إبحار فضائي على بساط شمسي
هل تعرف الطور الحالي للقمر؟ معظمنا ليس لديه أدنى فكرة عن ذلك. ففي الوقت الحاضر، بتنا بالكاد نحتاج إلى معرفة أمور كهذه. ولكن قبل وجود الأنوار في الشوارع والمصابيح الكهربائية في كل مكان، كان الناس يحرصون على مراقبة السماء في الليل. لذلك عندما ظهر مذنب...
هل تعرف الطور الحالي للقمر؟ معظمنا ليس لديه أدنى فكرة عن ذلك. ففي الوقت الحاضر، بتنا بالكاد نحتاج إلى معرفة أمور كهذه. ولكن قبل وجود الأنوار في الشوارع والمصابيح الكهربائية في كل مكان، كان الناس يحرصون على مراقبة السماء في الليل. لذلك عندما ظهر مذنب شديد التوهج في عام 1607، أَحسَّ من رأوه بشعور يجمع بين الرهبة والإعجاب.
كان الفلكي الألماني "يوهانس كيبلر" يعمّق الفكر في ما رآه ذلك العام. ولقد أدرك أن الذيل الرائع لِما نسميه الآن "مذنب هالي" (وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى العالم الإنجليزي "إدموند هالي"، الذي قام بحساب مداره) ربما نتج عن حرارة الشمس التي قامت على نحوٍ ما بتبخير سطح المذنب أو تحرير مواد منه. وقد تخيل كيبلر استكشاف تلك التشكيلات النجمية، قائلاً: "لأن السفن أو الأشرعة تكيّفت مع نسائم السماء، فسيكون هناك من لا يشعر بالضآلة والانكماش أمام هذا الفضاء الفسيح".
وعموماً كان وجود السفن أمرا شائعا بما فيه الكفاية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وكانت تحركها الرياح، التي بدورها نشأت جزئيا بسبب حرارة الشمس. عاش كيبلر خلال فترة من التاريخ أدركنا فيها، بفضل "نيكولاس كوبرنيكوس"، أننا نعيش على كوكب يدور حول نجم. وربما كان من الطبيعي، إذن، أن يتصور كيبلر البشر يبحرون في سماء مرصعة بالنجوم.
عندما كنت أجلس في فصل كارل ساغان لدراسة علم الفلك في "جامعة كورنيل" عام 1977، بدا لي أن الإبحار في الفضاء أمر طبيعي. كان ساغان يصف بوضوح تصوره للمركبة التي يمكن أن تعمل ضمن قيود الجاذبية وميكانيكا المدارات، ويمكنها في الآن ذاته أن تنساب بسلاسة بين النجوم فتخوض غمار المحيط الكوني، مدفوعة بقوة الأشعة الشمسية في اتساع الفضاء الشاسع.
واليوم بات الحلم الذي أوجزه أستاذنا يتحقق على يد "جمعية الدراسات الكوكبية"، أكبر منظمة فضائية غير حكومية في العالم، وقد شارك ساغان في تأسيسها عام 1980 (وأنا من يقودها حاليا). ففي يونيو من عام 2015، قامت الجمعية باختبار مركبتها الفضائية "لايت سايل 1" التي تحلق بالاعتماد على ضوء الشمس والممولة من تبرعات جماعية.
كان الفلكي الألماني "يوهانس كيبلر" يعمّق الفكر في ما رآه ذلك العام. ولقد أدرك أن الذيل الرائع لِما نسميه الآن "مذنب هالي" (وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى العالم الإنجليزي "إدموند هالي"، الذي قام بحساب مداره) ربما نتج عن حرارة الشمس التي قامت على نحوٍ ما بتبخير سطح المذنب أو تحرير مواد منه. وقد تخيل كيبلر استكشاف تلك التشكيلات النجمية، قائلاً: "لأن السفن أو الأشرعة تكيّفت مع نسائم السماء، فسيكون هناك من لا يشعر بالضآلة والانكماش أمام هذا الفضاء الفسيح".
وعموماً كان وجود السفن أمرا شائعا بما فيه الكفاية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وكانت تحركها الرياح، التي بدورها نشأت جزئيا بسبب حرارة الشمس. عاش كيبلر خلال فترة من التاريخ أدركنا فيها، بفضل "نيكولاس كوبرنيكوس"، أننا نعيش على كوكب يدور حول نجم. وربما كان من الطبيعي، إذن، أن يتصور كيبلر البشر يبحرون في سماء مرصعة بالنجوم.
عندما كنت أجلس في فصل كارل ساغان لدراسة علم الفلك في "جامعة كورنيل" عام 1977، بدا لي أن الإبحار في الفضاء أمر طبيعي. كان ساغان يصف بوضوح تصوره للمركبة التي يمكن أن تعمل ضمن قيود الجاذبية وميكانيكا المدارات، ويمكنها في الآن ذاته أن تنساب بسلاسة بين النجوم فتخوض غمار المحيط الكوني، مدفوعة بقوة الأشعة الشمسية في اتساع الفضاء الشاسع.
واليوم بات الحلم الذي أوجزه أستاذنا يتحقق على يد "جمعية الدراسات الكوكبية"، أكبر منظمة فضائية غير حكومية في العالم، وقد شارك ساغان في تأسيسها عام 1980 (وأنا من يقودها حاليا). ففي يونيو من عام 2015، قامت الجمعية باختبار مركبتها الفضائية "لايت سايل 1" التي تحلق بالاعتماد على ضوء الشمس والممولة من تبرعات جماعية.
