من رمضاء الحرب إلى نـار اللجـوء
ما الذي يحدث عندما تصبح لاجئاً فاراً من ويلات الحرب؟إنـك تمـشي..هذا ما يحدث بالفعل كي تنجو بحياتك -كما هو الحال عندما يهاجم بعض المقاتلين قريتك- فقد تلوذ بالفرار أول الأمر على متن أي وسيلة نقل متاحة.. قد تكون سيارة عائلية، أو شاحنة جارك التي ينقل فيها...
ما الذي يحدث عندما تصبح لاجئاً فاراً من ويلات الحرب؟
إنـك تمـشي..
هذا ما يحدث بالفعل كي تنجو بحياتك -كما هو الحال عندما يهاجم بعض المقاتلين قريتك- فقد تلوذ بالفرار أول الأمر على متن أي وسيلة نقل متاحة.. قد تكون سيارة عائلية، أو شاحنة جارك التي ينقل فيها محصول الفواكه، أو في حافلة مسروقة، أو على عربة يقطرها جرّار. ولكنْ أيّاً كانت الوسيلة، فإنك في النهاية ستصل إلى الحدود البرية؛ وعندها يتوجّب عليك المشي. لماذا؟ لأن رجالاً بزيّ رسمي موحّد سيطالبون برؤية أوراقك الثبوتية.. ماذا؟ أتقول إنك لا تحمل أوراقاً ثبوتية! (ترى هل نسيتها؟ هل أمسكت بيد طفلك الصغير بدلاً منها في اللحظة الفوضوية الأخيرة قبل الفرار؟ أو لعلّك انشغلت عن ذلك بملء كيسٍ بمؤونة من الطعام، أو بالمال؟) كل هذا لا يهم؛ إذ يأمرك أحدهم قائلاً: اخرجْ من السيارة، وِقفْ هنالك بعيداً في ذلك المكان وانتظر! وبدءًا من تلك اللحظة، سواء أكانت هناك أوراق ثبوتية بحوزتك أم لم تكن، فإن حياتك لاجئاً تكون قد بدأت حقاً.. فتمشي على قدميك وتشعر بالعجز وانعدام الحيلة.
في أواخر سبتمبر 2014 وعلى مقربة من نقطة "مرشد بِنار" الحدودية في تركيا، تدفّق عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين عبر حقول الفلفل غير المحروثة. كان هؤلاء السوريّون من الأكراد. وكانوا يفرّون من رصاص "داعش" وخناجرها. كثيرٌ منهم وصل إلى هنا على متن سيارات أو شاحنات مغلقة وأخرى مفتوحة، مثيرةً سُحُباً من الغبار الأبيض من بعض أقدم الأراضي المحروثة باستمرار على مدى التاريخ. لكن الأتراك لم يسمحوا لهذا الرّكب الفوضوي بالمرور، وهكذا تشكّل على الحدود تجمّع من السيارات المهجورة ظلّ يزداد احتشاداً. وفي يوم من الأيام جاء بعض مقاتلي "داعش" بلباسهم الأسود إلى المكان وسرقوا السيارات على مرأى ومسمع من العساكر الأتراك.
التتمة في النسخة الورقية
إنـك تمـشي..
هذا ما يحدث بالفعل كي تنجو بحياتك -كما هو الحال عندما يهاجم بعض المقاتلين قريتك- فقد تلوذ بالفرار أول الأمر على متن أي وسيلة نقل متاحة.. قد تكون سيارة عائلية، أو شاحنة جارك التي ينقل فيها محصول الفواكه، أو في حافلة مسروقة، أو على عربة يقطرها جرّار. ولكنْ أيّاً كانت الوسيلة، فإنك في النهاية ستصل إلى الحدود البرية؛ وعندها يتوجّب عليك المشي. لماذا؟ لأن رجالاً بزيّ رسمي موحّد سيطالبون برؤية أوراقك الثبوتية.. ماذا؟ أتقول إنك لا تحمل أوراقاً ثبوتية! (ترى هل نسيتها؟ هل أمسكت بيد طفلك الصغير بدلاً منها في اللحظة الفوضوية الأخيرة قبل الفرار؟ أو لعلّك انشغلت عن ذلك بملء كيسٍ بمؤونة من الطعام، أو بالمال؟) كل هذا لا يهم؛ إذ يأمرك أحدهم قائلاً: اخرجْ من السيارة، وِقفْ هنالك بعيداً في ذلك المكان وانتظر! وبدءًا من تلك اللحظة، سواء أكانت هناك أوراق ثبوتية بحوزتك أم لم تكن، فإن حياتك لاجئاً تكون قد بدأت حقاً.. فتمشي على قدميك وتشعر بالعجز وانعدام الحيلة.
في أواخر سبتمبر 2014 وعلى مقربة من نقطة "مرشد بِنار" الحدودية في تركيا، تدفّق عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين عبر حقول الفلفل غير المحروثة. كان هؤلاء السوريّون من الأكراد. وكانوا يفرّون من رصاص "داعش" وخناجرها. كثيرٌ منهم وصل إلى هنا على متن سيارات أو شاحنات مغلقة وأخرى مفتوحة، مثيرةً سُحُباً من الغبار الأبيض من بعض أقدم الأراضي المحروثة باستمرار على مدى التاريخ. لكن الأتراك لم يسمحوا لهذا الرّكب الفوضوي بالمرور، وهكذا تشكّل على الحدود تجمّع من السيارات المهجورة ظلّ يزداد احتشاداً. وفي يوم من الأيام جاء بعض مقاتلي "داعش" بلباسهم الأسود إلى المكان وسرقوا السيارات على مرأى ومسمع من العساكر الأتراك.
