الربع الخالي.. العامر
من الأرشيف "فبراير 2005"رحَّبَ بنا "عيضة بن حسن" على طريقته الخاصة.. ببندقيته الكلاشنيكوف. فما إن توقفت سيارتي الرباعية الدفع عند مجرى وادٍ جاف على مقربة من خيمته البيضاء بمنطقة الربع الخالي، حتى بادرني بتحيته البدوية تلك. دوّى صوت الطلقة التي اندفعت...
من الأرشيف "فبراير 2005"
رحَّبَ بنا "عيضة بن حسن" على طريقته الخاصة.. ببندقيته الكلاشنيكوف. فما إن توقفت سيارتي الرباعية الدفع عند مجرى وادٍ جاف على مقربة من خيمته البيضاء بمنطقة الربع الخالي، حتى بادرني بتحيته البدوية تلك. دوّى صوت الطلقة التي اندفعت من بندقيته لتخرق كبد السماء الصافية، بعدما مرق أزيزها بمحاذاة نافذة سيارتي. تنفَّستُ نفساً عميقاً، فيما ردد الوادي أصداء متتالية لصوت الطلقة النارية.
لا عجب، نحن هنا في اليمن.. في الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، حيث أضحت ثقافة السلاح متأصلة حتى إن المجتمع اليمني يعد من أكثر مجتمعات العالم تسليحاً. وعلى ذلك الحجم الهائل للأسلحة، تبقى العادات والتقاليد الأصيلة مرعية وراسخة، ولا سيما بين البدو الرعاة.
سرنا في طريقنا إلى خيمة عيضة.. ليُكمل ترحابه بنا. فانطلقت رصاصة أخرى مدوية نحو سماء الظهيرة وكأنِّي بها تبدد الهواء من فوق رأسي.
انتهى عيضة من طقوس التحية. أوقفْنا قافلة سياراتنا تحت أشعة الشمس الحارقة، من بُعد 300 متر عن خيمته. سائق السيارة التي في المقدمة هو ضابط جيش يمني مكلَّف بإرشادي؛ اسمه عوض. رفع يده باتجاهي مشيراً إليَ بأن أنتظر. ذلك أن عادات أولئك البدو تُلزم الزائرين الأغراب -سواءً أكانت راحلتهم سيارة أم ناقة- بإرسال مبعوث يسبقهم لدى أهل المكان ليفصح عن غرض الزيارة.. طبعاً بعد تلقي إشارة ترحيب مُسبقة (طلْقتا البندقية). لذلك انفصل عنّا عوض بسيارته الرباعية الدفع، ثم ترجَّل منها بعد أن أوقفها من بُعد 200 متر عن الخيمة.
"السلام عليكم!"، هكذا صاح عوض مرات عديدة وهو يلوح بيده اليمنى في الهواء دلالة على أنه غير مسلح. مال نحو الأرض، ثم قبض على حفنة من الرمال فألقى بها بيمناه في الهواء عالياً؛ وتلك من التقاليد العتيقة المرعية التي تشير إلى أن الوافد قد جاء مسالماً. عيضة رجلٌ مُسنٌّ شديد النحافة ذو لحية طويلة شيباء. كان يرتدي ثوباً أبيض عربياً تقليديا، وقد اعتمر فوق رأسه "الشماغ"، وهو غطاء مطرَّز بمربعات صغيرة حمراء وبيضاء متشابكة. نهض من خلف نتوء صخري رمادي اللون قرب الخيمة، ثم رفع بندقيته فوق رأسه، ليخبرنا أن كل شيء على ما يرام. عندئذ، أشار إلي عوض أن أتبعه إلى حيث الخيمة.
رحَّبَ بنا "عيضة بن حسن" على طريقته الخاصة.. ببندقيته الكلاشنيكوف. فما إن توقفت سيارتي الرباعية الدفع عند مجرى وادٍ جاف على مقربة من خيمته البيضاء بمنطقة الربع الخالي، حتى بادرني بتحيته البدوية تلك. دوّى صوت الطلقة التي اندفعت من بندقيته لتخرق كبد السماء الصافية، بعدما مرق أزيزها بمحاذاة نافذة سيارتي. تنفَّستُ نفساً عميقاً، فيما ردد الوادي أصداء متتالية لصوت الطلقة النارية.
لا عجب، نحن هنا في اليمن.. في الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، حيث أضحت ثقافة السلاح متأصلة حتى إن المجتمع اليمني يعد من أكثر مجتمعات العالم تسليحاً. وعلى ذلك الحجم الهائل للأسلحة، تبقى العادات والتقاليد الأصيلة مرعية وراسخة، ولا سيما بين البدو الرعاة.
