محاصيل غذائية ترمى مع النفايات

غير بعيد عن مدينة "أبارتادو" الكولومبية٬ يفحص الناشط "تريسترام ستيورات" شحنة موز رفضتها السوق الأوروبية بسبب قصره أو طوله أو شكله المقوس. يستهلك السكان المحليون بعض الكميات من الموز المرفوض ٬ لكن المزارعين هنا يلقون في كل سنة بملايين الأطنان من الفاكهة...
صحيفة الغاريان- صحيفة الخليجأظهرت دراسة جديدة نشرتها صحيفة «الغارديان» أن المزارعين وتجار التجزئة والمستهلكين في أمريكا يهدرون أكثر من ثلث مجمل المحاصيل الغذائية المنتجة في الولايات المتحدة. وهذا يمثل في المجموع حوالي 160 مليار دولار سنوياً قيمة غلال...
صحيفة الغاريان- صحيفة الخليج

أظهرت دراسة جديدة نشرتها صحيفة «الغارديان» أن المزارعين وتجار التجزئة والمستهلكين في أمريكا يهدرون أكثر من ثلث مجمل المحاصيل الغذائية المنتجة في الولايات المتحدة. وهذا يمثل في المجموع حوالي 160 مليار دولار سنوياً قيمة غلال صالحة تماماً للأكل ولكنها تلقى في مكبات النفايات. أجرت مراسلة «الغارديان» لشؤون البيئة سوزان غولدنبيرغ مقابلات مع حوالي 15 شخصاً من مزارعين، وموضبين، ومتعهدي نقليات، وعلماء متخصصين في الغذاء، ونشطاء لحماية البيئة «لكي تكتشف مكامن الخطأ». ووجدت غولدنبيرغ أن الكثير من الغلال يهدر بسبب «المعايير الجمالية».


وقالت إن جاي جونسون، وهو متعهد توريد خضراوات وفواكه طازجة، شرح لها بالقول إن المحاصيل «يجب أن تكون مثالية وإلا فسوف ترفض». ونتيجة لذلك، يتخلص العديد من المزارعين وقائيا من قسم كبير من محاصيلهم حتى يقتصدوا في أكلاف النقليات. وأكد هذه المعلومات لغولدنبيرغ مزارع البطاطا في كاليفورنيا وايد كيرشمان بقوله: «في بعض الأحيان نطرح 25% من المحصول أو نطعمه للمواشي. حسب غولدنبيرغ، الباحثون لم يتوصلوا بعد إلى السبب المحدد. وقالت: «خبراء الغذاء يقولون إن هناك إدراكاً متزايداً لحقيقة أن الحكومات لا يمكنها أن تكافح بفعالية الجوع أو التغير المناخي من دون تقليل إتلاف محاصيل. وهذا الإهدار يساهم بنسبة 8% من تلوث البيئة في العالم، أي أكثر من مجموع مساهمة الهند وروسيا».


وقد أنشأ روجر غوردون، بروفيسور الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، موقع الإنترنت» فود كاوبوي «بهدف دراسة وحل المشكلات المتعلقة بإهدار الغذاء في أمريكا. وحسب غوردون، فإن عنصراً رئيسياً في إهدار المحاصيل مرتبط بمسألة أرباح السوبرمركات. وقال غوردون في مقابلة مع غولدنبيرغ: «إذا خفضنا أنت وأنا هدر المحاصيل الطازجة بنسبة 50% كما يريدنا وزير الزراعة توم فيلتشيك ان نفعل، فعندئذ سينخفض هامش أرباح السوبرماركات». فهل يعني ذلك أن هذه مسألة افتعال ندرة محاصيل؟. حسب غولدنبيرغ، من الممكن فعلاً أن تكون هذه هي الحال. وقد قال مزارعون وسائقو شاحنات أجريت معهم مقابلات، وطلبوا عدم ذكر أسمائهم، أنهم شاهدوا محاصيل ترمى لأسباب واهية، ولكنهم قرروا عدم الاعتراض على قواعد وأنظمة وزارة الزراعة خوفاً من أن تقاطعهم شركات السوبرماركات الكبرى النافذة.


بكلمات أخرى، السوبرماركات الكبرى، وليس المستهلكون، هي التي تفرض المعايير البغيضة التي تطبق عبر كل سلسلة الإمداد. أما في ما يتعلق بالمسائل القانونية المرتبطة بهذه المسألة، فقد قال مالك شركة نقليات لغولدنبيرغ أنه حتى إذا أراد مزارعون تحدي سوبرماركات، فلن تكون لديهم فرصة تذكر للنجاح. وقال: «لا نستطيع شيئاً. لأننا إذا حاولنا اللجوء إلى القانون، فسوف يقاطعوننا ولن يشتروا شيئاً منا. فهل يمكننا ان نخسر مبيعات سنوية بقيمة 5 ملايين دولار بسبب خلاف على شحنة واحدة قيمتها 8 آلاف دولار؟».

