المرِّيخ

صورة فسيفسائية للمريخ مُشَكَّلة من 102 صورة: مشروع "فايكينغ"، هيئة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS) / وكالة "ناسا".
يريـد "إيلـون ماسْـك" الذهـاب إلى المـريـخ..فلقد اشتُهِرَ هذا الرجل بقوله إنه يريد أن يعيش في المريخ.. ويموت فيه؛ ولكن ليس ميتَةً من جراء تحطم المركبة التي ستحمله إلى سطح الكوكب الأحمر. وقد نجحت تقنيةٌ مصمّمة لدرء حادثة من هذا النوع في اختبار مهم لها...
يريـد "إيلـون ماسْـك" الذهـاب إلى المـريـخ..

فلقد اشتُهِرَ هذا الرجل بقوله إنه يريد أن يعيش في المريخ.. ويموت فيه؛ ولكن ليس ميتَةً من جراء تحطم المركبة التي ستحمله إلى سطح الكوكب الأحمر. وقد نجحت تقنيةٌ مصمّمة لدرء حادثة من هذا النوع في اختبار مهم لها في ليلة من ليالي ديسمبر 2015؛ إذ أُطلق صاروخ "فالكون 9" -الذي صنعته شركة "سبَيْس إكس" التي يمتلكها صاحبُنا ماسْك- من قاعدة "كيب كانافيرال" في ولاية فلوريدا، حاملاً 11 قمراً صناعياً للاتصالات. وما إن مضت بضع دقائق حتى انفصل صاروخ الدفع عن بقيّة منظومة "فالكون 9" الصاروخيّة، تماماً كما ظلت تفعل آلاف من صواريخ الدفع منذ بداية عصر الفضاء. فمن المعروف أنها عندما تفرغ من وقودها وتُستهلَك، عادةً ما تتلاشى محترقةً في الجو قبل أن تتحول إلى شظايا تهطل كالمطر في مياه المحيط. لكن صاروخ الدفع هذا لم يُستهلَك.. وبدلاً من أن يهوي إلى الأرض، تشقلب واشتعلت محرّكاته من جديد لتبطّئ من نزوله وتوجّهه نحو منصّة قريبة للهبوط. ومعنى ذلك عملياً أن صاروخ الدفع كان قد طار عائداً إلى الأرض. وقد بدا المشهد لجمهور مشاهدي الشاشات من على الأرض كما لو أن لقطات إطلاق الصاروخ كانت تُعرَض عليهم معكوسة.
وفي مركز مراقبة الإقلاع لدى "كيب كانافيرال"، وكذلك لدى مركز مراقبة البعثات الخاص بشركة "سبَيْس إكس" في مدينة هوثورن بولاية كاليفورنيا، كانت وجوه مئات المهندسين الشبان المتسمّرين تتابع بترقّب كرة النور تلك وهي تُقفِل عائدةً إلى الأرض على شاشات عرض. أما ماسْك فكان قد هُرِع إلى خارج مركز مراقبة الإقلاع ليرى الحدث مباشرة بأم عينه. وإنْ هي إلا بضع ثوان حتى سُمع دويٌّ لا يبشّر بخير. لم يكن أحدٌ قد نجح من قبل في جعل صاروخ دفع قادر على إطلاق شيء في مدار حول الأرض مثل هذا الصاروخ، يعود ليهبط على الأرض؛ وكانت شركة "سبَيْس إكس" نفسها قد فشلت في محاولتَيها الأُولَيَين، إذ كان صاروخ الدفع قد انفجر في كل مرّة. لكن تبيّن أن الدويّ هذه المرة، كان ببساطة انفجاراً صوتياً ناتجاً عن الهبوط السريع للصاروخ عبر الغلاف الجوي، وقد وصل الصوت إلى مسمع ماسْك بالتزامن تماماً مع هبوط صاروخ الدفع.. برفق وأمان ونجاح. عندها تعالت أصوات المهندسين أمام الشاشات بصيحات النصر والفرح.
وبذلك فقد حقّقت "سبَيْس إكس" تقدماً بارزاً في مسعى تطوير صواريخ قابلة للاستعمال المتكرّر. ويرى ماسْك أن هذه التقنية قد تقلّص تكاليف إطلاق الصواريخ بمقدار 99 بالمئة، ما يمنح "سبَيْس إكس" أفضلية تنافسية في مجال عملها المتمثّل في إطلاق الأقمار الصناعية وإيصال المؤن إلى "محطة الفضاء الدولية". لكن هذا لم يكن يوماً هدف ماسْك المنشود؛ إذ قال خلال مؤتمر تلفزيوني في تلك الليلة، إن أول هبوط سلس لصاروخ الدفع كان "خطوة مهمة في الطريق نحو تأسيس أول مدينة على كوكب المرّيخ"، على حد قوله.

