غذاء دبي.. يبدأ من مزرعتها الصغيرة

من المتوقع أن يبلغ عدد سكان العالم في منتصف هذا القرن زهاء 9.7 مليار نسمة حسب تقديرات منظمة "الأمم المتحدة"، ما يتطلب مزيدًا من الغذاء ويُشكل ضغوطًا كبيرة على الموارد الطبيعية.

ربما يتصور بعض الناس أن المكان غير مناسب لمثل هذا المشروع الزراعي. لكن ما إن تطأ قدمك أرضه، ستشاهد "عمر الجندي" جالسًا خلف مكتبه يقلب ويدرس شتى الأصناف من بذور الخضراوات الورقية.
على بُعد كيلومترات قليلة من منطقة "وسط دبي"، تقع "مزرعة بادية"، وهي منشأة صغيرة -تبلغ مساحتها نحو 1000 متر مربع- تقبع وسط المستودعات والشركات التجارية. يقول الجندي، وهو صاحب المشروع: "نعيش في منطقة تُوصف بأنها مستهلكة للغذاء أكثر من كونها منتجة، لذا بدأت العمل والتحدي على أن أكون طرفاً في هذه المعادلة الغذائية". فالظروف المناخية وشح الموارد المائية وتدهور التربة، من أبرز التحديات الزراعية التي تواجه دول منطقة الشرق الأوسط عمومًا، والخليج العربي خصوصًا.
بدأت المزرعة إنتاجها الفعلي أواخر عام 2017، عبر استخدام تقنية "الزراعة المائية الرأسية"، وهي أسلوب حديث يعتمد على زرع بذور النباتات في ألواح (قوالب) تتخذ شكل طوابق يعلو بعضها بعضاً، بلا تربة أو أشعة الشمس أو مبيدات، باستخدام التقنية المتطورة في إدارتها. تُعد هذه أول مزرعة تجارية داخلية تنتهج هذا الأسلوب الحديث في منطقة الخليج العربي. يقول مؤسسها: "في ظل التنامي الهائل لسكان العالم، علينا أن نبحث عن حلول مستدامة توفر احتياجات الفرد وتحقق الأمن الغذائي والمائي معًا". فمن المتوقع أن يبلغ عدد سكان العالم في منتصف هذا القرن زهاء 9.7 مليار نسمة حسب تقديرات منظمة "الأمم المتحدة"، ما يتطلب مزيدًا من الغذاء ويُشكل ضغوطًا كبيرة على الموارد الطبيعية؛ لذا تعددت الأبحاث والتجارب الزراعية لتدارك الأمور مبكرًا من أجل توفير البدائل الممكنة.
تتكون المنشأة من أربع غرف رئيسة تبدأ من غرفة البحوث والتحكم المخصصة لضبط درجات الحرارة وقياس الرطوبة، ومتابعة تطور نمو المزروعات. وغرفة ثانية تحوي ثلاثة خزانات عملاقة، تنقل المياه عبر أنابيب متصلة بالألواح لري المحصول بأسلوب تدوير المياه، ما يقلص استهلاكه بنسبة 90 بالمئة مقارنة مع الزراعة التقليدية. أما الغرفة الرئيسة، فهي مركز العمليات الحقيقي في سلسلة الإنتاج هذه، حيث توجد طوابق الشتلات المنتصبة على قاعدة اللوح الزراعي، والتي تمتد على طولها أنابيب المياه وتعلوها مصابيح (LED) التي تمد المزروعات بالضوء اللازم، بدلًا من أشعة الشمس. ثم تأتي أخيراً غرفة تعليب المنتج وتجهيزه للتوريد.
تنتج المزرعة عدة أنواع من الخضراوات الورقية، مثل الخس والريحان والجرجير واللفت والرشاد والخردل والنعناع؛ وتأتي هذه الأنواع بنكهات مختلفة مثل طعم المكسرات والفلفل الحار والشوكولا. تقوم المزرعة حاليًا بتوريد منتجاتها إلى المطاعم والفنادق الراقية في دبي وسائر أنحاء البلد داخل علب اختيرت لها أسماء محلية مميزة، مثل "خلطة الريحان" و"جميرا" و"ياس"؛ وكل ذلك لتشجيع الناس على استهلاك المنتجات المحلية والفخر بها، حسب تعبير الجندي. ويحذو الرجلَ أملٌ في نشر هذا الأسلوب الزراعي بين أفراد المجتمع، "لأنني أُؤمن بأننا سوف ننجح يومًا ما في زراعة محاصيل يستحيل زرعها اليوم في منطقتنا.. ولن يكون ذلك إلا بواسطة التقنية المتطورة".

