بين الطبع.. والتطبع

تطور الضفدع المقلد (في يسار الصورة) ليشبه الضفدع السام الأحمر الرأس (في اليمين). ليس التقليد دقيقا، لكنه كاف لإنذار المفترسات وإبعادها عن هذين النوعين السامين.
كايل سامرز عالم أحياء لدى "جامعة كارولينا الشرقية". يرى هذا العالم الحاصل على منحة من ناشيونال جيوغرافيك أن الضفدع المقلِّد -المُسمَّى علمياً (Ranitomeya Summers)- يتسم بخصلتين مثيرتين للإعجاب. فأما الخصلة الأولى فهي أنه "الزوج المخلص من بين سائر...
كايل سامرز عالم أحياء لدى "جامعة كارولينا الشرقية". يرى هذا العالم الحاصل على منحة من ناشيونال جيوغرافيك أن الضفدع المقلِّد -المُسمَّى علمياً (Ranitomeya Summers)- يتسم بخصلتين مثيرتين للإعجاب. فأما الخصلة الأولى فهي أنه "الزوج المخلص من بين سائر الضفادع"، وأما الثانية فهي أنه "مقلد بارع".
يدرس سامرز هذا الضفدع السام في غابات البيرو المطرية، حيث تكيّف وتطور ليصير شبيها -إلى حد التطابق- بضفادع سامة أخرى من حيث اللون. وبالنتيجة، يسهل على المفترسات حصر قائمة الضفادع السامة التي لا ينبغي أكلها في نوع واحد فقط. عثر سامرز وزملاؤه على أربعة فصائل من الضفادع المقلدة السامة: الرقطاء، والمخططة، والمشرطة، والبرتقالية الرأس. يقول إنها "تبدو مختلفة عن بعضها بعضاً، لكنها تظهر متشابهة مع النوع الذي تقلده".
وأثبت البحث أيضاً فرضية أن تلك الضفادع تتميز بالإخلاص لشريك وحيد، على حد قول سامرز. إذ يرتبط كل زوج مدى الحياة ويعملان معا على إطعام شراغفهما في البِرك الصغيرة التي تتشكل بالماء المتقاطر من على أوراق النباتات المدارية. ولدراسة هذا النوع، يمسك به العلماء في أكواب بلاستيكية، فيزنونه ويقيسون جسمه ثم يقتطعون طرفاً من إصبع قدمه لتحليله وراثياً.. ثم يخلون سبيله. يقول سامرز "إننا نضع النيوسبورين [مضاد حيوي] على أطرافه حتى لا تتعفن".
يُطرح السؤال: هل يمثل السم هاجسا للباحثين؟ يجيب الرجل: "نتعامل مع الضفادع باستخدام قفازات مطاطية، لكننا نفعل ذلك من أجلها في المقام الأول".
قد يكون سم الضفادع المقلدة بغيضاً لدى المفترسات، لكنه لا يطرح خطورة على البشر تحديداً.
-Rachel Hartigan Shea

بين الطبع.. والتطبع

تطور الضفدع المقلد (في يسار الصورة) ليشبه الضفدع السام الأحمر الرأس (في اليمين). ليس التقليد دقيقا، لكنه كاف لإنذار المفترسات وإبعادها عن هذين النوعين السامين.
كايل سامرز عالم أحياء لدى "جامعة كارولينا الشرقية". يرى هذا العالم الحاصل على منحة من ناشيونال جيوغرافيك أن الضفدع المقلِّد -المُسمَّى علمياً (Ranitomeya Summers)- يتسم بخصلتين مثيرتين للإعجاب. فأما الخصلة الأولى فهي أنه "الزوج المخلص من بين سائر...
كايل سامرز عالم أحياء لدى "جامعة كارولينا الشرقية". يرى هذا العالم الحاصل على منحة من ناشيونال جيوغرافيك أن الضفدع المقلِّد -المُسمَّى علمياً (Ranitomeya Summers)- يتسم بخصلتين مثيرتين للإعجاب. فأما الخصلة الأولى فهي أنه "الزوج المخلص من بين سائر الضفادع"، وأما الثانية فهي أنه "مقلد بارع".
يدرس سامرز هذا الضفدع السام في غابات البيرو المطرية، حيث تكيّف وتطور ليصير شبيها -إلى حد التطابق- بضفادع سامة أخرى من حيث اللون. وبالنتيجة، يسهل على المفترسات حصر قائمة الضفادع السامة التي لا ينبغي أكلها في نوع واحد فقط. عثر سامرز وزملاؤه على أربعة فصائل من الضفادع المقلدة السامة: الرقطاء، والمخططة، والمشرطة، والبرتقالية الرأس. يقول إنها "تبدو مختلفة عن بعضها بعضاً، لكنها تظهر متشابهة مع النوع الذي تقلده".
وأثبت البحث أيضاً فرضية أن تلك الضفادع تتميز بالإخلاص لشريك وحيد، على حد قول سامرز. إذ يرتبط كل زوج مدى الحياة ويعملان معا على إطعام شراغفهما في البِرك الصغيرة التي تتشكل بالماء المتقاطر من على أوراق النباتات المدارية. ولدراسة هذا النوع، يمسك به العلماء في أكواب بلاستيكية، فيزنونه ويقيسون جسمه ثم يقتطعون طرفاً من إصبع قدمه لتحليله وراثياً.. ثم يخلون سبيله. يقول سامرز "إننا نضع النيوسبورين [مضاد حيوي] على أطرافه حتى لا تتعفن".
يُطرح السؤال: هل يمثل السم هاجسا للباحثين؟ يجيب الرجل: "نتعامل مع الضفادع باستخدام قفازات مطاطية، لكننا نفعل ذلك من أجلها في المقام الأول".
قد يكون سم الضفادع المقلدة بغيضاً لدى المفترسات، لكنه لا يطرح خطورة على البشر تحديداً.
-Rachel Hartigan Shea