الفيضانات أخطر نتائج ذوبان الكتل الجليدية

صحيفة الخليج- عبير حسينحذرت دراسة علمية جديدة أجراها فريق بحثي بريطاني بوليفي مشترك ونشرها العدد الأخير من مجلة Cryoshere، من مخاطر الذوبان السريع للكتل الجليدية في بوليفيا، ولفتت الانتباه إلى خطر كارثي يتهدد مئات التجمعات المحلية التي تعيش بالقرب من...
صحيفة الخليج- عبير حسين
حذرت دراسة علمية جديدة أجراها فريق بحثي بريطاني بوليفي مشترك ونشرها العدد الأخير من مجلة Cryoshere، من مخاطر الذوبان السريع للكتل الجليدية في بوليفيا، ولفتت الانتباه إلى خطر كارثي يتهدد مئات التجمعات المحلية التي تعيش بالقرب من البحيرات، حال سقوط كتل جليدية كبيرة الحجم بها، ما سيتسبب في فيضانات عارمة، تجرف أمامها مئات القرى مخلفة وراءها خسائر اقتصادية تقدر بالمليارات، وقارنت الدراسة بين المخاوف المحتملة من ارتفاع معدل ذوبان الجليد في جبال الأنديز البوليفية، وما شهده الجانب الآخر من الجبال في بيرو عام 1941، عندما تسبب الانهيار الجليدي في فيضان بحيرة Palcacocha، وجرف عشرات القرى، مخلفاً عدداً ضخماً من الضحايا لم يتم تحديده بدقة.
وحددت الدراسة 25 بحيرة بوليفية، مهددة بمخاطر الفيضان، بسبب ذوبان مزيد من الكتل الجليدية، واحتلت بحيرة Pelechuco، شمال شرق وادي Cordillera، قائمة البحيرات المهددة، إذ وصل معدل الانهيار الجليدي إلى معدلات خطرة ب 400 متر مكعب/الثانية، ما يسبب سرعة هائلة في تدفق المياه المنهمرة إلى البحيرة، والذي تزيد سرعته ب 6 أضعاف على سرعة جريان نهر "تايمز" في بريطانيا. وحذرت الدراسة من المخاطر المشتركة لسرعة ذوبان الكتل والأنهار الجليدية في بوليفيا التي تعتبر "حديقة العالم المدارية الجليدية"، والتي تضم 20% من أنهار العالم الجليدية، التي فقدت 40% من حجمها منذ مطلع الثمانينات، إذ لا تقف مخاطر الذوبان السريع على الفيضانات المتوقعة فقط، بل تمتد لتشمل نفاد أهم مصادر المياه التي تعتمد عليها المجتمعات الريفية، كمصدر للمياه النقية، إلى جانب استخداماتها في الزراعة والرعي. وأشارت الدراسة إلى حجم الكتلة الجليدية في بوليفيا، والممتدة على مساحة 6000 كم، على جبال الأنديز، مهددة بالفناء مع نهاية القرن، إذا استمرت درجة حرارة الأرض في الارتفاع بمعدلها خلال العامين الأخيرين نفسه، وقالت إن حياة أكثر من مليوني شخص، مهددة إما بفيضان هائل بعد سقوط كتل جليدية ضخمة الحجم إلى البحيرات المحيطة، أو الأودية الجارية، إضافة إلى كونها مهددة بفقدان مصدرها الأول للمياه.
وتوصلت الدراسة إلى أن 70% من أنهار الجليد في العالم الواقعة بسلسلة "جبال كوردييرا" الأنديز الشاهقة، يمكن أن تختفي خلال العقدين القادمين، وأشارت إلى فقدان الأنهار الجليدية الثمانية عشر القائمة حالياً، في جبال بيرو 22 في المئة، من سطحها خلال فترة تتراوح بين 27 و35 عاماً مضت، وهي مساحة تعادل مساحة جميع الأنهار الجليدية في الإكوادور، ومنذ عام 1970، فقدت الأنهار الجليدية في الأنديز بالفعل 20 % من حجمها، كما أشار أحدث تقارير الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية والدراسات المائية "SENAMHI"، في بيرو. واستعرض الفريق الحكومي الدولي المعني بالتغير المناخي IPCC، في أحد تقاريره، المخاطر الكبرى المهددة للأنهار الجليدية أعلى جبال الأنديز، وأكد أن منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، الأكثر تضرراً من ارتفاع درجة حرارة الأرض، ومن المتوقع أن تطرأ على أنظمتها الإيكولوجية الرئيسية آثار، لا يمكن إزالتها، ويعتبر أثرها على إمدادات المياه وتوفرها من أهم النتائج التي بدأت بالفعل تطرأ على المنطقة. واستعرض التقرير أهمية الأنهار الجليدية وقدرتها على تنظيم إمدادات المياه عبر الجريان الذي يحدث في مواسم الجفاف الأكثر دفئاً، وتخزين المياه على شكل جليد في مواسم المطر، الأشد برودة، ومع تراجع الأنهار الجليدية، سوف تتأثر هذه الوظيفة التنظيمية، ثم تضيع تماماً في نهاية المطاف.

