إعادة تدوير الكمامات: حماية البيئة في زمن "كورونا"

يستخدم البشر نحو 3 ملايين كمامة في الدقيقة الواحدة مصنوعة من مادة البولي بروبيلين صعبة التحلل مما دفع العالم إلى البحث عن طرق مبتكرة لإعادة تدويرها.

أصبحت الكمامات رمزًا لمكافحة العدوى بفيروس "كوفيد -19".. لكن على الجانب الآخر كان السؤال أين تذهب الكمامات التي يتخلص منها البشر؟

يستخدم البشر نحو 3 ملايين كمامة في الدقيقة الواحدة. هذا الكم الهائل من أقنعة الوجه يحتاج إلى طرق آمنة للتخلص منه. وفق مؤسسة (OceansAsia)، وهي منظمة غير ربحية تعمل في مجال الحفاظ على البيئة البحرية، فإن نحو 6240 طن من الكمامات أحادية الاستخدام انتهى بها المطاف إلى المحيطات.

ويقول "تيل فيلبس بونداروف"، مدير الأبحاث في (OceansAsia)، إنه عندما لا يتم التخلص من الأقنعة التي تستخدم لمرة واحدة بشكل صحيح، فإنها تشكل خطرًا بيئيًا. وغالبًا ما تُصنع أقنعة الوجه التي تستخدم لمرة واحدة، والتي يرتديها أغلب البشر من مادة البولي بروبيلين، هذه المادة عندما تتفكك إلى قطع أصغر يمكن أن تستغرق 450 عامًا حتى تتحلل.

وتشير "إيرين سيمون"، رئيسة قسم النفايات البلاستيكية والأعمال  (World Wildlife Fund)، إلى أهمية الطريقة التي يتم اتباعها للتخلص من أقنعة الوجه للتأكد من أنها لن تجد مستقرًا في المحيطات والأنهار. وتؤكد "سايمون" أن التخلص من الكمامات جزء أساسي من بروتوكولات السلامة الطبية، ولكن خبراء البيئة يدافعون بشكل أكثر تحديدًا عن الإدارة السليمة لأقنعة الوجه التي يتم التخلص منها بعد الاستخدام، وتقول "سيمون" إنها شاهدت بنفسها أقنعة وقفازات تسقط في الشوارع والمحال التجارية ويتركها أصحابها، وإذا تم إلقاؤها في سلة قمامة في الهواء الطلق بدون غطاء، يمكن أن تتطاير بفعل الرياح".

الكمامة المصنوعة من مادة البولي بروبيلين تحتاج 450 عامًأ حتى تتحلل مما يجعل إعادة التدوير مهمة جوهرية لحماية البيئة

تكمن المشكلة في أن برامج إعادة التدوير المحلية التقليدية تعمل على فرز العناصر المصنوعة من مادة واحدة مثل البلاستيك أو الزجاج أو الورق مع بعضها البعض، ثم إعادة تدوير هذه العناصر معًا. لكن بالنسبة للكمامات فالأمر مختلف، إذ أن قناع الوجه الذي يستخدم لمرة واحدة مصنوع من مواد مختلفة لا يمكن فصلها بسهولة.

وفقًا لشركة إعادة التدوير (TerraCycle)، غالبًا لا يتم إعادة تدوير معدات الحماية الشخصية ذات الاستخدام الواحد مثل الأقنعة والقفازات من خلال البرامج المحلية في المدن بسبب التكلفة المرتبطة بها، لذا بدأت الشركة في وضع استراتيجيات وبرامج محددة لإعادة تدوير أقنعة الوجه التي تستخدم لمرة واحدة. وتقدم الشركة برنامجًا لإعادة تدوير معدات الوقاية الشخصية التي يمكنك من خلالها جمع عناصر مثل الكمامات والقفازات التي يمكن التخلص منها في صندوق متاح للشراء من خلال الشركة (لا تقبل الشركة أقنعة الوجه القابلة لإعادة الاستخدام أو معدات الوقاية الشخصية من مرافق الرعاية الصحية). وعندما يصبح الصندوق ممتلئًا، يتم إرساله مرة أخرى إلى (TerraCycle)، والتي تقوم بعد ذلك بفرز المواد وإرسالها إلى شركاء معالجة تابعين لجهات خارجية يعيدون تدويرها إلى نماذج قابلة للاستخدام. 

وفي فرنسا، بدأت شركات العمل على إعادة تدوير الكمامات لتحويلها إلى معدات بلاستيكية أو كمامات جديدة. وفي بريطانيا، ظهرت تجربة لصناعة الصناديق والكراسي من الخشب البلاستيكي الناتج عن إعادة التدوير، وكذلك في عدد من دول العالم انطلقت التجارب بهدف البحث عن طرق لإعادة التدوير بهدف الربح وحماية البيئة معًا.

