البلاستيك

لتتمكّن أحصنة البحر من ركوب التيّارات البحرية، تتمسّك بالأعشاب البحرية وغيرها من الحطام الطبيعي. في المياه الملوّثة الواقعة قبالة شواطئ "جزيرة سومباوا" الإندونيسية، تَمسّك حصان البحر هذا بعود بلاستيكي لتنظيف الآذان. وتعليقاً على ذلك، يقول المصوّر...
لو كان البلاستيك مخترَعاً في زمن انطلاق المهاجرين البريطانيين إلى أميركا الشمالية على متن سفينتهم الشهيرة "ذا ميفلاور" -فكانت هذه الأخيرة محمَّلة بقنينات الماء البلاستيكية والوجبات المغلّفة بأغشية البلاستيك- لربما عثرنا اليومَ على نفاياتهم...
لو كان البلاستيك مخترَعاً في زمن انطلاق المهاجرين البريطانيين إلى أميركا الشمالية على متن سفينتهم الشهيرة "ذا ميفلاور" -فكانت هذه الأخيرة محمَّلة بقنينات الماء البلاستيكية والوجبات المغلّفة بأغشية البلاستيك- لربما عثرنا اليومَ على نفاياتهم البلاستيكية.. رغم مضيّ أربعة قرون على تلك الرحلة.
فلو أن هؤلاء المهاجرين -كحال كثير من الناس اليوم- ألقَوا في البحر نفاياتهم البلاستيكية تلك المفترَضة، لكانت أمواج المحيط الأطلسي وأشعة الشمس قد فتّـتـتها إلى قطع دقيقة. ولربما رأينا هذه القطع اليومَ عائمةً تطوف حول محيطات العالم، حيث تمتصّ موادّ سامّة فتضيفها إلى ما تحويه أصلاً من سموم، بانتظار أن تأكلها هذه السمكة أو تلك المحارة؛ وربما ينتهي بها المطاف على مائدة طعامنا.
علينا أن نحمد الله أن هؤلاء المهاجرين الأوائل لم يكن لديهم أي بلاستيك حينها.. هذا ما خطر على بالي وأنا أركب القطار إلى مدينة بليموث الواقعة على ساحل إنجلترا الجنوبي. كنت حينها في طريقي إلى مقابلة رجل يساعدني على فهم كل هذا العبث الكارثي بالبلاستيك الذي اقترفناه بـأيدينا، ولا سيما في المحيطات.
ولأن البلاستيك لم يكن قد اختُرع حتى أواخر القرن التاسع عشر، ولم يُشرَع في إنتاجه على نطاق واسع إلا عند حلول عام 1950، فإننا محظوظون بأن علينا اليوم تدبير 8.3 مليار طنٍ من منتجاته فقط. ومن هذه الكمية، فإن أكثر من 6.3 مليار طن قد أصبح نفايات.
ولا يعلم أحدٌ كمَّ النفايات البلاستيكية غير المعالجة الذي ينتهي به المطاف في المحيط.. بالوعة العالم الأخيرة. على أن "جينا جامبيك" -أستاذة الهندسة لدى "جامعة جورجيا" الأميركية- كانت قد أثارت انتباه العالم عام 2015 إذ أعلنت تقديرها تلك الكمية بما بين 4.8 و12.7 مليون طن كل عام، من المناطق الساحلية وحدها. ومعظم تلك النفايات لا يُرمى من السفن -حسب قولها وقول زملائها- بل يُـلقى به من دون مبالاة على الأرض أو في الأنهار؛ ويحدث ذلك في آسيا غالباً. ومن ثم تذروه الرياح أو تحمله مياه النهر إلى البحر. ولكُم أن تتخيّلوا 15 كيس بقالة محشوّة بالنفايات البلاستيكية تنتصب على كل متر من الخطوط الساحلية حول العالم، تقول جامبيك، ويعادل ذلك زُهاءَ 8 ملايين طن، وهو تقديرها الوسطي لما نلقي به في المحيطات من نفايات بلاستيكية سنوياً. ومن غير الواضح كَم يلزم من الوقت كي تتحلّل هذه النفايات البلاستيكية بيولوجياً إلى الجزيئات المكوّنة لها؛ فالتقديرات تتراوح بين 450 سنة.. وبين عدم التحلّل مطلقاً!
ويقدَّر عدد الحيوانات البحرية التي يقتلها البلاستيك في المحيطات سنوياً بالملايين. فمن المعروف أن نحو 700 نوع -منها ما هو مهدد بالانقراض- قد تضررت بفعله. بعضها يتضرر بصورة جليّة، فـيَنـفُـق اختناقاً بشباك الصيد المهملة أو حلقات علب المشروبات. ومن المحتمل أن أعداداً أكبر تتضرر من تلك النفايات البلاستيكية بطريقة غير مرئية؛ فالآن هناك أنواع بحرية من مختلف الأحجام -من العوالق البحرية الحيوانية إلى الحيتان- تأكل جُسيمات البلاستيك الدقيقة (Microplastics)، وهي قطع يقل عرضها عن خمسة مليمترات.

