سر قيادة "سقنن رع" لموكب المومياوات
بينما كان يتابع الملايين في العالم عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي الموكب المهيب لنقل المومياوات الملكية من "المتحف المصري" وسط ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية القاهرة إلى "المتحف القومي للحضارة المصرية " بمنطقة الفسطاط، تساءل البعض لماذا يقود الفرعون "سقنن رع" الموكب وليس الملكة "حتشبسوت" أو "تحتمس الثالث" أو "رمسيس الثاني" الأكثر شهرة تاريخيًا.
عندما بدأ التحضير للموكب قبل أكثر منذ عام ونصف، لم يضع القائمون على التحضيرات ترتيبًا واضحًا لمن سيكون في مقدمة المومياوات التي سترحل من مسكنها القديم في المتحف المصري -افتُتح عام 1902 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني- الذي أضحى عبر 120 عامًا مرسى لأهم الآثار والمومياوات المصرية القديمة.
كانت ملامح الاندهاش واضحة لدى أغلب الصحفيين والمراسلين المصريين والأجانب عند إعلان قيادة "سقنن رع" للموكب، فأغلبهم لم يسمع كثيرًا عن هذا الفرعون المصري.
فحص دقيق لمومياء "سقنن رع" أظهر جليًا أن الملك الشاب لم يتعرض لمؤامرة -كما كان شائعًا- بل خاض معركة شرسة ضد الهكسوس، أُسر خلالها وتعرض لضربات مبرحة عبر أداة صلبة.
في فبراير عام 2021، اهتم العالم بتصريح عالم المصريات "زاهي حواس"، الذي قال فيه إن "سقنن رع" هو أول ملك شهيد مصري في سبيل تحرير "الوطن"، وإنه قُتل على يد الهكسوس وعمره 40 عامًا. وبحسب خبراء المصريات فإن فحص دقيق لمومياء "سقنن رع" أظهر جليًا أن الملك الشاب لم يتعرض لمؤامرة -كما كان شائعًا- بل خاض معركة شرسة ضد الهكسوس، أُسر خلالها وتعرض لضربات مبرحة عبر أداة صلبة. وقد أظهرت الإصابات في جسد الملك المصري أن الأداة المستخدمة في قتله (1539 ق.م) من نفس نوع الأسلحة التي كان يستخدمها الهكسوس. وبحسب "مجدي شاكر"، خبير آثار، فإن مومياء "سقنن رع" وجدت في حالة سيئة جدًا عند العثور عليها ضمن خبيئة الدير البحري بمدينة الأقصر عام 1881، مشيرًا إلى أنه لحسن الحظ كان المخ ما زال موجودًا في تجويف الجمجمة إلى جانب احتفاظ الفك بطقم كامل من الأسنان، بينما كانت الرأس ممتلئة بالجروح الغائرة، وكانت هناك طعنة واضحة بسلاح حاد خلف الأذن.
يتفق العديد من خبراء الآثار على جواب واحد بأن سقنن رع هو "أول شهيد مصري".
وحكم "سقنن رع" أحد ملوك الأسرة السابعة عشر مصر لأقل من 11 عامًا ليخلفه ابنه الملك "كامس"، الذي تلاه شقيقه "أحمس" المعروف بدوره الكبير في تحرير مصر من الهكسوس بعد احتلال دام لأكثر من 100 عام. ويقول شاكر إن عملية التحنيط، التي تمت لمومياء الملك حاولت قدر الإمكان إخفاء أثار الجروح الغائرة، في وجهه ورأسه، لكن الأبحاث العلمية الأخيرة أثبتت أن سقنن رع دفع ثمن شجاعته، إذ كان في مقدمة صفوف معركة ضد قواتهم قرب عاصمته طيبة (الأقصر حاليًا).
وبحسب المؤرخ "مانيتون السمنودي" فإن المناوشات بين الهكسوس وسقنن رع بدأت مع رسالة استفزازية من قبل ملك الهكسوس "أبوفيس"، والتي كانت بمثابة إعلان للحرب، زعم فيها أن أصوات أفراس النهر في بحيرة معبد آمون في طيبة تزعجه، رغم طول المسافة بين طيبة و"أفاريس"، عاصمة الهكسوس.
لكن لماذا "سقنن رع"؟ يتفق العديد من خبراء الآثار على جواب واحد: "أول شهيد مصري". لذا وجب تعظيم دور هذا البطل في حماية مصر من الغزو إلى حد التضحية بحياته، وأن موته في الأسر قد لا يكون الأدق؛ وأن الفرضية المرجحة أنه استشهد في ميدان المعركة.
هكذا خلد موكب المومياوات الملكية اسم" سقنن رع" من جديد، ليضيف إلى سيرة الملك الشجاع قصة جديدة يسطرها التاريخ.
