هكذا يكون الاكتشاف
يكذب المستكشفون؛ وإن لم يفعلوا، فإنهم على الأقل يكذبون على أنفسهم.. ومنهم أنا. فنحن نميل إلى إيجاد مبررات لِما يعتمل في نفوسنا من شغف يتجاوز الحدود ومن نوازع لركوب المخاطر، بادّعاء الرغبة باكتشاف أشكال جديدة من الحياة، أو تحصيل علاجات مستخلصة من...
يكذب المستكشفون؛ وإن لم يفعلوا، فإنهم على الأقل يكذبون على أنفسهم.. ومنهم أنا. فنحن نميل إلى إيجاد مبررات لِما يعتمل في نفوسنا من شغف يتجاوز الحدود ومن نوازع لركوب المخاطر، بادّعاء الرغبة باكتشاف أشكال جديدة من الحياة، أو تحصيل علاجات مستخلصة من الطبيعة، أو قياس مدى التغير المناخي، أو اختبار حدود البشر الفسيولوجية.
والحقيقة أن خللا وراثياً هو الذي يدفعنا إلى القيام بأفعال لا ينظر إليها غالبية الناس بعين الرضا. فخلال الحقبة الاستعمارية، كان البحث عن "الذهب والمجد" هو الدافع إلى ركوب المغامرات القائمة على الأهواء النفسية. لكن المستكشفين اليومَ أصبحوا يستمدون حافزَهم من مجموعة واسعة من الأهداف؛ ومنها الحفاظ على الطبيعة، وأيضا التعليم.
في شهر ديسمبر الماضي، شاركتُ في بعثة استكشافية للجمعية الجغرافية الوطنية، بدعم حكومة الباهاماس ومنظمات محلية. وكان هدفنا يتمثل بوضع خرائط لنُظم العالم البيئية الفريدة: الكهوف تحت الماء التي تُعرف أيضاً بـ "الثقوب الزرقاء". فمجالها الكيميائي الجغرافي الأحيائي يُحدث بقعاً حارة ملائمة للكائنات المعتادة على الظروف القاسية.
كما توجد فيها أحافير يعود أصلها إلى السكان السابقين، وتتيح لنا خصائصها الجيولوجية استحضار التاريخ المناخي السائد قبل مئات آلاف الأعوام. وفضلا عن ذلك فإن تلك "الثقوب الزرقاء" تختزن المورد الأكثر قيمة للبشر: المياه العذبة. ويمكن أن نطلق عليها اسم "مركز التسوق الشامل" لعلوم الاستكشاف.
أما في باطن الأرض، فقد قمنا بجمع صور لنماذج بتقنية الواقع الافتراضي لخصائص الكهوف، وأنجزنا دراسات مسحية باستخدام تجهيزات على جانب كبير من التطور. وفي الوقت الذي كان فيه الغواصون تحت الماء، كان أطفال المدارس يتتبعونهم بأجهزة لتحديد المواقع راديوياً، ويزحفون داخل كهف صناعي، و"يستكشفون" ما تحت الماء باستخدام خوذات الواقع الافتراضي، ويُمسكون بالأحافير والكائنات الحية، ويأخذون عينات من النباتات الطبية.
والهدف من أغلب البعثات هو الذهاب إلى أبعد نقطة أو أكثرها عمقاً. لكن العمل مع هؤلاء الأطفال -ومشاركتهم مغامرة البيئة التي يتعين عليهم توجيه دفتها- كان هو الإنجاز الاستكشافي الأبرز الذي لا يمكن نسيانه؛ إذ يمكننا من خلال استخدام التقنيات الجديدة وتمكين الأهالي، استكشاف المزيد عن عالمنا وعن أنفسنا.
والحقيقة أن خللا وراثياً هو الذي يدفعنا إلى القيام بأفعال لا ينظر إليها غالبية الناس بعين الرضا. فخلال الحقبة الاستعمارية، كان البحث عن "الذهب والمجد" هو الدافع إلى ركوب المغامرات القائمة على الأهواء النفسية. لكن المستكشفين اليومَ أصبحوا يستمدون حافزَهم من مجموعة واسعة من الأهداف؛ ومنها الحفاظ على الطبيعة، وأيضا التعليم.
