بحيرة في انتظار حشرة لإنقاذها من نبات قاتل

حرب العجائب: بحيرة في انتظار حشرة لانقاذها من نبات قاتل
ينتظر الصيادون في بحيرة "أوسا" بفارغ الصبر قدوم أول دفعات حشرة "سوسة السالفينيا" المائية من أجل تخليصهم من نبات "السالفينيا" الذي غزا سطح بحيرتهم وقتل الأسماك التي كانت تعيش فيها.

قبل 5 سنوات كانت بحيرة أوسا في الكاميرون تعج بالتماسيح وسلاحف المياه العذبة وأكثر من 18 نوعًا من الأسماك. لكن اليوم ثمة شيء تغير، أصبحت البحيرة هادئة وشبه خاوية من سكانها الأصليين.


نبات "سالفينيا موليستا" هو كلمة السر التي بدلت بحيرة أوسا من حال إلى حال، فهذا النبات غزا أكثر من 40٪ من مساحة سطح البحيرة  (4000 هكتار) ليحولها إلى ما يشبه مرعى أخضر واسع يخنق الأسماك التي تعيش في المياه. ووجد علماء البيئة تركيزًا كبيرًا من النيتروجين والفوسفور في مياه البحيرة وهو ما يحول دون بقاء الأسماك والكائنات الحية. لو قررت زيارة بحيرة أوسا، التي تُعد أكبر البحيرات الطبيعية في الكاميرون، ستشاهد أسرابًا من الطيور المائية تسير على الأعشاب الكثيفة لنبات "سالفينيا موليستا" وكأنها تمشي على الأرض، وستجد صعوبة في بعض المناطق في رؤية مياه البحيرة. هذا النبات العجيب يتضاعف حجمه كل 10 أيام، بحسب "منظمة الحفاظ على الثدييات البحرية الإفريقية". وأصبح التخلص من غزو "سالفينيا موليستا" هدفًا للحكومة الكاميرونية بسبب الأضرار الجسيمة التي وقعت على مجتمع الصيادين بالبحيرة (نحو 400 أسرة) الذي أصبح مهدد بفقدان مصدر رزقه الوحيد نتيجة اختفاء الأسماك.

الحل الوحيد هو إطلاق الحشرة المائية "سوسة السالفينيا" (Cyrtobagous salviniae). وهي الحشرة التي تتغذى على جذور السالفينيا وتقضي عليها، بحسب خبراء في المكافحة البيولوجية. وقد نجحت السلطات الأسترالية بالفعل في استخدام هذه الحشرة للتخلص من 50 ألف طن من النبات القاتل في بحيرة "موندارا" قبل سنوات، وكذلك تعددت التجارب الناجحة للحشرة المائية "صديقة البيئة" في عدد من بحيرات جنوب إفريقيا و12 دولة إفريقية أخرى واجهت غزوات مماثلة من نبات "سالفينيا موليستا". وتشمل خطة المواجهة تربية مجموعة ضخمة من حشرة "سوسة السالفينيا" ونشرها في البحيرة وتركها تتكاثر في المناطق الموبوءة لعدة أشهر، مما يتطلب استيراد حكومة الكاميرون دفعة من الحشرة وتخصيص مكان لتكاثرها على شاطئ البحيرة، وبعدها تفريق السوس البالغ في مناطق مختلفة من البحيرة. هذه الخطة تبدو سهلة ولكنها مكلفة وتحتاج إلى وقت طويل نسبيًا. وحتى يحين موعد بدء الخطة، ستظل الأسماك تختنق والصيادين بدون حيلة في انتظار قدوم الحشرة "المنقذة" لإعادة الحياة إلى البحيرة.

المصدر: بي بي سي

بحيرة في انتظار حشرة لإنقاذها من نبات قاتل

حرب العجائب: بحيرة في انتظار حشرة لانقاذها من نبات قاتل
ينتظر الصيادون في بحيرة "أوسا" بفارغ الصبر قدوم أول دفعات حشرة "سوسة السالفينيا" المائية من أجل تخليصهم من نبات "السالفينيا" الذي غزا سطح بحيرتهم وقتل الأسماك التي كانت تعيش فيها.

قبل 5 سنوات كانت بحيرة أوسا في الكاميرون تعج بالتماسيح وسلاحف المياه العذبة وأكثر من 18 نوعًا من الأسماك. لكن اليوم ثمة شيء تغير، أصبحت البحيرة هادئة وشبه خاوية من سكانها الأصليين.


نبات "سالفينيا موليستا" هو كلمة السر التي بدلت بحيرة أوسا من حال إلى حال، فهذا النبات غزا أكثر من 40٪ من مساحة سطح البحيرة  (4000 هكتار) ليحولها إلى ما يشبه مرعى أخضر واسع يخنق الأسماك التي تعيش في المياه. ووجد علماء البيئة تركيزًا كبيرًا من النيتروجين والفوسفور في مياه البحيرة وهو ما يحول دون بقاء الأسماك والكائنات الحية. لو قررت زيارة بحيرة أوسا، التي تُعد أكبر البحيرات الطبيعية في الكاميرون، ستشاهد أسرابًا من الطيور المائية تسير على الأعشاب الكثيفة لنبات "سالفينيا موليستا" وكأنها تمشي على الأرض، وستجد صعوبة في بعض المناطق في رؤية مياه البحيرة. هذا النبات العجيب يتضاعف حجمه كل 10 أيام، بحسب "منظمة الحفاظ على الثدييات البحرية الإفريقية". وأصبح التخلص من غزو "سالفينيا موليستا" هدفًا للحكومة الكاميرونية بسبب الأضرار الجسيمة التي وقعت على مجتمع الصيادين بالبحيرة (نحو 400 أسرة) الذي أصبح مهدد بفقدان مصدر رزقه الوحيد نتيجة اختفاء الأسماك.

الحل الوحيد هو إطلاق الحشرة المائية "سوسة السالفينيا" (Cyrtobagous salviniae). وهي الحشرة التي تتغذى على جذور السالفينيا وتقضي عليها، بحسب خبراء في المكافحة البيولوجية. وقد نجحت السلطات الأسترالية بالفعل في استخدام هذه الحشرة للتخلص من 50 ألف طن من النبات القاتل في بحيرة "موندارا" قبل سنوات، وكذلك تعددت التجارب الناجحة للحشرة المائية "صديقة البيئة" في عدد من بحيرات جنوب إفريقيا و12 دولة إفريقية أخرى واجهت غزوات مماثلة من نبات "سالفينيا موليستا". وتشمل خطة المواجهة تربية مجموعة ضخمة من حشرة "سوسة السالفينيا" ونشرها في البحيرة وتركها تتكاثر في المناطق الموبوءة لعدة أشهر، مما يتطلب استيراد حكومة الكاميرون دفعة من الحشرة وتخصيص مكان لتكاثرها على شاطئ البحيرة، وبعدها تفريق السوس البالغ في مناطق مختلفة من البحيرة. هذه الخطة تبدو سهلة ولكنها مكلفة وتحتاج إلى وقت طويل نسبيًا. وحتى يحين موعد بدء الخطة، ستظل الأسماك تختنق والصيادين بدون حيلة في انتظار قدوم الحشرة "المنقذة" لإعادة الحياة إلى البحيرة.

المصدر: بي بي سي