وحوش ساكنة

يميل التحنيط إلى حفظ الحيوان في وضعية من أوضاعه الطبيعية، مثل الفهد الثلجي الذي حنطه عالم الطبيعة الكندي، كين ووكر، فجعله مضطجعاً في غرفة خاصة بالضيوف.
اتخذتُ سبيلي داخل مركز المؤتمرات المنفسح مثل الكهف في مدينة "سانت تشارلز" بولاية ميسوري، مارّا على حمار وحشي يقذف بلبؤة إلى علو خمسة أمتار في الهواء، وقرش أبيض بحجمه الحقيقي يطارد فقمة صغيرة. هنا تنتشر حيوانات مفترسة مثل الأسود وأسود الكوجر والفهود...
اتخذتُ سبيلي داخل مركز المؤتمرات المنفسح مثل الكهف في مدينة "سانت تشارلز" بولاية ميسوري، مارّا على حمار وحشي يقذف بلبؤة إلى علو خمسة أمتار في الهواء، وقرش أبيض بحجمه الحقيقي يطارد فقمة صغيرة. هنا تنتشر حيوانات مفترسة مثل الأسود وأسود الكوجر والفهود والذئاب، على امتداد أجنحة المعرض، جنبا إلى جنب جاموس إفريقي وذكر ظبي أسود وأفعى مجلجلة. إنها فعاليات بطولة العالم للتحنيط. ومع توافد الزوار إلى الأجنحة، يمرون على زرافة تم تثبيت رقبتها الطويلة ورأسها في وضعية الانحناء وكأنها تستعد لشرب الماء. لا وجود لبقية جسم الزرافة؛ وعند طرف تجويف رقبتها ثُبِّت مشهد مجسَّم يحوي نماذج مصغرة لثلاث زرافات تستمع بتناول أوراق الأشجار الصغيرة على مهل.
ومع ذلك، فليس كل عمل تحنيط يرتقي إلى مقام عمل فنّي. غير أن هذه الممارسة قديمة ومستمرة وتتطور على الدوام، حتى إنها باتت تُجسد نوعاً من التناقض في مجال حماية الحياة البرية. إذ يهيمن على رجال ونساء شغفٌ بقتل حيوان ما، وذلك الشغف نفسه هو ما يدفعهم إلى الحفاظ على جسد الحيوان نفسه. ومن هؤلاء "ثيودور روزفلت" (الرئيس الأميركي السادس والعشرون)، إذ كان طالباً يافعاً يدرس فن التحنيط، ونشأ على حب القنص الترفيهي. وقد كان أيضاً من مؤسسي جمعية لحفظ حيوانات القنص، أرستْ فيما بعد أساس نشاط حماية الحياة البرية في أميركا كما يُمارَس اليوم.

وحوش ساكنة

يميل التحنيط إلى حفظ الحيوان في وضعية من أوضاعه الطبيعية، مثل الفهد الثلجي الذي حنطه عالم الطبيعة الكندي، كين ووكر، فجعله مضطجعاً في غرفة خاصة بالضيوف.
اتخذتُ سبيلي داخل مركز المؤتمرات المنفسح مثل الكهف في مدينة "سانت تشارلز" بولاية ميسوري، مارّا على حمار وحشي يقذف بلبؤة إلى علو خمسة أمتار في الهواء، وقرش أبيض بحجمه الحقيقي يطارد فقمة صغيرة. هنا تنتشر حيوانات مفترسة مثل الأسود وأسود الكوجر والفهود...
اتخذتُ سبيلي داخل مركز المؤتمرات المنفسح مثل الكهف في مدينة "سانت تشارلز" بولاية ميسوري، مارّا على حمار وحشي يقذف بلبؤة إلى علو خمسة أمتار في الهواء، وقرش أبيض بحجمه الحقيقي يطارد فقمة صغيرة. هنا تنتشر حيوانات مفترسة مثل الأسود وأسود الكوجر والفهود والذئاب، على امتداد أجنحة المعرض، جنبا إلى جنب جاموس إفريقي وذكر ظبي أسود وأفعى مجلجلة. إنها فعاليات بطولة العالم للتحنيط. ومع توافد الزوار إلى الأجنحة، يمرون على زرافة تم تثبيت رقبتها الطويلة ورأسها في وضعية الانحناء وكأنها تستعد لشرب الماء. لا وجود لبقية جسم الزرافة؛ وعند طرف تجويف رقبتها ثُبِّت مشهد مجسَّم يحوي نماذج مصغرة لثلاث زرافات تستمع بتناول أوراق الأشجار الصغيرة على مهل.
ومع ذلك، فليس كل عمل تحنيط يرتقي إلى مقام عمل فنّي. غير أن هذه الممارسة قديمة ومستمرة وتتطور على الدوام، حتى إنها باتت تُجسد نوعاً من التناقض في مجال حماية الحياة البرية. إذ يهيمن على رجال ونساء شغفٌ بقتل حيوان ما، وذلك الشغف نفسه هو ما يدفعهم إلى الحفاظ على جسد الحيوان نفسه. ومن هؤلاء "ثيودور روزفلت" (الرئيس الأميركي السادس والعشرون)، إذ كان طالباً يافعاً يدرس فن التحنيط، ونشأ على حب القنص الترفيهي. وقد كان أيضاً من مؤسسي جمعية لحفظ حيوانات القنص، أرستْ فيما بعد أساس نشاط حماية الحياة البرية في أميركا كما يُمارَس اليوم.