بحيرة الطقوس.. تستغيث

تنمو الطحالب في بِركٍ بالطرف الجنوبي لبحيرة توركانا. دفع انتشار هذه النباتات في البحيرة المستكشفينَ الأوائل إلى تسميتها باسم "Jade Sea" (بحر اليشم). ساهمت وعورة محيط البحيرة في إبقائها آخر بحيرة إفريقية كُبرى يضع الأوربيون خرائط لها.
وفقت "كالتي نييميتو" على شاطئ "بحيرة توركانا" في صبيحة يوم ربيعي حارّ، وراحت تجول بعينيها في أرجاء المكان للتأكد من عدم وجود التماسيح. كانت المياه ضحلة، ومع ضحالتها انخفض احتمال وجود تلك الزواحف. تعمل نييميتو معالِجةً تقليدية في قبيلة "داساناش"، وقد...
وفقت "كالتي نييميتو" على شاطئ "بحيرة توركانا" في صبيحة يوم ربيعي حارّ، وراحت تجول بعينيها في أرجاء المكان للتأكد من عدم وجود التماسيح. كانت المياه ضحلة، ومع ضحالتها انخفض احتمال وجود تلك الزواحف.  تعمل نييميتو معالِجةً تقليدية في قبيلة "داساناش"، وقد قدِمت للبحيرة برفقة إحدى مريضاتها؛ وسيكون أي إخلال بطقس العلاج نذير سوء من الناحية الروحية.. وغير الروحية.
انقرض جل أفراس النهر -الأكبر حجما والأخطر من التماسيح- بفعل الصيد منذ زمن بعيد، لكن التماسيح بقيت بأعداد كبيرة، لا سيما في منطقة الدلتا حيث يصب نهر "أومو" من إثيوبيا إلى كينيا. يُقال إن تماسيح النهر التي تسبح أحيانا مع التيار جنوبا هي أَشدُّ مكراً من مثيلاتها التي نشأت على ضفاف البحيرة وإن كانت القبيلة ترى فيها جميعاً تجسيدا للشرّ بصرف النظر عن أصولها. كانت نييميتو تترصد الكائنات البرية وتستقصي المنسوب الروحاني لذلك اليوم في آن.
كانت صفحة الماء الهادئة تضطرب بين الفينة والأخرى بضربة من جناح طائر النُحام أو قفزة سمكة؛ وتناهى إلى الأسماع من الغرب البعيد أزيز محرك مركب. لا وجود لتماسيح أو أي حيوانات أخرى هناك. سُرَّت نييميتو بالوضع وقادت مريضتها الشابة، واسمها "سيتييل غوكول"، إلى الماء فأجلستها وأمرتها بالاغتسال. طفقت غوكول تغترف ماء وتغسل به وجهها وتصبه على ظهرها. في تلك الأثناء، حملت نييميتو ملء كفيها طمياً كثيفاً وشرعت تطلي -بِخِفة- العمودَ الفقري البارز لمريضتها؛ وفي كل مرة كانت تقول: "ارحل!" آمرة الموت بالابتعاد قولا وفعلا. تقول نييميتو إن "البحيرةَ موضعٌ للتطهر".

 

بحيرة الطقوس.. تستغيث

تنمو الطحالب في بِركٍ بالطرف الجنوبي لبحيرة توركانا. دفع انتشار هذه النباتات في البحيرة المستكشفينَ الأوائل إلى تسميتها باسم "Jade Sea" (بحر اليشم). ساهمت وعورة محيط البحيرة في إبقائها آخر بحيرة إفريقية كُبرى يضع الأوربيون خرائط لها.
وفقت "كالتي نييميتو" على شاطئ "بحيرة توركانا" في صبيحة يوم ربيعي حارّ، وراحت تجول بعينيها في أرجاء المكان للتأكد من عدم وجود التماسيح. كانت المياه ضحلة، ومع ضحالتها انخفض احتمال وجود تلك الزواحف. تعمل نييميتو معالِجةً تقليدية في قبيلة "داساناش"، وقد...
وفقت "كالتي نييميتو" على شاطئ "بحيرة توركانا" في صبيحة يوم ربيعي حارّ، وراحت تجول بعينيها في أرجاء المكان للتأكد من عدم وجود التماسيح. كانت المياه ضحلة، ومع ضحالتها انخفض احتمال وجود تلك الزواحف.  تعمل نييميتو معالِجةً تقليدية في قبيلة "داساناش"، وقد قدِمت للبحيرة برفقة إحدى مريضاتها؛ وسيكون أي إخلال بطقس العلاج نذير سوء من الناحية الروحية.. وغير الروحية.
انقرض جل أفراس النهر -الأكبر حجما والأخطر من التماسيح- بفعل الصيد منذ زمن بعيد، لكن التماسيح بقيت بأعداد كبيرة، لا سيما في منطقة الدلتا حيث يصب نهر "أومو" من إثيوبيا إلى كينيا. يُقال إن تماسيح النهر التي تسبح أحيانا مع التيار جنوبا هي أَشدُّ مكراً من مثيلاتها التي نشأت على ضفاف البحيرة وإن كانت القبيلة ترى فيها جميعاً تجسيدا للشرّ بصرف النظر عن أصولها. كانت نييميتو تترصد الكائنات البرية وتستقصي المنسوب الروحاني لذلك اليوم في آن.
كانت صفحة الماء الهادئة تضطرب بين الفينة والأخرى بضربة من جناح طائر النُحام أو قفزة سمكة؛ وتناهى إلى الأسماع من الغرب البعيد أزيز محرك مركب. لا وجود لتماسيح أو أي حيوانات أخرى هناك. سُرَّت نييميتو بالوضع وقادت مريضتها الشابة، واسمها "سيتييل غوكول"، إلى الماء فأجلستها وأمرتها بالاغتسال. طفقت غوكول تغترف ماء وتغسل به وجهها وتصبه على ظهرها. في تلك الأثناء، حملت نييميتو ملء كفيها طمياً كثيفاً وشرعت تطلي -بِخِفة- العمودَ الفقري البارز لمريضتها؛ وفي كل مرة كانت تقول: "ارحل!" آمرة الموت بالابتعاد قولا وفعلا. تقول نييميتو إن "البحيرةَ موضعٌ للتطهر".