في براثن الفوضى

يعيش زهاء 500 من أفراد قبيلة "واراو" داخل هذا الملجأ الخرساني المجهز بأرجوحات النوم الشبكية والخيام في بلدة "باسارايما" البرازيلية. أدى الزحام وانعدام الشروط الصحية إلى تفشي الأمراض في الملجأ.
سمك وحبّات قلقاس.. كان ذلك، الطعامَ الوحيدَ المتاح لدى "ميلغاروس ريبيرو" -البالغة من العمر 35 عاماً- وعائلتها داخل الجماعة البشرية الصغيرة التي تعيش في "دلتا نهر أورينوكو"، مستَقَرُّ قبيلة "واراو" التي تشكل الجماعةَ الأصلية الثانية كبراً في فنزويلا....
سمك وحبّات قلقاس.. كان ذلك، الطعامَ الوحيدَ المتاح لدى "ميلغاروس ريبيرو" -البالغة من العمر 35 عاماً- وعائلتها داخل الجماعة البشرية الصغيرة التي تعيش في "دلتا نهر أورينوكو"، مستَقَرُّ قبيلة "واراو" التي تشكل الجماعةَ الأصلية الثانية كبراً في فنزويلا. ولذا خرج هؤلاء جميعاً في شهر يونيو عام 2018، في رحلة مسافتها 800 كيلومتر، قاصدينَ البرازيل.
"أتينا بحثاً عن طعام"، تقول ريبيرو عند خيمتها في ملجأ "جانوكويدا" لإيواء الـ"واراو" في بلدة "باسارايما" الحدودية البرازيلية.
في كل يوم، يصل مئات الفنزويليين الذين يعانون شظف العيش إلى تلك الحدود، حاملين أمتعتهم على ظهورهم ووثائق هويتهم في أيديهم. وقد اضطر الباحثون منهم عن ملاذ لبيع ما كانوا يمتلكونه من أجهزة تلفاز وهواتف نقالة وملابس وكل متاع آخر، بغية تجميع ثمن هذه الرحلة. وأملهم هو العثور على طعام ودواء وأمان وعمل في البرازيل؛ وهي أساسيات أضحت بعيدة المنال في بلدهم الأم -فنزويلا- الذي يشهد اقتصاده انهياراً كارثياً، ومعدلات تضخم صادمة، وأعمال عنف متنامية، ونقص حاد في الزاد والمُؤن والأدوية. تئن فنزويلا تحت وطأة ذلك الانهيار المتسارع، بعد أن كانت إحدى أغنى الأمم اللاتينية وأوسعها رخاءً، خلال الطفرة النفطية التي دامت بين عامي 2004 و2014؛ قبل أن يؤول الحال إلى نقيضه نتيجة تدهور أسعار النفط، وعجز الموازنة الحكومية، واستشراء الفساد بصورة فادحة.
هكذا، لجأ الفنزويليون إلى الجارة البرازيل بدايةً من عام 2017، حتى استقر بهذا البلد أكثر من 58 ألف لاجئ، في أكبر موجة هجرة بين البلدين. تنفد أموال العديد منهم خلال تلك المسيرة، لتنتهي رحلتهم في باسارايما، تلك البلدة البرازيلية التي كانت هادئة مع أهاليها البالغ عددهم 12375 نسمة، فصارت اليوم تشهد تدفقا يوميا لمئات الأغراب الذين يعيشون في شوارعها وينامون في خيام ينصبونها في كل مكان أو في جنبات مواقف السيارات وعلى قارعة الطريق. يتجمع هؤلاء على الأرصفة حيث يطهون ما يتاح لهم من أرز ومعكرونة وبقوليات. وكان من الطبيعي أن تتزايد حدة التوتر بين أهل البلدة والوافدين الفنزويليين شيئاً فشيئاً، حتى انفجر الوضع في أغسطس عام 2018؛ إذ أضرم بعض السكان المحليين النيران في مخيمات اللاجئين بعد اتهامهم بمهاجمة صاحب متجر بالبلدة.
يعيش داخل بلدة باسارايما 434 مشردا فنزويليا، وفق إحصاءات رسمية؛ ولكنه يبدو رقماً أقل بكثير مما هو عليه في الواقع. هناك، يقوم القس الإسباني "بادري خيسوس إستيبان"، بإعداد وجبات إفطار يومية -قوامها القهوة والخبز والفاكهة- لأكثر من 1500 فرد، ويقول إن لا شيء يتبقى من ذلك الطعام (في دلالة على كثرة أعداد هؤلاء المشردين).

