فصائل من النمل تزحف إلى المعارك وتنقذ الجرحى

النمل لا يساعد المصابين بدافع من طيبة قلبه، هناك منفعة واضحة للمستعمرة.. فالنمل المصاب يمكنه المشاركة مرة أخرى في الهجمات. الصورة: GEOFF GALLICE/WIKIMEDIA
واشنطن- رويترزعلى غرار سلوك جنود البشر في المعارك إلى حد بعيد؛ تخرج فصائل كبيرة وسوداء من النمل تتغذى على النمل الأبيض -تعيش بإفريقيا جنوبي الصحراء- في تشكيلات قتالية إلى المعارك، ثم تقوم بعد ذلك باستعادة رفاقها الجرحى ونقلها إلى موطنها للتعافي. وقدم...
واشنطن- رويترز
على غرار سلوك جنود البشر في المعارك إلى حد بعيد؛ تخرج فصائل كبيرة وسوداء من النمل تتغذى على النمل الأبيض -تعيش بإفريقيا جنوبي الصحراء- في تشكيلات قتالية إلى المعارك، ثم تقوم بعد ذلك باستعادة رفاقها الجرحى ونقلها إلى موطنها للتعافي. وقدم علماء وصفاً لسلوك الإنقاذ الفريد للنمل الإفريقي الذي يحمل اسم "ميجابونيرا أناليس" بعد مراقبة النمل بمتنزه "كوموي الوطني" في ساحل العاج.
وقال عالم الحشرات إريك فرانك، من جامعة فورسبورج في ألمانيا: "هذا ليس سلوكا ينم عن إيثار". وأضاف: "النمل لا يساعد المصابين بدافع من طيبة قلبه، هناك منفعة واضحة للمستعمرة.. فالنمل المصاب يمكنه المشاركة مرة أخرى في هجمات مستقبلية ويظل جزءًا فعالاً في المستعمرة". ويتخصص النمل الإفريقي -الذي يصل طوله إلى حوالى سنتيمترين- في اصطياد النمل الأبيض، ويستخدم استراتيجية مميزة للهجوم. حيث تغادر فرق استطلاع المستعمرة بحثاً عن مواقع النمل الأبيض، ثم تجند ما يقرب من 500 منها وتقودها في تشكيل يشبه الطابور. كما يقوم النمل الذي يصاب أثناء المعركة مع النمل الأبيض؛ إذ يفقد في بعض الأحيان أطرافا أو يصبح عاجزا عندما يتشبث به النمل الأبيض. ويقوم هذا النمل بإفراز هرمونات كيميائية من جسده ليعلم رفاقه بأنه يحتاج للمساعدة. وعندئذ يقوم النمل غير المصاب بحمل المصابين ونقلهم كما يحمل النمل الأبيض الذي هلك أثناء المعركة، ويعود إلى المستعمرة في نفس التشكيل الذي يشبه الطابور ويسير إلى مسافات تصل إلى 50 مترا.
وبمجرد العودة للمستعمرة يقوم نمل آخر بإزالة النمل الأبيض الذي يكون متشبثا بالنمل المصاب. وبإمكان النمل الذي يفقد رجلا أو اثنتين من أرجله الستة أن يعدل حركته، وكثيراً ما يستعيد القدرة على الجري مثل النمل السليم خلال 24 ساعة.
ويشارك كل النمل الذي جرى إنقاذه تقريباً في الهجمات اللاحقة وأحيانا بعد أقل من ساعة على الإصابة. وقال فرانك -في بحثه المنشور في مطبوعة "سايس أدفانسز" إنه مندهش لرصد هذا السلوك في سلالة لافقارية. وقال: "بدا السؤال بشأن لماذا يطور [النمل] هذا النوع من المسلك التعاوني غير منطقي بالنسبة لي في البداية. بعد نظرة أكثر إمعاناً أدركنا أن مصلحة الفرد -المتمثلة في إنقاذ المصاب- قد تصب أيضا في مصلحة المستعمرة، وأن الأفراد يمكن أن تكون لهم قيمة كبيرة بين النمل". وذكر فرانك أنه إلى جانب اكتشاف سلوك الإنقاذ بين أجناس من الرئيسيات مثل القرود، فقد تم رصد هذا السلوك أيضا في أنواع أخرى من الثدييات بينها الفيلة والفئران والدلافين.

