شريــان إفريقيا

صندل (مركب نقل مسطح) مكتظّ بالركّاب يشق طريقه عبر مجرى نهر الكونغو وقد أفَلت الشمس في الأفق.
يُبْحـر مركبنـا تحت سماء مرصّعة بالنجوم إذ يشقّ طريقه عبر جسم مائي يبدو أحياناً شاسعاً كالمحيط وأحياناً أخرى ضيقاً بالكاد يزيد عرضه عن عرض خور ضحل؛ وذلك بالتحديد ما يجعل الإبحار فيه ليلاً حماقة وبالتالي مخالفاً للقانون. وطبعاً فإن هذه الاعتبارات -لما...
يُبْحـر مركبنـا تحت سماء مرصّعة بالنجوم إذ يشقّ طريقه عبر جسم مائي يبدو أحياناً شاسعاً كالمحيط وأحياناً أخرى ضيقاً بالكاد يزيد عرضه عن عرض خور ضحل؛ وذلك بالتحديد ما يجعل الإبحار فيه ليلاً حماقة وبالتالي مخالفاً للقانون. وطبعاً فإن هذه الاعتبارات -لما هو صائب وما هو قانوني- تحظى بنصيب من الأهمية لدى ركّاب هذا المركب؛ لكن قاعدةً واحدة تطغى على كل القواعد الأخرى عند هؤلاء؛ فهنا على نهر الكونغو، يفعل المرء ما يتحتّم عليه فعله.

مركبنا هذا مشحون حتى التخمة، فهو يدفع أمامه ثلاثة صنادل نهرية (مفرد 'صندل' وهو مركب نقل مسطح يلزم دفعه بقارب ذي محرك) معتمداً في ذلك على محرّكٍ صُنعَ في الأصل لنقل نحو 675 طناً من الحمولة. لكن في الواقع فإن الحمولة تتجاوز 815 طناً، وتتألف من قضبان حديدية وأكياس من الإسمنت ومنتجات غذائية. يمتد من فوق الصنادل رقع من أقمشة القنّب وأنواع أخرى من الأقمشة تُظِلّ نحو 600 راكب من البشر. ربّما يكون نصف هؤلاء قد دفعوا أجرة تصل إلى ثمانين دولاراً لقاء السفر إلى أعلى مجرى النهر، أما البقيّة فهم مسافرون خلسة.

شريــان إفريقيا

صندل (مركب نقل مسطح) مكتظّ بالركّاب يشق طريقه عبر مجرى نهر الكونغو وقد أفَلت الشمس في الأفق.
يُبْحـر مركبنـا تحت سماء مرصّعة بالنجوم إذ يشقّ طريقه عبر جسم مائي يبدو أحياناً شاسعاً كالمحيط وأحياناً أخرى ضيقاً بالكاد يزيد عرضه عن عرض خور ضحل؛ وذلك بالتحديد ما يجعل الإبحار فيه ليلاً حماقة وبالتالي مخالفاً للقانون. وطبعاً فإن هذه الاعتبارات -لما...
يُبْحـر مركبنـا تحت سماء مرصّعة بالنجوم إذ يشقّ طريقه عبر جسم مائي يبدو أحياناً شاسعاً كالمحيط وأحياناً أخرى ضيقاً بالكاد يزيد عرضه عن عرض خور ضحل؛ وذلك بالتحديد ما يجعل الإبحار فيه ليلاً حماقة وبالتالي مخالفاً للقانون. وطبعاً فإن هذه الاعتبارات -لما هو صائب وما هو قانوني- تحظى بنصيب من الأهمية لدى ركّاب هذا المركب؛ لكن قاعدةً واحدة تطغى على كل القواعد الأخرى عند هؤلاء؛ فهنا على نهر الكونغو، يفعل المرء ما يتحتّم عليه فعله.

مركبنا هذا مشحون حتى التخمة، فهو يدفع أمامه ثلاثة صنادل نهرية (مفرد 'صندل' وهو مركب نقل مسطح يلزم دفعه بقارب ذي محرك) معتمداً في ذلك على محرّكٍ صُنعَ في الأصل لنقل نحو 675 طناً من الحمولة. لكن في الواقع فإن الحمولة تتجاوز 815 طناً، وتتألف من قضبان حديدية وأكياس من الإسمنت ومنتجات غذائية. يمتد من فوق الصنادل رقع من أقمشة القنّب وأنواع أخرى من الأقمشة تُظِلّ نحو 600 راكب من البشر. ربّما يكون نصف هؤلاء قد دفعوا أجرة تصل إلى ثمانين دولاراً لقاء السفر إلى أعلى مجرى النهر، أما البقيّة فهم مسافرون خلسة.