سباقُ حِفظ الأنواع: بقاء أو فناء!

تُركِّز جهود التمويل والحِفظ في مجال الحياة البرية على حماية الأنواع الكاريزمية. فهل حان الوقت لإعادة النظر في هذا النهج؟

لنُمعن النظر في خنفساء "الدفن" الأميركية، المعروفة أيضًا باسم خنفساء "الجِيَف العملاقة". تتغذى هذه الحشرة على الجِيف أساسًا، وقد كانت فيما مضى تصول وتجول بأعداد كبيرة وأحجام مختلفة في 35 ولاية أميركية، مجتاحةً السهول بحثًا عن أي جيفة. واليوم، أدرجها "الاتحاد الدولي لصون الطبيعة" على قائمة الكائنات المهددة بخطر انقراض أقصى؛ وذلك على الأرجح بسبب ضياع موئلها الطبيعي، والمبيدات الحشرية، والتلوث الضوئي، وغيرها من العوامل التي قلّصت وجود هذه الحشرة -العاملة على تدوير المواد العضوية- إلى أربع مجموعات متناثرة عبر العالم.
ومِثْلَمَا أن للببر فروًا برتقالي اللون ذا خطوط داكنة، تمتلك خنفساء الدفن الأميركية جسمًا أسود تنتشر به بقع زاهية باللون البرتقالي؛ وكلاهما تراجعت أعداده بحدة. ولكننا ننظر إلى الببر بوصفه رمزًا لِما يُبذَل من جهود في حماية الكائنات المهددة، فيما يجهل جلنا وجود الخنفساء. وفي ذلك التباين مثالٌ على هيمنة الأنواع الرئيسة؛ تلك الكائنات الكاريزمية التي تستخدمها المنظمات غير الربحية والجهات الحكومية وغيرها من الهيئات، لتوعية الرأي العام بأهمية الحفاظ على الكائنات البرية. وينقسم جلّ تلك الأنواع إلى ثلاث مجموعات من الثدييات فقط، وهي الرئيسات والمفترسات وذوات الحوافر. ويرجع سبب ذلك بالأساس إلى أن البشر ينجذبون إلى الحيوانات ذات الأجسام الكبيرة والعيون المتطلعة إلى الأمام، وهي سمات شبيهة بالتي لدينا وتجعل هذه الأنواع أثيرة أكثر. إذ "ليس للنبات عيون يمكننا النظر إليها"، على حد تعبير "هيو بوسينغهام"، كبير العلماء لدى "جامعة ولاية كوينزلاند" الأسترالية.
لطالما ركزتُ على تلك الأنواع المُهمَلة في عملي محررة وكاتبة في مجال الحياة البرية؛ على أن كثيرًا من الأشخاص لا يشاطرونني وجهة نظري. إذ ينصب اهتمام جل المؤسسات غير الربحية على ما يسمى بمشاهير الأنواع مثل القردة والفيلة والسنوريات الكبرى والكركدن والباندا العملاقة. وغالبًا ما تُصنِّف استطلاعات الرأي الببرَ على أنه أكثر الحيوانات شعبية؛ ولا أدل على ذلك من أن الهند -حيث تنتشر أكبر مجموعات هذا السنور الكبير- أنفقت أزيد من 49 مليون دولار على حماية الببور وحدها في عام 2019.
ذلك الأمر حسنٌ وجيد في مُجمَله، إلا أن العديد من الأنواع الأقل شهرة من فصيلة الأسماك والزواحف والبرمائيات والطيور توجد خارج دائرة الضوء تمامًا. ولنا مثالٌ على ذلك في التمساح "الفلبيني" الذي تراجعت أعداده إلى نحو 100 تمساح فقط في البرية؛ وسمك قرش "الملاك" الذي انقرض اليوم في بحر الشمال بعدما كان يجوب المياه الأوروبية في زمن مضى. أما النباتات واللافقاريات فتوجد في الدرك الأسفل من الشعبية. ففي أميركا الشمالية، يعتقد العلماء أن نوعًا من بلح المياه العذبة صار فعلًا على شفير الانقراض. وعلى صعيد عالمي، صار ما يزيد على 35500 نوع من النبات والحيوان قاب أو قوسين أو أدنى من الاختفاء إلى الأبد.

