كلاب الوغى
بقلم: مايكل باتيرنيتي عدسة: آدم فرغسون بعدها ينطلق خوسيه بكلبه خارجاً ليدرّبه في هذا العالم الصحراوي الغرائبي الأغبر قبل أن تخيم ظلمة الليل على المكان.هكذا يكون كلٌ منهما ببالغ سعادته: عندما يأمر خوسيه كلبه بالجلوس فيطيعه، ثم يهرول خوسيه خمسين متراً...
بقلم: مايكل باتيرنيتي
عدسة: آدم فرغسون
بعدها ينطلق خوسيه بكلبه خارجاً ليدرّبه في هذا العالم الصحراوي الغرائبي الأغبر قبل أن تخيم ظلمة الليل على المكان.
هكذا يكون كلٌ منهما ببالغ سعادته: عندما يأمر خوسيه كلبه بالجلوس فيطيعه، ثم يهرول خوسيه خمسين متراً بعيداً عنه ويخفي لعبة "كونغ" مطّاطية (لعبة معروفة لدى مالكي الكلاب) بطمرها في التراب عند جدارٍ طيني. وبأمرٍ من خوسيه، يندفع زِينيت نحو الأمام باحثاً عن اللعبة وهو يتحرك بخطٍ متعرّج ويهزّ ذيله؛ كأنهما معاً يؤديان رقصة معقّدة. وهكذا تُقابَل أوامر خوسيه الصوتية بردود أفعال دقيقة من كلبه، والهدف الأوحد دائماً هو العثور على اللعبة. أما غداً، في الجولة التفقّدية، فإن الهدف لن يكون العثور على لعبة وإنما سيكون العثور على عبوة ناسفة، أحد أسلحة حركة "طالبان" الأشدّ فتكاً بالقوات الأميركية في هذا المكان الذي يعده كثيرون الإقليمَ الأخطر في إحدى أخطر دول العالم. ثم إنه ما من كلبٍ يستطيع أن يعثر على عبوة ناسفة في كل مرة.
على مدى الأشهر الثلاثة السابقة، كان خوسيه قد عُيِّن للعمل لدى قاعدة "ألكاتراز" للدوريات العسكرية، على طرف بلدة تدعى "سانجين" في إقليم هلمند، دون أن يعثر على عبوة ناسفة. وبرغم الطبيعة المتفائلة لهذا الشاب ذي الابتسامة الدائمة الملطّفة للأجواء، فإن عدم اكتشاف أي عبوة ناسفة حتى هذا الوقت قد بدأ يؤثّر سلباً في همّته، حتى كاد يقارب تأثير الحرارة العالية (37 درجة مئوية) والتي تبدو أشدّ تأثيراً على المرء عندما يكون محمّلاً بما زِنَته 35 كيلوجراماً من العتاد.
في ذاك الوقت من شهر أغسطس عام 2011، كانت المهمّة المعلنة للقوات الأميركية المتمركزة في بلدة "سانجين" هي تأمين الحماية لسد كاجاكي البالغ ارتفاعه نحو 98 متراً، لمنع حركة "طالبان" من تفجيره وإغراق وادي هلمند. وينقسم مشاة البحرية في كتيبة الاستطلاع الثالثة إلى مجموعات مؤلفة من حوالى 12 فرداً تتناوب على تشويش العدو، وأثناء ذلك تضع خرائط تُظهر المناطق المعزولة التي ينشط فيها مقاتلو "طالبان". ويُطلب إلى خوسيه أن يرافق -بصحبة كلبه- كل مَهمة تقريباً؛ إذ كلما غادرا سياج القاعدة العسكرية، فإنهما يتقدمان بقية الجند ومعهما جندي من مشاة البحرية يحمل جهازاً لكشف المعادن، ما يجعل من خوسيه وكلبه أول الأهداف المحتملة للعدو بينما يطوف زِينيت في المكان محاولاً التقاط أي نسمة تحمل رائحة أيون النيترات قد ترشده إلى عبوة ناسفة مطمورة. ورغم الطبيعة المرهقة لهذا العمل، فإن خوسيه يلبّي النداء في كل مرّة.
