التاريخ الأسود لأميركا
أغلب الظنّ أنه لولا اللقاء الذي جمع "جينا مـاكفَيْـه" صــدفةً، بجنــدي في زيّـه العسكري -لــدى وكالـــة لبيـــع سيـــارات "مرسيدس-بنز" تقع مباشرة خارج حدود عاصمة كـاليفورنيا، ساكرامينتو- لما كان لهذه الشابّة أن تعرف يوماً أن جدّهـا كان ذا شأنٍ كبير في...
أغلب الظنّ أنه لولا اللقاء الذي جمع "جينا مـاكفَيْـه" صــدفةً، بجنــدي في زيّـه العسكري -لــدى وكالـــة لبيـــع سيـــارات "مرسيدس-بنز" تقع مباشرة خارج حدود عاصمة كـاليفورنيا، ساكرامينتو- لما كان لهذه الشابّة أن تعرف يوماً أن جدّهـا كان ذا شأنٍ كبير في التاريخ الأميـركي.
فأثناء حديثٍ عابر لهما في غرفة الانتظار لدى الوكالة، ذكرت ماكفَيْه أن جدّها خدم في المؤسسة العسكرية الأميركية خلال الحرب العالمية الأولى. فكان أن تلت ذلك أسئلة شبيهة بردود الأفعال غير الإرادية: "ماذا كان عمله؟ أين كان يخدم؟". إلاّ أن ماكفَيْه لم يكن لديها الكثير من الأجوبة.
كان جدُّها "لورنس ليزلي ماكفَيْه"، فرعاً مرسوماً بخطّ واهٍ من شجرة عائلتها؛ إذ كان يعيش على الطرف الآخر من البلاد في مدينة نيويورك، ومات عندما كانت في العاشرة من عمرها. ولم تلتقِ به في حياتها إلاّ مرتين. إلا أن هذه الشابة -التي تعمل مستشارة إدارة مخاطر مالية لدى مصرف "ويلز فارغو"- كانت تعرف بالتأكيد تفصيلاً واحداً ذائع الصيت وسط العائلة، ألاَ وهو أن والد أبيها كُرِّم من الحكومة الفرنسية بميدالية فاخرة، لكنها لم تكن تذكر اسم هذا التشريف.
تقول ماكفَيْــه: "كان تعبير وجه الجندي عندما ذكرت له أمر الميدالية رائعاً لا يقدَّر بثمن. عندها سألني إن كان جدي أسوداً". وكان ذلك تخميناً منطقياً، بالنظر إلى أن الشابة كانت أميركية-إفريقية ذات بشرة كستناوية وعينين داكنتين.
وتتابع مـاكفَيْـه قائلـةً: "وفي تلك اللحظة ذكر الجنـدي اسـم الميدالية؛ 'كروا دو غِر'. قد يكون نطقي للاسم خاطئاً تماماً، لكن المهم أن الرجل أراد التأكّد من أن جدّي تلقّى تلك الميدالية بالذّات".
وتستذكر ماكفَيْه ما قاله تالياً: "أتدرين ما تملكون؟ أنتم تملكون قطعة من التاريخ".
كان وقْع تلك الكلمات، التي خرجت من بين شفتي رجل في زيّ الجنديّة، أشبه بالأمر العسكري. فلم تمض ساعة إلا وكانت ماكفَيْه تبحث بواسطة حاسوبها عن جنود أميركا السود الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى. وخلال أربعة أسابيع كانت لدى منزل أمها في لوس أنجلوس، تتفحّص محتويات علبة معدنية أُخفيت بصندوق في غرفة نوم منذ عام 1968؛ العام الذي توفّي فيه جدّها. وخلال أربعة أشهر كانت جينا ماكفَيْه في العاصمة واشنطن تسلّم محتويات العلبة المعدنية إلى "المتحف الوطني لتاريخ الأميركيين-الأفارقة وثقافتهم" الجديد.