البلاستيك

لتتمكّن أحصنة البحر من ركوب التيّارات البحرية، تتمسّك بالأعشاب البحرية وغيرها من الحطام الطبيعي. في المياه الملوّثة الواقعة قبالة شواطئ "جزيرة سومباوا" الإندونيسية، تَمسّك حصان البحر هذا بعود بلاستيكي لتنظيف الآذان. وتعليقاً على ذلك، يقول المصوّر...
لو كان البلاستيك مخترَعاً في زمن انطلاق المهاجرين البريطانيين إلى أميركا الشمالية على متن سفينتهم الشهيرة "ذا ميفلاور" -فكانت هذه الأخيرة محمَّلة بقنينات الماء البلاستيكية والوجبات المغلّفة بأغشية البلاستيك- لربما عثرنا اليومَ على نفاياتهم...
لو كان البلاستيك مخترَعاً في زمن انطلاق المهاجرين البريطانيين إلى أميركا الشمالية على متن سفينتهم الشهيرة "ذا ميفلاور" -فكانت هذه الأخيرة محمَّلة بقنينات الماء البلاستيكية والوجبات المغلّفة بأغشية البلاستيك- لربما عثرنا اليومَ على نفاياتهم البلاستيكية.. رغم مضيّ أربعة قرون على تلك الرحلة.
فلو أن هؤلاء المهاجرين -كحال كثير من الناس اليوم- ألقَوا في البحر نفاياتهم البلاستيكية تلك المفترَضة، لكانت أمواج المحيط الأطلسي وأشعة الشمس قد فتّـتـتها إلى قطع دقيقة. ولربما رأينا هذه القطع اليومَ عائمةً تطوف حول محيطات العالم، حيث تمتصّ موادّ سامّة فتضيفها إلى ما تحويه أصلاً من سموم، بانتظار أن تأكلها هذه السمكة أو تلك المحارة؛ وربما ينتهي بها المطاف على مائدة طعامنا.
علينا أن نحمد الله أن هؤلاء المهاجرين الأوائل لم يكن لديهم أي بلاستيك حينها.. هذا ما خطر على بالي وأنا أركب القطار إلى مدينة بليموث الواقعة على ساحل إنجلترا الجنوبي. كنت حينها في طريقي إلى مقابلة رجل يساعدني على فهم كل هذا العبث الكارثي بالبلاستيك الذي اقترفناه بـأيدينا، ولا سيما في المحيطات.
ولأن البلاستيك لم يكن قد اختُرع حتى أواخر القرن التاسع عشر، ولم يُشرَع في إنتاجه على نطاق واسع إلا عند حلول عام 1950، فإننا محظوظون بأن علينا اليوم تدبير 8.3 مليار طنٍ من منتجاته فقط. ومن هذه الكمية، فإن أكثر من 6.3 مليار طن قد أصبح نفايات.
ولا يعلم أحدٌ كمَّ النفايات البلاستيكية غير المعالجة الذي ينتهي به المطاف في المحيط.. بالوعة العالم الأخيرة. على أن "جينا جامبيك" -أستاذة الهندسة لدى "جامعة جورجيا" الأميركية- كانت قد أثارت انتباه العالم عام 2015 إذ أعلنت تقديرها تلك الكمية بما بين 4.8 و12.7 مليون طن كل عام، من المناطق الساحلية وحدها. ومعظم تلك النفايات لا يُرمى من السفن -حسب قولها وقول زملائها- بل يُـلقى به من دون مبالاة على الأرض أو في الأنهار؛ ويحدث ذلك في آسيا غالباً. ومن ثم تذروه الرياح أو تحمله مياه النهر إلى البحر. ولكُم أن تتخيّلوا 15 كيس بقالة محشوّة بالنفايات البلاستيكية تنتصب على كل متر من الخطوط الساحلية حول العالم، تقول جامبيك، ويعادل ذلك زُهاءَ 8 ملايين طن، وهو تقديرها الوسطي لما نلقي به في المحيطات من نفايات بلاستيكية سنوياً. ومن غير الواضح كَم يلزم من الوقت كي تتحلّل هذه النفايات البلاستيكية بيولوجياً إلى الجزيئات المكوّنة لها؛ فالتقديرات تتراوح بين 450 سنة.. وبين عدم التحلّل مطلقاً!
ويقدَّر عدد الحيوانات البحرية التي يقتلها البلاستيك في المحيطات سنوياً بالملايين. فمن المعروف أن نحو 700 نوع -منها ما هو مهدد بالانقراض- قد تضررت بفعله. بعضها يتضرر بصورة جليّة، فـيَنـفُـق اختناقاً بشباك الصيد المهملة أو حلقات علب المشروبات. ومن المحتمل أن أعداداً أكبر تتضرر من تلك النفايات البلاستيكية بطريقة غير مرئية؛ فالآن هناك أنواع بحرية من مختلف الأحجام -من العوالق البحرية الحيوانية إلى الحيتان- تأكل جُسيمات البلاستيك الدقيقة (Microplastics)، وهي قطع يقل عرضها عن خمسة مليمترات.