حُجُـب الحـرب
في يوم 8 يونيو 1937، أعلن المذيع عبر أثير "إن بي سي" من جزيرة مرجانية غير آهلة، أن "الجو صحو ورائع". لم تمض دقائق إلا والقمرُ يحجب الشمسَ، ليبدأ ما سمّته التقارير آنذاك أطولَ كسوف كلي منذ 1238 سنة خلت.وشكَّلتْ جزيرة "كانتون" المعزولة أمثلَ موقع لمراقبة...
في يوم 8 يونيو 1937، أعلن المذيع عبر أثير "إن بي سي" من جزيرة مرجانية غير آهلة، أن "الجو صحو ورائع". لم تمض دقائق إلا والقمرُ يحجب الشمسَ، ليبدأ ما سمّته التقارير آنذاك أطولَ كسوف كلي منذ 1238 سنة خلت.
وشكَّلتْ جزيرة "كانتون" المعزولة أمثلَ موقع لمراقبة قوس الكسوف الذي ظل في السماء سبع دقائق؛ لذلك نقلت بعثة استكشافية مشتركة بين ناشيونال جيوغرافيك والبحرية الأميركية، عشرة أطنان من التجهيزات من العاصمة واشنطن إلى مدينة "هونولولو" -عاصمة ولاية هاواي- ومن ثم قطعت 3060 كيلومتراً عبر المحيط الهادي لتحلَّ بالجزيرة المذكورة. وكان فريق البعثة مكوَّنـاً من 13 فرداً -بين عالم ومصور- خَلَّدوا نجاح مهمتهم بنُصب إسمنتي ضخم، رفعوا فوقه عَلَمين أميركيين. وغير بعيد، رفعت بعثة استكشافية أخرى ممَوَّلة من بريطانيا عَلم هذا البلد.
سُرعان ما انقلب ذلك التنافس الودّي إلى قضية دبلوماسية. لم يكن في جزيرة "كانتون" مأوى ولا ماء شرب دائم، إلا أنها كانت موقعا مثاليا لتزويد الطائرات بالوقود في رحلاتها بين هاواي وأستراليا. في شهر أغسطس من عام 1937، أوفدت بريطانيا مسؤولين إلى هناك لإنشاء قاعدة، وطلبت إلى الولايات المتحدة إزالة النُّصب التذكاري. وبدلًا من أن يستجيب الرئيس "فرانكلين روزفلت" لذلك، ادّعى الأحقية بالجزيرة وأرسل ثلاثة "مستوطنين" من هاواي ليسكنوا فيها.
ولمَّا لاحت في الأفق نُذر الحرب العالمية الثانية، رأت اليابان في تساهل بريطانيا مع الوجود الأميركي "دليلا على التعاون البريطاني الأميركي"، على حدّ تعبير تقارير إعلامية. وكما كان متوقعا، اتفقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على مراقبة الجزيرة معاً ومنع اليابانيين من استخدامها. أنشأ الجيش الأميركي مدرج طائرات وعَسكَرَ المنطقة بما يفوق 1000 جندي. ورغم أن اليابانيين شنّوا على الجزيرة -بين الفينة والأخرى- غارات بالغواصات والطائرات، فإنها خرجت من الحرب سالمة إلى حد بعيد.
وأخيراً غادرت الولايات المتحدة الجزيرةَ في عام 1976، وبعد ثلاثة أعوام انضمت إلى جمهورية كريباتي وتغيَّرت حروفها من "Canton" إلى "Kanton". منذ سنوات قليلة لم يبقَ على الجزيرة سوى 24 شخصا، وقد تعود إلى سابق عهدها غير آهلة.. عمَّا قريب.
وشكَّلتْ جزيرة "كانتون" المعزولة أمثلَ موقع لمراقبة قوس الكسوف الذي ظل في السماء سبع دقائق؛ لذلك نقلت بعثة استكشافية مشتركة بين ناشيونال جيوغرافيك والبحرية الأميركية، عشرة أطنان من التجهيزات من العاصمة واشنطن إلى مدينة "هونولولو" -عاصمة ولاية هاواي- ومن ثم قطعت 3060 كيلومتراً عبر المحيط الهادي لتحلَّ بالجزيرة المذكورة. وكان فريق البعثة مكوَّنـاً من 13 فرداً -بين عالم ومصور- خَلَّدوا نجاح مهمتهم بنُصب إسمنتي ضخم، رفعوا فوقه عَلَمين أميركيين. وغير بعيد، رفعت بعثة استكشافية أخرى ممَوَّلة من بريطانيا عَلم هذا البلد.