التتمة في النسخة الورقية
عدسة: آدم فرغسون
بعدها ينطلق خوسيه بكلبه خارجاً ليدرّبه في هذا العالم الصحراوي الغرائبي الأغبر قبل أن تخيم ظلمة الليل على المكان.
هكذا يكون كلٌ منهما ببالغ سعادته: عندما يأمر خوسيه كلبه بالجلوس فيطيعه، ثم يهرول خوسيه خمسين متراً بعيداً عنه ويخفي لعبة "كونغ" مطّاطية (لعبة معروفة لدى مالكي الكلاب) بطمرها في التراب عند جدارٍ طيني. وبأمرٍ من خوسيه، يندفع زِينيت نحو الأمام باحثاً عن اللعبة وهو يتحرك بخطٍ متعرّج ويهزّ ذيله؛ كأنهما معاً يؤديان رقصة معقّدة. وهكذا تُقابَل أوامر خوسيه الصوتية بردود أفعال دقيقة من كلبه، والهدف الأوحد دائماً هو العثور على اللعبة. أما غداً، في الجولة التفقّدية، فإن الهدف لن يكون العثور على لعبة وإنما سيكون العثور على عبوة ناسفة، أحد أسلحة حركة "طالبان" الأشدّ فتكاً بالقوات الأميركية في هذا المكان الذي يعده كثيرون الإقليمَ الأخطر في إحدى أخطر دول العالم. ثم إنه ما من كلبٍ يستطيع أن يعثر على عبوة ناسفة في كل مرة.
على مدى الأشهر الثلاثة السابقة، كان خوسيه قد عُيِّن للعمل لدى قاعدة "ألكاتراز" للدوريات العسكرية، على طرف بلدة تدعى "سانجين" في إقليم هلمند، دون أن يعثر على عبوة ناسفة. وبرغم الطبيعة المتفائلة لهذا الشاب ذي الابتسامة الدائمة الملطّفة للأجواء، فإن عدم اكتشاف أي عبوة ناسفة حتى هذا الوقت قد بدأ يؤثّر سلباً في همّته، حتى كاد يقارب تأثير الحرارة العالية (37 درجة مئوية) والتي تبدو أشدّ تأثيراً على المرء عندما يكون محمّلاً بما زِنَته 35 كيلوجراماً من العتاد.
في ذاك الوقت من شهر أغسطس عام 2011، كانت المهمّة المعلنة للقوات الأميركية المتمركزة في بلدة "سانجين" هي تأمين الحماية لسد كاجاكي البالغ ارتفاعه نحو 98 متراً، لمنع حركة "طالبان" من تفجيره وإغراق وادي هلمند. وينقسم مشاة البحرية في كتيبة الاستطلاع الثالثة إلى مجموعات مؤلفة من حوالى 12 فرداً تتناوب على تشويش العدو، وأثناء ذلك تضع خرائط تُظهر المناطق المعزولة التي ينشط فيها مقاتلو "طالبان". ويُطلب إلى خوسيه أن يرافق -بصحبة كلبه- كل مَهمة تقريباً؛ إذ كلما غادرا سياج القاعدة العسكرية، فإنهما يتقدمان بقية الجند ومعهما جندي من مشاة البحرية يحمل جهازاً لكشف المعادن، ما يجعل من خوسيه وكلبه أول الأهداف المحتملة للعدو بينما يطوف زِينيت في المكان محاولاً التقاط أي نسمة تحمل رائحة أيون النيترات قد ترشده إلى عبوة ناسفة مطمورة. ورغم الطبيعة المرهقة لهذا العمل، فإن خوسيه يلبّي النداء في كل مرّة.