 

المصدر: NBCNews

 

إعادة تدوير الكمامات: حماية البيئة في زمن "كورونا"

يستخدم البشر نحو 3 ملايين كمامة في الدقيقة الواحدة مصنوعة من مادة البولي بروبيلين صعبة التحلل مما دفع العالم إلى البحث عن طرق مبتكرة لإعادة تدويرها.

أصبحت الكمامات رمزًا لمكافحة العدوى بفيروس "كوفيد -19".. لكن على الجانب الآخر كان السؤال أين تذهب الكمامات التي يتخلص منها البشر؟

يستخدم البشر نحو 3 ملايين كمامة في الدقيقة الواحدة. هذا الكم الهائل من أقنعة الوجه يحتاج إلى طرق آمنة للتخلص منه. وفق مؤسسة (OceansAsia)، وهي منظمة غير ربحية تعمل في مجال الحفاظ على البيئة البحرية، فإن نحو 6240 طن من الكمامات أحادية الاستخدام انتهى بها المطاف إلى المحيطات.

ويقول "تيل فيلبس بونداروف"، مدير الأبحاث في (OceansAsia)، إنه عندما لا يتم التخلص من الأقنعة التي تستخدم لمرة واحدة بشكل صحيح، فإنها تشكل خطرًا بيئيًا. وغالبًا ما تُصنع أقنعة الوجه التي تستخدم لمرة واحدة، والتي يرتديها أغلب البشر من مادة البولي بروبيلين، هذه المادة عندما تتفكك إلى قطع أصغر يمكن أن تستغرق 450 عامًا حتى تتحلل.

وتشير "إيرين سيمون"، رئيسة قسم النفايات البلاستيكية والأعمال  (World Wildlife Fund)، إلى أهمية الطريقة التي يتم اتباعها للتخلص من أقنعة الوجه للتأكد من أنها لن تجد مستقرًا في المحيطات والأنهار. وتؤكد "سايمون" أن التخلص من الكمامات جزء أساسي من بروتوكولات السلامة الطبية، ولكن خبراء البيئة يدافعون بشكل أكثر تحديدًا عن الإدارة السليمة لأقنعة الوجه التي يتم التخلص منها بعد الاستخدام، وتقول "سيمون" إنها شاهدت بنفسها أقنعة وقفازات تسقط في الشوارع والمحال التجارية ويتركها أصحابها، وإذا تم إلقاؤها في سلة قمامة في الهواء الطلق بدون غطاء، يمكن أن تتطاير بفعل الرياح".

الكمامة المصنوعة من مادة البولي بروبيلين تحتاج 450 عامًأ حتى تتحلل مما يجعل إعادة التدوير مهمة جوهرية لحماية البيئة

تكمن المشكلة في أن برامج إعادة التدوير المحلية التقليدية تعمل على فرز العناصر المصنوعة من مادة واحدة مثل البلاستيك أو الزجاج أو الورق مع بعضها البعض، ثم إعادة تدوير هذه العناصر معًا. لكن بالنسبة للكمامات فالأمر مختلف، إذ أن قناع الوجه الذي يستخدم لمرة واحدة مصنوع من مواد مختلفة لا يمكن فصلها بسهولة.

وفقًا لشركة إعادة التدوير (TerraCycle)، غالبًا لا يتم إعادة تدوير معدات الحماية الشخصية ذات الاستخدام الواحد مثل الأقنعة والقفازات من خلال البرامج المحلية في المدن بسبب التكلفة المرتبطة بها، لذا بدأت الشركة في وضع استراتيجيات وبرامج محددة لإعادة تدوير أقنعة الوجه التي تستخدم لمرة واحدة. وتقدم الشركة برنامجًا لإعادة تدوير معدات الوقاية الشخصية التي يمكنك من خلالها جمع عناصر مثل الكمامات والقفازات التي يمكن التخلص منها في صندوق متاح للشراء من خلال الشركة (لا تقبل الشركة أقنعة الوجه القابلة لإعادة الاستخدام أو معدات الوقاية الشخصية من مرافق الرعاية الصحية). وعندما يصبح الصندوق ممتلئًا، يتم إرساله مرة أخرى إلى (TerraCycle)، والتي تقوم بعد ذلك بفرز المواد وإرسالها إلى شركاء معالجة تابعين لجهات خارجية يعيدون تدويرها إلى نماذج قابلة للاستخدام. 

وفي فرنسا، بدأت شركات العمل على إعادة تدوير الكمامات لتحويلها إلى معدات بلاستيكية أو كمامات جديدة. وفي بريطانيا، ظهرت تجربة لصناعة الصناديق والكراسي من الخشب البلاستيكي الناتج عن إعادة التدوير، وكذلك في عدد من دول العالم انطلقت التجارب بهدف البحث عن طرق لإعادة التدوير بهدف الربح وحماية البيئة معًا.

 

المصدر: NBCNews