المرِّيخ

صورة فسيفسائية للمريخ مُشَكَّلة من 102 صورة: مشروع "فايكينغ"، هيئة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS) / وكالة "ناسا".
يريـد "إيلـون ماسْـك" الذهـاب إلى المـريـخ..فلقد اشتُهِرَ هذا الرجل بقوله إنه يريد أن يعيش في المريخ.. ويموت فيه؛ ولكن ليس ميتَةً من جراء تحطم المركبة التي ستحمله إلى سطح الكوكب الأحمر. وقد نجحت تقنيةٌ مصمّمة لدرء حادثة من هذا النوع في اختبار مهم لها...
يريـد "إيلـون ماسْـك" الذهـاب إلى المـريـخ..

فلقد اشتُهِرَ هذا الرجل بقوله إنه يريد أن يعيش في المريخ.. ويموت فيه؛ ولكن ليس ميتَةً من جراء تحطم المركبة التي ستحمله إلى سطح الكوكب الأحمر. وقد نجحت تقنيةٌ مصمّمة لدرء حادثة من هذا النوع في اختبار مهم لها في ليلة من ليالي ديسمبر 2015؛ إذ أُطلق صاروخ "فالكون 9" -الذي صنعته شركة "سبَيْس إكس" التي يمتلكها صاحبُنا ماسْك- من قاعدة "كيب كانافيرال" في ولاية فلوريدا، حاملاً 11 قمراً صناعياً للاتصالات. وما إن مضت بضع دقائق حتى انفصل صاروخ الدفع عن بقيّة منظومة "فالكون 9" الصاروخيّة، تماماً كما ظلت تفعل آلاف من صواريخ الدفع منذ بداية عصر الفضاء. فمن المعروف أنها عندما تفرغ من وقودها وتُستهلَك، عادةً ما تتلاشى محترقةً في الجو قبل أن تتحول إلى شظايا تهطل كالمطر في مياه المحيط. لكن صاروخ الدفع هذا لم يُستهلَك.. وبدلاً من أن يهوي إلى الأرض، تشقلب واشتعلت محرّكاته من جديد لتبطّئ من نزوله وتوجّهه نحو منصّة قريبة للهبوط. ومعنى ذلك عملياً أن صاروخ الدفع كان قد طار عائداً إلى الأرض. وقد بدا المشهد لجمهور مشاهدي الشاشات من على الأرض كما لو أن لقطات إطلاق الصاروخ كانت تُعرَض عليهم معكوسة.
وفي مركز مراقبة الإقلاع لدى "كيب كانافيرال"، وكذلك لدى مركز مراقبة البعثات الخاص بشركة "سبَيْس إكس" في مدينة هوثورن بولاية كاليفورنيا، كانت وجوه مئات المهندسين الشبان المتسمّرين تتابع بترقّب كرة النور تلك وهي تُقفِل عائدةً إلى الأرض على شاشات عرض. أما ماسْك فكان قد هُرِع إلى خارج مركز مراقبة الإقلاع ليرى الحدث مباشرة بأم عينه. وإنْ هي إلا بضع ثوان حتى سُمع دويٌّ لا يبشّر بخير. لم يكن أحدٌ قد نجح من قبل في جعل صاروخ دفع قادر على إطلاق شيء في مدار حول الأرض مثل هذا الصاروخ، يعود ليهبط على الأرض؛ وكانت شركة "سبَيْس إكس" نفسها قد فشلت في محاولتَيها الأُولَيَين، إذ كان صاروخ الدفع قد انفجر في كل مرّة. لكن تبيّن أن الدويّ هذه المرة، كان ببساطة انفجاراً صوتياً ناتجاً عن الهبوط السريع للصاروخ عبر الغلاف الجوي، وقد وصل الصوت إلى مسمع ماسْك بالتزامن تماماً مع هبوط صاروخ الدفع.. برفق وأمان ونجاح. عندها تعالت أصوات المهندسين أمام الشاشات بصيحات النصر والفرح.
وبذلك فقد حقّقت "سبَيْس إكس" تقدماً بارزاً في مسعى تطوير صواريخ قابلة للاستعمال المتكرّر. ويرى ماسْك أن هذه التقنية قد تقلّص تكاليف إطلاق الصواريخ بمقدار 99 بالمئة، ما يمنح "سبَيْس إكس" أفضلية تنافسية في مجال عملها المتمثّل في إطلاق الأقمار الصناعية وإيصال المؤن إلى "محطة الفضاء الدولية". لكن هذا لم يكن يوماً هدف ماسْك المنشود؛ إذ قال خلال مؤتمر تلفزيوني في تلك الليلة، إن أول هبوط سلس لصاروخ الدفع كان "خطوة مهمة في الطريق نحو تأسيس أول مدينة على كوكب المرّيخ"، على حد قوله.