الفيروس المقنَّع

صيدٌ خطير صياد من قرية صغيرة بجمهورية الكونغو الديمقراطية يُسَوِّي قناعه استعدادا لتعقب الطرائد. يُعَد استهلاك لحوم الغاب المصابة إحدى طرق انتقال فيروس إيبولا إلى البشر.
لم يخطر على بال بشر في شهر ديسمبر من عام 2013 أن الصبي "إيميل وامونو" الذي أطرحه المرض بقرية "ميلياندو" في غينـيا بغرب إفريقيا سيعـلن بداية وباء يجتاح ثلاثة بلدان ويثير قلقا ومخاوف ويذكي نقاشا حادا في كل أنحاء المعمورة. ولم يدُر بخلد أحد أن وفاة الصبي...
لم يخطر على بال بشر في شهر ديسمبر من عام 2013 أن الصبي "إيميل وامونو" الذي أطرحه المرض بقرية "ميلياندو" في غينـيا بغرب إفريقيا سيعـلن بداية وباء يجتاح ثلاثة بلدان ويثير قلقا ومخاوف ويذكي نقاشا حادا في كل أنحاء المعمورة. ولم يدُر بخلد أحد أن وفاة الصبي بُعَيْدَ أيام معدودات من المعاناة ستدشن فصلاً مرعباً من المآسي الإنسانية.

بدت عليه أعراض حادة -حمى شديدة وبراز أسود وقيء- لكنها كانت تشبه أعراض علل أخرى كالملاريا؛ وطالما مات الأطفال في القرى الإفريقية من جراء أمراض غير معروفة تسبب الحمى والإسهال.. وهذا أمر يبعث على الحزن والأسى. سُرعان ما ماتت أخت إيميل، ثم تلتها الأم فالجدة وقابلة القرية وممرضة. وقد انتقلت العدوى من ميلياندو إلى قرى مجاورة في جنوب غينيا، وحدث ذلك كله ثلاثة أشهر تقريبا قبل أن تنتشر كلمة "إيبولا" انتشار النار في الهشيم عبر الرسائل الإلكترونية الواردة من غينيا إلى بقية العالم.
لم يكن مسؤولو الصحة العامة المتمركزون في العاصمة كوناكري ومتعقبو الأوبئة الفيروسية من الخارج موجودين بقرية ميلياندو ساعة موت إيميل وامونو. ولو كانوا هناك وأدركوا أن الصبي يُمثِّل أولى حالات إيبولا لأمكنهم في الوقت المناسب إيلاء بعض الاهتمام لهذا المجهول الهام: فكيف أصيب الصبي بالمرض؟ ماذا فعل؟ ماذا لمس؟ ماذا أكل؟ وإن كان فيروس إيبولا في بدنه، فمن أين أتى يا ترى؟

الفيروس المقنَّع

صيدٌ خطير صياد من قرية صغيرة بجمهورية الكونغو الديمقراطية يُسَوِّي قناعه استعدادا لتعقب الطرائد. يُعَد استهلاك لحوم الغاب المصابة إحدى طرق انتقال فيروس إيبولا إلى البشر.
لم يخطر على بال بشر في شهر ديسمبر من عام 2013 أن الصبي "إيميل وامونو" الذي أطرحه المرض بقرية "ميلياندو" في غينـيا بغرب إفريقيا سيعـلن بداية وباء يجتاح ثلاثة بلدان ويثير قلقا ومخاوف ويذكي نقاشا حادا في كل أنحاء المعمورة. ولم يدُر بخلد أحد أن وفاة الصبي...
لم يخطر على بال بشر في شهر ديسمبر من عام 2013 أن الصبي "إيميل وامونو" الذي أطرحه المرض بقرية "ميلياندو" في غينـيا بغرب إفريقيا سيعـلن بداية وباء يجتاح ثلاثة بلدان ويثير قلقا ومخاوف ويذكي نقاشا حادا في كل أنحاء المعمورة. ولم يدُر بخلد أحد أن وفاة الصبي بُعَيْدَ أيام معدودات من المعاناة ستدشن فصلاً مرعباً من المآسي الإنسانية.

بدت عليه أعراض حادة -حمى شديدة وبراز أسود وقيء- لكنها كانت تشبه أعراض علل أخرى كالملاريا؛ وطالما مات الأطفال في القرى الإفريقية من جراء أمراض غير معروفة تسبب الحمى والإسهال.. وهذا أمر يبعث على الحزن والأسى. سُرعان ما ماتت أخت إيميل، ثم تلتها الأم فالجدة وقابلة القرية وممرضة. وقد انتقلت العدوى من ميلياندو إلى قرى مجاورة في جنوب غينيا، وحدث ذلك كله ثلاثة أشهر تقريبا قبل أن تنتشر كلمة "إيبولا" انتشار النار في الهشيم عبر الرسائل الإلكترونية الواردة من غينيا إلى بقية العالم.
لم يكن مسؤولو الصحة العامة المتمركزون في العاصمة كوناكري ومتعقبو الأوبئة الفيروسية من الخارج موجودين بقرية ميلياندو ساعة موت إيميل وامونو. ولو كانوا هناك وأدركوا أن الصبي يُمثِّل أولى حالات إيبولا لأمكنهم في الوقت المناسب إيلاء بعض الاهتمام لهذا المجهول الهام: فكيف أصيب الصبي بالمرض؟ ماذا فعل؟ ماذا لمس؟ ماذا أكل؟ وإن كان فيروس إيبولا في بدنه، فمن أين أتى يا ترى؟