الطعام بين التبذير والتدبير
لم يبق لدى "تريسترام ستيوارت" سوى 24 ساعة لإعداد وجبة لخمسين شخصاً، تُشبه تلك التي تقدَّم في المطاعم؛ إذ يتعين عليه تحديد قائمة الطعام وجمع الأغذية، ثم الترحيب بضيوفه في أحد الأماكن بمدينة غير مدينته التي يعرفها حق المعرفة. وما أضفى مزيداً من الصعوبة...
لم يبق لدى "تريسترام ستيوارت" سوى 24 ساعة لإعداد وجبة لخمسين شخصاً، تُشبه تلك التي تقدَّم في المطاعم؛ إذ يتعين عليه تحديد قائمة الطعام وجمع الأغذية، ثم الترحيب بضيوفه في أحد الأماكن بمدينة غير مدينته التي يعرفها حق المعرفة. وما أضفى مزيداً من الصعوبة على هذه المَهمَّة التي كانت أشبه ما يكون بإحدى مسابقات برامج تلفزيون الواقع.. هو أنَّ عليه جمع جل مكونات الوجبة من الأطعمة التي ينوي الباعة وأصحاب المَزارع التخلص منها.
فبعد أن انتقل ستيوارت على عجل إلى مدينة نيويورك -قادماً من إحدى مَزارع نيوجرسي التي حصل منها على ثلاثين كيلوجراماً من القرع المقوس الذي عدَّ المزارعون شكله الزائد عن حد التقوس العادي حائلا أمام بيعه- اندفع مسرعاً خارج السيارة التي تقله، وراح يشقّ طريقه وسط الزحام، ثم انطلق كالسّهم باتجاه إحدى المخابز الواقعة في حي "غرينويتش فيليدج". وعندما دلف ستيوارت -بقامته الطويلة وشعره الأشقر- إلى هذا المكان ردد بلكنة إنجليزية أنيقة عباراته التي تبلغ مدتها عشر ثوان: "أنا رئيس منظمة تقوم بحملة لمكافحة هدر الأغذية، وأجهز ما يلزم لإعداد وليمة ليوم الغد تكون مكوناتها من الأطعمة التي لا يمكن بيعها ولا التبرع بها. فهل أجد لديك خبزاً يمكننا استخدامه؟". لم يكن في المخبز ما طلبه ستيوارت، لكن المستخدَم ناوله قطعتَي بسكويت مكسورتين من رقائق الشوكولا على سبيل الترضية.
قفل ستيوارت راجعاً باتجاه السيارة. وكانت نقطة توقفه التالية في سوق المزارعين المفتوح في حي "يونيون سكوير"، حيث لمح أحد الطباخين يحشو السمك داخل مربعات من عجينة البريوش ثم يقصها في شكل أنصاف دوائر. فسأله ستيوارت بابتسامة ابتغى بها حمله على القبول: "هل لي أن أحصل على ما فضل من عجينتك المقطعة؟". لكن الابتسامة لم تف بالغرض، إذ قابل الطباخُ الطلبَ بالرفض موضحاً أنه سيستخدم ذلك العجين. لكن ذلك لم ينل من عزيمة صاحبنا وواصل سيره بِهمَّةٍ داخل السوق مردداً عباراته المعهودة؛ وقد حصل في نهاية المطاف على بعض البنجر وعشبة القمح وتفاحات طرحها أصحابها جانباً.
فبعد أن انتقل ستيوارت على عجل إلى مدينة نيويورك -قادماً من إحدى مَزارع نيوجرسي التي حصل منها على ثلاثين كيلوجراماً من القرع المقوس الذي عدَّ المزارعون شكله الزائد عن حد التقوس العادي حائلا أمام بيعه- اندفع مسرعاً خارج السيارة التي تقله، وراح يشقّ طريقه وسط الزحام، ثم انطلق كالسّهم باتجاه إحدى المخابز الواقعة في حي "غرينويتش فيليدج". وعندما دلف ستيوارت -بقامته الطويلة وشعره الأشقر- إلى هذا المكان ردد بلكنة إنجليزية أنيقة عباراته التي تبلغ مدتها عشر ثوان: "أنا رئيس منظمة تقوم بحملة لمكافحة هدر الأغذية، وأجهز ما يلزم لإعداد وليمة ليوم الغد تكون مكوناتها من الأطعمة التي لا يمكن بيعها ولا التبرع بها. فهل أجد لديك خبزاً يمكننا استخدامه؟". لم يكن في المخبز ما طلبه ستيوارت، لكن المستخدَم ناوله قطعتَي بسكويت مكسورتين من رقائق الشوكولا على سبيل الترضية.
قفل ستيوارت راجعاً باتجاه السيارة. وكانت نقطة توقفه التالية في سوق المزارعين المفتوح في حي "يونيون سكوير"، حيث لمح أحد الطباخين يحشو السمك داخل مربعات من عجينة البريوش ثم يقصها في شكل أنصاف دوائر. فسأله ستيوارت بابتسامة ابتغى بها حمله على القبول: "هل لي أن أحصل على ما فضل من عجينتك المقطعة؟". لكن الابتسامة لم تف بالغرض، إذ قابل الطباخُ الطلبَ بالرفض موضحاً أنه سيستخدم ذلك العجين. لكن ذلك لم ينل من عزيمة صاحبنا وواصل سيره بِهمَّةٍ داخل السوق مردداً عباراته المعهودة؛ وقد حصل في نهاية المطاف على بعض البنجر وعشبة القمح وتفاحات طرحها أصحابها جانباً.