وتعليقاً على الموقف، تقول ماكفَيْه: "أصيب القيّمون على المتحف بالذهول لِما رأوه". ولا عجب، فما رأوه كان كنزاً من الميداليات العسكرية والتزكيات والصور الشخصية وقُصاصات الصُّحُف التي رسمت تفاصيل خدمة جدّها في كتيبة المشاة 369، وهي كتيبة مؤلّفة بالكامل من مجنّدين سود اشتهروا بشراستهم أثناء القتال فلقبوا
فأثناء حديثٍ عابر لهما في غرفة الانتظار لدى الوكالة، ذكرت ماكفَيْه أن جدّها خدم في المؤسسة العسكرية الأميركية خلال الحرب العالمية الأولى. فكان أن تلت ذلك أسئلة شبيهة بردود الأفعال غير الإرادية: "ماذا كان عمله؟ أين كان يخدم؟". إلاّ أن ماكفَيْه لم يكن لديها الكثير من الأجوبة.
كان جدُّها "لورنس ليزلي ماكفَيْه"، فرعاً مرسوماً بخطّ واهٍ من شجرة عائلتها؛ إذ كان يعيش على الطرف الآخر من البلاد في مدينة نيويورك، ومات عندما كانت في العاشرة من عمرها. ولم تلتقِ به في حياتها إلاّ مرتين. إلا أن هذه الشابة -التي تعمل مستشارة إدارة مخاطر مالية لدى مصرف "ويلز فارغو"- كانت تعرف بالتأكيد تفصيلاً واحداً ذائع الصيت وسط العائلة، ألاَ وهو أن والد أبيها كُرِّم من الحكومة الفرنسية بميدالية فاخرة، لكنها لم تكن تذكر اسم هذا التشريف.
تقول ماكفَيْــه: "كان تعبير وجه الجندي عندما ذكرت له أمر الميدالية رائعاً لا يقدَّر بثمن. عندها سألني إن كان جدي أسوداً". وكان ذلك تخميناً منطقياً، بالنظر إلى أن الشابة كانت أميركية-إفريقية ذات بشرة كستناوية وعينين داكنتين.
وتتابع مـاكفَيْـه قائلـةً: "وفي تلك اللحظة ذكر الجنـدي اسـم الميدالية؛ 'كروا دو غِر'. قد يكون نطقي للاسم خاطئاً تماماً، لكن المهم أن الرجل أراد التأكّد من أن جدّي تلقّى تلك الميدالية بالذّات".
وتستذكر ماكفَيْه ما قاله تالياً: "أتدرين ما تملكون؟ أنتم تملكون قطعة من التاريخ".
كان وقْع تلك الكلمات، التي خرجت من بين شفتي رجل في زيّ الجنديّة، أشبه بالأمر العسكري. فلم تمض ساعة إلا وكانت ماكفَيْه تبحث بواسطة حاسوبها عن جنود أميركا السود الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى. وخلال أربعة أسابيع كانت لدى منزل أمها في لوس أنجلوس، تتفحّص محتويات علبة معدنية أُخفيت بصندوق في غرفة نوم منذ عام 1968؛ العام الذي توفّي فيه جدّها. وخلال أربعة أشهر كانت جينا ماكفَيْه في العاصمة واشنطن تسلّم محتويات العلبة المعدنية إلى "المتحف الوطني لتاريخ الأميركيين-الأفارقة وثقافتهم" الجديد.
