركة العين السريعة أو نوم الريم، بمعنى أن الدماغ يقل نشاطه ولكن العضلات لا تصاب بالشلل المؤقت المرافق للنوم وهي الخاصية التي تحول دون غرق الدلافين في قاع المحيطات خلال فترة النوم. 

الدلافين تنام بنصف دماغ، وتغط طيور في نوم لمدة 10 ثوان خلال الطيران، بينما يبقى الخفاش نائمًا 20 ساعة يوميًا.

وفي عالم الطيور، يمكن لبعض الطيور أن تواصل الطيران أثناء النوم بنصف دماغها، فطيور الفرقاطة تحلق لعدة اشهر فوق المحيط وخلال هذه الرحلة الطويلة  تغط في نوم منتظم وتستخدم نصف دماغها وقت النوم لتستمر في التحليق وهي تنام فقط أثناء ارتفاع التيارات الهوائية التي تسمح لها بالارتفاع بدون مجهود وتحول دون سقوطها في الماء خلال فترة النوم التي لا تتجاوز في بعض الأحيان 10 ثوانٍ فقط. وتنام فقمات الفراء أيضًا مع جانب واحد من الدماغ أثناء السباحة، ولكنها على الأرض تعود إلى النوم الحيوي - النوم مع الدماغ بأكمله مثل البشر تمامًا.

الخفافيش البنية تعد أكثر الكائنات الحية حبًا للنوم، فهي تسجل 20 ساعة من النوم خلال 24 ساعة، فهي تتغذى على البعوض الذي لا يخرج سوى 4 ساعات ليصبح أكلة الخفافيش وبالتالي لا تجد سببًا وجيهًا للبقاء في حالة الاستيقاظ وتفضل النوم للحفاظ على طاقتها. 

وتلجأ بعض الحيوانات إلى حالة السبات، وهي حالة من النوم العميق مع انخفاض في درجة حرارة الجسم ومعدل الأيض الذي يستمر أقل من 24 ساعة. ويمكن أن ينخفض ​​معدل ضربات قلب الطائر الطنان ذو الحلق الأزرق من أكثر من 1200 نبضة في الدقيقة إلى ما يصل إلى 50 أثناء السبات. وتدخل الطيور الطنانة في حالة سبات للبقاء على قيد الحياة والحفاظ على طاقتها خلال أشهر الشتاء الباردة.

أما الحيوانات العاشبة الكبيرة، فهي لا تنام طويلًا ولا بعمق مثل البشر، إذ تحتاج هذه الحيوانات مثل الفيلة والزرافات إلى البحث عن الطعام كثيرًا لدرجة أنها تنام حوالي ساعتين فقط يوميًا. فالنوم هنا عدو لحياة هذه الحيوانات التي يجب أن تظل يقظة للبحث عن الفريسة ولمواجهة الأعداء من الحيوانات المفترسة الأخرى. 

 

المصدر: National Geographic

 

غرائب النوم في مملكة الحيوانات

تنام بعض الحيوانات بنصف دماغ لتظل يقظة ونائمة في نفس الوقت، وتنام طيور خلال رحلات الطيران الطويلة لثوان، ويظل الخفاش نائمًا 20 ساعة ويصبح النوم "عدوًا" للحيوانات كبيرة الحجم خشية هجوم الأعداء.

في عالم الحيوانات للنوم أشكال مختلفة من الكلاب التي يمكنها أن تغفو طوال يوم كامل إلى الدلافين التي تنام باستخدام نصف أدمغتها فقط بل أن الطيور يمكنها الطيران أثناء النوم، ويبقى إنسان الغاب الأقرب للبشر في النوم.

يقدر البشر قيمة النوم العميق، حيث يؤثر مقدار وعمق النوم على الحالة النفسية للإنسان ونشاطه طوال اليوم، بل إن يعد البعض الأرق مرضًا يستوجب العلاج. وفي مملكة الحيوانات، يقول "جيروم سيجل"، الطبيب النفسي في جامعة كاليفورنيا، إن الحيوانات تنام أيضًا ولكن بطرق مختلفة عن البشر تشمل مدة وعمق النوم وحتى كيفية عمل الدماغ.

