فردوس البيرو المُهدّد

لا يتجاوز عدد سكّان "منتزه مانو الوطني" من أهالي قبيلة "ماتسيغينكا" ألف نسمة، وهم موزّعون على طول نهر "مانو" وروافده. يعيشون من الزراعة والصيد في الغابة، لكنهم لا يأخذون أكثر مما يضمن لهم عيش الكفاف.
يلتقط "إلياس ماتشيبانغو شوفيريريني" قوسه الطويلة المصنوعة من خشب النخيل وسهامه ذات الرؤوس المصنوعة من الخيزران المسنون، وقد همّ بالانطلاق بصحبتِي في رحلة صيد القرود داخل "منتزه مانو الوطني" في البيرو.. وهو منتزه يمتدّ على مساحة واسعة من غابة مطرية...
يلتقط "إلياس ماتشيبانغو شوفيريريني" قوسه الطويلة المصنوعة من خشب النخيل وسهامه ذات الرؤوس المصنوعة من الخيزران المسنون، وقد همّ بالانطلاق بصحبتِي في رحلة صيد القرود داخل "منتزه مانو الوطني" في البيرو.. وهو منتزه يمتدّ على مساحة واسعة من غابة مطرية محميّة، ويُعدّ من أغنى منتزهات العالم من حيث التنوّع الحيوي.

صيْدُنا هذا قانوني؛ إذ إن إلياس ينتمي إلى مجموعة قبلية أصلية تدعى "ماتسيغينكا"، لم يتبقَ منها في المنتزه سوى ألف فرد على أقصى تقدير، يعيش جلهم على طول ضفاف نهر "مانو" وروافده. ومعلومٌ أن جميع القبائل الأصلية هناك (الموصوفة خطأً بأنها معزولة عن بقية البشر) تتمتع بحق اغتنام ما في المنتزه من نباتات وحيوانات للانتفاع بها شخصياً، لكن لا يحق لها بيع موارد المنتزه من دون إذن خاص، كما لا يحق لها استعمال البنادق للصيد. يزرع إلياس وزوجته نبات اليوكا والقطن وغيرهما من المحاصيل على أرض صغيرة منزوعة الشجر على ضفة نهر "يوميباتو". أما أطفالهما فيقطفون الثمار والنباتات الطبية. يتولّى إلياس صيد السمك وقطع الشجر، وكذا الصيد البرّي في الغابة، وبخاصة صيد القرَدة العنكبوتية والصوفية، وهما من الأطعمة المفضّلة لدى أهالي ماتسيغينكا.. علماً أنهما معاً مهدّدان بالانقراض.

ظل الوضع على هذه الحال منذ زمن بعيد؛ إلا أن أعداد ماتسيغينكا آخذة بالتزايد، ما يثير قلق بعض علماء الأحياء الذين يحبون المنتزه؛ إذ يطرحون جملة من التساؤلات بشأن المنتزه وسكانه هؤلاء. ومن ذلك: ماذا لو تضاعفت أعدادهم؟ وماذا لو بدؤوا يستعملون البنادق؟ هل ستستمر -عندها- مجموعات القرود تلك في الوجود؟ وكيف سيتغيّر حال الغابة إذا انعدمت هذه المخلوقات التي تساهم بنشر بذور الأشجار المثمرة في أرجاء الغابة (من خلال طرح الروث المُحمَّل بالبذور)؟

وتزداد أهمية حماية المنتزه بحكم تزايد تَشَظِّي الغابة خارج حدوده من جراء مشاريع استخراج الغاز الطبيعي والتعدين واحتطاب الأشجار. وكذلك تزداد أهمية السؤال: هل سكّان المنتزه خيرٌ له أم شرٌ؟ وهل المنتزه خيرٌ لهم أم هو شر؟

فردوس البيرو المُهدّد

لا يتجاوز عدد سكّان "منتزه مانو الوطني" من أهالي قبيلة "ماتسيغينكا" ألف نسمة، وهم موزّعون على طول نهر "مانو" وروافده. يعيشون من الزراعة والصيد في الغابة، لكنهم لا يأخذون أكثر مما يضمن لهم عيش الكفاف.
يلتقط "إلياس ماتشيبانغو شوفيريريني" قوسه الطويلة المصنوعة من خشب النخيل وسهامه ذات الرؤوس المصنوعة من الخيزران المسنون، وقد همّ بالانطلاق بصحبتِي في رحلة صيد القرود داخل "منتزه مانو الوطني" في البيرو.. وهو منتزه يمتدّ على مساحة واسعة من غابة مطرية...
يلتقط "إلياس ماتشيبانغو شوفيريريني" قوسه الطويلة المصنوعة من خشب النخيل وسهامه ذات الرؤوس المصنوعة من الخيزران المسنون، وقد همّ بالانطلاق بصحبتِي في رحلة صيد القرود داخل "منتزه مانو الوطني" في البيرو.. وهو منتزه يمتدّ على مساحة واسعة من غابة مطرية محميّة، ويُعدّ من أغنى منتزهات العالم من حيث التنوّع الحيوي.

صيْدُنا هذا قانوني؛ إذ إن إلياس ينتمي إلى مجموعة قبلية أصلية تدعى "ماتسيغينكا"، لم يتبقَ منها في المنتزه سوى ألف فرد على أقصى تقدير، يعيش جلهم على طول ضفاف نهر "مانو" وروافده. ومعلومٌ أن جميع القبائل الأصلية هناك (الموصوفة خطأً بأنها معزولة عن بقية البشر) تتمتع بحق اغتنام ما في المنتزه من نباتات وحيوانات للانتفاع بها شخصياً، لكن لا يحق لها بيع موارد المنتزه من دون إذن خاص، كما لا يحق لها استعمال البنادق للصيد. يزرع إلياس وزوجته نبات اليوكا والقطن وغيرهما من المحاصيل على أرض صغيرة منزوعة الشجر على ضفة نهر "يوميباتو". أما أطفالهما فيقطفون الثمار والنباتات الطبية. يتولّى إلياس صيد السمك وقطع الشجر، وكذا الصيد البرّي في الغابة، وبخاصة صيد القرَدة العنكبوتية والصوفية، وهما من الأطعمة المفضّلة لدى أهالي ماتسيغينكا.. علماً أنهما معاً مهدّدان بالانقراض.

ظل الوضع على هذه الحال منذ زمن بعيد؛ إلا أن أعداد ماتسيغينكا آخذة بالتزايد، ما يثير قلق بعض علماء الأحياء الذين يحبون المنتزه؛ إذ يطرحون جملة من التساؤلات بشأن المنتزه وسكانه هؤلاء. ومن ذلك: ماذا لو تضاعفت أعدادهم؟ وماذا لو بدؤوا يستعملون البنادق؟ هل ستستمر -عندها- مجموعات القرود تلك في الوجود؟ وكيف سيتغيّر حال الغابة إذا انعدمت هذه المخلوقات التي تساهم بنشر بذور الأشجار المثمرة في أرجاء الغابة (من خلال طرح الروث المُحمَّل بالبذور)؟

وتزداد أهمية حماية المنتزه بحكم تزايد تَشَظِّي الغابة خارج حدوده من جراء مشاريع استخراج الغاز الطبيعي والتعدين واحتطاب الأشجار. وكذلك تزداد أهمية السؤال: هل سكّان المنتزه خيرٌ له أم شرٌ؟ وهل المنتزه خيرٌ لهم أم هو شر؟