وتعليقاً على الموقف، تقول ماكفَيْه: "أصيب القيّمون على المتحف بالذهول لِما رأوه". ولا عجب، فما رأوه كان كنزاً من الميداليات العسكرية والتزكيات والصور الشخصية وقُصاصات الصُّحُف التي رسمت تفاصيل خدمة جدّها في كتيبة المشاة 369، وهي كتيبة مؤلّفة بالكامل من مجنّدين سود اشتهروا بشراستهم أثناء القتال فلقبوا
التاريخ الأسود لأميركا
- الصور الشخصية بعدسة: رادكليف روي صور المقتنيات بعدسة: غرانت كورنيت
أغلب الظنّ أنه لولا اللقاء الذي جمع "جينا مـاكفَيْـه" صــدفةً، بجنــدي في زيّـه العسكري -لــدى وكالـــة لبيـــع سيـــارات "مرسيدس-بنز" تقع مباشرة خارج حدود عاصمة كـاليفورنيا، ساكرامينتو- لما كان لهذه الشابّة أن تعرف يوماً أن جدّهـا كان ذا شأنٍ كبير في...
أغلب الظنّ أنه لولا اللقاء الذي جمع "جينا مـاكفَيْـه" صــدفةً، بجنــدي في زيّـه العسكري -لــدى وكالـــة لبيـــع سيـــارات "مرسيدس-بنز" تقع مباشرة خارج حدود عاصمة كـاليفورنيا، ساكرامينتو- لما كان لهذه الشابّة أن تعرف يوماً أن جدّهـا كان ذا شأنٍ كبير في التاريخ الأميـركي.
فأثناء حديثٍ عابر لهما في غرفة الانتظار لدى الوكالة، ذكرت ماكفَيْه أن جدّها خدم في المؤسسة العسكرية الأميركية خلال الحرب العالمية الأولى. فكان أن تلت ذلك أسئلة شبيهة بردود الأفعال غير الإرادية: "ماذا كان عمله؟ أين كان يخدم؟". إلاّ أن ماكفَيْه لم يكن لديها الكثير من الأجوبة.
كان جدُّها "لورنس ليزلي ماكفَيْه"، فرعاً مرسوماً بخطّ واهٍ من شجرة عائلتها؛ إذ كان يعيش على الطرف الآخر من البلاد في مدينة نيويورك، ومات عندما كانت في العاشرة من عمرها. ولم تلتقِ به في حياتها إلاّ مرتين. إلا أن هذه الشابة -التي تعمل مستشارة إدارة مخاطر مالية لدى مصرف "ويلز فارغو"- كانت تعرف بالتأكيد تفصيلاً واحداً ذائع الصيت وسط العائلة، ألاَ وهو أن والد أبيها كُرِّم من الحكومة الفرنسية بميدالية فاخرة، لكنها لم تكن تذكر اسم هذا التشريف.
تقول ماكفَيْــه: "كان تعبير وجه الجندي عندما ذكرت له أمر الميدالية رائعاً لا يقدَّر بثمن. عندها سألني إن كان جدي أسوداً". وكان ذلك تخميناً منطقياً، بالنظر إلى أن الشابة كانت أميركية-إفريقية ذات بشرة كستناوية وعينين داكنتين.
وتتابع مـاكفَيْـه قائلـةً: "وفي تلك اللحظة ذكر الجنـدي اسـم الميدالية؛ 'كروا دو غِر'. قد يكون نطقي للاسم خاطئاً تماماً، لكن المهم أن الرجل أراد التأكّد من أن جدّي تلقّى تلك الميدالية بالذّات".
وتستذكر ماكفَيْه ما قاله تالياً: "أتدرين ما تملكون؟ أنتم تملكون قطعة من التاريخ".
كان وقْع تلك الكلمات، التي خرجت من بين شفتي رجل في زيّ الجنديّة، أشبه بالأمر العسكري. فلم تمض ساعة إلا وكانت ماكفَيْه تبحث بواسطة حاسوبها عن جنود أميركا السود الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى. وخلال أربعة أسابيع كانت لدى منزل أمها في لوس أنجلوس، تتفحّص محتويات علبة معدنية أُخفيت بصندوق في غرفة نوم منذ عام 1968؛ العام الذي توفّي فيه جدّها. وخلال أربعة أشهر كانت جينا ماكفَيْه في العاصمة واشنطن تسلّم محتويات العلبة المعدنية إلى "المتحف الوطني لتاريخ الأميركيين-الأفارقة وثقافتهم" الجديد.
