روائع زراعية تتحدى الحداثة

تساعد عائلتها في العناية بالأبقار والأغنام. ينتمي جميع أفراد عائلة بوركا إلى قرية بريب، وهم يضعون اللمسات الأخيرة على إحدى أكوام القش الأربعين التي يجمعونها كل صيف.
لا يملك المرء إلا أن يبتسم وهو يتمشى في بداية الصيف بين وديان ترانسلفانيا المعشوشبة التي تغمر المدى بعبق طبيعي يبعث على الانتشاء. فهذه الوديان الواقعة في جبال "كاربات" وسط رومانيا تحوي واحدة من أعظم التحف الزراعية في العالم والمشكَّلة من مجموعة من أغنى...
لا يملك المرء إلا أن يبتسم وهو يتمشى في بداية الصيف بين وديان ترانسلفانيا المعشوشبة التي تغمر المدى بعبق طبيعي يبعث على الانتشاء. فهذه الوديان الواقعة في جبال "كاربات" وسط رومانيا تحوي واحدة من أعظم التحف الزراعية في العالم والمشكَّلة من مجموعة من أغنى المروج وأكثرها تنوعا في أوروبا.
ويمكن للمرء أن يجد هناك ما يناهز 50 نوعا مختلفا من العشب والزهور في المتر المربع الواحد وربما أكثر من ذلك إن اقترب منها وجلس في خضنها. وما كان للطبيعة وحدها أن تحافظ على هذه المعجزة الزهرية من دون عناية اليد البشرية التي لولا مواظبتها على تشذيب هذه المروج كل صيف لما كانت بهذا البهاء، وربما امتلأت بالحشائش في ثلاث سنوات أو خمس. وتعد ترانسلفانيا، كما هي في هذه اللحظة على الأقل، عالما يستمد سحره من تجانس عناصره ومكوناته. فطوال اليوم تشتد الرائحة المنبعثة من المروج تدريجيا، وما إن تعرج الشمس إلى المغيب حتى تفوح من سفوح الجبال رائحة زهور السحلب الفراشي الشبيهة برائحة العسل القوية بعدما يضفي عليها الغسق من عطره وتلقحها فراشات الليل.
يكفي أن تخرج في جولة لتجد الزهور ملتفة حول قدميك. ونظرا لعدم استخدام المبيدات الكيميائية والأسمدة الصناعية هنا -بسبب تكلفتها الباهظة وتوجس صغار المزارعين الفقراء منها- فإن سفوح الجبال تغطيها المريمية البرية الأرجوانية والقطب الزهري. وتصطف أزهار الحبق البري الشبيهة بالحوذان -لكن بحجم أكبر-  في المواضع الندية مثل الفوانيـس اليابانيـة. كمـا تنتشر أزهار الطرخشقون مع الحميض والسحلب والأرجيرية وعرف الديك. بين الفينة والأخرى، يصادف المتجول أرانب برية أمامه على الطريق. وفي بعض المواضع، تشي الأعشاب المرفوسة والمطروحة جانبا بمرور الدببة من هذه المسالك بحثا عن النمل ونبات الفطر.

روائع زراعية تتحدى الحداثة

تساعد عائلتها في العناية بالأبقار والأغنام. ينتمي جميع أفراد عائلة بوركا إلى قرية بريب، وهم يضعون اللمسات الأخيرة على إحدى أكوام القش الأربعين التي يجمعونها كل صيف.
لا يملك المرء إلا أن يبتسم وهو يتمشى في بداية الصيف بين وديان ترانسلفانيا المعشوشبة التي تغمر المدى بعبق طبيعي يبعث على الانتشاء. فهذه الوديان الواقعة في جبال "كاربات" وسط رومانيا تحوي واحدة من أعظم التحف الزراعية في العالم والمشكَّلة من مجموعة من أغنى...
لا يملك المرء إلا أن يبتسم وهو يتمشى في بداية الصيف بين وديان ترانسلفانيا المعشوشبة التي تغمر المدى بعبق طبيعي يبعث على الانتشاء. فهذه الوديان الواقعة في جبال "كاربات" وسط رومانيا تحوي واحدة من أعظم التحف الزراعية في العالم والمشكَّلة من مجموعة من أغنى المروج وأكثرها تنوعا في أوروبا.
ويمكن للمرء أن يجد هناك ما يناهز 50 نوعا مختلفا من العشب والزهور في المتر المربع الواحد وربما أكثر من ذلك إن اقترب منها وجلس في خضنها. وما كان للطبيعة وحدها أن تحافظ على هذه المعجزة الزهرية من دون عناية اليد البشرية التي لولا مواظبتها على تشذيب هذه المروج كل صيف لما كانت بهذا البهاء، وربما امتلأت بالحشائش في ثلاث سنوات أو خمس. وتعد ترانسلفانيا، كما هي في هذه اللحظة على الأقل، عالما يستمد سحره من تجانس عناصره ومكوناته. فطوال اليوم تشتد الرائحة المنبعثة من المروج تدريجيا، وما إن تعرج الشمس إلى المغيب حتى تفوح من سفوح الجبال رائحة زهور السحلب الفراشي الشبيهة برائحة العسل القوية بعدما يضفي عليها الغسق من عطره وتلقحها فراشات الليل.
يكفي أن تخرج في جولة لتجد الزهور ملتفة حول قدميك. ونظرا لعدم استخدام المبيدات الكيميائية والأسمدة الصناعية هنا -بسبب تكلفتها الباهظة وتوجس صغار المزارعين الفقراء منها- فإن سفوح الجبال تغطيها المريمية البرية الأرجوانية والقطب الزهري. وتصطف أزهار الحبق البري الشبيهة بالحوذان -لكن بحجم أكبر-  في المواضع الندية مثل الفوانيـس اليابانيـة. كمـا تنتشر أزهار الطرخشقون مع الحميض والسحلب والأرجيرية وعرف الديك. بين الفينة والأخرى، يصادف المتجول أرانب برية أمامه على الطريق. وفي بعض المواضع، تشي الأعشاب المرفوسة والمطروحة جانبا بمرور الدببة من هذه المسالك بحثا عن النمل ونبات الفطر.