انتهى

فصائل من النمل تزحف إلى المعارك وتنقذ الجرحى

النمل لا يساعد المصابين بدافع من طيبة قلبه، هناك منفعة واضحة للمستعمرة.. فالنمل المصاب يمكنه المشاركة مرة أخرى في الهجمات. الصورة: GEOFF GALLICE/WIKIMEDIA
واشنطن- رويترزعلى غرار سلوك جنود البشر في المعارك إلى حد بعيد؛ تخرج فصائل كبيرة وسوداء من النمل تتغذى على النمل الأبيض -تعيش بإفريقيا جنوبي الصحراء- في تشكيلات قتالية إلى المعارك، ثم تقوم بعد ذلك باستعادة رفاقها الجرحى ونقلها إلى موطنها للتعافي. وقدم...
واشنطن- رويترز
على غرار سلوك جنود البشر في المعارك إلى حد بعيد؛ تخرج فصائل كبيرة وسوداء من النمل تتغذى على النمل الأبيض -تعيش بإفريقيا جنوبي الصحراء- في تشكيلات قتالية إلى المعارك، ثم تقوم بعد ذلك باستعادة رفاقها الجرحى ونقلها إلى موطنها للتعافي. وقدم علماء وصفاً لسلوك الإنقاذ الفريد للنمل الإفريقي الذي يحمل اسم "ميجابونيرا أناليس" بعد مراقبة النمل بمتنزه "كوموي الوطني" في ساحل العاج.
وقال عالم الحشرات إريك فرانك، من جامعة فورسبورج في ألمانيا: "هذا ليس سلوكا ينم عن إيثار". وأضاف: "النمل لا يساعد المصابين بدافع من طيبة قلبه، هناك منفعة واضحة للمستعمرة.. فالنمل المصاب يمكنه المشاركة مرة أخرى في هجمات مستقبلية ويظل جزءًا فعالاً في المستعمرة". ويتخصص النمل الإفريقي -الذي يصل طوله إلى حوالى سنتيمترين- في اصطياد النمل الأبيض، ويستخدم استراتيجية مميزة للهجوم. حيث تغادر فرق استطلاع المستعمرة بحثاً عن مواقع النمل الأبيض، ثم تجند ما يقرب من 500 منها وتقودها في تشكيل يشبه الطابور. كما يقوم النمل الذي يصاب أثناء المعركة مع النمل الأبيض؛ إذ يفقد في بعض الأحيان أطرافا أو يصبح عاجزا عندما يتشبث به النمل الأبيض. ويقوم هذا النمل بإفراز هرمونات كيميائية من جسده ليعلم رفاقه بأنه يحتاج للمساعدة. وعندئذ يقوم النمل غير المصاب بحمل المصابين ونقلهم كما يحمل النمل الأبيض الذي هلك أثناء المعركة، ويعود إلى المستعمرة في نفس التشكيل الذي يشبه الطابور ويسير إلى مسافات تصل إلى 50 مترا.
وبمجرد العودة للمستعمرة يقوم نمل آخر بإزالة النمل الأبيض الذي يكون متشبثا بالنمل المصاب. وبإمكان النمل الذي يفقد رجلا أو اثنتين من أرجله الستة أن يعدل حركته، وكثيراً ما يستعيد القدرة على الجري مثل النمل السليم خلال 24 ساعة.
ويشارك كل النمل الذي جرى إنقاذه تقريباً في الهجمات اللاحقة وأحيانا بعد أقل من ساعة على الإصابة. وقال فرانك -في بحثه المنشور في مطبوعة "سايس أدفانسز" إنه مندهش لرصد هذا السلوك في سلالة لافقارية. وقال: "بدا السؤال بشأن لماذا يطور [النمل] هذا النوع من المسلك التعاوني غير منطقي بالنسبة لي في البداية. بعد نظرة أكثر إمعاناً أدركنا أن مصلحة الفرد -المتمثلة في إنقاذ المصاب- قد تصب أيضا في مصلحة المستعمرة، وأن الأفراد يمكن أن تكون لهم قيمة كبيرة بين النمل". وذكر فرانك أنه إلى جانب اكتشاف سلوك الإنقاذ بين أجناس من الرئيسيات مثل القرود، فقد تم رصد هذا السلوك أيضا في أنواع أخرى من الثدييات بينها الفيلة والفئران والدلافين.

انتهى