ويجعلنا هذا الوضع في مأزق. فجهود الحِفظ تعاني نقصًا في التمويل؛ فمثلًا، في بعض الأحيان لا تحصل "دائرة الأسماك والحياة البرية" وهيئات فدرالية أميركية أخرى سوى على أقل من ربع الأموال اللازمة لاستعادة الأنواع المهددة. وينسحب الأمر نفسه على التبرعات الخاصة: ففي الولايات المتحدة عام 2019، لم يتجاوز نصيب برامج حماية الحيوانات والبيئة 3 بالمئة من إجمالي المساعدات الخيرية. ومع محدودية الموارد المالية، كيف نقرر بشأن أي الأنواع يجب إنقاذه؟ الجواب معقد، كما جاء على لسان أحدهم. يمكن أن يعتمد الأمر على مدى حظوظ حيوان ما في البقاء على قيد الحياة؛ أو مدى إسهامه في اقتصاد البشرية، كما هو حال سلمون الأطلسي؛ أو الاختيارات الشخصية لصناع القرار.. والساسة في كثير من الأحيان.
ومن بين الحلول المحتملة، ثمة فكرة مثيرة للجدل تتمثل في حِفظ الكائنات وفق أسلوب انتقائي؛ إذ ينبغي للخبراء اتخاذ قرار سريع بشأن الأنواع الممكن إنقاذها، مع تحديد تلك التي لا يمكن إنقاذها. ففي ثمانينيات القرن الماضي، لمّا انحدرت أعداد نسر "كندور كاليفورنيا" إلى نحو 22 طائرًا في البرية، احتدم الجدل حول اختيارين: إما الاستثمار الكبير في برامج إكثاره في الأَسْر، أو تجاهله كليًا. وقد رجَحَتْ كفَّةُ الخيار الأول؛ فصار يوجد الآن أكثر من 500 من هذا النسر -القمّام الذي يتغذى على الجيف ويحافظ على نظافة موئله- في براري كاليفورنيا ويوتاه وأريزونا وشمال المكسيك. وما زال يُنظرَ إلى هذا المشروع عمومًا بوصفه ثمرةَ قرارٍ ذكي.