وتعليقاً على الموقف، تقول ماكفَيْه: "أصيب القيّمون على المتحف بالذهول لِما رأوه". ولا عجب، فما رأوه كان كنزاً من الميداليات العسكرية والتزكيات والصور الشخصية وقُصاصات الصُّحُف التي رسمت تفاصيل خدمة جدّها في كتيبة المشاة 369، وهي كتيبة مؤلّفة بالكامل من مجنّدين سود اشتهروا بشراستهم أثناء القتال فلقبوا
فأثناء حديثٍ عابر لهما في غرفة الانتظار لدى الوكالة، ذكرت ماكفَيْه أن جدّها خدم في المؤسسة العسكرية الأميركية خلال الحرب العالمية الأولى. فكان أن تلت ذلك أسئلة شبيهة بردود الأفعال غير الإرادية: "ماذا كان عمله؟ أين كان يخدم؟". إلاّ أن ماكفَيْه لم يكن لديها الكثير من الأجوبة.
كان جدُّها "لورنس ليزلي ماكفَيْه"، فرعاً مرسوماً بخطّ واهٍ من شجرة عائلتها؛ إذ كان يعيش على الطرف الآخر من البلاد في مدينة نيويورك، ومات عندما كانت في العاشرة من عمرها. ولم تلتقِ به في حياتها إلاّ مرتين. إلا أن هذه الشابة -التي تعمل مستشارة إدارة مخاطر مالية لدى مصرف "ويلز فارغو"- كانت تعرف بالتأكيد تفصيلاً واحداً ذائع الصيت وسط العائلة، ألاَ وهو أن والد أبيها كُرِّم من الحكومة الفرنسية بميدالية فاخرة، لكنها لم تكن تذكر اسم هذا التشريف.
تقول ماكفَيْــه: "كان تعبير وجه الجندي عندما ذكرت له أمر الميدالية رائعاً لا يقدَّر بثمن. عندها سألني إن كان جدي أسوداً". وكان ذلك تخميناً منطقياً، بالنظر إلى أن الشابة كانت أميركية-إفريقية ذات بشرة كستناوية وعينين داكنتين.
وتتابع مـاكفَيْـه قائلـةً: "وفي تلك اللحظة ذكر الجنـدي اسـم الميدالية؛ 'كروا دو غِر'. قد يكون نطقي للاسم خاطئاً تماماً، لكن المهم أن الرجل أراد التأكّد من أن جدّي تلقّى تلك الميدالية بالذّات".
وتستذكر ماكفَيْه ما قاله تالياً: "أتدرين ما تملكون؟ أنتم تملكون قطعة من التاريخ".
كان وقْع تلك الكلمات، التي خرجت من بين شفتي رجل في زيّ الجنديّة، أشبه بالأمر العسكري. فلم تمض ساعة إلا وكانت ماكفَيْه تبحث بواسطة حاسوبها عن جنود أميركا السود الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى. وخلال أربعة أسابيع كانت لدى منزل أمها في لوس أنجلوس، تتفحّص محتويات علبة معدنية أُخفيت بصندوق في غرفة نوم منذ عام 1968؛ العام الذي توفّي فيه جدّها. وخلال أربعة أشهر كانت جينا ماكفَيْه في العاصمة واشنطن تسلّم محتويات العلبة المعدنية إلى "المتحف الوطني لتاريخ الأميركيين-الأفارقة وثقافتهم" الجديد.
وتعليقاً على الموقف، تقول ماكفَيْه: "أصيب القيّمون على المتحف بالذهول لِما رأوه". ولا عجب، فما رأوه كان كنزاً من الميداليات العسكرية والتزكيات والصور الشخصية وقُصاصات الصُّحُف التي رسمت تفاصيل خدمة جدّها في كتيبة المشاة 369، وهي كتيبة مؤلّفة بالكامل من مجنّدين سود اشتهروا بشراستهم أثناء القتال فلقبوا