سر قيادة "سقنن رع" لموكب المومياوات
بينما كان يتابع الملايين في العالم عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي الموكب المهيب لنقل المومياوات الملكية من "المتحف المصري" وسط ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية القاهرة إلى "المتحف القومي للحضارة المصرية " بمنطقة الفسطاط، تساءل البعض لماذا يقود الفرعون "سقنن رع" الموكب وليس الملكة "حتشبسوت" أو "تحتمس الثالث" أو "رمسيس الثاني" الأكثر شهرة تاريخيًا.
عندما بدأ التحضير للموكب قبل أكثر منذ عام ونصف، لم يضع القائمون على التحضيرات ترتيبًا واضحًا لمن سيكون في مقدمة المومياوات التي سترحل من مسكنها القديم في المتحف المصري -افتُتح عام 1902 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني- الذي أضحى عبر 120 عامًا مرسى لأهم الآثار والمومياوات المصرية القديمة.
كانت ملامح الاندهاش واضحة لدى أغلب الصحفيين والمراسلين المصريين والأجانب عند إعلان قيادة "سقنن رع" للموكب، فأغلبهم لم يسمع كثيرًا عن هذا الفرعون المصري.
فحص دقيق لمومياء "سقنن رع" أظهر جليًا أن الملك الشاب لم يتعرض لمؤامرة -كما كان شائعًا- بل خاض معركة شرسة ضد الهكسوس، أُسر خلالها وتعرض لضربات مبرحة عبر أداة صلبة.
في فبراير عام 2021، اهتم العالم بتصريح عالم المصريات "زاهي حواس"، الذي قال فيه إن "سقنن رع" هو أول ملك شهيد مصري في سبيل تحرير "الوطن"، وإنه قُتل على يد الهكسوس وعمره 40 عامًا. وبحسب خبراء المصريات فإن فحص دقيق لمومياء "سقنن رع" أظهر جليًا أن الملك الشاب لم يتعرض لمؤامرة -كما كان شائعًا- بل خاض معركة شرسة ضد الهكسوس، أُسر خلالها وتعرض لضربات مبرحة عبر أداة صلبة. وقد أظهرت الإصابات في جسد الملك المصري أن الأداة المستخدمة في قتله (1539 ق.م) من نفس نوع الأسلحة التي كان يستخدمها الهكسوس. وبحسب "مجدي شاكر"، خبير آثار، فإن مومياء "سقنن رع" وجدت في حالة سيئة جدًا عند العثور عليها ضمن خبيئة الدير البحري بمدينة الأقصر عام 1881، مشيرًا إلى أنه لحسن الحظ كان المخ ما زال موجودًا في تجويف الجمجمة إلى جانب احتفاظ الفك بطقم كامل من الأسنان، بينما كانت الرأس ممتلئة بالجروح الغائرة، وكانت هناك طعنة واضحة بسلاح حاد خلف الأذن.
يتفق العديد من خبراء الآثار على جواب واحد بأن سقنن رع هو "أول شهيد مصري".
وحكم "سقنن رع" أحد ملوك الأسرة السابعة عشر مصر لأقل من 11 عامًا ليخلفه ابنه الملك "كامس"، الذي تلاه شقيقه "أحمس" المعروف بدوره الكبير في تحرير مصر من الهكسوس بعد احتلال دام لأكثر من 100 عام. ويقول شاكر إن عملية التحنيط، التي تمت لمومياء الملك حاولت قدر الإمكان إخفاء أثار الجروح الغائرة، في وجهه ورأسه، لكن الأبحاث العلمية الأخيرة أثبتت أن سقنن رع دفع ثمن شجاعته، إذ كان في مقدمة صفوف معركة ضد قواتهم قرب عاصمته طيبة (الأقصر حاليًا).
وبحسب المؤرخ "مانيتون السمنودي" فإن المناوشات بين الهكسوس وسقنن رع بدأت مع رسالة استفزازية من قبل ملك الهكسوس "أبوفيس"، والتي كانت بمثابة إعلان للحرب، زعم فيها أن أصوات أفراس النهر في بحيرة معبد آمون في طيبة تزعجه، رغم طول المسافة بين طيبة و"أفاريس"، عاصمة الهكسوس.
لكن لماذا "سقنن رع"؟ يتفق العديد من خبراء الآثار على جواب واحد: "أول شهيد مصري". لذا وجب تعظيم دور هذا البطل في حماية مصر من الغزو إلى حد التضحية بحياته، وأن موته في الأسر قد لا يكون الأدق؛ وأن الفرضية المرجحة أنه استشهد في ميدان المعركة.
هكذا خلد موكب المومياوات الملكية اسم" سقنن رع" من جديد، ليضيف إلى سيرة الملك الشجاع قصة جديدة يسطرها التاريخ.