فوهات لاوس القاتلة

في عام 2012، فُجِّرَت هذه الذخائر (وهي من بقايا الذخائر غير المنفجرة زمن الحرب الفيتنامية) لجعل الحقل آمناً.
منذ عدة أيام وأنا في "سهل الجِرار" المرتفع، أحاول أن ألتقط صورة أو أعثر على تشبيه أو أُبلْوِر فكرة يمكن أن تعبّر عن معنى أن تكون لاوس من أكثر الدول تعرّضاً للقصف في التاريخ، ومن ثم أن تمضي بأعجوبة متلمّسةً مستقبلاً لها. وبعد طول انتظار وجدتها أخيراً...
منذ عدة أيام وأنا في "سهل الجِرار" المرتفع، أحاول أن ألتقط صورة أو أعثر على تشبيه أو أُبلْوِر فكرة يمكن أن تعبّر عن معنى أن تكون لاوس من أكثر الدول تعرّضاً للقصف في التاريخ، ومن ثم أن تمضي بأعجوبة متلمّسةً مستقبلاً لها. وبعد طول انتظار وجدتها أخيراً هنالك على شارع رئيس مزدحم بالمركبات في العاصمة الإقليمية "بونساوان": كانت كومةً من أغلفة القنابل التي خلّفتها غارات القصف الأميركي في لاوس والتي كانت في سالف الأيام سيلاً جارفاً عقيماً من الدمار المحمول جواً. وخلف كومة السلاح تلك مباشرةً كان يوجد صرّافٌ آلي جديد ذو لون أزرق زاهٍ وأبيض ناصع وقد هيمن بحجمه الكبير على مشهد ذلك الحطام الصّدئ للحرب الفيتنامية شبه المنسيّة. بعد أن فحصتُ أغلفة القنابل، مشيت نحو الصرّاف الآلي وأدخلت فيه بطاقتي المصرفية فسحبت منه مليون "كيب"، أي زُهاء 120 دولاراً. وقد رَوتْ كل تلك الأوراق النقدية من فئة 50000 "كيب" التي لفظها الجهاز قصةً جديدة عن لاوس.. قصّة أخلى فيها عصر القنابل مكانه لعصر الأموال.
وقد مرّ على هذا المكان في إقليم "سيانكوانغ" زمنٌ كان فيه الأطفال الناشئون هنا محرومين من رؤية الشمس، إذ أمضى الأهالي سنوات طويلة مختبئين داخل الكهوف والأنفاق. أما اليوم فقد غدت بونساوان مدينة مكتظّة إلى درجة أن فيها إشارات مروريّة مزوّدة بشاشات رقمية تعرض كم تبقّى من وقت بالثواني كي يقطع فيه المشاة الشارع.. علماً أن المرء هنا ليس مضطراً لقطع الشارع للعثور على مصرف أو مطعم أو سوق تضج بالفواكه والخضار الطازجة أو متجر يبيع أحذية رياضية. وفضلاً عن الجرار الحجرية الضخمة المنتشرة على "سهل الجِرار" (Plain of Jars)، والتي مازالت الغاية منها تحيّر علماء الآثار، فإن ركام الحرب الأميركية الجوية التي دامت من عام 1964 حتى عام 1973 قد أصبح جزءاً من حملة علاقات عامة لاجتذاب السيّاح: فتلك الكومة من أغلفة القنابل معروضة أمام مديرية السياحة المحلّية.

فوهات لاوس القاتلة

في عام 2012، فُجِّرَت هذه الذخائر (وهي من بقايا الذخائر غير المنفجرة زمن الحرب الفيتنامية) لجعل الحقل آمناً.
منذ عدة أيام وأنا في "سهل الجِرار" المرتفع، أحاول أن ألتقط صورة أو أعثر على تشبيه أو أُبلْوِر فكرة يمكن أن تعبّر عن معنى أن تكون لاوس من أكثر الدول تعرّضاً للقصف في التاريخ، ومن ثم أن تمضي بأعجوبة متلمّسةً مستقبلاً لها. وبعد طول انتظار وجدتها أخيراً...
منذ عدة أيام وأنا في "سهل الجِرار" المرتفع، أحاول أن ألتقط صورة أو أعثر على تشبيه أو أُبلْوِر فكرة يمكن أن تعبّر عن معنى أن تكون لاوس من أكثر الدول تعرّضاً للقصف في التاريخ، ومن ثم أن تمضي بأعجوبة متلمّسةً مستقبلاً لها. وبعد طول انتظار وجدتها أخيراً هنالك على شارع رئيس مزدحم بالمركبات في العاصمة الإقليمية "بونساوان": كانت كومةً من أغلفة القنابل التي خلّفتها غارات القصف الأميركي في لاوس والتي كانت في سالف الأيام سيلاً جارفاً عقيماً من الدمار المحمول جواً. وخلف كومة السلاح تلك مباشرةً كان يوجد صرّافٌ آلي جديد ذو لون أزرق زاهٍ وأبيض ناصع وقد هيمن بحجمه الكبير على مشهد ذلك الحطام الصّدئ للحرب الفيتنامية شبه المنسيّة. بعد أن فحصتُ أغلفة القنابل، مشيت نحو الصرّاف الآلي وأدخلت فيه بطاقتي المصرفية فسحبت منه مليون "كيب"، أي زُهاء 120 دولاراً. وقد رَوتْ كل تلك الأوراق النقدية من فئة 50000 "كيب" التي لفظها الجهاز قصةً جديدة عن لاوس.. قصّة أخلى فيها عصر القنابل مكانه لعصر الأموال.
وقد مرّ على هذا المكان في إقليم "سيانكوانغ" زمنٌ كان فيه الأطفال الناشئون هنا محرومين من رؤية الشمس، إذ أمضى الأهالي سنوات طويلة مختبئين داخل الكهوف والأنفاق. أما اليوم فقد غدت بونساوان مدينة مكتظّة إلى درجة أن فيها إشارات مروريّة مزوّدة بشاشات رقمية تعرض كم تبقّى من وقت بالثواني كي يقطع فيه المشاة الشارع.. علماً أن المرء هنا ليس مضطراً لقطع الشارع للعثور على مصرف أو مطعم أو سوق تضج بالفواكه والخضار الطازجة أو متجر يبيع أحذية رياضية. وفضلاً عن الجرار الحجرية الضخمة المنتشرة على "سهل الجِرار" (Plain of Jars)، والتي مازالت الغاية منها تحيّر علماء الآثار، فإن ركام الحرب الأميركية الجوية التي دامت من عام 1964 حتى عام 1973 قد أصبح جزءاً من حملة علاقات عامة لاجتذاب السيّاح: فتلك الكومة من أغلفة القنابل معروضة أمام مديرية السياحة المحلّية.