غذاء دبي.. يبدأ من مزرعتها الصغيرة

من المتوقع أن يبلغ عدد سكان العالم في منتصف هذا القرن زهاء 9.7 مليار نسمة حسب تقديرات منظمة "الأمم المتحدة"، ما يتطلب مزيدًا من الغذاء ويُشكل ضغوطًا كبيرة على الموارد الطبيعية.

ربما يتصور بعض الناس أن المكان غير مناسب لمثل هذا المشروع الزراعي. لكن ما إن تطأ قدمك أرضه، ستشاهد "عمر الجندي" جالسًا خلف مكتبه يقلب ويدرس شتى الأصناف من بذور الخضراوات الورقية.
على بُعد كيلومترات قليلة من منطقة "وسط دبي"، تقع "مزرعة بادية"، وهي منشأة صغيرة -تبلغ مساحتها نحو 1000 متر مربع- تقبع وسط المستودعات والشركات التجارية. يقول الجندي، وهو صاحب المشروع: "نعيش في منطقة تُوصف بأنها مستهلكة للغذاء أكثر من كونها منتجة، لذا بدأت العمل والتحدي على أن أكون طرفاً في هذه المعادلة الغذائية". فالظروف المناخية وشح الموارد المائية وتدهور التربة، من أبرز التحديات الزراعية التي تواجه دول منطقة الشرق الأوسط عمومًا، والخليج العربي خصوصًا.
بدأت المزرعة إنتاجها الفعلي أواخر عام 2017، عبر استخدام تقنية "الزراعة المائية الرأسية"، وهي أسلوب حديث يعتمد على زرع بذور النباتات في ألواح (قوالب) تتخذ شكل طوابق يعلو بعضها بعضاً، بلا تربة أو أشعة الشمس أو مبيدات، باستخدام التقنية المتطورة في إدارتها. تُعد هذه أول مزرعة تجارية داخلية تنتهج هذا الأسلوب الحديث في منطقة الخليج العربي. يقول مؤسسها: "في ظل التنامي الهائل لسكان العالم، علينا أن نبحث عن حلول مستدامة توفر احتياجات الفرد وتحقق الأمن الغذائي والمائي معًا". فمن المتوقع أن يبلغ عدد سكان العالم في منتصف هذا القرن زهاء 9.7 مليار نسمة حسب تقديرات منظمة "الأمم المتحدة"، ما يتطلب مزيدًا من الغذاء ويُشكل ضغوطًا كبيرة على الموارد الطبيعية؛ لذا تعددت الأبحاث والتجارب الزراعية لتدارك الأمور مبكرًا من أجل توفير البدائل الممكنة.
تتكون المنشأة من أربع غرف رئيسة تبدأ من غرفة البحوث والتحكم المخصصة لضبط درجات الحرارة وقياس الرطوبة، ومتابعة تطور نمو المزروعات. وغرفة ثانية تحوي ثلاثة خزانات عملاقة، تنقل المياه عبر أنابيب متصلة بالألواح لري المحصول بأسلوب تدوير المياه، ما يقلص استهلاكه بنسبة 90 بالمئة مقارنة مع الزراعة التقليدية. أما الغرفة الرئيسة، فهي مركز العمليات الحقيقي في سلسلة الإنتاج هذه، حيث توجد طوابق الشتلات المنتصبة على قاعدة اللوح الزراعي، والتي تمتد على طولها أنابيب المياه وتعلوها مصابيح (LED) التي تمد المزروعات بالضوء اللازم، بدلًا من أشعة الشمس. ثم تأتي أخيراً غرفة تعليب المنتج وتجهيزه للتوريد.
تنتج المزرعة عدة أنواع من الخضراوات الورقية، مثل الخس والريحان والجرجير واللفت والرشاد والخردل والنعناع؛ وتأتي هذه الأنواع بنكهات مختلفة مثل طعم المكسرات والفلفل الحار والشوكولا. تقوم المزرعة حاليًا بتوريد منتجاتها إلى المطاعم والفنادق الراقية في دبي وسائر أنحاء البلد داخل علب اختيرت لها أسماء محلية مميزة، مثل "خلطة الريحان" و"جميرا" و"ياس"؛ وكل ذلك لتشجيع الناس على استهلاك المنتجات المحلية والفخر بها، حسب تعبير الجندي. ويحذو الرجلَ أملٌ في نشر هذا الأسلوب الزراعي بين أفراد المجتمع، "لأنني أُؤمن بأننا سوف ننجح يومًا ما في زراعة محاصيل يستحيل زرعها اليوم في منطقتنا.. ولن يكون ذلك إلا بواسطة التقنية المتطورة".