في شهر ديسمبر الماضي، شاركتُ في بعثة استكشافية للجمعية الجغرافية الوطنية، بدعم حكومة الباهاماس ومنظمات محلية. وكان هدفنا يتمثل بوضع خرائط لنُظم العالم البيئية الفريدة: الكهوف تحت الماء التي تُعرف أيضاً بـ "الثقوب الزرقاء". فمجالها الكيميائي الجغرافي الأحيائي يُحدث بقعاً حارة ملائمة للكائنات المعتادة على الظروف القاسية.
كما توجد فيها أحافير يعود أصلها إلى السكان السابقين، وتتيح لنا خصائصها الجيولوجية استحضار التاريخ المناخي السائد قبل مئات آلاف الأعوام. وفضلا عن ذلك فإن تلك "الثقوب الزرقاء" تختزن المورد الأكثر قيمة للبشر: المياه العذبة. ويمكن أن نطلق عليها اسم "مركز التسوق الشامل" لعلوم الاستكشاف.
أما في باطن الأرض، فقد قمنا بجمع صور لنماذج بتقنية الواقع الافتراضي لخصائص الكهوف، وأنجزنا دراسات مسحية باستخدام تجهيزات على جانب كبير من التطور. وفي الوقت الذي كان فيه الغواصون تحت الماء، كان أطفال المدارس يتتبعونهم بأجهزة لتحديد المواقع راديوياً، ويزحفون داخل كهف صناعي، و"يستكشفون" ما تحت الماء باستخدام خوذات الواقع الافتراضي، ويُمسكون بالأحافير والكائنات الحية، ويأخذون عينات من النباتات الطبية.
والهدف من أغلب البعثات هو الذهاب إلى أبعد نقطة أو أكثرها عمقاً. لكن العمل مع هؤلاء الأطفال -ومشاركتهم مغامرة البيئة التي يتعين عليهم توجيه دفتها- كان هو الإنجاز الاستكشافي الأبرز الذي لا يمكن نسيانه؛ إذ يمكننا من خلال استخدام التقنيات الجديدة وتمكين الأهالي، استكشاف المزيد عن عالمنا وعن أنفسنا.
هكذا يكون الاكتشاف
- كيني برود
يكذب المستكشفون؛ وإن لم يفعلوا، فإنهم على الأقل يكذبون على أنفسهم.. ومنهم أنا. فنحن نميل إلى إيجاد مبررات لِما يعتمل في نفوسنا من شغف يتجاوز الحدود ومن نوازع لركوب المخاطر، بادّعاء الرغبة باكتشاف أشكال جديدة من الحياة، أو تحصيل علاجات مستخلصة من...
يكذب المستكشفون؛ وإن لم يفعلوا، فإنهم على الأقل يكذبون على أنفسهم.. ومنهم أنا. فنحن نميل إلى إيجاد مبررات لِما يعتمل في نفوسنا من شغف يتجاوز الحدود ومن نوازع لركوب المخاطر، بادّعاء الرغبة باكتشاف أشكال جديدة من الحياة، أو تحصيل علاجات مستخلصة من الطبيعة، أو قياس مدى التغير المناخي، أو اختبار حدود البشر الفسيولوجية.
والحقيقة أن خللا وراثياً هو الذي يدفعنا إلى القيام بأفعال لا ينظر إليها غالبية الناس بعين الرضا. فخلال الحقبة الاستعمارية، كان البحث عن "الذهب والمجد" هو الدافع إلى ركوب المغامرات القائمة على الأهواء النفسية. لكن المستكشفين اليومَ أصبحوا يستمدون حافزَهم من مجموعة واسعة من الأهداف؛ ومنها الحفاظ على الطبيعة، وأيضا التعليم.
في شهر ديسمبر الماضي، شاركتُ في بعثة استكشافية للجمعية الجغرافية الوطنية، بدعم حكومة الباهاماس ومنظمات محلية. وكان هدفنا يتمثل بوضع خرائط لنُظم العالم البيئية الفريدة: الكهوف تحت الماء التي تُعرف أيضاً بـ "الثقوب الزرقاء". فمجالها الكيميائي الجغرافي الأحيائي يُحدث بقعاً حارة ملائمة للكائنات المعتادة على الظروف القاسية.