انتهى

الفيضانات أخطر نتائج ذوبان الكتل الجليدية

صحيفة الخليج- عبير حسينحذرت دراسة علمية جديدة أجراها فريق بحثي بريطاني بوليفي مشترك ونشرها العدد الأخير من مجلة Cryoshere، من مخاطر الذوبان السريع للكتل الجليدية في بوليفيا، ولفتت الانتباه إلى خطر كارثي يتهدد مئات التجمعات المحلية التي تعيش بالقرب من...
صحيفة الخليج- عبير حسين
حذرت دراسة علمية جديدة أجراها فريق بحثي بريطاني بوليفي مشترك ونشرها العدد الأخير من مجلة Cryoshere، من مخاطر الذوبان السريع للكتل الجليدية في بوليفيا، ولفتت الانتباه إلى خطر كارثي يتهدد مئات التجمعات المحلية التي تعيش بالقرب من البحيرات، حال سقوط كتل جليدية كبيرة الحجم بها، ما سيتسبب في فيضانات عارمة، تجرف أمامها مئات القرى مخلفة وراءها خسائر اقتصادية تقدر بالمليارات، وقارنت الدراسة بين المخاوف المحتملة من ارتفاع معدل ذوبان الجليد في جبال الأنديز البوليفية، وما شهده الجانب الآخر من الجبال في بيرو عام 1941، عندما تسبب الانهيار الجليدي في فيضان بحيرة Palcacocha، وجرف عشرات القرى، مخلفاً عدداً ضخماً من الضحايا لم يتم تحديده بدقة.
وحددت الدراسة 25 بحيرة بوليفية، مهددة بمخاطر الفيضان، بسبب ذوبان مزيد من الكتل الجليدية، واحتلت بحيرة Pelechuco، شمال شرق وادي Cordillera، قائمة البحيرات المهددة، إذ وصل معدل الانهيار الجليدي إلى معدلات خطرة ب 400 متر مكعب/الثانية، ما يسبب سرعة هائلة في تدفق المياه المنهمرة إلى البحيرة، والذي تزيد سرعته ب 6 أضعاف على سرعة جريان نهر "تايمز" في بريطانيا. وحذرت الدراسة من المخاطر المشتركة لسرعة ذوبان الكتل والأنهار الجليدية في بوليفيا التي تعتبر "حديقة العالم المدارية الجليدية"، والتي تضم 20% من أنهار العالم الجليدية، التي فقدت 40% من حجمها منذ مطلع الثمانينات، إذ لا تقف مخاطر الذوبان السريع على الفيضانات المتوقعة فقط، بل تمتد لتشمل نفاد أهم مصادر المياه التي تعتمد عليها المجتمعات الريفية، كمصدر للمياه النقية، إلى جانب استخداماتها في الزراعة والرعي. وأشارت الدراسة إلى حجم الكتلة الجليدية في بوليفيا، والممتدة على مساحة 6000 كم، على جبال الأنديز، مهددة بالفناء مع نهاية القرن، إذا استمرت درجة حرارة الأرض في الارتفاع بمعدلها خلال العامين الأخيرين نفسه، وقالت إن حياة أكثر من مليوني شخص، مهددة إما بفيضان هائل بعد سقوط كتل جليدية ضخمة الحجم إلى البحيرات المحيطة، أو الأودية الجارية، إضافة إلى كونها مهددة بفقدان مصدرها الأول للمياه.
وتوصلت الدراسة إلى أن 70% من أنهار الجليد في العالم الواقعة بسلسلة "جبال كوردييرا" الأنديز الشاهقة، يمكن أن تختفي خلال العقدين القادمين، وأشارت إلى فقدان الأنهار الجليدية الثمانية عشر القائمة حالياً، في جبال بيرو 22 في المئة، من سطحها خلال فترة تتراوح بين 27 و35 عاماً مضت، وهي مساحة تعادل مساحة جميع الأنهار الجليدية في الإكوادور، ومنذ عام 1970، فقدت الأنهار الجليدية في الأنديز بالفعل 20 % من حجمها، كما أشار أحدث تقارير الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية والدراسات المائية "SENAMHI"، في بيرو. واستعرض الفريق الحكومي الدولي المعني بالتغير المناخي IPCC، في أحد تقاريره، المخاطر الكبرى المهددة للأنهار الجليدية أعلى جبال الأنديز، وأكد أن منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، الأكثر تضرراً من ارتفاع درجة حرارة الأرض، ومن المتوقع أن تطرأ على أنظمتها الإيكولوجية الرئيسية آثار، لا يمكن إزالتها، ويعتبر أثرها على إمدادات المياه وتوفرها من أهم النتائج التي بدأت بالفعل تطرأ على المنطقة. واستعرض التقرير أهمية الأنهار الجليدية وقدرتها على تنظيم إمدادات المياه عبر الجريان الذي يحدث في مواسم الجفاف الأكثر دفئاً، وتخزين المياه على شكل جليد في مواسم المطر، الأشد برودة، ومع تراجع الأنهار الجليدية، سوف تتأثر هذه الوظيفة التنظيمية، ثم تضيع تماماً في نهاية المطاف.

انتهى