في براثن الفوضى

يعيش زهاء 500 من أفراد قبيلة "واراو" داخل هذا الملجأ الخرساني المجهز بأرجوحات النوم الشبكية والخيام في بلدة "باسارايما" البرازيلية. أدى الزحام وانعدام الشروط الصحية إلى تفشي الأمراض في الملجأ.
سمك وحبّات قلقاس.. كان ذلك، الطعامَ الوحيدَ المتاح لدى "ميلغاروس ريبيرو" -البالغة من العمر 35 عاماً- وعائلتها داخل الجماعة البشرية الصغيرة التي تعيش في "دلتا نهر أورينوكو"، مستَقَرُّ قبيلة "واراو" التي تشكل الجماعةَ الأصلية الثانية كبراً في فنزويلا....
سمك وحبّات قلقاس.. كان ذلك، الطعامَ الوحيدَ المتاح لدى "ميلغاروس ريبيرو" -البالغة من العمر 35 عاماً- وعائلتها داخل الجماعة البشرية الصغيرة التي تعيش في "دلتا نهر أورينوكو"، مستَقَرُّ قبيلة "واراو" التي تشكل الجماعةَ الأصلية الثانية كبراً في فنزويلا. ولذا خرج هؤلاء جميعاً في شهر يونيو عام 2018، في رحلة مسافتها 800 كيلومتر، قاصدينَ البرازيل.
"أتينا بحثاً عن طعام"، تقول ريبيرو عند خيمتها في ملجأ "جانوكويدا" لإيواء الـ"واراو" في بلدة "باسارايما" الحدودية البرازيلية.
في كل يوم، يصل مئات الفنزويليين الذين يعانون شظف العيش إلى تلك الحدود، حاملين أمتعتهم على ظهورهم ووثائق هويتهم في أيديهم. وقد اضطر الباحثون منهم عن ملاذ لبيع ما كانوا يمتلكونه من أجهزة تلفاز وهواتف نقالة وملابس وكل متاع آخر، بغية تجميع ثمن هذه الرحلة. وأملهم هو العثور على طعام ودواء وأمان وعمل في البرازيل؛ وهي أساسيات أضحت بعيدة المنال في بلدهم الأم -فنزويلا- الذي يشهد اقتصاده انهياراً كارثياً، ومعدلات تضخم صادمة، وأعمال عنف متنامية، ونقص حاد في الزاد والمُؤن والأدوية. تئن فنزويلا تحت وطأة ذلك الانهيار المتسارع، بعد أن كانت إحدى أغنى الأمم اللاتينية وأوسعها رخاءً، خلال الطفرة النفطية التي دامت بين عامي 2004 و2014؛ قبل أن يؤول الحال إلى نقيضه نتيجة تدهور أسعار النفط، وعجز الموازنة الحكومية، واستشراء الفساد بصورة فادحة.
هكذا، لجأ الفنزويليون إلى الجارة البرازيل بدايةً من عام 2017، حتى استقر بهذا البلد أكثر من 58 ألف لاجئ، في أكبر موجة هجرة بين البلدين. تنفد أموال العديد منهم خلال تلك المسيرة، لتنتهي رحلتهم في باسارايما، تلك البلدة البرازيلية التي كانت هادئة مع أهاليها البالغ عددهم 12375 نسمة، فصارت اليوم تشهد تدفقا يوميا لمئات الأغراب الذين يعيشون في شوارعها وينامون في خيام ينصبونها في كل مكان أو في جنبات مواقف السيارات وعلى قارعة الطريق. يتجمع هؤلاء على الأرصفة حيث يطهون ما يتاح لهم من أرز ومعكرونة وبقوليات. وكان من الطبيعي أن تتزايد حدة التوتر بين أهل البلدة والوافدين الفنزويليين شيئاً فشيئاً، حتى انفجر الوضع في أغسطس عام 2018؛ إذ أضرم بعض السكان المحليين النيران في مخيمات اللاجئين بعد اتهامهم بمهاجمة صاحب متجر بالبلدة.
يعيش داخل بلدة باسارايما 434 مشردا فنزويليا، وفق إحصاءات رسمية؛ ولكنه يبدو رقماً أقل بكثير مما هو عليه في الواقع. هناك، يقوم القس الإسباني "بادري خيسوس إستيبان"، بإعداد وجبات إفطار يومية -قوامها القهوة والخبز والفاكهة- لأكثر من 1500 فرد، ويقول إن لا شيء يتبقى من ذلك الطعام (في دلالة على كثرة أعداد هؤلاء المشردين).