سُرعان ما انقلب ذلك التنافس الودّي إلى قضية دبلوماسية. لم يكن في جزيرة "كانتون" مأوى ولا ماء شرب دائم، إلا أنها كانت موقعا مثاليا لتزويد الطائرات بالوقود في رحلاتها بين هاواي وأستراليا. في شهر أغسطس من عام 1937، أوفدت بريطانيا مسؤولين إلى هناك لإنشاء قاعدة، وطلبت إلى الولايات المتحدة إزالة النُّصب التذكاري. وبدلًا من أن يستجيب الرئيس "فرانكلين روزفلت" لذلك، ادّعى الأحقية بالجزيرة وأرسل ثلاثة "مستوطنين" من هاواي ليسكنوا فيها.
ولمَّا لاحت في الأفق نُذر الحرب العالمية الثانية، رأت اليابان في تساهل بريطانيا مع الوجود الأميركي "دليلا على التعاون البريطاني الأميركي"، على حدّ تعبير تقارير إعلامية. وكما كان متوقعا، اتفقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على مراقبة الجزيرة معاً ومنع اليابانيين من استخدامها. أنشأ الجيش الأميركي مدرج طائرات وعَسكَرَ المنطقة بما يفوق 1000 جندي. ورغم أن اليابانيين شنّوا على الجزيرة -بين الفينة والأخرى- غارات بالغواصات والطائرات، فإنها خرجت من الحرب سالمة إلى حد بعيد.
وأخيراً غادرت الولايات المتحدة الجزيرةَ في عام 1976، وبعد ثلاثة أعوام انضمت إلى جمهورية كريباتي وتغيَّرت حروفها من "Canton" إلى "Kanton". منذ سنوات قليلة لم يبقَ على الجزيرة سوى 24 شخصا، وقد تعود إلى سابق عهدها غير آهلة.. عمَّا قريب.
حُجُـب الحـرب
- نينا ستروتشليك
في يوم 8 يونيو 1937، أعلن المذيع عبر أثير "إن بي سي" من جزيرة مرجانية غير آهلة، أن "الجو صحو ورائع". لم تمض دقائق إلا والقمرُ يحجب الشمسَ، ليبدأ ما سمّته التقارير آنذاك أطولَ كسوف كلي منذ 1238 سنة خلت.وشكَّلتْ جزيرة "كانتون" المعزولة أمثلَ موقع لمراقبة...
في يوم 8 يونيو 1937، أعلن المذيع عبر أثير "إن بي سي" من جزيرة مرجانية غير آهلة، أن "الجو صحو ورائع". لم تمض دقائق إلا والقمرُ يحجب الشمسَ، ليبدأ ما سمّته التقارير آنذاك أطولَ كسوف كلي منذ 1238 سنة خلت.
وشكَّلتْ جزيرة "كانتون" المعزولة أمثلَ موقع لمراقبة قوس الكسوف الذي ظل في السماء سبع دقائق؛ لذلك نقلت بعثة استكشافية مشتركة بين ناشيونال جيوغرافيك والبحرية الأميركية، عشرة أطنان من التجهيزات من العاصمة واشنطن إلى مدينة "هونولولو" -عاصمة ولاية هاواي- ومن ثم قطعت 3060 كيلومتراً عبر المحيط الهادي لتحلَّ بالجزيرة المذكورة. وكان فريق البعثة مكوَّنـاً من 13 فرداً -بين عالم ومصور- خَلَّدوا نجاح مهمتهم بنُصب إسمنتي ضخم، رفعوا فوقه عَلَمين أميركيين. وغير بعيد، رفعت بعثة استكشافية أخرى ممَوَّلة من بريطانيا عَلم هذا البلد.