سرنا في طريقنا إلى خيمة عيضة.. ليُكمل ترحابه بنا. فانطلقت رصاصة أخرى مدوية نحو سماء الظهيرة وكأنِّي بها تبدد الهواء من فوق رأسي.
انتهى عيضة من طقوس التحية. أوقفْنا قافلة سياراتنا تحت أشعة الشمس الحارقة، من بُعد 300 متر عن خيمته. سائق السيارة التي في المقدمة هو ضابط جيش يمني مكلَّف بإرشادي؛ اسمه عوض. رفع يده باتجاهي مشيراً إليَ بأن أنتظر. ذلك أن عادات أولئك البدو تُلزم الزائرين الأغراب -سواءً أكانت راحلتهم سيارة أم ناقة- بإرسال مبعوث يسبقهم لدى أهل المكان ليفصح عن غرض الزيارة.. طبعاً بعد تلقي إشارة ترحيب مُسبقة (طلْقتا البندقية). لذلك انفصل عنّا عوض بسيارته الرباعية الدفع، ثم ترجَّل منها بعد أن أوقفها من بُعد 200 متر عن الخيمة.
"السلام عليكم!"، هكذا صاح عوض مرات عديدة وهو يلوح بيده اليمنى في الهواء دلالة على أنه غير مسلح. مال نحو الأرض، ثم قبض على حفنة من الرمال فألقى بها بيمناه في الهواء عالياً؛ وتلك من التقاليد العتيقة المرعية التي تشير إلى أن الوافد قد جاء مسالماً. عيضة رجلٌ مُسنٌّ شديد النحافة ذو لحية طويلة شيباء. كان يرتدي ثوباً أبيض عربياً تقليديا، وقد اعتمر فوق رأسه "الشماغ"، وهو غطاء مطرَّز بمربعات صغيرة حمراء وبيضاء متشابكة. نهض من خلف نتوء صخري رمادي اللون قرب الخيمة، ثم رفع بندقيته فوق رأسه، ليخبرنا أن كل شيء على ما يرام. عندئذ، أشار إلي عوض أن أتبعه إلى حيث الخيمة.
الربع الخالي.. العامر
- دونوفان ويبستر
من الأرشيف "فبراير 2005"رحَّبَ بنا "عيضة بن حسن" على طريقته الخاصة.. ببندقيته الكلاشنيكوف. فما إن توقفت سيارتي الرباعية الدفع عند مجرى وادٍ جاف على مقربة من خيمته البيضاء بمنطقة الربع الخالي، حتى بادرني بتحيته البدوية تلك. دوّى صوت الطلقة التي اندفعت...
من الأرشيف "فبراير 2005"
رحَّبَ بنا "عيضة بن حسن" على طريقته الخاصة.. ببندقيته الكلاشنيكوف. فما إن توقفت سيارتي الرباعية الدفع عند مجرى وادٍ جاف على مقربة من خيمته البيضاء بمنطقة الربع الخالي، حتى بادرني بتحيته البدوية تلك. دوّى صوت الطلقة التي اندفعت من بندقيته لتخرق كبد السماء الصافية، بعدما مرق أزيزها بمحاذاة نافذة سيارتي. تنفَّستُ نفساً عميقاً، فيما ردد الوادي أصداء متتالية لصوت الطلقة النارية.
لا عجب، نحن هنا في اليمن.. في الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، حيث أضحت ثقافة السلاح متأصلة حتى إن المجتمع اليمني يعد من أكثر مجتمعات العالم تسليحاً. وعلى ذلك الحجم الهائل للأسلحة، تبقى العادات والتقاليد الأصيلة مرعية وراسخة، ولا سيما بين البدو الرعاة.
سرنا في طريقنا إلى خيمة عيضة.. ليُكمل ترحابه بنا. فانطلقت رصاصة أخرى مدوية نحو سماء الظهيرة وكأنِّي بها تبدد الهواء من فوق رأسي.
انتهى عيضة من طقوس التحية. أوقفْنا قافلة سياراتنا تحت أشعة الشمس الحارقة، من بُعد 300 متر عن خيمته. سائق السيارة التي في المقدمة هو ضابط جيش يمني مكلَّف بإرشادي؛ اسمه عوض. رفع يده باتجاهي مشيراً إليَ بأن أنتظر. ذلك أن عادات أولئك البدو تُلزم الزائرين الأغراب -سواءً أكانت راحلتهم سيارة أم ناقة- بإرسال مبعوث يسبقهم لدى أهل المكان ليفصح عن غرض الزيارة.. طبعاً بعد تلقي إشارة ترحيب مُسبقة (طلْقتا البندقية). لذلك انفصل عنّا عوض بسيارته الرباعية الدفع، ثم ترجَّل منها بعد أن أوقفها من بُعد 200 متر عن الخيمة.