التتمة في النسخة الورقية
من رمضاء الحرب إلى نـار اللجـوء
- بقلم: بول سالوبيك
ما الذي يحدث عندما تصبح لاجئاً فاراً من ويلات الحرب؟إنـك تمـشي..هذا ما يحدث بالفعل كي تنجو بحياتك -كما هو الحال عندما يهاجم بعض المقاتلين قريتك- فقد تلوذ بالفرار أول الأمر على متن أي وسيلة نقل متاحة.. قد تكون سيارة عائلية، أو شاحنة جارك التي ينقل فيها...
ما الذي يحدث عندما تصبح لاجئاً فاراً من ويلات الحرب؟
إنـك تمـشي..
هذا ما يحدث بالفعل كي تنجو بحياتك -كما هو الحال عندما يهاجم بعض المقاتلين قريتك- فقد تلوذ بالفرار أول الأمر على متن أي وسيلة نقل متاحة.. قد تكون سيارة عائلية، أو شاحنة جارك التي ينقل فيها محصول الفواكه، أو في حافلة مسروقة، أو على عربة يقطرها جرّار. ولكنْ أيّاً كانت الوسيلة، فإنك في النهاية ستصل إلى الحدود البرية؛ وعندها يتوجّب عليك المشي. لماذا؟ لأن رجالاً بزيّ رسمي موحّد سيطالبون برؤية أوراقك الثبوتية.. ماذا؟ أتقول إنك لا تحمل أوراقاً ثبوتية! (ترى هل نسيتها؟ هل أمسكت بيد طفلك الصغير بدلاً منها في اللحظة الفوضوية الأخيرة قبل الفرار؟ أو لعلّك انشغلت عن ذلك بملء كيسٍ بمؤونة من الطعام، أو بالمال؟) كل هذا لا يهم؛ إذ يأمرك أحدهم قائلاً: اخرجْ من السيارة، وِقفْ هنالك بعيداً في ذلك المكان وانتظر! وبدءًا من تلك اللحظة، سواء أكانت هناك أوراق ثبوتية بحوزتك أم لم تكن، فإن حياتك لاجئاً تكون قد بدأت حقاً.. فتمشي على قدميك وتشعر بالعجز وانعدام الحيلة.
في أواخر سبتمبر 2014 وعلى مقربة من نقطة "مرشد بِنار" الحدودية في تركيا، تدفّق عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين عبر حقول الفلفل غير المحروثة. كان هؤلاء السوريّون من الأكراد. وكانوا يفرّون من رصاص "داعش" وخناجرها. كثيرٌ منهم وصل إلى هنا على متن سيارات أو شاحنات مغلقة وأخرى مفتوحة، مثيرةً سُحُباً من الغبار الأبيض من بعض أقدم الأراضي المحروثة باستمرار على مدى التاريخ. لكن الأتراك لم يسمحوا لهذا الرّكب الفوضوي بالمرور، وهكذا تشكّل على الحدود تجمّع من السيارات المهجورة ظلّ يزداد احتشاداً. وفي يوم من الأيام جاء بعض مقاتلي "داعش" بلباسهم الأسود إلى المكان وسرقوا السيارات على مرأى ومسمع من العساكر الأتراك.
التتمة في النسخة الورقية
إنـك تمـشي..
هذا ما يحدث بالفعل كي تنجو بحياتك -كما هو الحال عندما يهاجم بعض المقاتلين قريتك- فقد تلوذ بالفرار أول الأمر على متن أي وسيلة نقل متاحة.. قد تكون سيارة عائلية، أو شاحنة جارك التي ينقل فيها محصول الفواكه، أو في حافلة مسروقة، أو على عربة يقطرها جرّار. ولكنْ أيّاً كانت الوسيلة، فإنك في النهاية ستصل إلى الحدود البرية؛ وعندها يتوجّب عليك المشي. لماذا؟ لأن رجالاً بزيّ رسمي موحّد سيطالبون برؤية أوراقك الثبوتية.. ماذا؟ أتقول إنك لا تحمل أوراقاً ثبوتية! (ترى هل نسيتها؟ هل أمسكت بيد طفلك الصغير بدلاً منها في اللحظة الفوضوية الأخيرة قبل الفرار؟ أو لعلّك انشغلت عن ذلك بملء كيسٍ بمؤونة من الطعام، أو بالمال؟) كل هذا لا يهم؛ إذ يأمرك أحدهم قائلاً: اخرجْ من السيارة، وِقفْ هنالك بعيداً في ذلك المكان وانتظر! وبدءًا من تلك اللحظة، سواء أكانت هناك أوراق ثبوتية بحوزتك أم لم تكن، فإن حياتك لاجئاً تكون قد بدأت حقاً.. فتمشي على قدميك وتشعر بالعجز وانعدام الحيلة.
في أواخر سبتمبر 2014 وعلى مقربة من نقطة "مرشد بِنار" الحدودية في تركيا، تدفّق عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين عبر حقول الفلفل غير المحروثة. كان هؤلاء السوريّون من الأكراد. وكانوا يفرّون من رصاص "داعش" وخناجرها. كثيرٌ منهم وصل إلى هنا على متن سيارات أو شاحنات مغلقة وأخرى مفتوحة، مثيرةً سُحُباً من الغبار الأبيض من بعض أقدم الأراضي المحروثة باستمرار على مدى التاريخ. لكن الأتراك لم يسمحوا لهذا الرّكب الفوضوي بالمرور، وهكذا تشكّل على الحدود تجمّع من السيارات المهجورة ظلّ يزداد احتشاداً. وفي يوم من الأيام جاء بعض مقاتلي "داعش" بلباسهم الأسود إلى المكان وسرقوا السيارات على مرأى ومسمع من العساكر الأتراك.
التتمة في النسخة الورقية