إبحار فضائي على بساط شمسي
- بيل ناي
هل تعرف الطور الحالي للقمر؟ معظمنا ليس لديه أدنى فكرة عن ذلك. ففي الوقت الحاضر، بتنا بالكاد نحتاج إلى معرفة أمور كهذه. ولكن قبل وجود الأنوار في الشوارع والمصابيح الكهربائية في كل مكان، كان الناس يحرصون على مراقبة السماء في الليل. لذلك عندما ظهر مذنب...
هل تعرف الطور الحالي للقمر؟ معظمنا ليس لديه أدنى فكرة عن ذلك. ففي الوقت الحاضر، بتنا بالكاد نحتاج إلى معرفة أمور كهذه. ولكن قبل وجود الأنوار في الشوارع والمصابيح الكهربائية في كل مكان، كان الناس يحرصون على مراقبة السماء في الليل. لذلك عندما ظهر مذنب شديد التوهج في عام 1607، أَحسَّ من رأوه بشعور يجمع بين الرهبة والإعجاب.
كان الفلكي الألماني "يوهانس كيبلر" يعمّق الفكر في ما رآه ذلك العام. ولقد أدرك أن الذيل الرائع لِما نسميه الآن "مذنب هالي" (وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى العالم الإنجليزي "إدموند هالي"، الذي قام بحساب مداره) ربما نتج عن حرارة الشمس التي قامت على نحوٍ ما بتبخير سطح المذنب أو تحرير مواد منه. وقد تخيل كيبلر استكشاف تلك التشكيلات النجمية، قائلاً: "لأن السفن أو الأشرعة تكيّفت مع نسائم السماء، فسيكون هناك من لا يشعر بالضآلة والانكماش أمام هذا الفضاء الفسيح".
وعموماً كان وجود السفن أمرا شائعا بما فيه الكفاية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وكانت تحركها الرياح، التي بدورها نشأت جزئيا بسبب حرارة الشمس. عاش كيبلر خلال فترة من التاريخ أدركنا فيها، بفضل "نيكولاس كوبرنيكوس"، أننا نعيش على كوكب يدور حول نجم. وربما كان من الطبيعي، إذن، أن يتصور كيبلر البشر يبحرون في سماء مرصعة بالنجوم.
عندما كنت أجلس في فصل كارل ساغان لدراسة علم الفلك في "جامعة كورنيل" عام 1977، بدا لي أن الإبحار في الفضاء أمر طبيعي. كان ساغان يصف بوضوح تصوره للمركبة التي يمكن أن تعمل ضمن قيود الجاذبية وميكانيكا المدارات، ويمكنها في الآن ذاته أن تنساب بسلاسة بين النجوم فتخوض غمار المحيط الكوني، مدفوعة بقوة الأشعة الشمسية في اتساع الفضاء الشاسع.
واليوم بات الحلم الذي أوجزه أستاذنا يتحقق على يد "جمعية الدراسات الكوكبية"، أكبر منظمة فضائية غير حكومية في العالم، وقد شارك ساغان في تأسيسها عام 1980 (وأنا من يقودها حاليا). ففي يونيو من عام 2015، قامت الجمعية باختبار مركبتها الفضائية "لايت سايل 1" التي تحلق بالاعتماد على ضوء الشمس والممولة من تبرعات جماعية.
كان الفلكي الألماني "يوهانس كيبلر" يعمّق الفكر في ما رآه ذلك العام. ولقد أدرك أن الذيل الرائع لِما نسميه الآن "مذنب هالي" (وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى العالم الإنجليزي "إدموند هالي"، الذي قام بحساب مداره) ربما نتج عن حرارة الشمس التي قامت على نحوٍ ما بتبخير سطح المذنب أو تحرير مواد منه. وقد تخيل كيبلر استكشاف تلك التشكيلات النجمية، قائلاً: "لأن السفن أو الأشرعة تكيّفت مع نسائم السماء، فسيكون هناك من لا يشعر بالضآلة والانكماش أمام هذا الفضاء الفسيح".
وعموماً كان وجود السفن أمرا شائعا بما فيه الكفاية في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وكانت تحركها الرياح، التي بدورها نشأت جزئيا بسبب حرارة الشمس. عاش كيبلر خلال فترة من التاريخ أدركنا فيها، بفضل "نيكولاس كوبرنيكوس"، أننا نعيش على كوكب يدور حول نجم. وربما كان من الطبيعي، إذن، أن يتصور كيبلر البشر يبحرون في سماء مرصعة بالنجوم.
عندما كنت أجلس في فصل كارل ساغان لدراسة علم الفلك في "جامعة كورنيل" عام 1977، بدا لي أن الإبحار في الفضاء أمر طبيعي. كان ساغان يصف بوضوح تصوره للمركبة التي يمكن أن تعمل ضمن قيود الجاذبية وميكانيكا المدارات، ويمكنها في الآن ذاته أن تنساب بسلاسة بين النجوم فتخوض غمار المحيط الكوني، مدفوعة بقوة الأشعة الشمسية في اتساع الفضاء الشاسع.
واليوم بات الحلم الذي أوجزه أستاذنا يتحقق على يد "جمعية الدراسات الكوكبية"، أكبر منظمة فضائية غير حكومية في العالم، وقد شارك ساغان في تأسيسها عام 1980 (وأنا من يقودها حاليا). ففي يونيو من عام 2015، قامت الجمعية باختبار مركبتها الفضائية "لايت سايل 1" التي تحلق بالاعتماد على ضوء الشمس والممولة من تبرعات جماعية.