تقول "لي غيربر"، عالمة حِفظ الطبيعة لدى "جامعة ولاية أريزونا"، إنه في حالات أخرى يمكن أن يؤدي اتخاذ قرارات ظرفية أو غير مدروسة في مجال الحِفظ إلى سوء توزيع في النفقات. لقد أنفقت "دائرة الأسماك والحياة البرية" ما يفوق أربعة ملايين دولار سنويًا لزيادة أعداد البومة "الرَّقطاء الشمالية" المهددة بالانقراض، والمتوطنة بالأصل في الغابات القديمة بشمال غرب المحيط الهادي. ولكن غيربر تصف المشروع بأنه "فشلٌ باهض التكلفة"؛ فجماعات هذه البومة لا تتزايد رغم ذلك الاستثمار. على أن الحكومة، تقول غيربر، لا ترصد لصبار تكساس "المُدَوّر" -المهدد بالانقراض- سوى 140 ألف دولار سنويًا تقريبًا؛ والحال أن استثمارًا بقيمة تزيد على ذلك المبلغ ببضع عشرات من الآلاف يكفي لاستعادة هذا النبات بصورة تامة.
وذلك ما جعل غيربر وغيرها من حماة الطبيعة يبتكرون أدوات تحليلية للتعامل مع المسألة بقدر أقل من العاطفة وبطريقة عملية أكثر. وتقول غيربر إن "دائرة الأسماك والحياة البرية" أضحت تستخدم أسلوب "حقيبة الظهر" (Knapsack) -المستوحى من حاجة الرحالة المتجول إلى حشر أنسب الأغراض في حقيبة ذات سعة صغيرة- وذلك للحصول على أفضل نتيجة ممكنة في مجال حفظ الأنواع. ويُستخدم في هذه الطريقة حسابٌ خوارزمي لتحديد استراتيجيات الحفظ الأكثر كفاءةً، باستخدام عوامل مثل تكلفة إنقاذ نوع بعينه واحتمالات انقراضه. وقد ابتكر بوسينغهام نموذجًا مشابهًا، استخدمته الحكومتان الأسترالية والنيوزيلندية، ويسمى "بروتوكول تحديد أولويات المشروعات". ويصف بوسينغهام هذا النموذج بأنه يقلل من الضغط والجدل حول مسألة اختيار الأنواع التي يجب إنقاذها، مع الحرص على تحقيق مفهوم كفاءة التكلفة؛ ويضيف قائلًا إنها "الطريقة نفسها التي نشتري بها البطاطس والأرز واللحم.. الأمر بديهي تمامًا".
وثمة نهج آخر يتمثل في ترتيب الأولويات حسب درجة تفرّد الأنواع المهددة. وتسمى الكائنات المشمولة بهذا النهج، "الأنواع المتميزة تطوريًا والمهددة عالميًا"، وهي تلك النباتاتُ والحيوانات التي ليس لها سوى نسيبات قليلة ويمكن أن تمثل بمفردها فرعًا كاملا من التاريخ التطوري. وتقول "نيشا أوين"، من منظمة (On the EDGE Conservation) غير ربحية في المملكة المتحدة، إننا بضياع هذه الأنواع قد نفقد "فرعًا مهمًا في شجرة الحياة ما زلنا لم نستكشفه بعد". ومن تلك الأنواع مثلًا: ليمور "مدغشقر" المعروف باسم "آي آي"، وطائر "الشوبي" الأسترالي، وطائر "حذاء النيل الأبيض"، وحيوان السمندل "الصيني العملاق"؛ فضلًا عن "عفريت الماء" المهدد بخطر انقراض أقصى، وهو نوع من السمندل متوطن بالأصل في المكسيك، وينفرد بالقدرة على التجدد، وهي ميزة يمكن أن تفيد الطب البشري. 

 

سباقُ حِفظ الأنواع: بقاء أو فناء!

تُركِّز جهود التمويل والحِفظ في مجال الحياة البرية على حماية الأنواع الكاريزمية. فهل حان الوقت لإعادة النظر في هذا النهج؟

