حكاية جزيرتين

جزيرة باساس يعيش قرش غالاباغوس في الحيود الاستوائية المحيطية كافة، رغم اسمه هذا الذي يحيل إلى الجزر ذاتها حيث بنى داروين نظرية التطور. جميع أسماك القرش تقريبا التي تعيش في البحيرة المحمية بجزيرة باساس دا إنديا، هي من نوع قرش غالاباغوس، إذ يرى الخبراء...
ثمة قطعتان صغيرتان من التراب الفرنسي، بين مدغشقر وإفريقيا الجنوبية، توفر إحداهما منطقة لتزاوج السلاحف الخضراء، والأخرى موطناً لأسماك قرش غالاباغوس.تخيّل أن جلمودين يرقصان معاً؛ تلك هي الصورة التقريبية لمشهد العلاقة الجنسية للسلاحف الخضراء. إذ ترى...
ثمة قطعتان صغيرتان من التراب الفرنسي، بين مدغشقر وإفريقيا الجنوبية، توفر إحداهما منطقة لتزاوج السلاحف الخضراء، والأخرى موطناً لأسماك قرش غالاباغوس.

تخيّل أن جلمودين يرقصان معاً؛ تلك هي الصورة التقريبية لمشهد العلاقة الجنسية للسلاحف الخضراء. إذ ترى مخلوقين ضخمين -بحجم مصارعَي "سومو" يابانيين- يعتلي أحدهما (الذكر) صدفة الثاني (الأنثى) ثم يُحكم قبضتها بمخالبه، بينما يحركان زعانفهما معاً بفتور وخمول عبر المياه البلورية اللون للحيود المرجانية. من الأصقاع التي يمكنك التفرج فيها على هذا المشهد، الحيود المرجانية التي تُطوق جزيرة "يوروبا" (Ile Europa) القابعة قبالة الساحل الجنوبي الغربي لمدغشقر، حيث يحتشد لأجل التزاوج في كل عام ما معدله 10 آلاف من إناث السلاحف الخضراء (Chelonia mydas)، قبل أن تتجه جميعاً إلى الشاطئ كي تضع بيضها.
لدى السلاحف الخضراء استراتيجية في التناسل تُعرف باسم "التسابق إلى تعدد الزوجات"
(Scramble Polygamy). فبدلاً من أن يُنفق الذكور طاقتهم في الدفاع عن منطقة نفوذ أو خوض قتال، يصرفون معظم جهدهم في إيجاد أنثى "عزباء" غير مرتبطة أو محاولة قطع الطريق على شريكين في طور التزاوج. ويمتلك الذكور مخالب كبيرة في الزعانف والذيل يستخدمونها في التشبث بصدفة الأنثى. عندما يفلح غيلم (ذكر السلحفاة) في الظفر بأنثى فيعتليها ليشرع في عملية التزاوج، يعمد ذكور آخرون إلى محاولة التفريق بينه وزوجته فيشبعونه دفعاً وضرباً وعضاً، وغالباً ما يصاب الزوجان معاً ببعض الجروح في إثر ذلك.
وفي غمرة هذا التسابق الغريزي المحموم، يدفع الشبق الزائد أحد الذكور المهاجِمة، في بعض الأحيان، إلى التشبث بصدفة الغيلم واعتلائه، فيصير الاثنان معاً فوق الأنثى. ويصف عالم الأحياء البحرية والاس جي. نيكولز، هذا السلوك بكونه "لا يُجدي الغيلم الثاني نفعاً على الإطلاق". وقد سبق لهذا العالِم أن رأى مجموعات من الغيالم يصل عددها إلى أربعة وهم يعتلون الغيلم الأول تباعاً مثل طبقات بعضها فوق بعض. يقول والاس: "أنْ يحدث شيء من هذا القبيل لديدان الأرض في الحديقة، فلن يتعدى كونه مثار فضول؛ لكن أن ترى ذلك من سلاحف تزن الواحدة منها 180 كيلوجراماً، فإن الأمر يتحول إلى ما يشبه السيرك". نادراً ما يحظى البشر بفرصة لمشاهدة "سيرك" سلاحف يوروبا؛ فهذه الجزيرة هي محمية طبيعية ومياهها محروسة على الدوام. وهي -مثل جارتها "باساس دا إنديا" (Bassas da India) التي تبعد عنها زهاء 110 كيلومترات إلى الشمال الغربي- تعدّ جزءا من "الجزر المتناثرة" التي تشكل خمس بقع من اليابسة تتحلق حول مدغشقر مثل أقمار تدور في فلكها. وما زالت هذه الجزر تُذكّر الزائر بزمن الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية، إذ يرفرف في سمائها العلم الفرنسي بألوانه الثلاثة.