التتمة في النسخة الورقية
كلاب الوغى
- بقلم: مايكل باتيرنيتي
بقلم: مايكل باتيرنيتي عدسة: آدم فرغسون بعدها ينطلق خوسيه بكلبه خارجاً ليدرّبه في هذا العالم الصحراوي الغرائبي الأغبر قبل أن تخيم ظلمة الليل على المكان.هكذا يكون كلٌ منهما ببالغ سعادته: عندما يأمر خوسيه كلبه بالجلوس فيطيعه، ثم يهرول خوسيه خمسين متراً...
بقلم: مايكل باتيرنيتي
عدسة: آدم فرغسون
بعدها ينطلق خوسيه بكلبه خارجاً ليدرّبه في هذا العالم الصحراوي الغرائبي الأغبر قبل أن تخيم ظلمة الليل على المكان.
هكذا يكون كلٌ منهما ببالغ سعادته: عندما يأمر خوسيه كلبه بالجلوس فيطيعه، ثم يهرول خوسيه خمسين متراً بعيداً عنه ويخفي لعبة "كونغ" مطّاطية (لعبة معروفة لدى مالكي الكلاب) بطمرها في التراب عند جدارٍ طيني. وبأمرٍ من خوسيه، يندفع زِينيت نحو الأمام باحثاً عن اللعبة وهو يتحرك بخطٍ متعرّج ويهزّ ذيله؛ كأنهما معاً يؤديان رقصة معقّدة. وهكذا تُقابَل أوامر خوسيه الصوتية بردود أفعال دقيقة من كلبه، والهدف الأوحد دائماً هو العثور على اللعبة. أما غداً، في الجولة التفقّدية، فإن الهدف لن يكون العثور على لعبة وإنما سيكون العثور على عبوة ناسفة، أحد أسلحة حركة "طالبان" الأشدّ فتكاً بالقوات الأميركية في هذا المكان الذي يعده كثيرون الإقليمَ الأخطر في إحدى أخطر دول العالم. ثم إنه ما من كلبٍ يستطيع أن يعثر على عبوة ناسفة في كل مرة.
على مدى الأشهر الثلاثة السابقة، كان خوسيه قد عُيِّن للعمل لدى قاعدة "ألكاتراز" للدوريات العسكرية، على طرف بلدة تدعى "سانجين" في إقليم هلمند، دون أن يعثر على عبوة ناسفة. وبرغم الطبيعة المتفائلة لهذا الشاب ذي الابتسامة الدائمة الملطّفة للأجواء، فإن عدم اكتشاف أي عبوة ناسفة حتى هذا الوقت قد بدأ يؤثّر سلباً في همّته، حتى كاد يقارب تأثير الحرارة العالية (37 درجة مئوية) والتي تبدو أشدّ تأثيراً على المرء عندما يكون محمّلاً بما زِنَته 35 كيلوجراماً من العتاد.
في ذاك الوقت من شهر أغسطس عام 2011، كانت المهمّة المعلنة للقوات الأميركية المتمركزة في بلدة "سانجين" هي تأمين الحماية لسد كاجاكي البالغ ارتفاعه نحو 98 متراً، لمنع حركة "طالبان" من تفجيره وإغراق وادي هلمند. وينقسم مشاة البحرية في كتيبة الاستطلاع الثالثة إلى مجموعات مؤلفة من حوالى 12 فرداً تتناوب على تشويش العدو، وأثناء ذلك تضع خرائط تُظهر المناطق المعزولة التي ينشط فيها مقاتلو "طالبان". ويُطلب إلى خوسيه أن يرافق -بصحبة كلبه- كل مَهمة تقريباً؛ إذ كلما غادرا سياج القاعدة العسكرية، فإنهما يتقدمان بقية الجند ومعهما جندي من مشاة البحرية يحمل جهازاً لكشف المعادن، ما يجعل من خوسيه وكلبه أول الأهداف المحتملة للعدو بينما يطوف زِينيت في المكان محاولاً التقاط أي نسمة تحمل رائحة أيون النيترات قد ترشده إلى عبوة ناسفة مطمورة. ورغم الطبيعة المرهقة لهذا العمل، فإن خوسيه يلبّي النداء في كل مرّة.