الطعام بين التبذير والتدبير
- بقلم: إليزابيث رويت
لم يبق لدى "تريسترام ستيوارت" سوى 24 ساعة لإعداد وجبة لخمسين شخصاً، تُشبه تلك التي تقدَّم في المطاعم؛ إذ يتعين عليه تحديد قائمة الطعام وجمع الأغذية، ثم الترحيب بضيوفه في أحد الأماكن بمدينة غير مدينته التي يعرفها حق المعرفة. وما أضفى مزيداً من الصعوبة...
لم يبق لدى "تريسترام ستيوارت" سوى 24 ساعة لإعداد وجبة لخمسين شخصاً، تُشبه تلك التي تقدَّم في المطاعم؛ إذ يتعين عليه تحديد قائمة الطعام وجمع الأغذية، ثم الترحيب بضيوفه في أحد الأماكن بمدينة غير مدينته التي يعرفها حق المعرفة. وما أضفى مزيداً من الصعوبة على هذه المَهمَّة التي كانت أشبه ما يكون بإحدى مسابقات برامج تلفزيون الواقع.. هو أنَّ عليه جمع جل مكونات الوجبة من الأطعمة التي ينوي الباعة وأصحاب المَزارع التخلص منها.
فبعد أن انتقل ستيوارت على عجل إلى مدينة نيويورك -قادماً من إحدى مَزارع نيوجرسي التي حصل منها على ثلاثين كيلوجراماً من القرع المقوس الذي عدَّ المزارعون شكله الزائد عن حد التقوس العادي حائلا أمام بيعه- اندفع مسرعاً خارج السيارة التي تقله، وراح يشقّ طريقه وسط الزحام، ثم انطلق كالسّهم باتجاه إحدى المخابز الواقعة في حي "غرينويتش فيليدج". وعندما دلف ستيوارت -بقامته الطويلة وشعره الأشقر- إلى هذا المكان ردد بلكنة إنجليزية أنيقة عباراته التي تبلغ مدتها عشر ثوان: "أنا رئيس منظمة تقوم بحملة لمكافحة هدر الأغذية، وأجهز ما يلزم لإعداد وليمة ليوم الغد تكون مكوناتها من الأطعمة التي لا يمكن بيعها ولا التبرع بها. فهل أجد لديك خبزاً يمكننا استخدامه؟". لم يكن في المخبز ما طلبه ستيوارت، لكن المستخدَم ناوله قطعتَي بسكويت مكسورتين من رقائق الشوكولا على سبيل الترضية.
قفل ستيوارت راجعاً باتجاه السيارة. وكانت نقطة توقفه التالية في سوق المزارعين المفتوح في حي "يونيون سكوير"، حيث لمح أحد الطباخين يحشو السمك داخل مربعات من عجينة البريوش ثم يقصها في شكل أنصاف دوائر. فسأله ستيوارت بابتسامة ابتغى بها حمله على القبول: "هل لي أن أحصل على ما فضل من عجينتك المقطعة؟". لكن الابتسامة لم تف بالغرض، إذ قابل الطباخُ الطلبَ بالرفض موضحاً أنه سيستخدم ذلك العجين. لكن ذلك لم ينل من عزيمة صاحبنا وواصل سيره بِهمَّةٍ داخل السوق مردداً عباراته المعهودة؛ وقد حصل في نهاية المطاف على بعض البنجر وعشبة القمح وتفاحات طرحها أصحابها جانباً.
فبعد أن انتقل ستيوارت على عجل إلى مدينة نيويورك -قادماً من إحدى مَزارع نيوجرسي التي حصل منها على ثلاثين كيلوجراماً من القرع المقوس الذي عدَّ المزارعون شكله الزائد عن حد التقوس العادي حائلا أمام بيعه- اندفع مسرعاً خارج السيارة التي تقله، وراح يشقّ طريقه وسط الزحام، ثم انطلق كالسّهم باتجاه إحدى المخابز الواقعة في حي "غرينويتش فيليدج". وعندما دلف ستيوارت -بقامته الطويلة وشعره الأشقر- إلى هذا المكان ردد بلكنة إنجليزية أنيقة عباراته التي تبلغ مدتها عشر ثوان: "أنا رئيس منظمة تقوم بحملة لمكافحة هدر الأغذية، وأجهز ما يلزم لإعداد وليمة ليوم الغد تكون مكوناتها من الأطعمة التي لا يمكن بيعها ولا التبرع بها. فهل أجد لديك خبزاً يمكننا استخدامه؟". لم يكن في المخبز ما طلبه ستيوارت، لكن المستخدَم ناوله قطعتَي بسكويت مكسورتين من رقائق الشوكولا على سبيل الترضية.
قفل ستيوارت راجعاً باتجاه السيارة. وكانت نقطة توقفه التالية في سوق المزارعين المفتوح في حي "يونيون سكوير"، حيث لمح أحد الطباخين يحشو السمك داخل مربعات من عجينة البريوش ثم يقصها في شكل أنصاف دوائر. فسأله ستيوارت بابتسامة ابتغى بها حمله على القبول: "هل لي أن أحصل على ما فضل من عجينتك المقطعة؟". لكن الابتسامة لم تف بالغرض، إذ قابل الطباخُ الطلبَ بالرفض موضحاً أنه سيستخدم ذلك العجين. لكن ذلك لم ينل من عزيمة صاحبنا وواصل سيره بِهمَّةٍ داخل السوق مردداً عباراته المعهودة؛ وقد حصل في نهاية المطاف على بعض البنجر وعشبة القمح وتفاحات طرحها أصحابها جانباً.