القطب يخلع رداءه الأبيض

على مرّ خمسة أشهر من عام 2015، خاضت سفينة الأبحاث النرويجية (Lance) رحلة قل نظيرها، من الشتاء القطبي وحتى ربيعه؛ إذ ظلت تنساق مع الأطواف الجليدية طوال مسارها.. أما الهدف فهو تعقب تغيرات الجليد البحري بالمنطقة. في أواخر شهر فبراير تلوح في السماء تباشير...
إن الجليد البحري الذي يغطي المحيط القطبي ليس في الواقع ذاك الغلاف الأبيض المتواصل كما نرى في الخرائط؛ بل هو أقرب إلى فسيفساء من الأطواف الجليدية التي لا تستقر على حال إذ لا تكف عن التصادم بعضها ببعض فتتخذ أشكالا مختلفة بتشققها وانكسارها بفعل قوة الرياح...
إن الجليد البحري الذي يغطي المحيط القطبي ليس في الواقع ذاك الغلاف الأبيض المتواصل كما نرى في الخرائط؛ بل هو أقرب إلى فسيفساء من الأطواف الجليدية التي لا تستقر على حال إذ لا تكف عن التصادم بعضها ببعض فتتخذ أشكالا مختلفة بتشققها وانكسارها بفعل قوة الرياح وتيارات المحيط. في فبراير الماضي، كنت أقف مرتعداً من قسوة البرد على سطح "لانس" (Lance)، وهي سفينة بحوث نرويجية من طراز قديم، إذ راحت تتخذ لنفسها مساراً وسط تيهٍ من الشروخ الجليدية التي يمكن الإبحار خلالها. هناك، كانت تمتد مساحة بيضاء من الثلج والجليد حتى الأفق ومن كل اتجاه على مرمى البصر. راح هيكل السفينة الفولاذي يهتز ويطلق صريراً معدنياً، وهي تشق طريقها وسط كتل الجليد السميكة المسنَّنة، بحثاً عن أي رقعة جليد صلدة لتلازمها -بعد أن تهشمت الرقعة السابقة- حتى يتسنى لها استئناف انحرافها الجانح عبر البحر المتجمد، متعقبةً جليد البحر القطبي حتى نقطة ذوبانه، من خلال انسياقها وراء الأطواف الجليدية أينما كانت.  ولقد سبق للنرويجيين أن خاضوا مثل هذه الرحلة قبل قرن من الزمان أو يزيد، حينما علق المستكشف القطبي، فريديوف نانسن، وسفينته (Fram) في كتل جليد ضخمة زُهاء ثلاث سنوات خلال محاولة فاشلة للإبحار عبر القطب الشمالي.

القطب يخلع رداءه الأبيض

على مرّ خمسة أشهر من عام 2015، خاضت سفينة الأبحاث النرويجية (Lance) رحلة قل نظيرها، من الشتاء القطبي وحتى ربيعه؛ إذ ظلت تنساق مع الأطواف الجليدية طوال مسارها.. أما الهدف فهو تعقب تغيرات الجليد البحري بالمنطقة. في أواخر شهر فبراير تلوح في السماء تباشير...
إن الجليد البحري الذي يغطي المحيط القطبي ليس في الواقع ذاك الغلاف الأبيض المتواصل كما نرى في الخرائط؛ بل هو أقرب إلى فسيفساء من الأطواف الجليدية التي لا تستقر على حال إذ لا تكف عن التصادم بعضها ببعض فتتخذ أشكالا مختلفة بتشققها وانكسارها بفعل قوة الرياح...
إن الجليد البحري الذي يغطي المحيط القطبي ليس في الواقع ذاك الغلاف الأبيض المتواصل كما نرى في الخرائط؛ بل هو أقرب إلى فسيفساء من الأطواف الجليدية التي لا تستقر على حال إذ لا تكف عن التصادم بعضها ببعض فتتخذ أشكالا مختلفة بتشققها وانكسارها بفعل قوة الرياح وتيارات المحيط. في فبراير الماضي، كنت أقف مرتعداً من قسوة البرد على سطح "لانس" (Lance)، وهي سفينة بحوث نرويجية من طراز قديم، إذ راحت تتخذ لنفسها مساراً وسط تيهٍ من الشروخ الجليدية التي يمكن الإبحار خلالها. هناك، كانت تمتد مساحة بيضاء من الثلج والجليد حتى الأفق ومن كل اتجاه على مرمى البصر. راح هيكل السفينة الفولاذي يهتز ويطلق صريراً معدنياً، وهي تشق طريقها وسط كتل الجليد السميكة المسنَّنة، بحثاً عن أي رقعة جليد صلدة لتلازمها -بعد أن تهشمت الرقعة السابقة- حتى يتسنى لها استئناف انحرافها الجانح عبر البحر المتجمد، متعقبةً جليد البحر القطبي حتى نقطة ذوبانه، من خلال انسياقها وراء الأطواف الجليدية أينما كانت.  ولقد سبق للنرويجيين أن خاضوا مثل هذه الرحلة قبل قرن من الزمان أو يزيد، حينما علق المستكشف القطبي، فريديوف نانسن، وسفينته (Fram) في كتل جليد ضخمة زُهاء ثلاث سنوات خلال محاولة فاشلة للإبحار عبر القطب الشمالي.