ويعد إنسان الغاب الأقرب للإنسان في النوم، حيث إنه مثل جميع "القردة العليا" ينام لفترة واحدة طويلة خلال اليوم. ويقوم إنسان الغاب مثل الشمبانزي والغوريلا ببناء منصات مخصصة للنوم في الأشجار بعيدًأ عن الحيوانات والحشرات وهي تشبه إلى حد ما غرف النوم التي يخصصها الإنسان لنفسه في مسكنه. وينام إنسان الغاب لمدة 8 ساعات يوميًا مثل الإنسان بينما يبلغ عدد ساعات نوم الغوريلا 12 ساعة. وكشفت دراسة حديثة  (2015) عن أن إنسان الغاب ينام بشكل افضل من أبناء عمومته من الشمبانزي والغوريلا، بل أشارت الدراسة إلى أن قدرات القردة المعرفية والعقلية تتحسن في اليوم التالي للنوم الأطول والأعمق. 

وبعيدًا عن "القردة العليا"، تكشف لنا مملكة الحيوانات عن أطوار للنوم غريبة، فهناك الكلاب التي لا يزيد فترة نومها الواحدة عن 83 دقيقة وتحتاج إلى 10 ساعات ونصف من النوم يوميًا مما يجعلها تغفو في بعض الأحيان طوال 24 ساعة، فهي تقضي 50% من يومها بالنوم و30% في حالة "راحة"!. 

ونمط غريب آخر من أنماط النوم عند الحيوانات تمارسه الدلافين، إذ يظل نصف دماغها متيقظًا بينما يمكن للنصف الآخر من الدماغ أن يغط في نوم عميق! هذا النمط من النوم بـ"عين واحدة" يُمكن الدلافين من الهروب عن الحيوانات المفترسة طوال اليوم. ويطلق عليه اسم "الموجة البطيئة أحادية النصف"، وهي حالة نوم عميقة لا تحدث فيها حركة العين السريعة أو نوم الريم، بمعنى أن الدماغ يقل نشاطه ولكن العضلات لا تصاب بالشلل المؤقت المرافق للنوم وهي الخاصية التي تحول دون غرق الدلافين في قاع المحيطات خلال فترة النوم. 

الدلافين تنام بنصف دماغ، وتغط طيور في نوم لمدة 10 ثوان خلال الطيران، بينما يبقى الخفاش نائمًا 20 ساعة يوميًا.

وفي عالم الطيور، يمكن لبعض الطيور أن تواصل الطيران أثناء النوم بنصف دماغها، فطيور الفرقاطة تحلق لعدة اشهر فوق المحيط وخلال هذه الرحلة الطويلة  تغط في نوم منتظم وتستخدم نصف دماغها وقت النوم لتستمر في التحليق وهي تنام فقط أثناء ارتفاع التيارات الهوائية التي تسمح لها بالارتفاع بدون مجهود وتحول دون سقوطها في الماء خلال فترة النوم التي لا تتجاوز في بعض الأحيان 10 ثوانٍ فقط. وتنام فقمات الفراء أيضًا مع جانب واحد من الدماغ أثناء السباحة، ولكنها على الأرض تعود إلى النوم الحيوي - النوم مع الدماغ بأكمله مثل البشر تمامًا.

الخفافيش البنية تعد أكثر الكائنات الحية حبًا للنوم، فهي تسجل 20 ساعة من النوم خلال 24 ساعة، فهي تتغذى على البعوض الذي لا يخرج سوى 4 ساعات ليصبح أكلة الخفافيش وبالتالي لا تجد سببًا وجيهًا للبقاء في حالة الاستيقاظ وتفضل النوم للحفاظ على طاقتها. 

وتلجأ بعض الحيوانات إلى حالة السبات، وهي حالة من النوم العميق مع انخفاض في درجة حرارة الجسم ومعدل الأيض الذي يستمر أقل من 24 ساعة. ويمكن أن ينخفض ​​معدل ضربات قلب الطائر الطنان ذو الحلق الأزرق من أكثر من 1200 نبضة في الدقيقة إلى ما يصل إلى 50 أثناء السبات. وتدخل الطيور الطنانة في حالة سبات للبقاء على قيد الحياة والحفاظ على طاقتها خلال أشهر الشتاء الباردة.

أما الحيوانات العاشبة الكبيرة، فهي لا تنام طويلًا ولا بعمق مثل البشر، إذ تحتاج هذه الحيوانات مثل الفيلة والزرافات إلى البحث عن الطعام كثيرًا لدرجة أنها تنام حوالي ساعتين فقط يوميًا. فالنوم هنا عدو لحياة هذه الحيوانات التي يجب أن تظل يقظة للبحث عن الفريسة ولمواجهة الأعداء من الحيوانات المفترسة الأخرى. 

 

المصدر: National Geographic