لنُمعن النظر في خنفساء "الدفن" الأميركية، المعروفة أيضًا باسم خنفساء "الجِيَف العملاقة". تتغذى هذه الحشرة على الجِيف أساسًا، وقد كانت فيما مضى تصول وتجول بأعداد كبيرة وأحجام مختلفة في 35 ولاية أميركية، مجتاحةً السهول بحثًا عن أي جيفة. واليوم، أدرجها "الاتحاد الدولي لصون الطبيعة" على قائمة الكائنات المهددة بخطر انقراض أقصى؛ وذلك على الأرجح بسبب ضياع موئلها الطبيعي، والمبيدات الحشرية، والتلوث الضوئي، وغيرها من العوامل التي قلّصت وجود هذه الحشرة -العاملة على تدوير المواد العضوية- إلى أربع مجموعات متناثرة عبر العالم.
ومِثْلَمَا أن للببر فروًا برتقالي اللون ذا خطوط داكنة، تمتلك خنفساء الدفن الأميركية جسمًا أسود تنتشر به بقع زاهية باللون البرتقالي؛ وكلاهما تراجعت أعداده بحدة. ولكننا ننظر إلى الببر بوصفه رمزًا لِما يُبذَل من جهود في حماية الكائنات المهددة، فيما يجهل جلنا وجود الخنفساء. وفي ذلك التباين مثالٌ على هيمنة الأنواع الرئيسة؛ تلك الكائنات الكاريزمية التي تستخدمها المنظمات غير الربحية والجهات الحكومية وغيرها من الهيئات، لتوعية الرأي العام بأهمية الحفاظ على الكائنات البرية. وينقسم جلّ تلك الأنواع إلى ثلاث مجموعات من الثدييات فقط، وهي الرئيسات والمفترسات وذوات الحوافر. ويرجع سبب ذلك بالأساس إلى أن البشر ينجذبون إلى الحيوانات ذات الأجسام الكبيرة والعيون المتطلعة إلى الأمام، وهي سمات شبيهة بالتي لدينا وتجعل هذه الأنواع أثيرة أكثر. إذ "ليس للنبات عيون يمكننا النظر إليها"، على حد تعبير "هيو بوسينغهام"، كبير العلماء لدى "جامعة ولاية كوينزلاند" الأسترالية.
لطالما ركزتُ على تلك الأنواع المُهمَلة في عملي محررة وكاتبة في مجال الحياة البرية؛ على أن كثيرًا من الأشخاص لا يشاطرونني وجهة نظري. إذ ينصب اهتمام جل المؤسسات غير الربحية على ما يسمى بمشاهير الأنواع مثل القردة والفيلة والسنوريات الكبرى والكركدن والباندا العملاقة. وغالبًا ما تُصنِّف استطلاعات الرأي الببرَ على أنه أكثر الحيوانات شعبية؛ ولا أدل على ذلك من أن الهند -حيث تنتشر أكبر مجموعات هذا السنور الكبير- أنفقت أزيد من 49 مليون دولار على حماية الببور وحدها في عام 2019.
ذلك الأمر حسنٌ وجيد في مُجمَله، إلا أن العديد من الأنواع الأقل شهرة من فصيلة الأسماك والزواحف والبرمائيات والطيور توجد خارج دائرة الضوء تمامًا. ولنا مثالٌ على ذلك في التمساح "الفلبيني" الذي تراجعت أعداده إلى نحو 100 تمساح فقط في البرية؛ وسمك قرش "الملاك" الذي انقرض اليوم في بحر الشمال بعدما كان يجوب المياه الأوروبية في زمن مضى. أما النباتات واللافقاريات فتوجد في الدرك الأسفل من الشعبية. ففي أميركا الشمالية، يعتقد العلماء أن نوعًا من بلح المياه العذبة صار فعلًا على شفير الانقراض. وعلى صعيد عالمي، صار ما يزيد على 35500 نوع من النبات والحيوان قاب أو قوسين أو أدنى من الاختفاء إلى الأبد.

ويجعلنا هذا الوضع في مأزق. فجهود الحِفظ تعاني نقصًا في التمويل؛ فمثلًا، في بعض الأحيان لا تحصل "دائرة الأسماك والحياة البرية" وهيئات فدرالية أميركية أخرى سوى على أقل من ربع الأموال اللازمة لاستعادة الأنواع المهددة. وينسحب الأمر نفسه على التبرعات الخاصة: ففي الولايات المتحدة عام 2019، لم يتجاوز نصيب برامج حماية الحيوانات والبيئة 3 بالمئة من إجمالي المساعدات الخيرية. ومع محدودية الموارد المالية، كيف نقرر بشأن أي الأنواع يجب إنقاذه؟ الجواب معقد، كما جاء على لسان أحدهم. يمكن أن يعتمد الأمر على مدى حظوظ حيوان ما في البقاء على قيد الحياة؛ أو مدى إسهامه في اقتصاد البشرية، كما هو حال سلمون الأطلسي؛ أو الاختيارات الشخصية لصناع القرار.. والساسة في كثير من الأحيان.
ومن بين الحلول المحتملة، ثمة فكرة مثيرة للجدل تتمثل في حِفظ الكائنات وفق أسلوب انتقائي؛ إذ ينبغي للخبراء اتخاذ قرار سريع بشأن الأنواع الممكن إنقاذها، مع تحديد تلك التي لا يمكن إنقاذها. ففي ثمانينيات القرن الماضي، لمّا انحدرت أعداد نسر "كندور كاليفورنيا" إلى نحو 22 طائرًا في البرية، احتدم الجدل حول اختيارين: إما الاستثمار الكبير في برامج إكثاره في الأَسْر، أو تجاهله كليًا. وقد رجَحَتْ كفَّةُ الخيار الأول؛ فصار يوجد الآن أكثر من 500 من هذا النسر -القمّام الذي يتغذى على الجيف ويحافظ على نظافة موئله- في براري كاليفورنيا ويوتاه وأريزونا وشمال المكسيك. وما زال يُنظرَ إلى هذا المشروع عمومًا بوصفه ثمرةَ قرارٍ ذكي.