كما توجد فيها أحافير يعود أصلها إلى السكان السابقين، وتتيح لنا خصائصها الجيولوجية استحضار التاريخ المناخي السائد قبل مئات آلاف الأعوام. وفضلا عن ذلك فإن تلك "الثقوب الزرقاء" تختزن المورد الأكثر قيمة للبشر: المياه العذبة. ويمكن أن نطلق عليها اسم "مركز التسوق الشامل" لعلوم الاستكشاف.
أما في باطن الأرض، فقد قمنا بجمع صور لنماذج بتقنية الواقع الافتراضي لخصائص الكهوف، وأنجزنا دراسات مسحية باستخدام تجهيزات على جانب كبير من التطور. وفي الوقت الذي كان فيه الغواصون تحت الماء، كان أطفال المدارس يتتبعونهم بأجهزة لتحديد المواقع راديوياً، ويزحفون داخل كهف صناعي، و"يستكشفون" ما تحت الماء باستخدام خوذات الواقع الافتراضي، ويُمسكون بالأحافير والكائنات الحية، ويأخذون عينات من النباتات الطبية.
والهدف من أغلب البعثات هو الذهاب إلى أبعد نقطة أو أكثرها عمقاً. لكن العمل مع هؤلاء الأطفال -ومشاركتهم مغامرة البيئة التي يتعين عليهم توجيه دفتها- كان هو الإنجاز الاستكشافي الأبرز الذي لا يمكن نسيانه؛ إذ يمكننا من خلال استخدام التقنيات الجديدة وتمكين الأهالي، استكشاف المزيد عن عالمنا وعن أنفسنا.
والحقيقة أن خللا وراثياً هو الذي يدفعنا إلى القيام بأفعال لا ينظر إليها غالبية الناس بعين الرضا. فخلال الحقبة الاستعمارية، كان البحث عن "الذهب والمجد" هو الدافع إلى ركوب المغامرات القائمة على الأهواء النفسية. لكن المستكشفين اليومَ أصبحوا يستمدون حافزَهم من مجموعة واسعة من الأهداف؛ ومنها الحفاظ على الطبيعة، وأيضا التعليم.
في شهر ديسمبر الماضي، شاركتُ في بعثة استكشافية للجمعية الجغرافية الوطنية، بدعم حكومة الباهاماس ومنظمات محلية. وكان هدفنا يتمثل بوضع خرائط لنُظم العالم البيئية الفريدة: الكهوف تحت الماء التي تُعرف أيضاً بـ "الثقوب الزرقاء". فمجالها الكيميائي الجغرافي الأحيائي يُحدث بقعاً حارة ملائمة للكائنات المعتادة على الظروف القاسية.
كما توجد فيها أحافير يعود أصلها إلى السكان السابقين، وتتيح لنا خصائصها الجيولوجية استحضار التاريخ المناخي السائد قبل مئات آلاف الأعوام. وفضلا عن ذلك فإن تلك "الثقوب الزرقاء" تختزن المورد الأكثر قيمة للبشر: المياه العذبة. ويمكن أن نطلق عليها اسم "مركز التسوق الشامل" لعلوم الاستكشاف.
أما في باطن الأرض، فقد قمنا بجمع صور لنماذج بتقنية الواقع الافتراضي لخصائص الكهوف، وأنجزنا دراسات مسحية باستخدام تجهيزات على جانب كبير من التطور. وفي الوقت الذي كان فيه الغواصون تحت الماء، كان أطفال المدارس يتتبعونهم بأجهزة لتحديد المواقع راديوياً، ويزحفون داخل كهف صناعي، و"يستكشفون" ما تحت الماء باستخدام خوذات الواقع الافتراضي، ويُمسكون بالأحافير والكائنات الحية، ويأخذون عينات من النباتات الطبية.
والهدف من أغلب البعثات هو الذهاب إلى أبعد نقطة أو أكثرها عمقاً. لكن العمل مع هؤلاء الأطفال -ومشاركتهم مغامرة البيئة التي يتعين عليهم توجيه دفتها- كان هو الإنجاز الاستكشافي الأبرز الذي لا يمكن نسيانه؛ إذ يمكننا من خلال استخدام التقنيات الجديدة وتمكين الأهالي، استكشاف المزيد عن عالمنا وعن أنفسنا.