"السلام عليكم!"، هكذا صاح عوض مرات عديدة وهو يلوح بيده اليمنى في الهواء دلالة على أنه غير مسلح. مال نحو الأرض، ثم قبض على حفنة من الرمال فألقى بها بيمناه في الهواء عالياً؛ وتلك من التقاليد العتيقة المرعية التي تشير إلى أن الوافد قد جاء مسالماً. عيضة رجلٌ مُسنٌّ شديد النحافة ذو لحية طويلة شيباء. كان يرتدي ثوباً أبيض عربياً تقليديا، وقد اعتمر فوق رأسه "الشماغ"، وهو غطاء مطرَّز بمربعات صغيرة حمراء وبيضاء متشابكة. نهض من خلف نتوء صخري رمادي اللون قرب الخيمة، ثم رفع بندقيته فوق رأسه، ليخبرنا أن كل شيء على ما يرام. عندئذ، أشار إلي عوض أن أتبعه إلى حيث الخيمة.
رحَّبَ بنا "عيضة بن حسن" على طريقته الخاصة.. ببندقيته الكلاشنيكوف. فما إن توقفت سيارتي الرباعية الدفع عند مجرى وادٍ جاف على مقربة من خيمته البيضاء بمنطقة الربع الخالي، حتى بادرني بتحيته البدوية تلك. دوّى صوت الطلقة التي اندفعت من بندقيته لتخرق كبد السماء الصافية، بعدما مرق أزيزها بمحاذاة نافذة سيارتي. تنفَّستُ نفساً عميقاً، فيما ردد الوادي أصداء متتالية لصوت الطلقة النارية.
لا عجب، نحن هنا في اليمن.. في الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة العربية، حيث أضحت ثقافة السلاح متأصلة حتى إن المجتمع اليمني يعد من أكثر مجتمعات العالم تسليحاً. وعلى ذلك الحجم الهائل للأسلحة، تبقى العادات والتقاليد الأصيلة مرعية وراسخة، ولا سيما بين البدو الرعاة.
سرنا في طريقنا إلى خيمة عيضة.. ليُكمل ترحابه بنا. فانطلقت رصاصة أخرى مدوية نحو سماء الظهيرة وكأنِّي بها تبدد الهواء من فوق رأسي.
انتهى عيضة من طقوس التحية. أوقفْنا قافلة سياراتنا تحت أشعة الشمس الحارقة، من بُعد 300 متر عن خيمته. سائق السيارة التي في المقدمة هو ضابط جيش يمني مكلَّف بإرشادي؛ اسمه عوض. رفع يده باتجاهي مشيراً إليَ بأن أنتظر. ذلك أن عادات أولئك البدو تُلزم الزائرين الأغراب -سواءً أكانت راحلتهم سيارة أم ناقة- بإرسال مبعوث يسبقهم لدى أهل المكان ليفصح عن غرض الزيارة.. طبعاً بعد تلقي إشارة ترحيب مُسبقة (طلْقتا البندقية). لذلك انفصل عنّا عوض بسيارته الرباعية الدفع، ثم ترجَّل منها بعد أن أوقفها من بُعد 200 متر عن الخيمة.
"السلام عليكم!"، هكذا صاح عوض مرات عديدة وهو يلوح بيده اليمنى في الهواء دلالة على أنه غير مسلح. مال نحو الأرض، ثم قبض على حفنة من الرمال فألقى بها بيمناه في الهواء عالياً؛ وتلك من التقاليد العتيقة المرعية التي تشير إلى أن الوافد قد جاء مسالماً. عيضة رجلٌ مُسنٌّ شديد النحافة ذو لحية طويلة شيباء. كان يرتدي ثوباً أبيض عربياً تقليديا، وقد اعتمر فوق رأسه "الشماغ"، وهو غطاء مطرَّز بمربعات صغيرة حمراء وبيضاء متشابكة. نهض من خلف نتوء صخري رمادي اللون قرب الخيمة، ثم رفع بندقيته فوق رأسه، ليخبرنا أن كل شيء على ما يرام. عندئذ، أشار إلي عوض أن أتبعه إلى حيث الخيمة.