الأعجوبة المتلوّنة

‎كلما ازدادت قدرة "الحرباء النمري" اليافع على التماهي مع محيطه، ازداد أماناً من الحيوانات الضارية. وهذا النوع هو من الحيوانات الأصلية لمدغشقر والقارة الإفريقية.
عندما تتعلّق المسألة بعدد الصفات الخلْقية العجيبة، فلا شيء ينافس الحرباء؛ إذ أنه يتمتع بلسان يفوق طول جسمه بكثير ينطلق كالرصاصة لالتقاط الحشرات في أقل من ثانية، وعينين جاحظتين حادّتي البصر تتحرّك كل منهما بشكل مستقل عن الأخرى، ويدين وقدمين كالكلاّبات،...
عندما تتعلّق المسألة بعدد الصفات الخلْقية العجيبة، فلا شيء ينافس الحرباء؛ إذ أنه يتمتع بلسان يفوق طول جسمه بكثير ينطلق كالرصاصة لالتقاط الحشرات في أقل من ثانية، وعينين جاحظتين حادّتي البصر تتحرّك كل منهما بشكل مستقل عن الأخرى، ويدين وقدمين كالكلاّبات، ضُمّت أصابعها معاً بحيث تجتمع إصبعين من جهة وثلاث أصابع من الجهة المقابلة كما لو أنها قفّازات شتوية. كما يتمتع بقرون تبرز من حاجبيه وأنفه، وحبيبات أنفية للزينة، وقطعة جلدية تحيط بالعنق كما لو أنها طوق مكشكش لشخصية نبيلة من زمن الملكة إليزابيث الأولى.
لكن من بين كل العجائب الخلْقية للحرباء (وهو بالمناسبة مذكّر باللغة العربية)، فإن له صفة مميّزة عرفه الناس بها منذ زمن أرسطو: إنها قدرته على التلوّن. ويسود اعتقاد شائع مفاده أن الحرابي تتخذ لون الأشياء التي تلمسها، لكنه اعتقاد باطل لا أساس له من الصحة. فعلى الرغم من أن بعض التبدّلات التي تطرأ على لون جلدها تساعد الحرابي على التماهي مع محيطها، إلا أن تَغيّر لون جلدها، هو في الواقع، استجابة وظيفية تُستعمل غالباً في التواصل. وما نشهده في الحقيقة هو استعمال هذه العظاية للغة لونيّة كي تعبّر عن أشياء تؤثّر فيها؛ كالتودّد والتنافس وضغوط البيئة التي تحيط بها... أو على الأقل، لنقل أن هذا هو المعتقد القائم اليوم لدى الباحثين.
وعن هذا الموضوع يقول كريستوفر آندرسون، وهو زميل في "جامعة براون" يحضّر لدارسات ما بعد الدكتوراه وخبير حرابي: "صحيحٌ أن الحرابي حظيت باهتمام الناس على مدى قرون، إلا أن الغموض ما فتئ يكتنف طبيعتها، ولا نزال حتى اليوم نحاول فهم كيفية عمل آليّاتها الخلقية" بدءاً من كيفية انقذاف لسانها وصولاً إلى الجوانب الفيزيائية الداخلة في توليد ألوانها المتنوّعة.
وقد حقّق العلماء مؤخراً اكتشافات مهمة في مجال الوظائف الجسدية للحرابي، وذلك عبر مراقبة هذه العظايا وهي بالأسر. أما مستقبل هذه المخلوقات في بيئاتها الأصلية فما زال غامضاً ولا يبعث على الاطمئنان.

الأعجوبة المتلوّنة

‎كلما ازدادت قدرة "الحرباء النمري" اليافع على التماهي مع محيطه، ازداد أماناً من الحيوانات الضارية. وهذا النوع هو من الحيوانات الأصلية لمدغشقر والقارة الإفريقية.
عندما تتعلّق المسألة بعدد الصفات الخلْقية العجيبة، فلا شيء ينافس الحرباء؛ إذ أنه يتمتع بلسان يفوق طول جسمه بكثير ينطلق كالرصاصة لالتقاط الحشرات في أقل من ثانية، وعينين جاحظتين حادّتي البصر تتحرّك كل منهما بشكل مستقل عن الأخرى، ويدين وقدمين كالكلاّبات،...
عندما تتعلّق المسألة بعدد الصفات الخلْقية العجيبة، فلا شيء ينافس الحرباء؛ إذ أنه يتمتع بلسان يفوق طول جسمه بكثير ينطلق كالرصاصة لالتقاط الحشرات في أقل من ثانية، وعينين جاحظتين حادّتي البصر تتحرّك كل منهما بشكل مستقل عن الأخرى، ويدين وقدمين كالكلاّبات، ضُمّت أصابعها معاً بحيث تجتمع إصبعين من جهة وثلاث أصابع من الجهة المقابلة كما لو أنها قفّازات شتوية. كما يتمتع بقرون تبرز من حاجبيه وأنفه، وحبيبات أنفية للزينة، وقطعة جلدية تحيط بالعنق كما لو أنها طوق مكشكش لشخصية نبيلة من زمن الملكة إليزابيث الأولى.
لكن من بين كل العجائب الخلْقية للحرباء (وهو بالمناسبة مذكّر باللغة العربية)، فإن له صفة مميّزة عرفه الناس بها منذ زمن أرسطو: إنها قدرته على التلوّن. ويسود اعتقاد شائع مفاده أن الحرابي تتخذ لون الأشياء التي تلمسها، لكنه اعتقاد باطل لا أساس له من الصحة. فعلى الرغم من أن بعض التبدّلات التي تطرأ على لون جلدها تساعد الحرابي على التماهي مع محيطها، إلا أن تَغيّر لون جلدها، هو في الواقع، استجابة وظيفية تُستعمل غالباً في التواصل. وما نشهده في الحقيقة هو استعمال هذه العظاية للغة لونيّة كي تعبّر عن أشياء تؤثّر فيها؛ كالتودّد والتنافس وضغوط البيئة التي تحيط بها... أو على الأقل، لنقل أن هذا هو المعتقد القائم اليوم لدى الباحثين.
وعن هذا الموضوع يقول كريستوفر آندرسون، وهو زميل في "جامعة براون" يحضّر لدارسات ما بعد الدكتوراه وخبير حرابي: "صحيحٌ أن الحرابي حظيت باهتمام الناس على مدى قرون، إلا أن الغموض ما فتئ يكتنف طبيعتها، ولا نزال حتى اليوم نحاول فهم كيفية عمل آليّاتها الخلقية" بدءاً من كيفية انقذاف لسانها وصولاً إلى الجوانب الفيزيائية الداخلة في توليد ألوانها المتنوّعة.
وقد حقّق العلماء مؤخراً اكتشافات مهمة في مجال الوظائف الجسدية للحرابي، وذلك عبر مراقبة هذه العظايا وهي بالأسر. أما مستقبل هذه المخلوقات في بيئاتها الأصلية فما زال غامضاً ولا يبعث على الاطمئنان.