انتهى

محاصيل غذائية ترمى مع النفايات

غير بعيد عن مدينة "أبارتادو" الكولومبية٬ يفحص الناشط "تريسترام ستيورات" شحنة موز رفضتها السوق الأوروبية بسبب قصره أو طوله أو شكله المقوس. يستهلك السكان المحليون بعض الكميات من الموز المرفوض ٬ لكن المزارعين هنا يلقون في كل سنة بملايين الأطنان من الفاكهة...
صحيفة الغاريان- صحيفة الخليجأظهرت دراسة جديدة نشرتها صحيفة «الغارديان» أن المزارعين وتجار التجزئة والمستهلكين في أمريكا يهدرون أكثر من ثلث مجمل المحاصيل الغذائية المنتجة في الولايات المتحدة. وهذا يمثل في المجموع حوالي 160 مليار دولار سنوياً قيمة غلال...
صحيفة الغاريان- صحيفة الخليج

أظهرت دراسة جديدة نشرتها صحيفة «الغارديان» أن المزارعين وتجار التجزئة والمستهلكين في أمريكا يهدرون أكثر من ثلث مجمل المحاصيل الغذائية المنتجة في الولايات المتحدة. وهذا يمثل في المجموع حوالي 160 مليار دولار سنوياً قيمة غلال صالحة تماماً للأكل ولكنها تلقى في مكبات النفايات. أجرت مراسلة «الغارديان» لشؤون البيئة سوزان غولدنبيرغ مقابلات مع حوالي 15 شخصاً من مزارعين، وموضبين، ومتعهدي نقليات، وعلماء متخصصين في الغذاء، ونشطاء لحماية البيئة «لكي تكتشف مكامن الخطأ». ووجدت غولدنبيرغ أن الكثير من الغلال يهدر بسبب «المعايير الجمالية».


وقالت إن جاي جونسون، وهو متعهد توريد خضراوات وفواكه طازجة، شرح لها بالقول إن المحاصيل «يجب أن تكون مثالية وإلا فسوف ترفض». ونتيجة لذلك، يتخلص العديد من المزارعين وقائيا من قسم كبير من محاصيلهم حتى يقتصدوا في أكلاف النقليات. وأكد هذه المعلومات لغولدنبيرغ مزارع البطاطا في كاليفورنيا وايد كيرشمان بقوله: «في بعض الأحيان نطرح 25% من المحصول أو نطعمه للمواشي. حسب غولدنبيرغ، الباحثون لم يتوصلوا بعد إلى السبب المحدد. وقالت: «خبراء الغذاء يقولون إن هناك إدراكاً متزايداً لحقيقة أن الحكومات لا يمكنها أن تكافح بفعالية الجوع أو التغير المناخي من دون تقليل إتلاف محاصيل. وهذا الإهدار يساهم بنسبة 8% من تلوث البيئة في العالم، أي أكثر من مجموع مساهمة الهند وروسيا».


وقد أنشأ روجر غوردون، بروفيسور الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، موقع الإنترنت» فود كاوبوي «بهدف دراسة وحل المشكلات المتعلقة بإهدار الغذاء في أمريكا. وحسب غوردون، فإن عنصراً رئيسياً في إهدار المحاصيل مرتبط بمسألة أرباح السوبرمركات. وقال غوردون في مقابلة مع غولدنبيرغ: «إذا خفضنا أنت وأنا هدر المحاصيل الطازجة بنسبة 50% كما يريدنا وزير الزراعة توم فيلتشيك ان نفعل، فعندئذ سينخفض هامش أرباح السوبرماركات». فهل يعني ذلك أن هذه مسألة افتعال ندرة محاصيل؟. حسب غولدنبيرغ، من الممكن فعلاً أن تكون هذه هي الحال. وقد قال مزارعون وسائقو شاحنات أجريت معهم مقابلات، وطلبوا عدم ذكر أسمائهم، أنهم شاهدوا محاصيل ترمى لأسباب واهية، ولكنهم قرروا عدم الاعتراض على قواعد وأنظمة وزارة الزراعة خوفاً من أن تقاطعهم شركات السوبرماركات الكبرى النافذة.


بكلمات أخرى، السوبرماركات الكبرى، وليس المستهلكون، هي التي تفرض المعايير البغيضة التي تطبق عبر كل سلسلة الإمداد. أما في ما يتعلق بالمسائل القانونية المرتبطة بهذه المسألة، فقد قال مالك شركة نقليات لغولدنبيرغ أنه حتى إذا أراد مزارعون تحدي سوبرماركات، فلن تكون لديهم فرصة تذكر للنجاح. وقال: «لا نستطيع شيئاً. لأننا إذا حاولنا اللجوء إلى القانون، فسوف يقاطعوننا ولن يشتروا شيئاً منا. فهل يمكننا ان نخسر مبيعات سنوية بقيمة 5 ملايين دولار بسبب خلاف على شحنة واحدة قيمتها 8 آلاف دولار؟».

انتهى