 

حكاية جزيرتين

جزيرة باساس يعيش قرش غالاباغوس في الحيود الاستوائية المحيطية كافة، رغم اسمه هذا الذي يحيل إلى الجزر ذاتها حيث بنى داروين نظرية التطور. جميع أسماك القرش تقريبا التي تعيش في البحيرة المحمية بجزيرة باساس دا إنديا، هي من نوع قرش غالاباغوس، إذ يرى الخبراء...
ثمة قطعتان صغيرتان من التراب الفرنسي، بين مدغشقر وإفريقيا الجنوبية، توفر إحداهما منطقة لتزاوج السلاحف الخضراء، والأخرى موطناً لأسماك قرش غالاباغوس.تخيّل أن جلمودين يرقصان معاً؛ تلك هي الصورة التقريبية لمشهد العلاقة الجنسية للسلاحف الخضراء. إذ ترى...
ثمة قطعتان صغيرتان من التراب الفرنسي، بين مدغشقر وإفريقيا الجنوبية، توفر إحداهما منطقة لتزاوج السلاحف الخضراء، والأخرى موطناً لأسماك قرش غالاباغوس.

تخيّل أن جلمودين يرقصان معاً؛ تلك هي الصورة التقريبية لمشهد العلاقة الجنسية للسلاحف الخضراء. إذ ترى مخلوقين ضخمين -بحجم مصارعَي "سومو" يابانيين- يعتلي أحدهما (الذكر) صدفة الثاني (الأنثى) ثم يُحكم قبضتها بمخالبه، بينما يحركان زعانفهما معاً بفتور وخمول عبر المياه البلورية اللون للحيود المرجانية. من الأصقاع التي يمكنك التفرج فيها على هذا المشهد، الحيود المرجانية التي تُطوق جزيرة "يوروبا" (Ile Europa) القابعة قبالة الساحل الجنوبي الغربي لمدغشقر، حيث يحتشد لأجل التزاوج في كل عام ما معدله 10 آلاف من إناث السلاحف الخضراء (Chelonia mydas)، قبل أن تتجه جميعاً إلى الشاطئ كي تضع بيضها.
لدى السلاحف الخضراء استراتيجية في التناسل تُعرف باسم "التسابق إلى تعدد الزوجات"
(Scramble Polygamy). فبدلاً من أن يُنفق الذكور طاقتهم في الدفاع عن منطقة نفوذ أو خوض قتال، يصرفون معظم جهدهم في إيجاد أنثى "عزباء" غير مرتبطة أو محاولة قطع الطريق على شريكين في طور التزاوج. ويمتلك الذكور مخالب كبيرة في الزعانف والذيل يستخدمونها في التشبث بصدفة الأنثى. عندما يفلح غيلم (ذكر السلحفاة) في الظفر بأنثى فيعتليها ليشرع في عملية التزاوج، يعمد ذكور آخرون إلى محاولة التفريق بينه وزوجته فيشبعونه دفعاً وضرباً وعضاً، وغالباً ما يصاب الزوجان معاً ببعض الجروح في إثر ذلك.
وفي غمرة هذا التسابق الغريزي المحموم، يدفع الشبق الزائد أحد الذكور المهاجِمة، في بعض الأحيان، إلى التشبث بصدفة الغيلم واعتلائه، فيصير الاثنان معاً فوق الأنثى. ويصف عالم الأحياء البحرية والاس جي. نيكولز، هذا السلوك بكونه "لا يُجدي الغيلم الثاني نفعاً على الإطلاق". وقد سبق لهذا العالِم أن رأى مجموعات من الغيالم يصل عددها إلى أربعة وهم يعتلون الغيلم الأول تباعاً مثل طبقات بعضها فوق بعض. يقول والاس: "أنْ يحدث شيء من هذا القبيل لديدان الأرض في الحديقة، فلن يتعدى كونه مثار فضول؛ لكن أن ترى ذلك من سلاحف تزن الواحدة منها 180 كيلوجراماً، فإن الأمر يتحول إلى ما يشبه السيرك". نادراً ما يحظى البشر بفرصة لمشاهدة "سيرك" سلاحف يوروبا؛ فهذه الجزيرة هي محمية طبيعية ومياهها محروسة على الدوام. وهي -مثل جارتها "باساس دا إنديا" (Bassas da India) التي تبعد عنها زهاء 110 كيلومترات إلى الشمال الغربي- تعدّ جزءا من "الجزر المتناثرة" التي تشكل خمس بقع من اليابسة تتحلق حول مدغشقر مثل أقمار تدور في فلكها. وما زالت هذه الجزر تُذكّر الزائر بزمن الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية، إذ يرفرف في سمائها العلم الفرنسي بألوانه الثلاثة.