لنـدن ترقد على تاريخها

مُستخدِمو قطار الأنفاق ليلاً ينزلون إلى محطة "بيكاديلي سيركس" في قلب لندن. غير بعيد عن المكان، ثمة أشغال حفر لإنشاء خط جديد لقطارات الأنفاق، حيث عُثِر على آلاف القطع الأثرية التي تبوح بحكاية هذه المدينة منذ العصر الحجري وحتى عصرنا الحاضر.
في المختبر الساطع الإضاءة بالطابق الذي يعلو "متحف آثار لندن" (المعروف اختصاراً باسم MOLA)، تعكف مُرمِّمَة الآثار "لويزا دوارتي" على تنظيف لوحة جبس جدارية تعود إلى القرن الأول للميلاد، كانت قد وصلت إلى المتحف قبل بضعة أيام من موقع تشييد في "شارع لايم"...
في المختبر الساطع الإضاءة بالطابق الذي يعلو "متحف آثار لندن" (المعروف اختصاراً باسم MOLA)، تعكف مُرمِّمَة الآثار "لويزا دوارتي" على تنظيف لوحة جبس جدارية تعود إلى القرن الأول للميلاد، كانت قد وصلت إلى المتحف قبل بضعة أيام من موقع تشييد في "شارع لايم" الكائن بقلب الحي المالي في مدينة لندن. فبينما كان العمال يحفرون أرض الموقع لإرساء أساس مبنىً مكتبي جديد من 38 طابقا، إذ عثروا على أطلال بناء قديم يعود إلى بداية وجود الرومان في لندن (دام من عام 43 إلى 410 للميلاد، وكانت لندن تسمى آنذاك باسم لندنيوم). ويُرجع خبراء المتحف تاريخ تلك القطعة الأثرية إلى عام 60 للميلاد على وجه التقدير، وهي لذلك إحدى أقدم اللوحات الجدارية الرومانية التي عُثر عليها في لندن حتى الآن. وبالنظر إلى طولها الذي يناهز ثلاثة أمتار وعرضها البالغ نحو مترين، فإنها كذلك من أكبر اللوحات وأقلها تضررا من عوادي الدهر.
تقول دواراتي وهي تحمل بيدها سكيناً خاصة تزيل بها الأتربة الرطبة من على اللوحة: "لا شك أن من دفع المال لإنجازها كان شخصاً ثرياً جداً". ثم تضيف: "ربما كان تاجراً غنياً، أو مصرفياً.. إنه شخص ذو ذائقة رفيعة ومال وفير. فهذه الحُمرة الخفيفة -مثلاً- مَصدرها الزنجفر (كبريتيد الزئبقيك)، وهي صبغة باهظة الثمن ونادرة، لذلك لا نصادفها إلا قليلاً في القطع الأثرية التي نعثر عليها، ولا نراها إلا في أبرزها وأفخمها".

لنـدن ترقد على تاريخها

مُستخدِمو قطار الأنفاق ليلاً ينزلون إلى محطة "بيكاديلي سيركس" في قلب لندن. غير بعيد عن المكان، ثمة أشغال حفر لإنشاء خط جديد لقطارات الأنفاق، حيث عُثِر على آلاف القطع الأثرية التي تبوح بحكاية هذه المدينة منذ العصر الحجري وحتى عصرنا الحاضر.
في المختبر الساطع الإضاءة بالطابق الذي يعلو "متحف آثار لندن" (المعروف اختصاراً باسم MOLA)، تعكف مُرمِّمَة الآثار "لويزا دوارتي" على تنظيف لوحة جبس جدارية تعود إلى القرن الأول للميلاد، كانت قد وصلت إلى المتحف قبل بضعة أيام من موقع تشييد في "شارع لايم"...
في المختبر الساطع الإضاءة بالطابق الذي يعلو "متحف آثار لندن" (المعروف اختصاراً باسم MOLA)، تعكف مُرمِّمَة الآثار "لويزا دوارتي" على تنظيف لوحة جبس جدارية تعود إلى القرن الأول للميلاد، كانت قد وصلت إلى المتحف قبل بضعة أيام من موقع تشييد في "شارع لايم" الكائن بقلب الحي المالي في مدينة لندن. فبينما كان العمال يحفرون أرض الموقع لإرساء أساس مبنىً مكتبي جديد من 38 طابقا، إذ عثروا على أطلال بناء قديم يعود إلى بداية وجود الرومان في لندن (دام من عام 43 إلى 410 للميلاد، وكانت لندن تسمى آنذاك باسم لندنيوم). ويُرجع خبراء المتحف تاريخ تلك القطعة الأثرية إلى عام 60 للميلاد على وجه التقدير، وهي لذلك إحدى أقدم اللوحات الجدارية الرومانية التي عُثر عليها في لندن حتى الآن. وبالنظر إلى طولها الذي يناهز ثلاثة أمتار وعرضها البالغ نحو مترين، فإنها كذلك من أكبر اللوحات وأقلها تضررا من عوادي الدهر.
تقول دواراتي وهي تحمل بيدها سكيناً خاصة تزيل بها الأتربة الرطبة من على اللوحة: "لا شك أن من دفع المال لإنجازها كان شخصاً ثرياً جداً". ثم تضيف: "ربما كان تاجراً غنياً، أو مصرفياً.. إنه شخص ذو ذائقة رفيعة ومال وفير. فهذه الحُمرة الخفيفة -مثلاً- مَصدرها الزنجفر (كبريتيد الزئبقيك)، وهي صبغة باهظة الثمن ونادرة، لذلك لا نصادفها إلا قليلاً في القطع الأثرية التي نعثر عليها، ولا نراها إلا في أبرزها وأفخمها".