التتمة في النسخة الورقية
عدسة: آدم فرغسون
بعدها ينطلق خوسيه بكلبه خارجاً ليدرّبه في هذا العالم الصحراوي الغرائبي الأغبر قبل أن تخيم ظلمة الليل على المكان.
هكذا يكون كلٌ منهما ببالغ سعادته: عندما يأمر خوسيه كلبه بالجلوس فيطيعه، ثم يهرول خوسيه خمسين متراً بعيداً عنه ويخفي لعبة "كونغ" مطّاطية (لعبة معروفة لدى مالكي الكلاب) بطمرها في التراب عند جدارٍ طيني. وبأمرٍ من خوسيه، يندفع زِينيت نحو الأمام باحثاً عن اللعبة وهو يتحرك بخطٍ متعرّج ويهزّ ذيله؛ كأنهما معاً يؤديان رقصة معقّدة. وهكذا تُقابَل أوامر خوسيه الصوتية بردود أفعال دقيقة من كلبه، والهدف الأوحد دائماً هو العثور على اللعبة. أما غداً، في الجولة التفقّدية، فإن الهدف لن يكون العثور على لعبة وإنما سيكون العثور على عبوة ناسفة، أحد أسلحة حركة "طالبان" الأشدّ فتكاً بالقوات الأميركية في هذا المكان الذي يعده كثيرون الإقليمَ الأخطر في إحدى أخطر دول العالم. ثم إنه ما من كلبٍ يستطيع أن يعثر على عبوة ناسفة في كل مرة.
على مدى الأشهر الثلاثة السابقة، كان خوسيه قد عُيِّن للعمل لدى قاعدة "ألكاتراز" للدوريات العسكرية، على طرف بلدة تدعى "سانجين" في إقليم هلمند، دون أن يعثر على عبوة ناسفة. وبرغم الطبيعة المتفائلة لهذا الشاب ذي الابتسامة الدائمة الملطّفة للأجواء، فإن عدم اكتشاف أي عبوة ناسفة حتى هذا الوقت قد بدأ يؤثّر سلباً في همّته، حتى كاد يقارب تأثير الحرارة العالية (37 درجة مئوية) والتي تبدو أشدّ تأثيراً على المرء عندما يكون محمّلاً بما زِنَته 35 كيلوجراماً من العتاد.
في ذاك الوقت من شهر أغسطس عام 2011، كانت المهمّة المعلنة للقوات الأميركية المتمركزة في بلدة "سانجين" هي تأمين الحماية لسد كاجاكي البالغ ارتفاعه نحو 98 متراً، لمنع حركة "طالبان" من تفجيره وإغراق وادي هلمند. وينقسم مشاة البحرية في كتيبة الاستطلاع الثالثة إلى مجموعات مؤلفة من حوالى 12 فرداً تتناوب على تشويش العدو، وأثناء ذلك تضع خرائط تُظهر المناطق المعزولة التي ينشط فيها مقاتلو "طالبان". ويُطلب إلى خوسيه أن يرافق -بصحبة كلبه- كل مَهمة تقريباً؛ إذ كلما غادرا سياج القاعدة العسكرية، فإنهما يتقدمان بقية الجند ومعهما جندي من مشاة البحرية يحمل جهازاً لكشف المعادن، ما يجعل من خوسيه وكلبه أول الأهداف المحتملة للعدو بينما يطوف زِينيت في المكان محاولاً التقاط أي نسمة تحمل رائحة أيون النيترات قد ترشده إلى عبوة ناسفة مطمورة. ورغم الطبيعة المرهقة لهذا العمل، فإن خوسيه يلبّي النداء في كل مرّة.
التتمة في النسخة الورقية