حمى الذهب

بقلم: توم كلاينزعدسة: بول نيكلينما زال شاون رايان يتذكر سنوات الشقاء قبل أن يبتسم له الحظ لأول مرة.فلقد كان هذا المُنقب عن الذهب يعيش مع عائلته في كوخ من الصفيح في ضواحي مدينة داوسون لمّا كانت هذه المدينة الواقعة على ضفاف نهر كلوندايك في أوج ازدهارها...
بقلم: توم كلاينز
عدسة: بول نيكلين

ما زال شاون رايان يتذكر سنوات الشقاء قبل أن يبتسم له الحظ لأول مرة.
فلقد كان هذا المُنقب عن الذهب يعيش مع عائلته في كوخ من الصفيح في ضواحي مدينة داوسون لمّا كانت هذه المدينة الواقعة على ضفاف نهر كلوندايك في أوج ازدهارها في الأيام الخوالي. لم يكن معهم من المال سوى مبلغ يقل عن 300 دولار، وما كانوا يتوفرون على إمدادات الماء والكهرباء. حتى إنه في إحدى الليالي هبّت ريح قوية تسللت من ثنايا السقف الصفيحي فأخذت زوجة رايان، كاثي وود، تصرخ من شدة خشيتها على طفليهما من الموت نفحاً بالبرد.
أما اليوم فقد بات بوسع الزوجين أن يشتريا أي مسكن في العالم، وأن يتحملا تكاليف تدفئته كذلك. فقد أدى اكتشاف رايان ثروة مدفونة بلغت قيمتها في ما بعد مليارات الدولارات إلى إشعال حمى التهافت على الذهب من جديد في منطقة يوكون غربي كندا، فهبت أفواج من الباحثين عن الثراء إلى كندا بأعداد لم تشهدها البلاد منذ تسعينيات القرن التاسع عشر.
وأسهَم التهافت على المعادن في عودة الحياة إلى حانات داوسون وفنادقها الصغيرة بعدما مالت جدرانها بفعل عوادي الزمن، كما انتعشت بيوت الضيافة التي توهجت واجهاتها بألوان باهتة تحت أشعة الشمس وهي تغرب في وقت متأخر من الليل كعادتها في منتصف الصيف. ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان حال المدينة قبل قرن ونيّف من الزمان، إذ كانت شوارعها الموحلة وأرصفتها الخشبية تضج برجال ملتحين يتداولون في صخب الشائعات عن أحدث الإضرابات والارتفاعات المسجلة في أسعار المعادن. وداخل ملهى شهير، يختلط عمال المناجم بالسياح والراقصات، مشكلين حشدا من أربعة صفوف حول صنابير الشراب وطاولات ألعاب القمار.

التتمة في النسخة الورقية

حمى الذهب

بقلم: توم كلاينزعدسة: بول نيكلينما زال شاون رايان يتذكر سنوات الشقاء قبل أن يبتسم له الحظ لأول مرة.فلقد كان هذا المُنقب عن الذهب يعيش مع عائلته في كوخ من الصفيح في ضواحي مدينة داوسون لمّا كانت هذه المدينة الواقعة على ضفاف نهر كلوندايك في أوج ازدهارها...
بقلم: توم كلاينز
عدسة: بول نيكلين

ما زال شاون رايان يتذكر سنوات الشقاء قبل أن يبتسم له الحظ لأول مرة.
فلقد كان هذا المُنقب عن الذهب يعيش مع عائلته في كوخ من الصفيح في ضواحي مدينة داوسون لمّا كانت هذه المدينة الواقعة على ضفاف نهر كلوندايك في أوج ازدهارها في الأيام الخوالي. لم يكن معهم من المال سوى مبلغ يقل عن 300 دولار، وما كانوا يتوفرون على إمدادات الماء والكهرباء. حتى إنه في إحدى الليالي هبّت ريح قوية تسللت من ثنايا السقف الصفيحي فأخذت زوجة رايان، كاثي وود، تصرخ من شدة خشيتها على طفليهما من الموت نفحاً بالبرد.
أما اليوم فقد بات بوسع الزوجين أن يشتريا أي مسكن في العالم، وأن يتحملا تكاليف تدفئته كذلك. فقد أدى اكتشاف رايان ثروة مدفونة بلغت قيمتها في ما بعد مليارات الدولارات إلى إشعال حمى التهافت على الذهب من جديد في منطقة يوكون غربي كندا، فهبت أفواج من الباحثين عن الثراء إلى كندا بأعداد لم تشهدها البلاد منذ تسعينيات القرن التاسع عشر.
وأسهَم التهافت على المعادن في عودة الحياة إلى حانات داوسون وفنادقها الصغيرة بعدما مالت جدرانها بفعل عوادي الزمن، كما انتعشت بيوت الضيافة التي توهجت واجهاتها بألوان باهتة تحت أشعة الشمس وهي تغرب في وقت متأخر من الليل كعادتها في منتصف الصيف. ويعيد هذا المشهد إلى الأذهان حال المدينة قبل قرن ونيّف من الزمان، إذ كانت شوارعها الموحلة وأرصفتها الخشبية تضج برجال ملتحين يتداولون في صخب الشائعات عن أحدث الإضرابات والارتفاعات المسجلة في أسعار المعادن. وداخل ملهى شهير، يختلط عمال المناجم بالسياح والراقصات، مشكلين حشدا من أربعة صفوف حول صنابير الشراب وطاولات ألعاب القمار.

التتمة في النسخة الورقية