الحمض النووي والأمراض القديمة
كان عالم الآثار البيولوجية "ريان ريفكين"، وهو بعدُ مراهق يافع، يمضي إجازاته مستكشفًا مستوطنةً من العصر الحديدي غير بعيد عن بلدته في شمال بريتوريا بجنوب إفريقيا. أدمن الرجل على مسعاه ذاك، وبات اليوم يبحث عن قطع أثرية أصغر وأدَق تنتمي إلى حياة ما قبل التاريخ: الحمض النووي لمسببات أمراض قديمة. يقول: "تخيَّل أنك تعيش في كهف منذ خمسة أو عشرة أو مئة ألف عام، ولم تكنس قط. لذلك فإن كل وجبة تناولتها، وكل ضيف زارك، وكل شيء جرى في الكهف سيُخَلِّفُ عناصر من الحمض النووي بين الرواسب".
مع ظهور الزراعــة وتربيــة الماشــية، شهـد العصـر الحديدي بروز الأمراض -كالحصبة- التي تفشت بين الجماعات. وثمة أمراض أخرى -كالملاريا التي ينقلها البعوض- سبقت المستوطنات البشرية. وقـد تســاعد دراسة منشأ تلك الأمراض في درء خطرها اليوم. تَعلَّم البشرُ القـدامى طـرائق مكـافحة الأمراض في أيامهم. فقبل نحو 50 ألف سنة خـلت، كـان سكان الكهوف ينامــون عــلى أعشاب عطرية أبعدت القُراد والبراغيث بفضل خصائصها الإبادية. وتعلم الرُّحل نقل مستوطناتهم كل بضعة أسابيع قبل أن تغزوهم الحشرات الناقلة للأمراض. واليوم تغطي نساء شعب "هيمبا" في جنوب القارة الإفريقية أجسامهن بمزيج من دهن الزبدة والمغرة الحمراء؛ وهو تقليد مهم من الناحية الثقافية ويقي أيضا ضد أشعة الشمس ويطرد الحشرات.
يقول ريفكين: "لقد نجحنا في إعادة تركيب جينومات بكتيرية قديمة تعود إلى نحو 2500 سنة خلت من عيّنات بجنوب إفريقيا. وأعتقد أننا سنتمكن في غضون عقد أو نحوه من الغوص في التاريخ أكثر فأكثر".
الحمض النووي والأمراض القديمة
كان عالم الآثار البيولوجية "ريان ريفكين"، وهو بعدُ مراهق يافع، يمضي إجازاته مستكشفًا مستوطنةً من العصر الحديدي غير بعيد عن بلدته في شمال بريتوريا بجنوب إفريقيا. أدمن الرجل على مسعاه ذاك، وبات اليوم يبحث عن قطع أثرية أصغر وأدَق تنتمي إلى حياة ما قبل التاريخ: الحمض النووي لمسببات أمراض قديمة. يقول: "تخيَّل أنك تعيش في كهف منذ خمسة أو عشرة أو مئة ألف عام، ولم تكنس قط. لذلك فإن كل وجبة تناولتها، وكل ضيف زارك، وكل شيء جرى في الكهف سيُخَلِّفُ عناصر من الحمض النووي بين الرواسب".
مع ظهور الزراعــة وتربيــة الماشــية، شهـد العصـر الحديدي بروز الأمراض -كالحصبة- التي تفشت بين الجماعات. وثمة أمراض أخرى -كالملاريا التي ينقلها البعوض- سبقت المستوطنات البشرية. وقـد تســاعد دراسة منشأ تلك الأمراض في درء خطرها اليوم. تَعلَّم البشرُ القـدامى طـرائق مكـافحة الأمراض في أيامهم. فقبل نحو 50 ألف سنة خـلت، كـان سكان الكهوف ينامــون عــلى أعشاب عطرية أبعدت القُراد والبراغيث بفضل خصائصها الإبادية. وتعلم الرُّحل نقل مستوطناتهم كل بضعة أسابيع قبل أن تغزوهم الحشرات الناقلة للأمراض. واليوم تغطي نساء شعب "هيمبا" في جنوب القارة الإفريقية أجسامهن بمزيج من دهن الزبدة والمغرة الحمراء؛ وهو تقليد مهم من الناحية الثقافية ويقي أيضا ضد أشعة الشمس ويطرد الحشرات.
يقول ريفكين: "لقد نجحنا في إعادة تركيب جينومات بكتيرية قديمة تعود إلى نحو 2500 سنة خلت من عيّنات بجنوب إفريقيا. وأعتقد أننا سنتمكن في غضون عقد أو نحوه من الغوص في التاريخ أكثر فأكثر".