سُرعان ما انقلب ذلك التنافس الودّي إلى قضية دبلوماسية. لم يكن في جزيرة "كانتون" مأوى ولا ماء شرب دائم، إلا أنها كانت موقعا مثاليا لتزويد الطائرات بالوقود في رحلاتها بين هاواي وأستراليا. في شهر أغسطس من عام 1937، أوفدت بريطانيا مسؤولين إلى هناك لإنشاء قاعدة، وطلبت إلى الولايات المتحدة إزالة النُّصب التذكاري. وبدلًا من أن يستجيب الرئيس "فرانكلين روزفلت" لذلك، ادّعى الأحقية بالجزيرة وأرسل ثلاثة "مستوطنين" من هاواي ليسكنوا فيها.
ولمَّا لاحت في الأفق نُذر الحرب العالمية الثانية، رأت اليابان في تساهل بريطانيا مع الوجود الأميركي "دليلا على التعاون البريطاني الأميركي"، على حدّ تعبير تقارير إعلامية. وكما كان متوقعا، اتفقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على مراقبة الجزيرة معاً ومنع اليابانيين من استخدامها. أنشأ الجيش الأميركي مدرج طائرات وعَسكَرَ المنطقة بما يفوق 1000 جندي. ورغم أن اليابانيين شنّوا على الجزيرة -بين الفينة والأخرى- غارات بالغواصات والطائرات، فإنها خرجت من الحرب سالمة إلى حد بعيد.
وأخيراً غادرت الولايات المتحدة الجزيرةَ في عام 1976، وبعد ثلاثة أعوام انضمت إلى جمهورية كريباتي وتغيَّرت حروفها من "Canton" إلى "Kanton". منذ سنوات قليلة لم يبقَ على الجزيرة سوى 24 شخصا، وقد تعود إلى سابق عهدها غير آهلة.. عمَّا قريب.
وشكَّلتْ جزيرة "كانتون" المعزولة أمثلَ موقع لمراقبة قوس الكسوف الذي ظل في السماء سبع دقائق؛ لذلك نقلت بعثة استكشافية مشتركة بين ناشيونال جيوغرافيك والبحرية الأميركية، عشرة أطنان من التجهيزات من العاصمة واشنطن إلى مدينة "هونولولو" -عاصمة ولاية هاواي- ومن ثم قطعت 3060 كيلومتراً عبر المحيط الهادي لتحلَّ بالجزيرة المذكورة. وكان فريق البعثة مكوَّنـاً من 13 فرداً -بين عالم ومصور- خَلَّدوا نجاح مهمتهم بنُصب إسمنتي ضخم، رفعوا فوقه عَلَمين أميركيين. وغير بعيد، رفعت بعثة استكشافية أخرى ممَوَّلة من بريطانيا عَلم هذا البلد.
سُرعان ما انقلب ذلك التنافس الودّي إلى قضية دبلوماسية. لم يكن في جزيرة "كانتون" مأوى ولا ماء شرب دائم، إلا أنها كانت موقعا مثاليا لتزويد الطائرات بالوقود في رحلاتها بين هاواي وأستراليا. في شهر أغسطس من عام 1937، أوفدت بريطانيا مسؤولين إلى هناك لإنشاء قاعدة، وطلبت إلى الولايات المتحدة إزالة النُّصب التذكاري. وبدلًا من أن يستجيب الرئيس "فرانكلين روزفلت" لذلك، ادّعى الأحقية بالجزيرة وأرسل ثلاثة "مستوطنين" من هاواي ليسكنوا فيها.
ولمَّا لاحت في الأفق نُذر الحرب العالمية الثانية، رأت اليابان في تساهل بريطانيا مع الوجود الأميركي "دليلا على التعاون البريطاني الأميركي"، على حدّ تعبير تقارير إعلامية. وكما كان متوقعا، اتفقت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على مراقبة الجزيرة معاً ومنع اليابانيين من استخدامها. أنشأ الجيش الأميركي مدرج طائرات وعَسكَرَ المنطقة بما يفوق 1000 جندي. ورغم أن اليابانيين شنّوا على الجزيرة -بين الفينة والأخرى- غارات بالغواصات والطائرات، فإنها خرجت من الحرب سالمة إلى حد بعيد.
وأخيراً غادرت الولايات المتحدة الجزيرةَ في عام 1976، وبعد ثلاثة أعوام انضمت إلى جمهورية كريباتي وتغيَّرت حروفها من "Canton" إلى "Kanton". منذ سنوات قليلة لم يبقَ على الجزيرة سوى 24 شخصا، وقد تعود إلى سابق عهدها غير آهلة.. عمَّا قريب.