تقول "لي غيربر"، عالمة حِفظ الطبيعة لدى "جامعة ولاية أريزونا"، إنه في حالات أخرى يمكن أن يؤدي اتخاذ قرارات ظرفية أو غير مدروسة في مجال الحِفظ إلى سوء توزيع في النفقات. لقد أنفقت "دائرة الأسماك والحياة البرية" ما يفوق أربعة ملايين دولار سنويًا لزيادة أعداد البومة "الرَّقطاء الشمالية" المهددة بالانقراض، والمتوطنة بالأصل في الغابات القديمة بشمال غرب المحيط الهادي. ولكن غيربر تصف المشروع بأنه "فشلٌ باهض التكلفة"؛ فجماعات هذه البومة لا تتزايد رغم ذلك الاستثمار. على أن الحكومة، تقول غيربر، لا ترصد لصبار تكساس "المُدَوّر" -المهدد بالانقراض- سوى 140 ألف دولار سنويًا تقريبًا؛ والحال أن استثمارًا بقيمة تزيد على ذلك المبلغ ببضع عشرات من الآلاف يكفي لاستعادة هذا النبات بصورة تامة.
وذلك ما جعل غيربر وغيرها من حماة الطبيعة يبتكرون أدوات تحليلية للتعامل مع المسألة بقدر أقل من العاطفة وبطريقة عملية أكثر. وتقول غيربر إن "دائرة الأسماك والحياة البرية" أضحت تستخدم أسلوب "حقيبة الظهر" (Knapsack) -المستوحى من حاجة الرحالة المتجول إلى حشر أنسب الأغراض في حقيبة ذات سعة صغيرة- وذلك للحصول على أفضل نتيجة ممكنة في مجال حفظ الأنواع. ويُستخدم في هذه الطريقة حسابٌ خوارزمي لتحديد استراتيجيات الحفظ الأكثر كفاءةً، باستخدام عوامل مثل تكلفة إنقاذ نوع بعينه واحتمالات انقراضه. وقد ابتكر بوسينغهام نموذجًا مشابهًا، استخدمته الحكومتان الأسترالية والنيوزيلندية، ويسمى "بروتوكول تحديد أولويات المشروعات". ويصف بوسينغهام هذا النموذج بأنه يقلل من الضغط والجدل حول مسألة اختيار الأنواع التي يجب إنقاذها، مع الحرص على تحقيق مفهوم كفاءة التكلفة؛ ويضيف قائلًا إنها "الطريقة نفسها التي نشتري بها البطاطس والأرز واللحم.. الأمر بديهي تمامًا".
وثمة نهج آخر يتمثل في ترتيب الأولويات حسب درجة تفرّد الأنواع المهددة. وتسمى الكائنات المشمولة بهذا النهج، "الأنواع المتميزة تطوريًا والمهددة عالميًا"، وهي تلك النباتاتُ والحيوانات التي ليس لها سوى نسيبات قليلة ويمكن أن تمثل بمفردها فرعًا كاملا من التاريخ التطوري. وتقول "نيشا أوين"، من منظمة (On the EDGE Conservation) غير ربحية في المملكة المتحدة، إننا بضياع هذه الأنواع قد نفقد "فرعًا مهمًا في شجرة الحياة ما زلنا لم نستكشفه بعد". ومن تلك الأنواع مثلًا: ليمور "مدغشقر" المعروف باسم "آي آي"، وطائر "الشوبي" الأسترالي، وطائر "حذاء النيل الأبيض"، وحيوان السمندل "الصيني العملاق"؛ فضلًا عن "عفريت الماء" المهدد بخطر انقراض أقصى، وهو نوع من السمندل متوطن بالأصل في المكسيك، وينفرد بالقدرة على التجدد، وهي ميزة يمكن أن تفيد الطب البشري.